تزوير نقط المراقبة المستمرة

الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين-جهة سوس ماسة درعة
[color=red]من تحريض التلاميذ وآباءهم إلى تزوير النقط[/color]

لقد أقدم مدير ثانوية النهضة التأهيلية باولاد تايمة بتارودانت، وفي سابقة خطيرة وغريبة على منظومة التعليم ببلدنا، بتزوير جميع نقط المراقبة المستمرة للأسس الثاني من السنة الماضية لجميع الأقسام المسندة للأستاذ (ع ط). حيث كلف مفتش المادة بإنجاز ما أسماها "فرصة استدراكية للتلاميذ" امتحنهم فيها في درسين اثنين فقط بعد أن قدم لهم دروس الدعم في هذين الدرسين.
وكما يعلم الجميع فالمفتش ليس من مهامه بتاتا وضع النقط وامتحان التلاميذ، بل مهمته تتمثل في التنشيط والتكوين والتأطير والمراقبة.
ونظرا لرغبة الإدارة التربوية بالمؤسسة، والتي لا يهمها مستوى التلاميذ بقدر ما تهمها نسب النجاح والتطبيق الحرفي للخريطة المدرسية، الرفع من النسبة المئوية للنجاح، فقد قام مديرها بالدعاية لذلك طول السنة، وذلك بدعوة الأساتذة على انفراد وفي مجلس التدبير ومجالس الأقسام، بتضخيم نقط التلاميذ وأنه إذا لم ينجح هذه السنة كل التلاميذ، فستجد المؤسسة السنة المقبلة –حسب قوله- مشاكل على مستوى القاعات، وأنكم ستدرسون عشية الجمعة والسبت.
وقد قال صراحة السيد المدير في مجالس الأقسام أن سبب انتقال التلاميذ في بداية السنة إلى مؤسسات أخرى يرجع إلى أنكم "مكتعطيوش النقاط اوكاتحرسو مزيان فلمتحان"، ناسيا أو متناسيا أن تزوير نقط التلاميذ والغش في الامتحانات والفروض يخل بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين التلاميذ، ويبخس من قيمة الشهادات التي تسلمها مؤسساتنا التعليمية. بالإضافة لكون ذلك يتناقض مع توجهات الدولة الهادفة إلى إنجاح الإصلاح التربوي بالرفع من جودة التدريس والتعلمات، ومؤشرات جودة التربية والتكوين، ومن نجاعة ومردودية المدرسة المغربية.
كما أن تسريب مواضيع الفروض المحروسة للتلاميذ عند نسخها بالمؤسسة، والتي لا يسمح لأحد بنسخها سوى الحارس العام للخارجية المكلف بالشعب الأدبية وناظر المؤسسة، يسير في اتجاه رغبة الإدارة الرفع من نسبة النجاح.
إن كثرة عدد حالات التزوير داخل المؤسسات التعليمية في الآونة الأخيرة ليحتم على الأستاذات والأساتذة، أكثر من أي وقت مضى، توحيد صفوفهم من أجل وضع حد لهذه المخالفات الجسيمة التي تمس بكرامة وشرف رجال التعليم وتسيء إلى المدرسة المغربية.
وأشير إلى أن الأستاذ (ع ط) قد راسل كل من السيد النائب والسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في هذا الشأن ولم يتلق أي جواب حتى الآن سوى استفسار من السيد النائب حول أدائه المهني. وأملنا كبير في أن تقوم الوزارة بفتح تحقيق في الموضوع.

لا حول و لا قوة الا بالله