هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

 غزوات الرسول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 23, 2010 3:08 pm




[size=12]
بعد ما كان من كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين ، وما فعلوا بهم عند الهجرة مما استحقوا لأجلها المصادرة والقتال ، إلا أنهم لم يكونوا ليفيقوا من غيهم ، ويمتنعوا عن عدوانهم ، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمنا ومقراً بالمدينة فكتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول ، وكان إذ ذاك مشركاً بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة _ فمعلوم أنهم كانوا مجتمعين عليه وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله وآمنوا به _ كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين يقولون لهم في كلمات باتة :
إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ، ونستبيح نساءكم .
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة _ وكان يحقد على النبي لما يراه أنه استلبه ملكه _ يقول عبد الرحمن بن كعب : فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله فلما بلغ ذلك النبي لقيهم ، فقال : لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ، وما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم ، تريدون أن تقاتلوا ابناءكم وإخوانكم ، فلما سمعوا ذلك من النبي تفرقوا .
امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن إرادة القتال عند ذاك لما رأى خوراً أو رشداً في أصحابه ولكن يبدو انه كان متواطئاً مع قريش ، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين ، وكان يضم معه اليهود ، ليعينوه على ذلك ، ولكن تلك هي حكمة النبي التي كانت تطفئ نار شرهم حيناً بعد حين .


إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً فنزل على أمية بن خلف بمكة ، فقال لأمية : انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت ، فخرج به قريباً من لقف النهار ، فلقيهما أبو جهل فقال : يا أبا صفوان من هذا معك ؟ فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً ، فقال له سعد ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه ، طريقك على أهل المدينة .


قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشاً أرسلت إلى المسلمين تقول لهم : لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب ، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم .
ولم يكن هذا كله وعيداً مجرداً ، فقد تأكد عند رسول الله من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً أو في حرس من الصحابة ، فقد روى مسلم في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت : سهر رسول الله مقدمه المدينة ليلة فقال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ، قالت فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح فقال : من هذا ؟ قال : سعد بن أبي وقاص ، فقال له رسول الله : ما جاء بك ؟ فقال : وقع في نفسي خوف على رسول الله فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله ، ثم نام .
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمراً مستمراً فقد روي عن عائشة قالت : كان رسول الله يحرس ليلاً ، حتى نزل والله يعصمك من الناس فأخرج رسول الله رأسه من القبة ، فقال : أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل .
ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول الله بل على المسلمين كافة ، فقد روى أبي ابن كعب ، قال : لما قدم رسول الله وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه .


الإذن بالقتال
في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة ، والتي كانت تنبئ عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ، ولا يمتنعون عن تمردهم بحال ، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم قال تعالى أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلِمُواْ وإن الله على نصرِهِم لقدير
وأنزل هذه الآية ضمن آيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الله قال تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر
والصحيح الذي لا مندوحة عنه أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة ، لا بمكة ، ولكن لا يمكن لنا القطع بتحديد ميعاد النزول .
نزل الإذن بالقتال ولكن كان من الحكمة إزاء هذه الظروف _ التي مبعثها الوحيد هو قوة قريش وتمردها _ أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريش التجارية المؤدية من مكة إلى الشام ، واختار رسول الله لبسط هذه السيطرة خطتين :
الأولى : عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق ، أو كانت تقطن مابين هذا الطريق وما بين المدينة وقد أسلفنا معاهدته _ _ مع اليهود وكذلك كان عقد معاهدة الحلف أو عدم الاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري وكانت مساكنهم على ثلاثة مراحل من المدينة ، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتي ذكرها إن شاء الله .
الثانية : إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق .
[/size]





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kawki
منصوري متألق
منصوري متألق
kawki

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1667
العمر العمر : 42
العمل/الترفيه : طالب
المدينة : اسفي
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Travel10
المزاج المزاج : غزوات الرسول 252178938
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
نقاط نقاط : 2374
الوسام الحضور المتميز

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 23, 2010 3:38 pm

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله ة صحبه و سلم تسليما
شكرا لك اختي الواعضة حليمة اتمنى لك كل التوفيق و جزاك الله كل الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس
مراقبة عامة
مراقبة عامة
شمس

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 24544
العمر العمر : 35
العمل/الترفيه : جامعية
المدينة : الجزائر
البلد البلد : غزوات الرسول 1alger10
الهواية : غزوات الرسول Travel10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-16
تاريخ التسجيل : 05/07/2009
نقاط نقاط : 35206
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالخميس مارس 25, 2010 7:08 am

اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد
بارك الله فيك
غزوات الرسول 601180


عدل سابقا من قبل شمس في الجمعة مارس 26, 2010 4:02 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالجمعة مارس 26, 2010 3:59 pm

شرفني مروركما العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالجمعة مارس 26, 2010 4:19 pm

- الغزوات والسرايا قبل بدر
ولتنفيذ هاتين الخطتين بدأ المسلمين النشاط العسكري فعلاً بعد نزول الإذن بالقتال ، وقاموا بحركات عسكرية هي أشبه بالدوريات الاستطلاعية ، وكان المطلوب منها هو الذي أشرنا إليه من الاستكشاف والتعرف على الطرق المحيطة بالمدينة والمسالك المؤدية إلى مكة ، وعقد المعاهدات مع القبائل التي مساكنها على هذه الطرق ، وإشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية الضاربين حولها بأن المسلمين أقوياء وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم ، وإنذار قريش عقبى طيشها ، حتى تفيق عن غيها الذي لا تزال تتوغل في أعماقه وعلها تشعر بتفاقم الخطر على اقتصادها وأسباب معايشها فتجنح إلى السلم ، وتمتنع عن إرادة قتال المسلمين في عقر دارهم ، وعن الصد عن سبيل الله ، وعن تعذيب المستضعفين من المؤمنين في مكة ، حتى يصير المسلمون أحراراً في إبلاغ رسالة الله في ربوع الجزيرة .

وفيما يلي أحوال هذه السرايا بالإيجاز :
1- سرية سيف البحر ، في رمضان سنة 1هـ . الموافق مارس سنة 623م . أمّر رسول الله على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب ، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ، يعترض عيراً لقريش جاءت من الشام ، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل ، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص . فالتقوا واصطفوا للقتال ، فمشى مجدي ابن عمرو الجهني _ وكان حليفاً للفريقين جميعاً _ بين هؤلاء وهؤلاء ، حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا .
وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله ، وكان أبيض ، وكان حامله أبا مرثد كناز بن حصين الغنوي .
2- سرية رابغ في شوال سنة 1هـ . _ أبريل سنة 623م . بعث رسول الله عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكباً من المهاجرين ، فلقي أبا سفيان _ وهو في مائتين _ على بطن رابغ ، وقد ترامى الفريقان بالنبل ، ولم يقع قتال .
وفي هذه السرية انضم رجلان من جيش مكة إلى المسلمين ، وهما المقداد بن عمرو البهراني ، وعتبة بن غزوان المازني ، وكانا مسلمين ، خرجا مع الكفار ، ليكون ذلك وسيلة للوصول إلى المسلمين . وكان لواء عبيدة أبيض ، وحامله مسطح بن أثاثة بن المطلب بن عبد مناف .
3- سرية الخرّار . في ذي القعدة سنة 1هـ. الموافق مايو سنة 623م . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في عشرين راكباً يعترضون عيراً لقريش ، وعهد غليه أن لا يجاور الخرار ، فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار ويسيرون بالليل حتى بلغوا الخرار صبيحة خمس ، فوجدوا العير قد مرت بالأمس .
وكان لواء سعد رضي الله عنه أبيض ، وحمله المقداد بن عمرو .
4- غزوة الأبواء أو ودان _ في صفر سنة 2هـ . الموافق أغسطس سنة 623م ، خرج رسول الله بنفسه بعد أن استخلف على المدينة سعد بن عبادة ، في سبعين رجلاً من المهاجرين خاصة ، يعترض عيرا لقريش حتى بلد ودان ، فلم يلق كيداً.
وفي هذه الغزوة عقد معاهدة حلف مع عمرو بن مخشي الضمري ، وكان سيد بني ضمرة في زمانه وهاك نص المعاهدة :
هذا كتاب من محمد رسول الله لبني ضمرة ، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم ، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله ، ما بل بحر صوفة ، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه .
وهذه أول غزوة غزاها رسول الله وكانت غيبته خمس عشرة ليلة وكان اللواء أبيض ، وحامله حمزة بن عبد المطلب .
5- غزوة بواط ، في شهر ربيع الأول سنة 2هـ سبتمبر سنة 623م ، خرج رسول الله في مائتين من أصحابه يعترض عيراً لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش ، وألفان وخمسمائة بعير ، فبلغ بواطاً من ناحية رضوى ولم يلق كيداً .
واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ ، واللواء كان أبيض ، وحامله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
6- غزوة سفوان ، في شهر ربيع الأول سنة 2هـ. سبتمبر سنة 623م ، أغار كرز بن جابر الفهدي في قوات خفيفة من المشركين على مراعي المدينة ، ونهب بعض المواشي ، فخرج رسول الله في سبعين رجلاً من أصحابه لمطاردته ، حتى بلغ وادياً يقال له سفوان من ناحية بدر ، ولكنه لم يدرك كرزاً وأصحابه فرجع من دون حرب وهذه الغزوة تسمى بغزوة بدر الأولى .
واستخلف في هذه الغزوة على المدينة زيد بن حارثة ، وكان اللواء أبيض ، وحامله علي بن أبي طالب .
7- غزوة ذي العشيرة _ في جمادى الأولى ، وجمادى الآخرة سنة 2هـ. الموافق نوفمبر وديسمبر سنة 623م ، خرج رسول الله في خمسين ومائة ويقال : في مائتين من المهاجرين ولم يكره أحداً على الخروج ، وخرجوا على ثلاثين بعيراُ يعتقبونها ، يعترضون عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام ، وقد جاء الخبر بفصولها من مكة فيها أموال لقريش ، فبلغ ذا العشيرة ، فوجد العير قد فاتته بأيام ، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام ، فصارت سبباً لغزوة بدر الكبرى .
وكان خروجه في أواخر جمادى الأولى ، ورجوعه في أوائل جمادى الآخرة على ما قاله ابن إسحاق ، ولعل هذه هو سبب اختلاف أهل السير في تعيين شهر هذه الغزوة .
وفي هذه الغزوة عقد رسول الله معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة .
واستخلف على المدينة في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، وكان اللواء في هذه الغزوة أبيض ، وحامله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .
8- سرية نخلة _ في رجب سنة 2 هـ. الموافق يناير سنة 624م ، بعث رسول الله عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كل اثنين يعتقبان على بعير .
وكان رسول الله كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه . فسار عبد الله ، ثم قرأ الكتاب بعد يومين ، فإذا هو : (( إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها عير قريش ، وتعلم لنا من أخبارهم )) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة فلينهض ، ومن كره الموت فليرجع وأما أنا فناهض ، فنهضوا كلهم ، غير أنه لما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه ، فتخلفا في طلبه .
وسار عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة ، وفيها عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب ، الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم ، ثم اجتمعوا على اللقاء فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلت نوفل ، ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام .
وأنكر رسول الله ما فعلوه ، وقال : ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ، ووقف التصرف في العير والأسيرين .
ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرم الله ، وكثر في ذلك القيل والقال ، حتى نزل الوحي حاسماً هذه الأقاويل ، وأن ما عليه المشركون أكبر وأعظم ، مما ارتكبه المسلمون ، قال تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل
فقد صرح هذا الوحي بأن الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مساغ لها ، فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام ، واضطهاد أهله ، ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وقتل نبيهم ؟ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة ، فأصبح انتهاكها معرة وشناعة ؟ لا جرم أن الدعاية التي أخذ ينشرها المشركون دعاية تبتنى على وقاحة ودعارة .
وبعد ذلك أطلق رسول الله سراح الأسيرين وأدى دية المقتول إلى أول. يائه










