في وقت مضى كانت جامعاتنا تخرج أفواجا من المتفوقين دراسيا .وكان الطالب يقضي ساعات وساعات قرب مكاتب التسجيل وبل ويضطر أحيانا لقضاء ليلة كاملة حتى يتمكن من الحصول على مقعد باحدى الشعب أيا كانت أدبية أو علمية.وكانت الجامعة مقرا للتنافس والبحث والدراسات المعمقة,وكان لا يلجأ اليها الا المتفوق دراسيا .وكانت تحمل المشعل في كل مجالات الثقافية. في وقت من الأوقات نادى اأحد وزراء التعليم حينها بضرورة التكيز على المعاهد والمدارس المختصة والخاصة,مدعيا أن الغرض من ذلك التخصص وتخريج أفواج حسب الأمواج,ومسرا الغرض الحقيقي وهو تقليص دور الجامعة وتقزيمه لتخريج أفواج من المتخصصين دون تخصص حقيقي ,ومن المتخرجين دون تخرج حقيقي.لتصبح الجامعات ملجأ لمن انقطعت به السبل ولم يتمكن من ولوج احدى المعاهد .
وكان يخطط ايضا لخصخصة التعليم وتمكين الأعنياء وحدهم من الدراسة ببعض المعاهد المتميزة...وكان...وكان... تحصل التلاميذ المتفوقون على الباكالوريا ,فرح آباؤهم ,سيما من تحصل منهم على ميزات رغم ظروف التمدرس والامتحانات.لكن الفرحة سرعان ما انقلبت على بحث جديد عن التسجيل باحدى المعاهد والتي تعرف فسادا اداريا في التدبير أظن قد عاينه كل أب وهو يدق أبوابها, ليجد بعضها بدونه موظفين ,أو بأشباه الموظفين.الكثير من الآباء قضوا شهر يوليوز بين التعليم الخصوصي لتقوية مدارك أبنائهم وتدريبهم على كيفية اجتياز مباراة الانتقاء.القليل منهم نجحوا وآخرون خابوا,ليتحول نجاحهم في الباكالوريا وبامتياز الى فشل وبامتياز. بطبيعة الحال لن أخوض في كواليس مباراة الانتقاء وما حملته من توصيات وتدخلات.....لكنني أتاسف على هؤلاء الناجحين بميزة والذين شعروا بالخيبة وكأنهم فاشلون,واقول لهم ان الجامعة هي الملاذ الرئيسي للمتفوقين والمكان الذي يجد فيه الطالب نفسه من دراسة معمقة وبحث علمي دقيق وتمكن من المعارف والكفايات الصحيحة ,وتكوين لشخصية مثقفة قادرة على الاقناع والاقتناع. بل يمكن أن اأقول أن كل من لم تسعفه الظروف للدراسة بالجامعة , يحمل تكوينا ناقصا مهما كانت درجة الشهادة,ولكم في المتخرجين من المعاهد أن تجالسوهم وتخالطوهم لتعرفوا وتتأكدوا أن ما تلقوه يبقي ناقصا للتكوين الأكاديمي المتين الصحيح ,الذي يكون جيلا قادرا على مواجهة المشكلات بقدرات كافية من فكر متسع وعقل راجح ومعرفة غير محدودة وغير معدودة.

محمد المقدم
عن وجدة سيتي نت

نعم والله ماأخطأت, وماقلته هو عين الصواب

نعم والله ماأخطأت, وماقلته هو عين الصواب