كان مفهوم القراءة محصورا في دائرة ضيقة ،حدودها الإدراك البصري للرموز المكتوبة، وتعرفها والنطق بها، وكان القارئ الجيد هو السليم الأداء.
تغير هذا المفهوم نتيجة البحوث التربوية ، وصارت القراءة عملية فكرية عقلية، ترمي إلى الفهم، أي ترجمة هذه الرموز إلى مدلولاتها من الأفكار.
ثم تطور هذا المفهوم ، بان أضيف إليه عنصر آخر، هو تفاعل القارئ مع النص المقروء تفاعلا يجعله يرضى ، أو يسخط ، أو يعجب ، أو يشتاق ،أو يسر، أو يحزن ، أو نحو ذلك مما يكون نتيجة نقد المقروء ، والتفاعل معه. وأخيرا انتقل مفهوم القراءة إلى استخدام ما يفهمه القارئ، وما يستخلصه مما يقرا ،في مواجهة المشكلات ،
والانتفاع به في المواقف الحيوية، فإذا لم يستخدمه في هذه الوجوه لا يعد قارئا ، وعلى هذا يجوز أن نقول لمن يتنزه في إحدى الحدائق ، ويقرا في إحدى اللافتات(ممنوع قطف الزهر)، ثم يقطف الزهر: أنت لم تقرا اللافتة.
ويبدو من تطور هذه المفاهيم حرص التربية على أن تكون القراءة عملية مثمرة ، تؤدي وظيفة هامة في الحياة ، بالنسبة للفرد وللمجموع.
وإذن ينبغي أن يقوم تعليم القراءة على هذه الأسس الأربعة،وهي:
1-*التعرف والنطق.
2-*الفهم.
3- *النقد والتفاعل.
4-*حل المشكلات والتصرف في المواقف الحيوية على هدى المقروء.
المرجع : الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية.
تأليف :عبد العليم ابراهيم
الطبعة الخامسة.