التوقيع
غزوات الرسول 27
غزوات الرسول 26
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ou3mmi
مشرف منتديات الأخبار والمال والأعمال
مشرف منتديات الأخبار والمال والأعمال


الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1088
العمر العمر : 46
العمل/الترفيه : prof
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Readin10
المزاج المزاج : غزوات الرسول 762256314
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
نقاط نقاط : 2429
الوسام أنشط عضو

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالسبت مارس 27, 2010 2:35 am

غزوات الرسول 601180
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انس
.......
.......
انس

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1340
العمر العمر : 36
الموقع : www.geekw.tk
العمل/الترفيه : Html
المدينة : New York
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Swimmi10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-14
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
نقاط نقاط : 1951
الوسام التميز و النشاط

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالسبت مارس 27, 2010 4:25 am

غزوات الرسول 601180
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.geekw.tk
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالسبت أبريل 03, 2010 5:05 pm

وفيكما بارك المولى اخي اوعمي وانس

سوف نتابع الغزوات



















غزوات الرسول 4_curغزوات الرسول 4_cul
- تلكم السرايا والغزوات قبل بدر لم يجر في واحدة منها سلب الأموال وقتل الرجال إلا بعد ما ارتكبه المشركون في قيادة كرز بن جابر الفهري ، فالبداية إنما هي من المشركين مع ما كانوا قد أتوه قبل ذلك من الأفاعيل .
وبعد وقوع ما وقع في سرية عبد الله بن جحش تحقق خوف المشركين ، وتجسد أمامهم الخطر الحقيقي ووقعوا فيما كانوا يخشون الوقوع فيه ، وعلموا أن المدينة في غاية من التيقظ والتربض ، تترقب كل حركة من حركاتهم التجارية ، وأن المسلمون يستطيعون أن يزحفوا إلى ثلاثمائة ميل تقريباً ثم يقتلوا ويأسروا رجالهم ، ويأخذوا أموالهم ، ويرجعوا سالمين غانمين ، وشعر هؤلاء المشركون بأن تجارتهم إلى الشام أمام خطر دائم ، لكنهم بدل أن يفيقوا عن غيهم ويأخذوا طريق الصلاح والموادعة _ كما فعلت جهينة وبنو ضمرة _ ازدادوا حقداً وغيظاً ، وصمم صناديدهم وكبراؤهم على ما كانوا يوعدون ويهددون به من قبل ، من إبادة المسلمين في عقر دارهم ، وهذا هو الطيش الذي جاء بهم إلى بدر .
أما المسلمون فقد فرض الله عليهم القتال بعد وقعة سرية عبد الله بن جحش ، في شهر شعبان سنة 2هـ ، وأنزل في ذلك آيات وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ( 190 ) واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ( 191 ) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ( 192 ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين
ثم لم يلبث أن أنزل الله تعالى آيات من نوع آخر ، يعلم فيها طريقة القتال ، ويحثهم عليه ، ويبين لهم بعض أحكامه فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ( 4 ) سيهديهم ويصلح بالهم ( 5 ) ويدخلهم الجنة عرفها لهم ( 6 ) يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
ثم ذم الله الذين طفقت أفئدتهم ترجف وتخفق حين سمعوا الأمر بالقتال : فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت
وإيجاب القتال والحض عليه ، والأمر بالاستعداد له هو عين ما كانت تقتضيه الأحوال ، ولو كان هناك قائد يسير أغوار الظروف لأمر جنده بالاستعداد لجميع الطوارئ فكيف بالرب العليم المتعال ، فالظروف كانت تقتضي عراكاً دامياً بين الحق والباطل ، وكانت وقعة سرية عبدالله بن جحش ضربة قاسية على غيرة المشركين وحميتهم ، آلمتهم ، وتركتهم يتقلبون على مثل الجمر .
وآيات الأمر بالقتال تدل بفواحها على قرب العراك الدامي ، وأن النصر والغلبة فيه للمسلمين نهائياً انظر كيف يأمر الله المسلمين يإخراج المشركين من حيث أخرجوهم وكيف يعلمهم أحكام الجند المتغلب في الأسارى ، والإثخان في الأرض ، حتى تضع الحرب أوزارها ، هذه كلها إشارة إلى غلبة المسلمين نهائياً . ولكن ترك كل ذلك مستوراً ، حتى يأتي كل رجل بما فيه من التحمس في سبيل الله .
وفي هذه الأيام _ في شعبان سنة 2هـ / فبراير 624م _ أمر الله تعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، وأفاد ذلك أن الضعفاء والمنافقين من اليهود الذين كانوا قد دخلوا في صفوف المسلمين لإثارة البلبلة انكشفوا عن المسلمين ، ورجعوا إلى ما كانوا عليه ، وهكذا تطهرت صفوف المسلمين عن كثير من أهل الغدر والخيانة .
وفي تحويل القبلة إشارة لطيف إلى بداية دور جديد ، لا ينتهي إلا بعد إحتلال المسلمين هذه القبلة أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم ، وإن كانت بأيديهم فلا بد من تخليصها يوماً ما .
وبعد هذه الأوامر والإشارات زاد نشاط المسلمين ، واشتدت نزعاتهم إلى الجهاد في سبيل الله ولقاء العدو في معركة فاصلة.
غزوات الرسول 4_cdrغزوات الرسول 4_cdl











غزوات الرسول A4


















غزوات الرسول A4











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زياد
منصوري نشيط
منصوري نشيط


الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 38
العمر العمر : 26
العمل/الترفيه : تلميذ
المدينة : المغرب/ اكادير
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Sports10
المزاج المزاج : غزوات الرسول 272683444
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
نقاط نقاط : 56
الوسام وسام التميز

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأحد أبريل 04, 2010 4:40 pm

شكرا اختى هذا موضوع رائع جدا لقد اعجبني كثرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد المراح
Admin
Admin
محمد المراح

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 12775
العمر العمر : 45
العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي
المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها-
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Swimmi10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 19/07/2008
نقاط نقاط : 20059
الوسام الادارة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالإثنين أبريل 05, 2010 12:03 pm

بارك الله فيك


اللهم صل على سيدنا محمد أفضل الصلوات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almansour.forumactif.org
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 07, 2010 1:49 pm

شرفني مروركم
سوف نتابع
وبإذن الله سنتناول الغزوات .... بالتفاصيل
اليوم سنتناول الغزوات بالتفصيل
غزوة بدر الكبرى


