سبع سنوات والرجل الذي لم يتم الكشف عن هويته، يرقد في المستشفى من دون أن يظهر اي علامات تدل على وعيه بعد تعرضه لصدمة في الدماغ اثر حادث سيارة. حتى أصبح الاطباء مقتنعين في النهاية انه دخل في حالة غيبوبة، لحد الآن على الأقل.
فوسط دهشة الفريق الطبي الذي يشرف عليه تمكن المريض أن يتواصل مع العالم الخارجي لأول مرة بعد كل تلك الفترة بعد توصل العلماء الى طريقة لقراءة أفكاره.
فقد إبتكروا تقنية تمكن الرجل البالغ من العمر 29 عاما حاليا من الإجابة بنعم أو لا على أسئلة بسيطة من خلال إستخدام جهاز مسح ضوئي متطور قادر على مراقبة نشاطه الدماغي.
فبغية الحصول على جواب بالايجاب طلب منه أن يفكر وكأنه يلعب التنس لتحفيز المنطقة المسؤولة عن النشاط الحركي في المخ. وللحصول على جواب بالنفي طلب منه أن يفكر وكأنه يتنقل في بيته من غرفة الى أخرى، لتحفيز منطقة الدماغ التي تتحكم في الاستيعاب المكاني.
br />
لقد دهش الأطباء عندما أعطى المريض الأجوبة الصحيحة لعدد من الأسئلة حول أسرته. يعتقد العلماء أن هذا الاختبار سيفتح آفاقا جديدة حول إمكانية إقامة نوع من التواصل مع المرضى الذين إنقطعوا عن الحياة لسنين طويلة.
وقد تؤجج الجدل حول إعطاء المريض الحق في أن يطلب بأزالة أجهزة الانعاش عنه وتداعياته الاخلاقية.
يقول الدكتور أدريان اوين المدير المساعد في قسم العلوم الدماغية والادراكية التابع لمجلس البحوث الطبية في جامعة كامبرج: "دهشنا عندما لاحظنا نتائج المسح الضوئي للمريض وكيف أنه كان قادرا على الإجابة على الأسئلة بصورة صحيحة بمجرد تغييره لأفكاره".
يضيف الدكتور أوين إن واحدا من بين خمسة مرضى ممن هم في حالة غيبوبة ربما لديه ذاكرة سليمة قادرة على الأداء بشكل كامل.
لقد أجرت فرق الأطباء البريطانية والبلجيكية دراسات على 23 مريضا في حالة غيبوبة وأكتشفوا أن أربعة منهم كانوا قادرين على تطوير أفكار حول لعبة التنس او بيوتهم وخلق نماذج عقلية يمكن قرائتها بجهاز المسح بالتصوير الرنيني المغناطيسي (MRI).
يقول العلماء إن إحدى فوائد هذه التقنية هي انها ستمكن الأطباء من معرفة إذا كان المريض يعاني من ألم مثلا. ويعتقد الاطباء أنه ستكون لهذه التجربة تداعيات واسعة النطاق في مجال العلوم العصبية والادراكية.
إن فرص التعافي من الاصابة بصدمة في الدماغ – كما هو الحال في التعرض لضربة في الرأس من جراء حادث أصطدام –
هي أكبر من تلك التي تحدث بسبب مرضي كالسكتة الدماغية. وعندما يكون المريض في حالة غيبوبة لأكثر من عام لا ينصح عادة الاطباء بتقديم المزيد من العلاج لأن فرص الشفاء في هذه الحالة بحسب الرأي الطبي الرسمي لا تتعدى الصفر عمليا. لذا بموافقة من ذوي المريض قد يتقدم الاطباء بطلب الحصول على إذن من المحكمة يسمح لهم بتخدير المريض وسحب التغذية عنه كي يسمح له أن يموت بهدوء. لكن هذه الدراسة والتجربة ربما تدعو الى إعادة تفكير في هذا الخصوص.