تعتبر الزلازل واحدة من أعنف وأكثر القوى الطبيعية المتقلبة، وهناك كم هائل من الجهد العلمي المبذول لدراسة العوامل التي يمكن أن تسبب هزات أرضية مفاجئة تؤدي إلى نوعية الوفيات والتدمير المشاهد في إندونيسيا وجنوب المحيط الهادئ.
وهي تحدث عموما في خط صدع جيولوجي حيث يصطك لوحان أو أكثر من الصخور الضخمة ببعضها كجزء من التحركات التكتونية العالمية لقشرة الأرض. وعندما يتسبب الاحتكاك في توقف حركة الاصطكاك يمكن أن ينطلق الضغط المتراكم على شكل زلزال، بمعنى انزلاق على امتداد خط الصدع الجيولوجي.
وأحد الأسئلة الملحة الآن هو ما إذا كان زلزال الأمس المدمر قبالة ساحل جزيرة سومطرة الإندونيسية له علاقة بأية حال بالزلزال السابق في جزيرة ساموا بالمحيط الهادئ. والجواب يمكن أن يكون "نعم".
وقد كشفت دراسة حديثة أن وقوع زلزال في أحد الصدوع يمكن أن يؤثر في قوة خط صدع آخر في مكان آخر من العالم.
وقوة خط صدع ما يمكن أن تكون مهمة للتنبؤ بالزلازل المستقبلية، لكن حتى الآن لم يكن من الممكن قياسها بأي طريقة جادة. وقد التف علماء الزلازل الأميركيون بالدراسة الأخيرة حول المشكلة بمراقبة شقوق مليئة بالسوائل في أعماق منطقة صدع سان أندرياس على بعد ميلين تقريبا تحت السطح.
ويمكن للسائل في هذه الشقوق أن يعمل عملا مخففا للاحتكاك داخل الصدع، وبالتالي يضعف قوة خط الصدع بجعله أكثر انزلاقا، وبذلك يزيد احتمال حدوث زلزال. وبمراقبة هذه الشقوق الممتلئة بالسائل بأجهزة قياس زلازل عالية الإحساس، قد يمكن كشف التغيرات الدقيقة في قوة الصدع قبيل الهزة الأرضية.
ويعتقد العلماء أن مراقبة احتكاك هذه الشقوق الممتلئة بالسائل يمكن أن تصير طريقة بديلة لقياس قوة صدع جيولوجي. وقالوا باحتمال التوصل يوما ما إلى نوع من التغيرات التي تحدث قبل ضربات الزلازل، وبعبارة أخرى طريقة للتنبؤ بالزلازل.
وقال أحد العلماء إن "التغيرات في قوة الصدع أصعب بكثير في قياسها من التغيرات في الضغط، خاصة عندما ينهار الصدع إما بسبب تراكم الضغط أو بسبب ضعف الصدع".
لكن النتيجة المثيرة للاهتمام لهذه الدراسة هي أن قوة خط الصدع يمكن أن تتأثر بزلزال يبعد مئات أو آلاف الكيلومترات كبعد سومطرة عن كاليفورنيا على سبيل المثال.