سبب الغزوة
قد أسلفنا في ذكر غزوة العشيرة أن عيراً لقريش أفلتت من النبي في ذهابها من مكة إلى الشام ، ولما قرب رجوعها من الشام إلى مكة بعث رسول الله طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال ، ليقوما باكتشاف خبرها ، فوصلا إلى الحوراء ومكثا حتى مر بهما أبو سفيان بالعير ، فأسرعا إلى المدينة ، وأخبرا رسول الله بالخبر .
كانت العير مركبة من ثروات طائلة من أهل مكة ، ألف بعير موقرة بالأموال لا تقل عن خمسين ألف دينار ذهبي ، ولم يكن معها من الحرس إلا نحو أربعين رجلاً .
إنها فرصة ذهبية لعسكر المدينة ، وضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة ضد المشركين لو انهم فقدوا هذه الثروة الطائلة ، لذلك أعلن رسول الله في المسلمين قائلاً : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها .
ولم يعز على أحد الخروج ، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة ، لما أنه لم يكن يتوقع عند هذا الانتداب أن سيصطدم بجيش مكة _ بدل العير _ هذه الاصطدام العنيف في بدر ، ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة ، وهم يحسبون أن مضي رسول الله في هذا الوجه لن يعدوا ما ألفوه في السرايا الماضية ، ولذلك لم ينكر على أحد تخلفه في هذه الغزوة .

مبلغ قوة الجيش الإسلامي وتوزيع القيادات
واستعد رسول الله للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ( 313،، 314، 317) ، 82 أو 83 أو 86 من المهاجرين ، و 61 من الأوس و 170 من الخزرج . ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالاً بليغاً ، ولا اتخذوا أهبتهم كاملة ، فلم يكن معهم إلا فرسان ، فرس للزبير بن العوام ، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي ، وكان معهم سبعون بعيراً ليعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد ، وكان رسول الله وعليّ ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيراً واحداً.
واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم ، فلما كان بالروحاء ردّ أبا لبابة بن عبد المنذر واستعمله على المدينة .
ودفع لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير القرشي العبدري ، وكان هذا اللواء أبيض .
وقسم جيشه إلى كتيبتين :
1_ كتيبة المهاجرين ، وأعطي علمها علي بن أبي طالب .
2_ كتيبة الأنصار ، وأعطى علمها سعد بن معاذ .
وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام ، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو _ وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش كما أسلفنا _ وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة ، وظلت القيادة العامة في يده كقائد أعلى للجيش .

الجيش الإسلامي يتحرك نحو بدر
سار رسول الله في هذا الجيش غير المتأهب ، فخرج من نقب المدينة ، ومضى على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مكة ، حتى بلغ بئر الروحاء ولما ارتحل منها ، ترك طريق مكة بيسار وانحرف ذات اليمين على النازية ( يريد بدراً ) فسلك في ناحية منها ، حتى جذع وادياً يقال له رحقان ، بين النازية وبين مضيق الصفراء ، ثم مر على المضيق ، ثم انصب منه حتى قرب من الصفراء وهنالك بعث بسيس بن عمر الجهني وعدي بن أبي الزغباء الجهني إلى بدر يتجسسان له أخبار العير .

النذير في مكة
وأما خبر العير فإن أبا سفيان _ وهو المسؤول عنها _ كان على غاية من الحيطة والحذر ، فقد كان يعلم أن طريق مكة محفوف بالأخطار ، وكان يتحسس الأخبار ، ويسـأل من لقي من الركبان ، ولم يلبث أن نقلت إليه استخباراته بأن محمداً قد استنفر أصحابه ليوقع بالعير وحينئذ استأجر أبو سفيان ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ، مستصرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه .
وخرج ضمضم سريعاً حتى أتى مكة ، فصرخ ببطن الوادي اقفاً على بعيره ، وقد جدع أنفه وحول رحله وشق قميصه ، وهو يقول : يا معشر قريش اللطيمة ، اللطيمة ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوث الغوث .

أهل مكة يتجهزون للغزو
فتحفز الناس سراعاً ، وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ؟ كلا ، والله ليعلمن غير ذلك ، فكانوا بين رجلين ، إما خارج ، وإما باعث مكانه رجلاً وأوعبوا في الخروج فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب ، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين ، وحشدوا من حولهم من قبائل العرب ، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي ، فلم يخرج منهم أحد .

قوام الجيش المكي
وكان قوام هذا الجيش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره ، وكان معه مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط ، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام ، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش ، فكانوا ينحرون يوما تسعاً ويوماً عشراً من الإبل .

مشكلة قبائل بني بكر
ولما أجمع هذا الجيش على المسير ، ذكرت قريش ما كان بينها وبين بني بكر من العداوة والحرب ، فخافوا أن تضربهم هذه القبائل من الخلف ، فيكونوا بين نارين ، فكاد ذلك يثنيهم ، ولكن حينئذ تبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي _ سيد بني كنانة _ فقال لهم : أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه .


جيش مكة يتحرك
وحينئذ خرجوا من ديارهم ، كما قال الله : بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله وأقبلوا كما قال رسول الله بحدهم وحديدهم ، يحادون الله ويحادون رسوله وقال تعالى وغدوا على حردٍ قادرين وعلى حمية وغضب وحنق على رسول الله وأصحابه ، لا جتراء هؤلاء على قوافلهم .
تحركوا بسرعة فائقة نحو الشمال في إتجاه بدر ، وسلكوا في طريقهم وادي عسفان ، ثم قديد ، ثم الجحفة ، وهناك تلقوا رسالة جديدة من أبي سفيان يقول لهم فيها : إنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم ، وقد نجاها الله فارجعوا .

العير تفلت
وكان من قصة أبي سفيان أنه كان يسير على الطريق الرئيسي ولكنه لم يزل حذراً متيقظاً ، وضاعف حركاته الاستكشافية ، ولما اقترب من بدر تقدم عيره ، حتى لقي مجدي بن عمرو ، وسأله عن جيش المدينة ، فقال : ما رأيت أحداً أنكره ، إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ، ثم انطلقا ، فبادر أبو سفيان إلى مناخهما ، فأخذ من أبعار بعيرهما ، ففته ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذا والله علائف يثرب ، فرجع إلى عيره سريعاً ، وضرب وجهها محولاً اتجاهها نحو الساحل غرباً ، تاركاً الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار . وبهذا نجا بالقافلة من الوقوع في قبضة جيش المدينة ، وأرسل رسالته إلى جيش مكة التي تلقاها في الجحفة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 07, 2010 1:51 pm

