" ابنتُنَا تابعتْ دراستها بصورة طبيعية طيلة أعوامٍ أربعة فِي مدرسةٍ بسَلا، لكنْ ما إنْ انتقلتْ إلى مدرسة أحمد بوكماخ في حي سعيد حجي بالمدينة حتَّى تفاقم وضعها الصحِّي، وباتَ وضعها النفسي يتأزم أكثر فأكثر، ذاكَ بعضٌ ممَّا حملتهُ والدةُ التلميذة سلمَى الوالِي، لدى مجيئها إلى هسبريس لعرض ما تعانِيه ابنتهَا في المدرسة.

سلمَى التِي تعانِي بعضَ الضُّعفِ فِي التركيز، صارت اليوم تكابدُ مشكلًا عضويًّا إضافيًّا؛ ممثلًا في التبول غير الإرادِي، مع تملكها بمخاوف شديدة، متى ما أخذت المحفظة لتتجه إلى المدرسة "صرتُ أخافُ من أستاذ اللغة الفرنسيَّة، وبتُّ معزُولة عن باقِي زملائِي فِي الفصل".

وتقول والدة سلمى، سعيدة بويزكارن، إنَّها توجهتْ إلى الأستاذ بادئ الأمر لتشرح له وضع ابنتها، وتخبرهُ أنَّ بعض الروية تلزمهُ في التعامل معها، لكنَّها لمْ تكنْ تدر أنَّ الحديث إليه سيجعلهُ يتعامل معهَا كمَا لوْ كانتْ حمقاء بالمرَّة، وأجلسها في طاولة لوحدها".



ولأنَّ الأسرة وجدتْ الوضع الصحِّيَ لابنتها يسُوء قياسًا بما كانتْ عليه، قصدتْ الأم الأستاذ وحاولتْ أنْ تفهمه أنَّ تعامله تسببَ لها بأزمة، ولجأت إلى المدير والنيابة، بيدَ أنَّ لا شيء تغير تجزمُ الأمُّ.

بنبرةٍ طفوليَّة تردفُ سلمَى "أستاذِي في العربيَّة يعاملنِي جيدًا وأحسنِي مرتاحةً حين أدخلُ إلى قسمه، لكنِّني لا أريدُ العودة إلى الفرنسية.. ذات يومٍ، دخل الأستاذ فوجدَ أنَّ المكلفة بالحراسة قدْ سجلتْ اسمِي على السبورة، وحين توسلتهُ "اللِه يعطِيني مصيبةْ أأستاذْ ما درتْ شِي حاجَة"، لمْ يكنْ ردُّ فعله سوَى أنْ قال لكلِّ التلامذَة بالفصل "فلترددُوا آمين".

"ابنتنَا اجتازتْ سنواتٍ من الدراسة بصورة عاديَّة، ونحنُ نخشَى أنْ يؤثر الأمر على صحتها، لا يعقل أنْ تؤمن الدولة التعليم لأبنائنا، فيعمدَ أساتذةٌ إلى نسف كلِّ مجهود، نحن لا نريدُ سوَى أنْ تلقى معاملةً عاديَّة، فلا توصفَ بنعُوتٍ تعقدهَا".