منذ بداية الموسم ، لم يستقر الفريق على حال، تارة غارق مكتبه المسير في البحث عن موارد قارة و انتظار ما سيجود به المكتب الشريف للفوسفاط و تارة أخرى منغمر في البحث عن لاعبين جدد يعوض بهم المسرحين ، و بين الفينة و الأخرى يدخل المكتب المسير في صراع مع الصحافة المحلية و لينتقل هذا الصراع إلى خلاف بين أعضاء المكتب. من بداية الموسم و إلى حدود اليوم تعاقب على تدريب الأولمبيك أربعة مدربين و الخامس في الطريق و ما زال العاطي يعطي . عند التأمل في هذا الواقع "المخرمج" و الذي تغيب عنه منهجية واضحة محددة باستراتيجية عمل موضوعية و علمية ، لابد للملاحظ أن ينتبه لبعض الحقائق الصادمة و التي أصبحت تشكل عوائق بارزة في وجه أية خطاطة تدبيرية .
أولا .. بداية المشكل و عمقه بدأ مع الجمع العام الأخير الذي أفرز تشكيلة غير متناسقة و فيها الكثير من التنافر الذاتي و التاريخي .. بمعنى أن الفريق هجم عليه متسيسو آخر لحظة و المستفيدون من ريع الجماعات المحلية أصحاب التاريخ الملوث و أصحاب المسارات المشبوهة التي يعرفها القاصي و الداني.
ثانيا .. فيما سبق كانت تشكيلة تضم أطرا حقيقية و نظيفة ، هي التي ساهمت في صعود الفريق إلى قسم النخبة و أعادت بريق التألق إلى كرة آسفي و اشتغلت بنكران ذات لترسيخ معالم نادي مهيكل بطريقة حديثة ، و وسط هذا كله كانت الضربات تتوالى الواحدة تلو الأخرى و الهدف النهائي هو توتير الأجواء و دفع هذه النخبة النظيفة إلى ترك دفة التسيير .. و فعلا نجحوا في مسعاهم ، و انسحب هؤلاء تاركين المجال فارغا لمجموعة تسميها الأدبيات السياسية المحلية بآسفي ب "الفنادقية" و هم - للزيادة في الشرح – أناس قدموا إلى السياسة عن طريق كراء الأسواق و فنادق الحمير و البغال و اشتغلوا على هذا الريع للتموقع في المؤسسات المنتخبة المحلية والإقليمية و الجهوية و تورطوا أكثر من مرة في شراء الذمم و محاضر القضاء شاهدة على ذلك و التصنتات الهاتفية ما زالت في الأرشيف .. جزء كبير من هؤلاء "احتلوا" المجال الرياضي و من ضمنه فريق أولمبيك آسفي .
ثالثا .. بعض العقول الصغيرة و التافهة التي لا تملك توجها استراتيجيا في التدبير الرياضي و لا تستوعب معنى المفهوم الجديد للرياضة و تنتصر فقط للنظرة الضيقة التجزيئية التي لا تتجاوز رؤيتها أرنبة الأنف و تهتم فقط بمصالحها الشخصية التي لا تعدو أن تكون مجرد امتياز بسيط على شاكلة الجلوس في منصة أو الحصول على كرسي في مائدة طعام أو التسمسير في بطائق الدخول إلى الملعب . هي المورطة في صنع المشاكل و الافتعالات خدمة لأجندة خارجية.
رابعا .. جزء كبير من الصحافة المحلية مورط هو الآخر بالمباشر و غير المباشر في تخريب الفريق ، و ذلك عن طريق التخندق مع جهة ضد أخرى و القيام بتسريبات تخدم ذوات مريضة بحب التسلط و الانتهازية و السلوك المقيت. هذا في الوقت الذي كان يتوجب فيه على الصحافة المحلية القيام بالنقد البناء الموضوعي الذي لا ينتصر لفلان و رباعتو على فرتلان و عصابتو .لنكن واضحين.. و لندفع بالخلاصات إلى أقصاها و نتساءل .. ماهو الشيء الذي لا نفهمه كمتتبعين و يحصل داخل المكتب المسير و في محيط الفريق ، و يفهمه أصحاب الفندقة و صانعي القربلة ؟ هل الهدف هو إسقاط الفريق نكاية في البعض ؟ هل الهدف هو عرقلة السير الطبيعي مقابل مصلحة شخصية ؟ الرياضة رياضة و السياسة سياسة و الانتهازية انتهازية ، و من كان تاريخه مليء بالثقوب و الاعتوارات الفاسدة و له نهج سيرة لقيط على جميع المستويات لا يمكن أن يصنع الفارق أو يؤسس للمستقبل مادامت تحكم تصرفاته تفاهات و أحقاد شخصية.فيما سبق كتبنا عشية تنصيب المكتب الجديد ، أن اقرأوا الفاتحة على الأولمبيك هذا الموسم ، و اعتقد البعض أن ذلك محض مزايدات ، لكن العبرة بالنتائج ، و اليوم يشاهد الجميع ما حصل ، واخا تجيبو كوارديولا و ميسي و الله ثم و الله لن يقلع الفريق ما دامت العقول المريضة و المتخلفة و التي لا ترى في الأولمبيك سوى محلبة تجر منها ما تيسر لجيوبها المشبوهة . للأسف الشديد .. آسفي و مجالها الرياضي لا يرتفع عن المستوى الذي تدبر به السياسة ، فساد أنيق أن يقرأوا الفامطبوع بدينار المساجد و لصوصية احترافية يشاهدها المسؤولون و يتعاملون معها بسياسة كم من حاجة قضيناها بتركها و الأكل من تحت المائدة و السلام على من اتبع الهدى .