نزول المطر
وأنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطراً واحداً ، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طلا طهرهم به ، وأذهب عنهم رجس الشيطان ، ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل ، وثبت الأقدام ، ومهد به المنزل ، وربط به على قلوبهم .
الجيش الإسلامي يسبق إلى أهم المراكز العسكرية
وتحرك رسول الله بجيشه ، ليسبق المشركين إلى ماء بدر ، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه ، فنزل عشاء أدنى ماء من مياه بدر ، وهنا قام الحباب بن المنذر كخبير عسكري وقــال : يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل ، أمنزلاً أنزلكه الله ، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، قال : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم _ قريش _ فننزله وتغور _ أي نخرب _ ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضاً ، فنملأه ماء ، ثم نقاتل القوم ، فنشرب ولا يشربون ، فقال رسول الله : لقد أشرت بالرأي .
فنهض رسول الله بالجيش ، حتى أتى أقرب ماء من العدو ، فنزل عليه شطر الليل ، ثم صنعوا الحياض ، وغوَّروا ما عداها من القلب .
مقر القيادة
وبعد أن تم نزول المسلمين على الماء اقترح سعد بن معاذ على رسول الله أن يبني المسلمون مقراً لقيادته ، استعداداً للطوارئ ، وتقديراً للهزيمة قبل النصر ، حيث قال : (( يا نبي الله ألا نبني لك عريشاً تكون فيه ، ونعد عندك ركائبك ، ثم نلقي عدونا ، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا ، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك ، فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حباً منهم ، ولو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم ، يناصحونك ، ويجاهدون معك ))
فأثنى عليه رسول الله خيراً ، ودعا له بخير ، وبنى المسلمون عريشاً على تل مرتفع يقع في الشمال الشرقي لميدان القتال ، ويشرف على ساحة المعركة .
كما تم انتخاب فرقة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ ، يحرسون رسول الله حول مقر قيادته .
تعبئة الجيش وقضاء الليل
ثم عبأ رسول الله جيشه ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يشير بيده : هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، ثم بات رسول الله يصلي إلى جذع شجرة هنالك ، وبات المسلمون ليلهم هادئ الأنفاس منير الآفاق ، غمرت الثقة قلوبهم ، وأخذوا من الراحة قسطهم ، يأملون أن يروا بشائر ربهم بعيونهم صباحاً إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام
كانت هذه الليلة ليلة الجمعة ، السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة ، وكان خروجه في 8 أو 12 من نفس الشهر .
الجيش المكي في عرصة القتال ووقوع الانشقاق فيه
أما قريش ، فقضت ليلتها هذه في معسكرها بالعدوة القصوى ، ولما أصبحت أقبلت في كتائبها ، ونزلت من الكثيب إلى وادي بدر ، وأقبل نفر منهم إلى حوض رسول الله فقال : دعوهم فما شرب أحد منهم يومئذ إلا قتل ، سوى حكيم بن حزام ، فإنه لم يقتل ، وأسلم بعد ذلك ، وحسن إسلامه ، وكان إذا اجتهد في اليمين قال : لا والذي نجاني من يوم بدر ، فلما اطمأنت قريش بعث عمير بن وهب الجمحي ، للتعرف على مدى قوة جيش المدينة ، فدار عمير بفرسه حول العسكر ، ثم رجع إليهم فقال : ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلاً أو ينقصون ، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد ؟ فضرب في الوادي حتى أبعد ، فلم ير شيئاً فرجع إليهم فقال : ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم ، فإذا أصابوا منكم أعدادكم ، فما خير العيش بعد ذلك ، فروا رأيكم .
وحينئذ قامت معارضة أخرى ضد أبي جهل _ المصمم على المعركة _ تدعوا إلى العودة بالجيش إلى مكة دونما قتال ، فقد مشى حكيم بن حزام في الناس ، وأتى عتبة بن ربيعة فقال : يا أبا الوليد إنك كبير قريش ، وسيدها والمطاع فيها ، فهل لك إلى خير تذكر به إلى آخر الدهر ؟ قال : وما ذاك يا حكيم ؟ قال : ترجع بالناس ، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي _ المقتول في سرية نخلة _ فقــال : عتبة : قد فعلت ، أنت ضامن علي بذلك ، إنما هو حليفي فعلي عقله ديته وما أصيب من ماله .
ثم قال عتبة لحكيم بن حزام ، فأت ابن الحنظلية _ أبا جهل ، والحنظلية أمه _ فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره .
ثم قام عتبة بن ربيعة خطيباً فقال : يا معشر قريش ، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً ، والله لئن أصبتموه لا يزال ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته ، فارجعوا وخلوا بن محمد وبين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون .
وانطلق حكيم بن حزام إلى أبي جهل _ وهو يهيئ درعاً له _ قال يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا ، فقال أبو جهل : انتفخ والله سحره حين رأى محمداً وأصحابه ، كلا ، والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد ، وما بعتبة ما قال ، ولكنه رأى أن محمداً وأصحابه أكلة جزور ، وفيهم ابنه _ وهو أبو حذيفة بن عتبة كان قد أسلم قديماً وهاجر _ فتخوفكم عليه .
ولما بلغ قول أبي جهل : (( انتفخ والله سحره )) قال عتبة : سيعلم من انتفخ سحره ، أنا أم هو؟ وتعجل أبو جهل مخافة أن تقوى هذه المعارضة ، فبعث على إثر هذه المحاورة إلى عامر بن الحضرمي _ أخي عمرو بن الحضرمي المقتول في سرية عبد الله بن جحش _ فقال : هذا حليفك ( أي عتبة ) يريد أن يرجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينك ، فقم فانشد خفرتك ، ومقتل أخيك ، فقام عامر ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعمراه واعمراه فحمي القوم ، وحقب أمرهم ، واستوثقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة . وهكذا تغلب الطيش على الحكمة وذهبت هذه المعارضة دون جدوى .
الجيشان يتراءان
ولما طلع المشركون ، وترآى الجمعان قال رسول الله اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها ، تحادك وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ، اللهم أحنهم الغــداة .
وقد قال رسول الله _ ورأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر _ إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر ، إن يطيعوه يرشدوا .
وعدل رسول الله صفوف المسلمين ، وبينما هو يعدلها وقع أمر عجيب ، فقد كان في يده قدح يعدل به ، وكان سواد بن غزية مستنصلاً من الصف ، فطعن في بطنه بالقدح وقـــال : " استو يا سواد " ، فقال سواد : يا رسول الله أوجعتني فأقدني ، فكشف عن بطنه ، وقـــال : استقد ، فاعتنقه سواد ، وقبل بطنه ، فقال : ما حملك على هذا يا سواد ؟ قال : يا رسول الله قد حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك . فدعا له رسول الله بخير .
ولما تم تعديل الصفوف أصدر أوامره إلى جيشه بأن لا يبدأوا القتال حتى يتلقوا منه الأوامر الأخيرة ، ثم أدلى إليهم بتوجيه خاص في أمر الحرب فقال : " إذا أكثبوكم _ يعني كثروكم _ فارموهم ، واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم " ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ بكتيبة الحراسة على باب العريش .
أما المشركون فقد استفتح أبو جهل في ذلك اليوم فقال : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرفه ، فأحنه الغداة ، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم ، وفي ذلك أنزل الله إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وإن الله مع المؤمنين
ساعة الصفر وأول وقود المعركة
وكان أول وقود المعركة الأسود بن عبد الأسد المخزومي _ وكان رجلاً شرساً سيء الخلق _ خرج قائلاً : أعاهد الله لأشربن من حوضهم ، أو لأهدمنه ، أو لأموتن دونه . فلما خرج إليه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قلما التقيا ضربه حمزة ، فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه ، يريد أن تبر يمينه ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض .
المبارزة
وكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة ، فقد خرج بعده ثلاثة من خيرة فرسان قريش كانوا من عائلة واحدة ، وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، فلما انفصلوا من الصف طلبوا المبارزة فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار ، عوف ومعوذ ابنا الحارث _ وأمهما عفراء _ وعبد الله بن رواحه ، فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار . قالوا : أكفاء كرام ، مالنا بكم حاجة ، وإنما نريد بني عمنا ، ثم نادى مناديهم : يا محمد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فقال رسول الله : قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا علي ، فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟ فأخبروهم ، فقالوا : أنتم أكفاء كرام ، فبارز عبيدة _ وكان أسن القوم _ عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد ، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرنيهما أن قتلاهما ، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه ضربتان ، فأثخن كل واحد منهما صاحبه ، ثم كر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل صمتاً حتى مات بالصفراء بعد أربعة أو خمسة أيام من وقعة بدر ، حينما كان المسلمون في طريقهم إلى المدينة .
وكان علي يقسم بالله أن هذه الآية نزلت فيهم : هذان خصمان اختصموا في ربهم

الهجوم العام
وكانت نهاية هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة إلى المشركين ، فقدوا ثلاثة من خيرة فرسانهم وقادتهم دفعة واحدة ، فاستشاطوا غضباً ، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد .
وأما المسلمون فبعد أن استنصروا ربهم ، واستغاثوه ، وأخلصوا له ، وتضرعوا إليه تلقوا هجمات المشركين المتوالية ، وهم مرابطون في مواقعهم ، واقفون موقف الدفاع ، وقد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة ، وهم يقولون : أحد أحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس
مراقبة عامة
مراقبة عامة
شمس

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 24544
العمر العمر : 35
العمل/الترفيه : جامعية
المدينة : الجزائر
البلد البلد : غزوات الرسول 1alger10
الهواية : غزوات الرسول Travel10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-16
تاريخ التسجيل : 05/07/2009
نقاط نقاط : 35206
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 07, 2010 2:24 pm

غزوات الرسول 601180 غزوات الرسول 1165
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالجمعة أبريل 09, 2010 7:39 am

الرسول يناشد ربه
وأما رسول الله فكان منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر ، ويقول : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك . حتى إذا حمي الوطيس واستدارت رحى الحرب بشدة ، واحتدم القتال ، وبلغت المعركة قمتها ، قال : اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً . وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فرده عليه الصديق ، وقال : حسبك يا رسول الله ، ألححت على ربك .
وأوحى الله إلى ملائكته ‏أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ وأوحى إلى رسوله : ‏أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ أي ردف لكم ، أو يردف بعضهم بعضاً إرسالاً ، لا يأتون دفعة واحدة .


نزول الملائكة
وأغفى رسول الله إغفاءة واحدة ، ثم رفع رأسه فقال : أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع ( أي الغبار ) وفي رواية محمد بن إسحاق : قال رسول الله : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ، على ثناياه النقع
ثم خرج رسول الله من باب العريش ، وهو يثب في الدرع ويقول : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ثم أخذ حفنة من الحصباء ، فاستقبل بها قريشاً وقال : شاهت الوجوه ، ورمى بها في وجوههم ، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة ، وفي ذلك أنزل الله : ‏وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى .

الهجوم المضاد
وحينئذ أصدر إلى جيشه أوامره الأخيرة بالهجمة المضادة فقال : شدوا ، وحرضهم على القتال ، قائلاً : والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة وقال وهو يحضهم على القتال : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، ( وحينئذ ) قال العمير بن الحمام : بخ بخ ، فقال رسول الله : ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟ قال : لا ، والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها ، قال : فإنك من أهلها . فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قتل .
وكذلك سأله عوف بن الحارس _ ابن عفراء _ فقال : يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده ! قال غمسه يده في العدو حاسراً ، فنزع درعاً كانت عليه ، فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل .
وحين أصدر رسول الله الأمر بالهجوم المضاد كانت حدة هجمات العدو قد ذهبت ، وفتر حماسه ، فكان لهذه الخطة الحكيمة أثر كبير في تعزيز موقف المسلمين ، فإنهم حينما تلقوا أمر الشد والهجوم _ وقد كان نشاطهم الحربي على شبابه _ قاموا بهجوم كاسح مرير ، فجعلوا يقلبون الصفوف ، ويقطعون الأعناق ، وزادهم نشاطاً وحدة أن رأوا رسول الله يثب في الدرع في جزم وصراحة ‏سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ فقاتل المسلمون أشد القتال ، ونصرتهم الملائكة .
ففي رواية ابن سعد عن عكرمة قال : كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من ضربه ، وتندر يد الرجل لا يدري من ضربها ، وقال ابن عباس : بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه ، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله ، فقال : صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة .
وقال أبو داود المازني : إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري .
وجاء رجل من الأنصار للعباس بن عبد المطلب أسيراً ، فقال العباس : إن هذا والله ما أسرني ، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق ، وما أراه في القوم ، فقال الأنصاري : أنا أسرته يا رسول الله ، فقال : أسكت فقد أيدك الله بملك كريم .


إبليس ينسحب عن ميدان القتال
ولما رأى إبليس ـ وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي كما ذكرنا ، ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت .
فلما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه ، وتشبث به الحارث بن هشام ـ وهو يظنه سراقة ـ فوكز في صدر الحارث فألقاه ، ثم خرج هاربًا .
وقال له المشركون ‏:‏ إلى أين يا سراقة‏ ؟‏ ألم تكن قلت‏ :‏ إنك جار لنا، لا تفارقنا‏ ؟‏
فقال ‏:‏ ‏ ‏إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏ ‏ ‏[‏الأنفال‏:‏48‏] ‏، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر‏ .‏

الهزيمة الساحقة
وبدأت أمارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين، وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة، واقتربت المعركة من نهايتها، وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب المبدد، وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون، حتى تمت عليهم الهزيمة‏ .‏

صمود أبي جهل
أما الطاغية الأكبر أبو جهل ، فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل ، فجعل يشجع جيشه ويقول لهم في شراسة ومكابرة‏ :‏ لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم ، فإنه كان على ميعاد من محمد ، ولا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد ، فإنهم قد عجلوا ، فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال ، ولا ألفين رجلاً منكم قتل منهم رجلاً، ولكن خذوهم أخذًا حتى نعرفهم بسوء صنيعهم ‏.‏
ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة ، فما لبث إلا قليلاً حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين ‏.‏
نعم ، بقى حوله عصابة من المشركين ضربت حوله سياجًا من السيوف ، وغابات من الرماح ، ولكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياج ، وأقلعت هذه الغابات ، وحينئذ ظهر هذا الطاغية ، ورآه المسلمون يجول على فرسه ، وكان الموت ينتظر أن يشرب من دمه بأيدي غلامين أنصاريين‏ .‏

مصرع أبي جهل
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن ، فكأني لم آمن بمكانهما ، إذ قال لي أحدهما سرًا من صاحبه :‏ يا عم ، أرني أبا جهل ، فقلت‏ :‏ يا بن أخي ، فما تصنع به ‏؟‏ قال ‏:‏ أخبرت أنه يسب رسول الله ، قال ‏:‏ والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ، فتعجبت لذلك‏.‏
قال‏:‏ وغمزني الآخر ، فقال لي مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس‏ .‏
فقلت‏ :‏ ألا تريان‏ ؟‏ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه ، قال ‏:‏ فابتدراه فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله ، فقال ‏:‏ ‏( ‏أيكما قتله‏ ؟ ‏‏)‏ فقال كل واحد منهما‏ :‏ أنا قتلته ، قال ‏:‏ ‏(‏ هل مسحتما سيفيكما ؟ ‏‏)‏ فقالا ‏:‏ لا‏ ، فنظر رسول الله إلى السيفين فقال‏:‏ ‏( ‏كلاكما قتله ‏) ‏، وقضى رسول الله بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومُعَوِّذ ابن عفراء ‏.‏
وقال ابن إسحاق ‏:‏ قال معاذ بن عمرو بن الجموح ‏:‏ سمعت القوم ، وأبو جهل في مثل الحَرَجَة ـ والحرجة ‏:‏ الشجر الملتف، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها ، شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبي جهل لحفظه بهذه الشجرة ـ وهم يقولون‏:‏ أبو الحكم لا يخلص إليه ، قال ‏:‏ فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه ، فضربته ضربة أطَنَّتْ قدمه ـ أطارتها ـ بنصف ساقه ، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تَطِيحُ من تحت مِرْضِخَة النوى حين يضرب بها ‏.‏ قال‏:‏ وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي ، فتعلقت بجلدة من جنبي ، وأجهضني القتال عنه ، فلقد قاتلت عَامَّةَ يومي وإني لأسحبها خلفي ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ، ثم تَمَطَّيْتُ بها عليها حتى طرحتها ، ثم مر بأبي جهل ـ وهو عَقِيرٌ ـ مُعَوِّذ ابن عفراء فضربه حتى أثبته ، فتركه وبه رَمَق ، وقاتل معوذ حتى قتل ‏.
ولما انتهت المعركة قال رسول الله ‏:‏ ‏( ‏من ينظر ما صنع أبو جهل ‏؟ ‏‏)‏ فتفرق الناس في طلبه ، فوجده عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وبه آخر رمق ، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه ، وقال ‏:‏ هل أخزاك الله يا عدو الله‏ ؟‏ قال‏ :‏ وبماذا أخزاني‏؟‏ أعمد من رجل قتلتموه‏؟‏ أو هل فوق رجل قتلتموه‏؟‏ وقال ‏:‏ فلو غير أكَّار قتلنى ، ثم قال ‏:‏ أخبرني لمن الدائرة اليوم ‏؟‏ قال:‏ لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود ـ وكان قد وضع رجله على عنقه ‏:‏ لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم ، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة ‏.‏
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه ، وجاء به إلى رسول الله ، فقال‏ :‏ يا رسول الله ، هذا رأس عدو الله أبي جهل ، فقال ‏:‏ ‏ ‏الله الذي لا إله إلا هو‏ ‏ ؟ فرددها ثلاثًا ، ثم قال ‏:‏ ‏ الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، انطلق أرنيه ‏ ‏، فانطلقنا فأريته إياه ، فقال‏:‏ ‏ ‏هذا فرعون هذه الأمة ‏‏.‏

