التخلص من حمل البريد

التخلص من البريد

كان صعبا أن نتقبل فقدان المزمار بريقه و توهجه ، و أن تتضاءل فاعليته و همته في محاذاة الحراك الذي ساهمت و انخرطت في تأسيسه جيوش من المديرين/ المريدين، و التواقين للانعتاق من وضع المهانة و إرساء شروط الكرامة ، مسخرين من المهارات ما يجعلك تؤمن بالقوة الكامنة ، و شروط الاستعداد اللامشروط للاشتغال على الملف المطلبي دونما تراجع و لا ملل حتى الاستجابة الكلية.

ما يزال صعبا أن نتوقع في كل حين ، وعند سماع أخبار انعقاد اجتماع مكتبنا الوطني ، لو يخلص إلى قرار تعليق برنامج نضالي صرنا نستأنس بتنفيذ فقراته خلال هذه الأيام ،دون الرجوع إلى القاعدة ،ونحن كلنا انتشاء و حماس لنجاح هذه المحطات ، بل ونحن بكامل الحذر حتى لا يتم اختراقنا و إرباك إصرارنا على ألنجاح نحن خلقنا معه ألفة غريبة ، و نعبئ أنفسنا على ألا رجعة أو تراجع دون تحقيق المطالب ، أي دون أن يحقق البرنامج النضالي الهدف منه.

فكلمة "لـو" هذه التي كثيرا ما ارتبطت بتمن و رجاء لا طائل منهما ، تتحول في زماننا إلى ما يشبه الكابوس ، إذ يترتب عنها إعادتنا إلى ما وراء خط الانطلاق، وهو خط تركناه وراءنا و لامجال للعودة إليه.

الأكيد أن المسارات التي يراد لها أن تتجه قدما نحو تحقيق الأهداف ، لا يجب أن تحيد عن مسالك رسمت وفق هندسة مضبوطة ، حيث لا مجال للعشوائية في اتخاذ قرارات نعتقدها مصيرية ، ونحن أصحاب تجربة إعمال حسن النية مع الوزارة في جلسة 13 فبراير ، و محضر 12 ماي ، و نحن مستندين لحائط بشري رصت لبناته ما بين محطتي 14 ماي و 30 شتنبر . نحن أصحاب تجربة مع وزارة وعدت فما وفت ، و لا أرادت أن تدرك أننا في المعركة منذ خمس سنوات.

وتطوير أدوات الاشتغال و تعميق النقاش فيها ، من الاشتغالات التي وجب الدأب عليها ، فالزمن غير الزمن ، وهو يقتضي منا أن نتقدم خطوات إلى الأمام ، من خلال اختيار الصيغ التي ننفذ بها احتجاجاتنا علنا بذلك نحرز بعض التقدم في تحقيق بعض أهداف البرامج النضالية ، عوض أن نكتفي بالانخراط معتزين في درجات نضالية كثيرا ما طالبنا تطعيمها بجرعات التصعيد ، حيث في قرار مقاطعة حمل البريد ، من و إلى النيابة ، وبالتحديد خلال زمن الإضراب ، ينطوي ضمنا على الاستعداد للعودة فور إيقاف أو تعليق الإضراب لممارسة حمل البريد ، و كأنه مسؤولية و مهمة و قدر التصق بظهر المدير دونما تفكير في التخلي عنا ، لما نحن مصرين على تحمل هذه المهمة التي ليست لنا أصلا. أعتقد أن مقاطعة البريد ، يجب ألا تكون رد فعل أو آلية لجعل الوزارة تستجيب لمطالبنا المشروعة ،و به قد يحسن بنا إزاحة هذه الآلية من آليات إضرابنا ، حتى لا نكون مضطرين للعودة إلى وضعية "حمالين نقالين" في أي زمن.

كما أن وضعية الاستثناء باسم مصلحة التلميذ و الأستاذ، ليست إلا ذلك الشرخ الذي يتسرب منه ماء إفشال البرنامج النضالي ، نتيجة التأويلات و الاجتهادات التي كثيرا ما تجانب الصواب ،هذا إذا نحن تفادينا خفافيش الظلام ، وهي الظاهرة التي سمعنا بفرح كبير أنها تضاءلت بشكل كبير خلال السنة الحالية. بينما مهزلة أخرى ما تزال مرتعا للمحاولات اليائسة ، ما تزال واقعا ينبض بالحياة ، تتجلى في إقبال النيابات و الأكاديميات على استدعاء المديرين لاجتماعات و تكوينات ، الغرض الخفي منها هو تمرير رسائل مشفرة و تعليمات مغلفة ، إن لم يكن توزيع بريد خلال جلسات العمل ، الشيء الذي تعمل المكاتب المحلية للجمعية على التصدي له .

التخلص من حمل البريد ، جدير بأن يكون نتيجة نقاش وطني يتم خلاله توضيح مسؤوليات ومهام المدير ، من خلال وثيقة رسمية ، تكون بموجبها الحقوق و الواجبات على حد سواء من الوضوح ، وهذا طبعا مترتب عن نظام أساسي منتظر أن يحدد هوية رجال الإدارة التربوية ضمن الموارد البشرية التي تؤطر أداء المؤسسات التعليمية .فخارج وضعية الإضراب ، ودون رد فعل ، نستطيع بكامل المسؤولية أن نعلن أننا نقطع مع حمل البريد ، مهما كان وزنه خفيفا ، وبه ستكون وزارة التربية الوطنية ، مضطرة للتفكير في آلية تدبير هذا الهم ، و الأكيد أنها ستجد له العديد من التخريجات.

آه لو نستطيع اتخاذ مثل هذا القرار ؟

» خدمة البريد الاكتروني
» البريد الذى لا تضيع رساائله
» لارسال و استقبال البريد برنامج The Bat! Home Edition 5.0.32
» نشر نتائج البكالوريا للموسم الدراسي 2012 عبر البريد الإلكتروني
» طرق التخلص من السمنة

التخلص من حمل البريد

التخلص من حمل البريد

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة