بيداغوجيا الادماج تلبس جلبابا مغربيا
بواسطة: المسائية العربية
بتاريخ : السبت 27-02-2010 11:38 مساء
ذ مبارك كجديحي
لعل السيدين " كزافيي" و"دوكتيل "في كتابهما : pedagogie de l’ integrations camp’tences et integrations des aquis dans l’enseignement
لم يخطر ببالهما أنه في يوم من الأيام سيتم تشويه نظريتهما حول الأسس التطبيقيه للمقاربة بالكفايات في المنظومة التعليمية المغربية , بل وسيصاب " كزافيي" على وجه الخصوص بخيبة أمل كبرى , حينما يكتشف أن خبراءنا المغاربة قد ألبسوا نظريته
– وهو المنظر الحقيقي لبيداغوجيا الادماج والخبيرالمدلل عند وزارتنا –جلبابا مغربيا , وهذه الخيبة تنضاف إلى الخيبات التي أصيبت بها نظريته " بيداغوجيا الإدماج "في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ,بينما جل الدول الافريقية تصبح وتمسي على هذه البيداغوجيا .
إن نظرية بيداغوجيا الادماج هي نسق له مدخلاته وتفاعلاته ومخرجاته , وهذا ما فهمه خبراؤنا كل حسب تأويلاته ومقاصده مما خلق تشويشا لازال قائما إلى اليوم لدى المدرسين والمهتمين حول المفاهيم المرتبطة بالكفايات أساسا , والحال أن المدخل إلى بيداغوجيا الادماج لابد له من مقدمة جوهرية تتمحور حول الفهم الصحيح للكفايات عند " كزافيي " لأنه يستحيل الحديث عن بيداغوجيا الادماج دون ربطها بشكل مباشر بالكفايات فهي لازمة للمرور إلى الادماج , والمفارقة التي تعيشها منظومتنا التربوية تتجلى في كون جميع الكتب المدرسية الحالية ليست مبنية على الكفايات كمنطلق لبناء الدروس , ومن تم تصبح بيداغوجيا الادماج كإطار عام للتدريس عبثية بامتياز ولتفادي هذا المنزلق أفتى خبراؤنا التربويون بإيعاز من خبيرالوزارة المدلل " كزافيي "بمعالجة هذا الخطأ عبر توفير دلائل خاصة بكل مستوى تسمى دلائل الوضعيات التربوية – الحديث هنا عن التعليم الابتدائي- بالموازاة مع الكتاب المدرسي , ومع ذلك تبقى جزيئة في غاية الأهمية وتتمثل في كون جميع الدروس التي تقدم خلال الأسابيع الستة تمت صياغتها عن طريق بيداغوجيا أخرى , هي بيداغوجيا الأهداف وسندها الأساس هو الأهداف الاجرائية ليأتي الأسبوعان 7 و8 ويطلب من التلميذ توظيف نموذج جديد مخالف تماما لآساليب ألف التعامل معها سابقا وهي : بيداغوجيا الادماج . لكن هذه الوضعيات يعاب عليها أنها أتت منسوخة عن وضعيات استنبثت في أنظمة تعليمية مغايرة وألبست جلبابا مغربيا جعلها كائنا هجينا تظهر معالمه في الصياغة النهائية للوضعيات والتي تحولت بقدرة قادرإلى وضعيات مفككة تجبر التلميذ على التعامل مع مهام فرعية وليس اختبار قدرته على تعبئة عدة موارد داخل وضعية والأمثلة كثيرة " انظر كراسات التلميذ أو دلائل الوضعيات التربوية الخاصة بكل المستويات " . وهذا نموذج دال عن تفكك الوضعية وإحالتها إلى أسئلة جزئية :
1– ما شاهدته في سوق الأغنام .
2 – ما شاهدته في مكان بيع الخضر والفواكه .
3 – ما أعجبك في مكان بيع الثياب .
وهذا مخالف لمفهوم ومميزات الوضعية الادماجية كما سنرى لاحقا عند " كزافيي " نفسه . ناهيك عن الصعوبة المطروحة على مستوى صياعة وضعيات تتعلق ببعض المواد كالقرآن الكريم
مثلا .
هذا موقفنا المبدئي في الوقت الراهن إلى حين مراجعة الكتب المدرسية , وقبل ذلك وبعده , لابد من الاعتراف بمكاسب أساسية حققها الحقل التعليمي في المغرب وستترتب عنها وعليها مزايا لابد وأن تسهم في تطوير الأداء التربوي منها على سبيل المثال مايلي :
-
خلخلة البنية التربوية المغربية في اتجاه إيجابي .
– إرساء خطوات منهجية موحدة في بناء الكفايات بشكل معقلن لدى كل من المعلم والمتعلم .
– عقلنة الفعل التربوي لدى مكونات المنظومة التربوية / مفتش / مدرس / مدير /.
– إرساء تصور بيداغوجي مغربي موحد .
– تمكين المدرسين من القدرة على تحديدالخطأ ومعالجته عن طريق آليات مختلفة .
وللتوسع أكثر نوجزبيداغوجيا الادماج من منظور مغربي وفق التصور الرسمي للوزارة .
يتبع