من روائع الإيمان في هذه المعركة
لقد أسلفنا نموذجين رائعين من عمير بن الحمام وعوف بن الحارث ـ ابن عفراء ـ وقد تجلت في هذه المعركة مناظر رائعة تبرز فيها قوة العقيدة وثبات المبدأ، ففي هذه المعركة التقى الآباء بالأبناء، والإخوة بالإخوة، خالفت بينهما المبادئ ففصلت بينهما السيوف، والتقى المقهور بقاهره فشفي منه غيظه‏.‏
1 ـ روى ابن إسحاق عن ابن عباس أن النبي قال لأصحابه‏:‏ ‏ ‏إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهًا، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقى أحدًا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البَخْتَرِيّ بن هشام فلا يقتله، ومن لقى العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فإنه إنما أخرج مستكرهًا ‏، فقال أبو حذيفة بن عتبة‏:‏ أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألحمنه ـ أو لألجمنه ـ بالسيف ، فبلغت رسول الله ، فقال لعمر بن الخطاب‏ :‏ يا أبا حفص ، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف‏ ‏، فقال عمر‏:‏ يا رسول الله ، دعني فلأضرب عنقه بالسيف ، فوالله لقد نافق ‏.‏
فكان أبو حذيفة يقول‏ :‏ ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ، ولا أزال منها خائفًا إلا أن تكفرها عنى الشهادة‏ .‏ فقتل يوم اليمامة شهيدًا ‏.‏
2 ـ وكان النهي عن قتل أبي البختري ، لأنه كان أكف القوم عن رسول الله وهو بمكة ، وكان لا يؤذيه ، ولا يبلغ عنه شيء يكرهه ، وكان ممن قام في نقض صحيفة مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ‏.‏
ولكن أبا البختري قتل على رغم هذا كله، وذلك أن المُجَذَّر بن زياد الْبَلَوِىّ لقيه في المعركة ومعه زميل له ، يقاتلان سويًا ، فقال المجذر‏:‏ يا أبا البخترى إن رسول الله قد نهانا عن قتلك ، فقال ‏:‏ وزميلي ‏؟‏ فقال المجذر ‏:‏ لا والله ما نحن بتاركي زميلك ، فقال‏ : ‏والله إذن لأموتن أنا وهو جميعًا ، ثم اقتتلا ، فاضطر المجذر إلى قتله ‏.‏
3 ـ كان عبد الرحمن بن عوف وأمية بن خلف صديقين في الجاهلية بمكة ، فلما كان يوم بدر مر به عبد الرحمن ، وهو واقف مع ابنه على بن أمية ، آخذًا بيده ، ومع عبد الرحمن أدراع قد استلبها ، وهو يحملها ، فلما رآه قال ‏:‏ هل لك في ‏؟‏ فأنا خير من هذه الأدراع التي معك ، ما رأيت كاليوم قط ، أما لكم حاجة في اللبن ‏؟‏ ـ يريد أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن ـ فطرح عبد الرحمن الأدراع ، وأخذهما يمشى بهما ، قال عبد الرحمن ‏:‏ قال لي أمية بن خلف ، وأنا بينه وبين ابنه‏ :‏ من الرجل منكم المعلم بريشة النعامة في صدره ‏؟‏ قلت ‏:‏ ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال‏:‏ ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل ‏.‏
قال عبد الرحمن‏ :‏ فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي ـ وكان أمية هو الذي يعذب بلالاً بمكة ـ فقال بلال ‏:‏ رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا‏.‏ قلت‏:‏ أي بلال ، أسيري‏.‏ قال‏:‏ لا نجوت إن نجا‏.‏ قلت‏:‏ أتسمع يا بن السوداء‏.‏ قال‏:‏ لا نجوت إن نجا‏.‏ ثم صرخ بأعلى صوته‏:‏ يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا‏.‏ قال‏:‏ فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل الْمَسَكَة، وأنا أذب عنه، قال‏:‏ فأخلف رجل السيف، فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط، فقلت‏:‏ انج بنفسك، ولا نجاء بك، فوالله ما أغني عنك شيئًا‏.‏ قال‏:‏ فَهَبَرُوهُمَا بأسيافهم حتى فرغوا منهما، فكان عبد الرحمن يقول‏:‏ يرحم الله بلالاً، ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري‏ .‏
وفي زاد المعاد أن عبد الرحمن بن عوف قال لأمية : ابرك ، فبرك ، فألقى نفسه عليه ، فضربوه بالسيوف من تحته حتى قتلوه ، وأصاب بعض السيف رجل عبد الرحمن بن عوف .
وروى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي ـ أي خاصتي ومالي ـ بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة ،‏ فلما كان يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس، فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس الأنصار فقال‏:‏ أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه ليشغلهم، فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا، وكان رجلاً ثقيلاً، فلما أدركونا قلت له‏:‏ ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه‏.‏ وكان عبد الرحمن يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه‏.‏
4 ـ وقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومئذ خاله العاص بن هشام بن المغيرة، ولم يلتفت إلى قرابته منه، ولكن حين رجع إلى المدينة قال للعباس عم رسول الله ، وهو في الأسر‏:‏ يا عباس أسلم، فوالله أن تسلم أحب إلى من أن يسلم الخطاب، وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله يعجبه إسلامك ‏.‏
5 ـ ونادى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ابنه عبد الرحمن ـ وهو يومئذ مع المشركين ـ فقال‏:‏ أين مالي يا خبيث‏؟‏ فقال عبد الرحمن‏:‏
لَمْ يَبْقَ غَيْرُ شَكَّةٍ ويَعْبُوب *** وصَارِمٍ يَقْتُلُ ضُلاَّل الشِّيَبْ
6 ـ ولما وضع القوم أيديهم يأسرون، ورسول الله في العريش ، وسعد بن معاذ قائم على بابه يحرسه متوشحًا سيفه ، رأى رسول الله في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس، فقال له‏:‏ والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم‏ ؟‏ قال‏:‏ أجل والله يا رسول الله ، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك، فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلىّ من استبقاء الرجال ‏.‏
7 ـ وانقطع يومئذ سيف عُكَّاشَة بن مِحْصَن الأسدي ، فأتى رسول الله فأعطاه جِذْلاً من حطب ، فقال ‏:‏ ‏( ‏قاتل بهذا يا عكاشة ‏) ‏، فلما أخذه من رسول الله هزه ، فعاد سيفًا في يده طويل القامة ، شديد المتن، أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله تعالى للمسلمين ، وكان ذلك السيف يسمى العَوْن ، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد ، حتى قتل في حروب الردة وهو عنده ‏.‏
8 ـ وبعد انتهاء المعركة مر مصعب بن عمير العبدري بأخيه أبي عزيز بن عمير الذي خاض المعركة ضد المسلمين ، مر به وأحد الأنصار يشد يده ، فقال مصعب للأنصاري‏ :‏ شد يديك به ، فإن أمه ذات متاع ، لعلها تفديه منك ، فقال أبو عزيز لأخيه مصعب ‏:‏ أهذه وصاتك بي ‏؟‏ فقال مصعب ‏:‏ إنه ـ أي الأنصاري ـ أخي دونك ‏.‏
9 ـ ولما أمر بإلقاء جيف المشركين في القَلِيب، وأخذ عتبة بن ربيعة فسحب إلى القليب، نظر رسول الله في وجه ابنه أبي حذيفة ، فإذا هو كئيب قد تغير، فقال‏:‏ ‏( ‏يا أبا حذيفة، لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء‏ ؟‏‏ )‏ فقال‏:‏ لا والله ، يا رسول الله ، ما شككت في أبي ولا مصرعه ، ولكنني كنت أعرف من أبي رأيًا وحلمًا وفضلاً ، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام ، فلما رأيت ما أصابه ، وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له أحزنني ذلك ‏.‏ فدعا له رسول الله بخير، وقال له خيرًا‏ .

قتلى الفريقين
انتهت المعركة بهزيمة ساحقة بالنسبة للمشركين ، وبفتح مبين بالنسبة للمسلمين ، وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلاً ، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ‏.‏
أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة ، قتل منهم سبعون ، وأسر سبعون ،‏ وعامتهم القادة والزعماء والصناديد‏ .‏
ولما انقضت الحرب أقبل رسول الله حتى وقف على القتلى فقال ‏:‏ ‏ ‏بئس العشيرة كنتم لنبيك، كذبتموني وصدقني الناس ، وخذلتموني ونصرني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ‏، ثم أمر بهم فسحبوا إلى قليب من قُلُب بدر ‏.‏
وعن أبي طلحة‏:‏ أن نبي الله أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش ، فقذفوا في طَويّ من أطواء بدر خَبِيث مُخْبث‏ .‏ وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصَة ثلاث ليال ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ، ثم مشى ، واتبعه أصحابه ‏.‏
حتى قام على شفة الرَّكِىّ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، ‏ يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله‏؟‏ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا‏ ؟ ‏ فقال عمر‏:‏ يا رسول الله ، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ‏؟‏
قال النبي‏ :‏ ‏ ‏والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم‏ ‏ وفي رواية ‏:‏ ‏ما أنتم بأسمع منهم ، ولكن لا يجيبون‏ ‏‏.‏


مكة تتلقى أنباء الهزيمة
فر المشركون من ساحة بدر في صورة غير منظمة ، تبعثروا في الوديان والشعاب ، واتجهوا صوب مكة مذعورين ، لا يدرون كيف يدخلونها خجلاً ‏.‏
قال ابن إسحاق‏ :‏ وكان أول من قدم بمصاب قريش الحَيْسُمَان بن عبد الله الخزاعى ، فقالوا‏ :‏ ما وراءك ‏؟‏ قال ‏:‏ قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف ، في رجال من الزعماء سماهم ‏.‏ فلما أخذ يعد أشراف قريش قال صفوان بن أمية وهو قاعد في الحِجْر ‏:‏ والله إن يعقل هذا، فاسألوه عنى‏.‏ قالوا‏:‏ ما فعل صفوان بن أمية‏ ؟‏ قال‏:‏ ها هو ذا جالس في الحجر، وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا ‏.‏
وقال أبو رافع ـ مولى رسول الله ‏:‏ كنت غلامًا للعباس وكان الإسلام قد دخلنا أهلَ البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلمت ، وكان العباس يكتم إسلامه ، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، فلما جاءه الخبر كبته الله وأخزاه ، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزًا ، وكنت رجلاً ضعيفًا أعمل الأقداح ، أنحتها في حجرة زمزم ، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحى وعندى أم الفضل جالسة ، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر ، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طُنُب الحجرة ، فكان ظهره إلى ظهرى ، فبينما هو جالس إذ قال الناس ‏:‏ هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم، فقال له أبو لهب ‏:‏ هلم إلىَّ ، فعندك لعمرى الخبر، قال ‏:‏ فجلس إليه ، والناس قيام عليه‏.‏ فقال‏:‏ يا بن أخي، أخبرني كيف كان أمر الناس ‏؟‏ قال ‏:‏ ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا ، يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لَقِينَا رجال بيض على خيل بُلْق بين السماء والأرض ، والله ما تُلِيق شيئًا ، ولا يقوم لها شيء ‏.‏
قال أبو رافع‏ :‏ فرفعت طنب الحجرة بيدى ، ثم قلت ‏:‏ تلك والله الملائكة ‏.‏ قال ‏:‏ فرفع أبو لهب يده ، فضرب بها وجهي ضربة شديدة ، فثاورته ، فاحتملنى فضرب بى الأرض ، ثم برك علىّ يضربني ، وكنت رجلاً ضعيفًا فقامت أم الفضل إلى عمود من عُمُد الحجرة فأخذته ، فضربته به ضربة فَلَعَتْ في رأسه شجة منكرة ، وقالت ‏:‏ استضعفته أن غاب عنه سيده ، فقام موليًا ذليلاً ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة ‏( وهي قرحة تتشاءم بها العرب‏ )‏ فقتلته ، فتركه بنوه ، وبقى ثلاثة أيام لا تقرب جنازته ، ولا يحاول دفنه ، فلما خافوا السبة في تركه حفروا له ، ثم دفعوه بعود في حفرته ، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه ‏.‏
هكذا تلقت مكة أنباء الهزيمة الساحقة في ميدان بدر ، وقد أثر ذلك فيهم أثرًا سيئًا جدًا ، حتى منعوا النياحة على القتلى ؛ لئلا يشمت بهم المسلمون ‏.‏
ومن الطرائف أن الأسود بن المطلب أصيب ثلاثة من أبنائه يوم بدر، وكان يحب أن يبكي عليهم ، وكان ضرير البصر ، فسمع ليلاً صوت نائحة، فبعث غلامه ، وقال ‏:‏ انظر هل أحل النَّحْبُ ‏؟‏ هل بكت قريش على قتلاها ‏؟‏ لعلي أبكي على أبي حكيمة ـ ابنه ـ فإن جوفي قد احترق ، فرجع الغلام وقال ‏:‏ إنما هي امرأة تبكى على بعير لها أضلته ، فلم يتمالك الأسود نفسه وقال‏ :‏
أتبكي أن يضل لها بعير ... فلا تبكي على بكر ولكن
على بدر سراة بني هصيص ..... وبكى إن بكيت على عقيل
وبكيهم ولا تسمى جميعا..... ألا قد ساد بعدهم رجال
ويمنعها من النوم السهود.... على بدر تقاصرت الجدود
ومخزوم ورهط أبي الوليد.... وبكى حارثا أسد الأسود
وما لأبي حكيمة من نديد ..... ولولا يوم بدر لم يسودوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالجمعة أبريل 09, 2010 7:41 am

