مؤتمر جمعية مديري الابتدائي/ بيان محبط + استقالة فاضحة
أكدت مصادر متتبعة أن أشغال المؤتمر الوطني الأول للجمعية الوطنية لمديرات و مديري التعليم الابتدائي بالمغرب المنعقد بالرباط بتاريخ 14 ، 15 ماي 2010 تحت شعار: تأهيل الإدارة التربوية مدخل أساسي للإصلاح منظومة التربية و التكوين لم تستجيب لتطلعات القاعدة في علاقتها بالإدارات الإقليمية أو الجهوية أو المركزية، وضيعت وقتا كبيرا في تشخيص أزمة الاكراهات التي تعاني منها الإدارة التربوية بالتعليم الابتدائي، ووصفت ذات المصادر البيان العام الصادر عن الهيأة المذكورة عقب المؤتمر بـ " الخجول " و " القلق فيما يتحكم فيه ".
وأكدت الجمعية في مؤتمرها المنعقد المتزامن مع تخليدها للذكرى الثالثة لليوم الوطني للإدارة التربوية، على استقلالية الجمعية و انفتاحها على باقي الفاعلين و الشركاء الاجتماعيين، معتبرة محطة المؤتمر الوطني الأول منعطفا نوعيا في التعاطي مع الملف المطلبي نضاليا، مشددة على اعتبار توطين الإصلاحات المتعلقة بالمخطط الاستعجالي رهينة بتنفيذ الملف المطلبي.
ودعا البيان وزارة التربية الوطنية إلى إشراك الجمعية في جميع الإشكالات المتعلقة بالإدارة التربوية إقليميا و جهويا ووطنيا، والتسريع بالاستجابة للملف المطلبي في شموليته، واستعدادها لتنفيذ جميع الأشكال النضالية المسطرة في حالة التلكؤ و التسويف.
وندد البيان بالإعفاءات المتسمة بالشطط في حق اطر الإدارة التربوية.
=============================================
محمد بوعقلين مدير التعليم الابتدائي بمراكش:
نحن المديرات ومديري التعليم الابتدائي بمراكش ، ماذا بعد 3 سنوات من تأسيس فرع جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بمراكش، ما هي الحصيلة؟
لا شيء تغير؟
الشيء الوحيد الذي تغير هو أن وضعية المدير ازدادت سوء وتأزما، بفضل ما أتى به المخطط الاستعجالي من مهام وأعباء على حساب شخص المدير.
كرونولوجية أحداث وضعية الإدارة التربوية في علاقتها بفرع الجمعية المذكورة أن مجلسها الإداري، وأنا عضو به، لم يجتمع قط، ولم أتلق أي دعوة في الموضوع، وهنا أتساءل مع بعض المديرين والمديرات؛ كيف يتخذ القرار داخل الجمعية؟ ومن يتخذه؟ وما خلفية تحريكه؟ وما مدى استقلالية الجمعية؟
بالنسبة للانخراطات وإشعاع الجمعية وتحركها في الساحة النضالية يبدو منعدما، مؤشر ذلك " التحليل الملموس للواقع الملموس "، وانتقال الانخراطات
من أكثر من 100 إلى أقل من 60 مؤشر رقمي بيّن.
وبخصوص الندوة التي نظمتها الجمعية على الصعيد الوطني بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية مؤخرا، أتساءل مع باقي الزملاء من مراكش، من انتدب الذين مثلوا مراكش في الندوة الوطنية، ومن فوض لهم الكلام باسمنا؟ وتوقيع اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية كان على أي أساس؟ وهل فتح نقاش داخل الجمعية قبل إبرامها؟
والأدهى من ذلك، قراءة أولية للبطاقة التقنية للندوة، تبين وكأن وزارة التربية الوطنية هي التي نظمت الندوة وليست الجمعية، فالسيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي لطيفة العبيدة هي المفتتحة للندوة رغم أنها لم تحضر، كما أن المداخلة الأولى والثانية والثالثة كانت من نصيب مسؤولين بالوزارة، والعرض اليتيم الذي يحمل صوت وملامسة أوضاع الإدارة التربوية كان من مساهمة الأستاذ محمد البعكوبي عضو المكتب الوطني.
وتقتضي الأعراف في اللقاءات والتظاهرات أن يفتتحها منظموها، ويهيمن عليها توجهات واختيارات وتطلعات المنظمين لتجاوز أوضاع معاناة رجال ونساء الإدارة، بينما أدوار الضيوف ثانوية وغالبا ما يتم توجيهها لخدمة أهداف المنظمين، أما أن تصبح الجمعية بوقا للوزارة فهذا غير مقبول ويضع أكثر من نقطة استفهام ؟ ويضرب في العمق مبدأ الاستقلالية، فجمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي حسب قانونها الأساسي ذات استقلال ذاتي ومعنوي، وليست مثل " جمعية دعم مدرسة النجاح " التي لها طابع رسمي، فأن أكون مدبر مدرسة يجب علي أن أسيرها وفق التوجيهات الرسمية، لكن في جمعية مهنية ليس الوضع مماثلا لأن ما جاءت به الوزارة في مخططها الاستعجالي ليس قرآنا منزلا.
في اللقاء الإخباري الذي نظمته الجمعية فرع مراكش بثانوية الحسن الثاني يوم 09 يناير 2010 طرح للمناقشة آليات تفعيل المذكرة الوزارية رقم 122 في موضوع تدبير الزمن التربوي.
وليعلم السادة والسيدات المديرات أسباب تنزيل هذه النقطة بجدول الأعمال، أن بعض الزملاء أعضاء المكتب المحلي للجمعية، قد عمدوا إلى تفعيل المذكرة المشار إليها في مؤسساتهم التعليمية بشكل منفرد، وإبان نشرها بالموقع الالكتروني للوزارة.
وتداعيات هذه المذكرة بالساحة التعليمية معلوم، خصوصا ما صاحبها من اضطرابات ووقفات احتجاجية لمسؤولين في الوزارة وبمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على الصعيد الوطني، وتعرفون أيضا أن نقابة المفتشين، أصدرت بيانا في الموضوع، عبرت من خلاله عن رفضها تطبيق مقتضيات المذكرة، وأرجأته إلى السنة الدراسية المقبلة.
وتعلمون أيضا أن بعض المفتشين قاموا بزيارات تفقدية وتفتيشية إلى بعض المؤسسات التعليمية التي طبقت المذكرة، وأمروا أو التمسوا من المديرين الذين طبقوا المذكرة بالعدول إلى العمل بالصيغة الأولى المعتادة بالوسط المدرسي.... وهو ما خلق نوعا من التشنج بين بعض الإخوة في مكتب الجمعية فرع مراكش والمفتشين، ولإضفاء الشرعية على " منجزاتهم " أرادوا نقل الحدث إلى الجمع العام ومداولات الجمعية، أي " يريدون أكل البصل بأفواهنا"، علما أنه كان بالأحرى أن تناقش النقطة قبل تطبيقها من طرق بعض أعضاء مكتب الجمعية، و" الفاهم يفهام ".
وحقيقة الأمر أن القضية بنظري ليست بمشكلة لدى الإدارة التربوية بقدر ما هي مشكلة تخطيط وزاري، ووزارة أحمد اخشيشن التي يجب عليها البحث عن آليات تفعيل المذكرة 122، خاصة وأن المشكل يطرح بحدة في الوسط القروي، وسبق طرحه لدى الفرقاء الاجتماعيين الذين ينادون في مناشيرهم بإلغاء المذكرة الوزارية رقم 122 .
فلماذا نتصارع مع جبهة النقابات، ونفتح جبهة أخرى مع هيئة التفتيش والمراقبة؟ ولصالح من نعدد خرائط " اٌلإخوة الأعداء " ومن المستفيد من تعدد الجبهات؟
وأشير في الأخير أنه من السذاجة والتوهم أن الجمعية حققت أو تستطيع تحقيق شيء من الملف المطلبي للإدارة التربوية، لأنه ببساطة النقابات والنقابات الأكثر تمثيلية هي التي تحاور الحكومة في الملفات المطلبية، ويخول لها القانون والدستور المغربي ذلك، وتضغط بقوة لاستبعاد كل جمعية مهنية قد تسحب البساط منها؛ إذن " شوفو معيا المفتشين دارو النقابة وجاب الله التيسير " وما لنا حنا؟؟؟
وأضيف في ذات السياق، أن التمثيلية بالمجالس الإدارية وفي انتخاب اللجان الثنائية يكون على أساس الإطار، والسادة المديرين والسيدات المديرات ليس لهم إطار بل هم أساتذة التعليم الابتدائي، و " الحر الغمزة والعبد بالدبزا ".
ولهذه الأسباب وغيرها، ما دام للوقت حدود، أعلن استقالتي من جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي فرع مراكش، التي لا يشرفني الانتماء إليها، والبقاء ضمن أحضانها، والله الموفق.
فضاءات.
**********·
03 جماد ثاني 1431 (18 05 2010) ·
عن مجلة المدرس الالكترونية