الكلام هنا على مقامين:
1
- المقام الأول: حكم جنس هذا الفعل -بغض النظر عن صحة العبارات-فيقال: لهذا نظائر؛ ومنها ما يروى ..
فقد قال قتادة لما أهبط إبليس قال رب لعنتني فما عملي ؟ قال السحر , قال فما قرآني ؟ قال الشعر , قال فما كتابي ؟ قال الوشم , قال فما طعامي ؟ قال كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه , قال فما شرابي ؟ قال كل مسكر , قال فأين مسكني ؟ قال الأسواق , قال فما صوتي ؟ قال المزامير . قال فما مصائدي ؟ قال النساء .
قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان : المعروف في هذا وقفه . وقد رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مصائد الشيطان وحيله : حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن زعر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا , قال الحمام , قال فاجعل لي مجلسا , قال الأسواق ومجامع الطرق . قال فاجعل لي طعاما , قال كل ما لم يذكر اسم الله عليه , قال فاجعل لي شرابا , قال كل مسكر , قال فاجعل لي مؤذنا , قال المزمار , قال اجعل لي قرآنا , قال الشعر , قال اجعل لي كتابا , قال الوشم , قال اجعل لي حديثا , قال الكذب , قال اجعل لي رسلا , قال الكهنة , قال اجعل لي مصائد , قال النساء }
ونقله عنه في غذاء الألباب
ومنه قول ابن تيمية: كلما كان الرجل أشبه بالجن والشياطين كان حاله أقوى ،ولا يأتيهم الحال إلا عند مؤذن الشيطان وقرآنه، فمؤذنه المزمار، وقرآنه الغناء
المقام الثاني: صحة كل لفظة ومطابقتها لمسماها..
فبعضها صحيح مقتبس من النصوص، إما القرآن كقولهم:وعوده : يعدكم الفقر
أو السنة كقولهم: ما يبكيه :كثرة السجود.. على أن لفظ الحديث هو في السجدة لا في كثرة السجود، ولكن كثرة السجود من باب أولى
وبعضها فيه نظر، كقولهم المكان الدائم جهنم.. فالثابت أن عرشه الآن على البحر
وكقولهم أفضل عمل له : اللواط والسحاق والزنا.. فالشرك بالله أعظم من ذلك..
وفي نظم بعض العبارات وسلْكها نوع تكبير له، ولا ينبغي أن يقال تعس الشيطان؛ بل يستعاذ منه ليتصاغر
ورأيي أنه إن احتيج إلى البطاقة أن تعدل عباراتها، أو يستغنى عنها بالنصوص الصريحة والأدلة الصحيحة في التحذير منه وطرق ذلك، وفي التحذير من الذنوب وما فيها من الوعيد، وما في اجتنابها من الوعد.
والله أعلم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وأعاذني الله وإياكم من نزغات الشياطين وأن يحضرون