المدينة تتلقى أنباء النصر
ولما تم الفتح للمسلمين أرسل رسول الله بشيرين إلى أهل المدينة ، ليعجل لهم البشرى ، أرسل عبد الله بن رواحة بشيرًا إلى أهل العالية ، وأرسل زيد بن حارثة بشيرًا إلى أهل السافلة‏.‏
وكان اليهود والمنافقون قد أرجفوا في المدينة بإشاعة الدعايات الكاذبة ، حتى إنهم أشاعوا خبر مقتل النبي، ولما رأي أحد المنافقين زيد بن حارثة راكبًا القَصْوَاء ـ ناقة رسول الله ـ قال‏:‏ لقد قتل محمد، وهذه ناقته نعرفها، وهذا زيد لا يدري ما يقول من الرعب، وجاء فَلاّ .
فلما بلغ الرسولان أحاط بهما المسلمون، وأخذوا يسمعون منهما الخبر، حتى تأكد لديهم فتح المسلميـن، فَعَمَّت البهجـة والسـرور، واهتزت أرجاء المدينة تهليلاً وتكبيرًا، وتقدم رؤوس المسلمين ـ الذين كانوا بالمدينة ـ إلى طريق بدر، ليهنئوا رسول الله بهذا الفتح المبين‏.‏
قال أسامة بن زيد:‏ أتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله التي كانت عند عثمان بن عفان، كان رسول الله خلفنى عليها مع عثمان .
الجيش النبوي يتحرك نحو المدينة
أقام رسول الله ببدر بعد انتهاء المعركة ثلاثة أيام ، وقبل رحيله من مكان المعركة وقع خلاف بين الجيش حول الغنائم ، ولما اشتد هذا الخلاف أمر رسول الله بأن يرد الجميع ما بأيديهم ، ففعلوا، ثم نزل الوحى بحل هذه المشكلة ‏.‏
عن عبادة بن الصامت قال ‏:‏ خرجنا مع النبي، فشهدت معه بدرًا ، فالتقى الناس فهزم الله العدو ، فانطلقت طائفة في آثارهم يطاردون ويقتلون ، وأكبت طائفة على المغنم يحرزونه ويجمعونه ، وأحدقت طائفة برسول الله ، لا يصيب العدو منه غِرَّة ، حتى إذا كان الليل ، وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم ‏:‏ نحن حويناها ، وليس لأحد فيها نصيب ، وقال الذين خرجوا في طلب العدو‏ :‏ لستم أحق بها منا ، نحـن نحـينا منـها العـدو وهزمناه ، وقال الذين أحدقوا برسول الله ‏:‏ خفنا أن يصيب العدو منه غرة ، فاشتغلنا به، فأنزل الله‏:‏ ‏ ‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين ‏ ‏[‏ الأنفال‏ :‏1‏ ] ‏‏.‏ فقسمها رسول الله بين المسلمين‏.‏
وبعد أن أقام رسول الله ببدر ثلاثة أيام تحرك بجيشه نحو المدينة ومعه الأسارى من المشركين ، واحتمل معه النفل الذي أصيب من المشركين ، وجعل عليه عبد الله بن كعب ، فلما خرج من مَضِيق الصفراء نزل على كَثِيب بين المضيق وبين النَّازِيَة ، وقسم هنالك الغنائم على المسلمين على السواء بعد أن أخذ منها الخمس ‏.‏
وعندما وصل إلى الصفراء أمر بقتل النضر بن الحارث ـ وكان هو حامل لواء المشركين يوم بدر ، وكان من أكابر مجرمي قريش ، ومن أشد الناس كيدًا للإسلام وإيذاء لرسول الله ـ فضرب عنقه علي بن أبي طالب ‏.‏
ولمـا وصل إلى عِرْق الظُّبْيَةِ أمر بقتل عُقْبَة بن أبي مُعَيْط ـ وقد أسلفنا بعض ما كان عليه من إيذاء رسول الله ، فهو الذي كان ألقى سَلا جَزُور على ظهر رسول الله وهو في الصلاة ، وهو الذي خنقه بردائه وكاد يقتله ، لولا اعتراض أبي بكر رضي الله عنه ـ فلما أمر بقتله قال ‏:‏ من للصِّبْيَةِ يا محمد‏ ؟‏ قال ‏:‏ ‏(‏ النار ‏) ‏‏.‏ فقتله عاصم ابن ثابت الأنصارى ، ويقال‏ :‏ علي بن أبي طالب‏ .‏
وكان قتل هذين الطاغيتين واجبًا نظرًا إلى سوابقهما ، فلم يكونا من الأسارى فحسب ، بل كانا من مجرمى الحرب بالاصطلاح الحديث ‏.
وفود التهنئة
ولما وصل إلى الرَّوْحَاء لقيه رؤوس المسلمين ـ الذين كانوا قد خرجوا للتهنئة والاستقبال حين سمعوا بشارة الفتح من الرسولين ـ يهنئونه بالفتح‏.‏ وحينئذ قال لهم سَلَمَة بن سلامة‏:‏ ما الذي تهنئوننا به ‏؟‏ فوالله إن لَقِينا إلا عجائز صُلْعًا كالْبُدْن المعُقَّلَةِ، فنحرناها ، فتبسم رسول الله ، ثم قال‏ :‏ ‏( ‏يا بن أخي ، أولئك الملأ‏ )‏‏.‏
وقال أسيد بن حضير ‏:‏ يا رسول الله ، الحمد لله الذي أظفرك ، وأقر عينك ، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوًا ، ولكن ظننت أنها عير ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت، فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏صدقت‏)‏‏.‏
ثم دخل رسول الله المدينة مظفرًا منصورًا قد خافه كل عدو له بالمدينة وحولها ، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ، وحينئذ دخل عبد الله بن أبي وأصحابه في الإسلام ظاهرًا‏ .‏
وقدم الأسارى بعد بلوغه المدينة بيوم ، فقسمهم على أصحابه ، وأوصى بهم خيرًا‏ .‏ فكان الصحابة يأكلون التمر ، ويقدمون لأسرائهم الخبز ، عملاً بوصية رسول الله .


قضية الأسارى
ولما بلغ رسول الله المدينة استشار أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعَشِيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله، فيكونوا لنا عضدًا‏.‏
فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏ ما ترى يا ابن الخطاب‏ )‏ ؟ قال‏:‏ قلت‏:‏ والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكننى من فلان ـ قريب لعمر ـ فأضرب عنقه، وتمكن عليًا من عَقِيل بن أبي طالب فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين‏ ،‏ وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم‏.‏
فهوى رسول الله ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، وأخذ منهم الفداء‏:‏ فلما كان من الغد قال عمر‏:‏ فغدوت إلى النبي وأبي بكر وهما يبكيان، فقلت‏:‏ يا رسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك‏؟‏ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله ‏:‏ ‏( ‏أبكى للذى عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، فقد عرض علىّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة‏ )‏ ـ شجرة قريبة‏.‏
وأنزل الله تعالى‏:‏ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏ ‏ ‏[‏الأنفال‏:‏67، 68‏]‏‏.‏
والكتاب الذي سبق من الله قيل‏:‏ هو قوله تعالى‏:‏ ‏ ‏فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء‏ ‏ ‏[‏محمد‏:‏ 4‏]‏‏.‏ ففيه الإذن بأخذ الفدية من الأسارى؛ ولذلك لم يعذبوا، وإنما نزل العتاب لأنهم أسروا الكفار قبل أن يثخنوا في الأرض، وقيل‏:‏ بل الآية المذكورة نزلت فيما بعد، وإنما الكتاب الذي سبق من الله هو ما كان في علم الله من إحلال الغنائم لهذه الأمة، أو من المغفرة والرحمة لأهل بدر‏.‏
وحيث إن الأمر كان قد استقر على رأي الصديق فقد أخذ منهم الفداء، وكان الفداء من أربعة آلاف درهم إلى ثلاثة آلاف درهم إلى ألف درهم، وكان أهل مكة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فمن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم، فإذا حذقوا فهو فداء‏.‏
ومنّ رسول الله على عدة من الأسارى فأطلقهم بغير فداء، منهم‏:‏ المطلب ابن حَنْطَب، وصَيْفي بن أبي رفاعة، وأبو عزة الجُمَحِى، وهو الذي قتله أسيرا في أحد، وسيأتي‏.‏
ومنّ على خَتَنِه أبي العاص بشرط أن يخلى سبيل زينب، وكانت قد بعثت في فدائه بمال بعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة، أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، واستأذن أصحابه في إطلاق أبي العاص ففعلوه، واشترط رسول الله على أبي العاص أن يخلى سبيل زينب، فخلاها فهاجرت، وبعث رسول الله زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار، فقال‏:‏ ‏( ‏كونا ببطن يَأجَج حتى تمر بكما زينب فتصحباها ‏)‏، فخرجا حتى رجعا بها‏.‏ وقصة هجرتها طويلة ومؤلمة جدًا‏.‏
وكان في الأسرى سهيل بن عمرو، وكان خطيبًا مِصْقَعًا، فقال عمر‏:‏ يا رسول الله ، انزع ثنيتي سهيل بن عمرو يَدْلَعْ لسَانُه، فلا يقوم خطيبًا عليك في موطن أبدًا، بيد أن رسول الله رفض هذا الطلب ، احترازًا عن المُثْلَةِ، وعن بطش الله يوم القيامة‏.‏
وخرج سعد بن النعمان معتمرًا فحبسه أبو سفيان، وكان ابنه عمرو بن أبي سفيان في الأسرى، فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد‏.‏
القرآن يتحدث حول المعركة
وحول موضوع هذه المعركة نزلت سورة الأنفال، وهذه السورة تعليق إلهي ـ إن صح هذا التعبير ـ على هذه المعركة ، يختلف كثيرًا عن التعاليق التي ينطق بها الملوك والقواد بعد الفتح‏ .‏
إن الله تعالى لفت أنظار المسلمين ـ أولًا ـ إلى بعض التقصيرات الأخلاقية التي كانت قد بقيت فيهم، وصدر بعضها منهم ، ليسعوا في تحلية نفوسهم بأرفع مراتب الكمال، وفي تزكيتها عن هذه التقصيرات‏.‏
ثم ثَنَّى بما كان في هذا الفتح من تأييد الله وعونه ونصره بالغيب للمسلمين ‏.‏ ذكر لهم ذلك لئلا يغتروا بشجاعتهم وبسالتهم ، فتتسور نفوسهم الغطرسة والكبرياء ، بل ليتوكلوا على الله، ويطيعوه ويطيعوا رسوله عليه الصلاة والسلام ‏.‏
ثم بين لهم الأهداف والأغراض النبيلة التي خاض الرسول لأجلها هذه المعركة الدامية الرهيبة، ودلهم على الصفات والأخلاق التي تتسبب في الفتوح في المعارك ‏.‏
ثم خاطب المشركين والمنافقين واليهود وأسارى المعركة، ووعظهم موعظة بليغة، تهديهم إلى الاستسلام للحق والتقيد به .‏
ثم خاطب المسلمين حول موضوع الغنائم ، وقنن لهم مبادئ وأسس هذه المسألة ‏.‏
ثم بين وشرع لهم من قوانين الحرب والسلم ما كانت الحاجة تمس إليها بعد دخول الدعوة الإسلامية في هذه المرحلة ، حتى تمتاز حروب المسلمين عن حروب أهل الجاهلية ، ويتفوق المسلمون في الأخلاق والقيم والمثل ، ويتأكد للدنيا أن الإسلام ليس مجرد وجهة نظر، بل هو دين يثقف أهله عمليًا على الأسس والمبادئ التي يدعو إليها ‏.‏
ثم قرر بنودًا من قوانين الدولة الإسلامية التي تقيم الفرق بين المسلمين الذين يسكنون داخل حدودها ، والذين يسكنون خارجها‏.‏
وفي السنة الثانية من الهجرة فرض صيام رمضان ، وفرضت زكاة الفطر ، وبينت أنصبة الزكاة الأخرى ، وكانت فريضة زكاة الفطر وتفصيل أنصبة الزكاة الأخرى تخفيفًا لكثير من الأوزار التي كان يعانيها عدد كبير من المهاجرين اللاجئين الذين كانوا فقراء لا يستطيعون ضربًا في الأرض ‏.‏
ومن أحسن المواقع وأروع الصدقات أن أول عيد تعيد به المسلمون في حياتهم هو العيد الذي وقع في شوال سنة 2 هـ، إثر الفتح المبين الذي حصل لهم في غزوة بدر‏.‏ فما أروع هذا العيد السعيد الذي جاء به الله بعد أن تَوَّجَ هامتهم بتاج الفتح والعز، وما أروق منظر تلك الصلاة التي صلوها بعد أن خرجوا من بيوتهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتوحيد والتحميد، وقد فاضت قلوبهم رغبة إلى الله، وحنينًا إلى رحمته ورضوانه بعد ما أولاهم به من النعم،وأيدهم به من النصر، وقد ذكرهم بذلك قائلًا‏:‏ ‏ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏ ‏ ‏[‏الأنفال‏:‏26‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علال الجعدوني
مشرف الادارة التربوية و الاشراف التربوي
مشرف الادارة التربوية و الاشراف التربوي
علال الجعدوني

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 97
العمر العمر : 70
العمل/الترفيه : مدير مؤسسة تعليمية
المدينة : تاونات
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Writin10
المزاج المزاج : غزوات الرسول 462689461
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
نقاط نقاط : 109
الوسام وسام التميز

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأحد أبريل 11, 2010 2:54 pm

أعتدر ان ساهمت بهذه المساهمة المتواضعةفي سرد لجرد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم:
غزوة ودان-غزوة بواط-غزوة العشيرة-غزوة بدر الأولى-غزوة بدرالكبرى-غزوةقينقاع-غزوة السويق--غزوة غطفان-غزوة بحران-غزوة أحد--غزوة حمراء الأسد-غزوة بني النضير--غزوة ذات الرقاع-غزوة بدر الآخرة-غزوة دومة الجندل-غزوة بني المصطلقوتسمىأيضا غزوة المريسيع-غزوة الخندق--غزوةبني قريظة-غزوة بنولحيان-غزوة الغابة- غزوةالحديبية--غزوة خيبر- غزوة وادي القرى- غزوة مؤتة--غزوة حنين--غزوة الطائف--غزوة تبوك-
وبهذا اكون قد عرضت جميع الغزوات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد المراح
Admin
Admin
محمد المراح

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 12775
العمر العمر : 45
العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي
المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها-
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Swimmi10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 19/07/2008
نقاط نقاط : 20059
الوسام الادارة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالأحد أبريل 11, 2010 4:12 pm

غزوات الرسول 851783
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almansour.forumactif.org
hawass
المشرف على منتدى المواضيع التربوية العامة
المشرف على منتدى المواضيع التربوية العامة
hawass

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 797
العمر العمر : 44
العمل/الترفيه : instituteur
المدينة : تارودانت
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Swimmi10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-10
تاريخ التسجيل : 21/08/2008
نقاط نقاط : 943
الوسام المراقب المميز

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالإثنين أبريل 12, 2010 5:05 am

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
halima000
مشرفة المنتديات الاسلامية
مشرفة المنتديات الاسلامية
halima000

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1878
العمر العمر : 66
العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي
المدينة : marrakech
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Painti10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-20
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
نقاط نقاط : 2800
الوسام المشرفة المميزة

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالسبت أبريل 17, 2010 7:15 am

بارك الله فيكم جميعا وشرفني مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انس
.......
.......
انس

الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1340
العمر العمر : 36
الموقع : www.geekw.tk
العمل/الترفيه : Html
المدينة : New York
البلد البلد : غزوات الرسول 1moroc10
الهواية : غزوات الرسول Swimmi10
المزاج المزاج : غزوات الرسول Pi-ca-14
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
نقاط نقاط : 1951
الوسام التميز و النشاط

غزوات الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوات الرسول   غزوات الرسول I_icon_minitimeالسبت أبريل 17, 2010 7:40 am

غزوات الرسول 601180 غزوات الرسول 519333
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.geekw.tk
 

غزوات الرسول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» غزوات برشلونة وفتوحات الرّيال
» غزوات النبي – صلى الله عليه السلام-
» برنامج انصر نبيك قصص و غزوات و شخصيات اسلامية
» قوقل .. يكشف معجزات الرسول رغم عنه, قياسات الرسول تتحدي قوقل من قبل 1429سنه
» لمادا يضع الرسول (ص) يده تحت خده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الاسلامية :: السيره النبوية-