يامن ضاقت بك دنيا الفناء لي معك هنا لقاء

يامن ضاق بك العيش وقل رزقك وأبت نفسك أن تستكين لقدر الله

ونفر منك ضعاف القلوب

يامن سعى قلبها لجمع المال ورضت نفسها ذل السؤال وأبت أن ترضى

بقضاء الله فاعترضت وقارنت بينها وبين غيرها وتألمت من فقرها وحالها

ونست أن ربها يقسم الأرزاق كيف يشاء

يا أنت إليك أوجه كلماتي

يامسكينة النفس لا المال يامسكينة الهمة لا الأحوال

إليك يامن نسيت ربك ولجأت لغيره تطلبي مساعدة

على الأقدار

هنا سأبوح بحالي وأذكر أخباري لأن ما سيذكر يستحق

الإتباع والسير على نفس المنهاج

ومن منا لم يتعرض لضائقة في المال ومن منا سار على طريق

واحد بلا زيادة أو نقصان

جميعنا قد تأسرنا الأيام وتأتي رياحنا بما لانشتهي

قد نعلو يوما وقد نسقط أيام

فيا أمة الله إن أصابك يوما سقوط وكنت للمال في احتياج

فوربك لمن تلجأي ,لبشر أم لمن خلق البشر

أختاه يابنت الاسلام

ليس عيبا أن ينقصك المال وليس شرفا أن تكوني من الأغنياء

فرسولك فضل كثير من الفقراء على أعظم الأغنياء

وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل عنده جالس :
(( ما رأيك في هذا ؟ )) فقال : رجل من أشراف الناس ، هذا والله حري
إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع .
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مر رجل آخر ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما رأيك في هذا )) فقال :
يا رسول الله ، هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب
أن لا ينكح ، وإن شفع أن لا يشفع ، وإن لا يسمع لقوله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )) متفق عليه

استشعري عظيم حديث نبيك وتيقني من حكمه وبليغ قوله فقد أراد

رسولنا الكريم منذ الاّف السنين أن يغير المفاهيم ويصلح الأفكار

فبين أن هذا الرجل الذى لايلتفت إليه ولا يسمع قوله خير من ملء الأرض

من مثل ذلك الرجل الذي لفت الأنظار وجذب الأبصار

وبعد قرون من رحيلك يارسول الله مازال هناك من يقدر الناس بأموالهم

ويعلي من شأن أناس لايستحقون لمجرد أنهم أغنياء

ولهو الدمار بعينه والهلاك الذي يحيق بمجتمع لاينزل الرجال منازلهم

مجتمع لايعرف لمن يسمع ولا لمن ينصت ولا لمن يزوج ومن يأبى

إن الله لاينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم

فلماذا نقيس عظمة الإنسان بما يحمله جيبه من مال

وقد يحمل ملايين الأموال التي لاتساوي عند الله شيئا

يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين

يوم القيامة لايزن عند الله جناح بعوضة"

فيا من تغتر بأموالك في الدنيا إنتبه لأخراك فقد تسحق كما البعوض

فما بالك يأختاه تنظري إلى غير ما ينظر له ربك؟

لماذا نفتح الأبواب بكل حب وترحيب لمن يحمل الأموال ونوصد قلوبنا

وأبوابنا أمام كل فقير محتاج

لماذا تذلل الصعاب أمام كل غني ليتزوج مما يريد ونجد المقياس

الأول عند الأهل هو ميزان ما يحمله من مال

لماذا يا من أحوجك القدر إلى المال تنسي ربك وتذلي نفسك

بطلب مساعدة الغير

أنسيت أن من خلقك لن ينساك

لقد نهينا عن ذل السؤال وهناك من القصص عشرات تحكي لنا عن

قدوتنا رسول الله وهو يترفع بنا عن مهانة سؤال غير الله

قيل أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله يسأله فقال الرسول "أما في

بيتك شىء" فقال بلى هناك فرش نلبس بعضه ونبسط بعضه وإناء

نشرب فيه الماء " فقال الحبيب ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول

الله بيده وقال "من يشتري هذين " فقال رجل أنا اّخذهما بدرهم قال من

يزد قال رجل أنا اّخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما

الأنصاري وقال اشتر بإحداهما طعام فأعطه لأهلك واشتر بالأخر قدوما

فأتني به فأتاه به فقال له الرسول "إذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة

عشر يوما "

فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها

ثوبا وببعضها طعاما فقال الرسول صلى الله عليه وسلم له

هذا خير من أن تجىء المسألة نكته في وجهك يوم القيامة

إن المسألة لاتصلح الإ لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو

لذي دم موجع " صدقت يارسول الله

هذا هو أنصاري لايملك من الدنيا شيئا وهاهو الأن يعمل ويكسب

من يديه دون أن يذل نفسه لغيره

وهذا أكرم وأفضل وأعلى

هذا الجهد الذي بذله في جمع الحطب والعرق الذي تساقط منه

أهون ملايين المرات من ذل سؤال الغير

ورسولنا أبلغنا أن المسائلة لاتصح الا لفقير يعجز عن الحصول على

مايسد حاجته الضرورية لفقره الشديد

أو لإنسان عليه دين ولايملك من المال مايسد دينه

أو الرجل يتحمل الديات لمروءته ونبله لكي يحقن الدماء

وياويلك يامن تسأل الناس ولديك ما يغنيك

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً؛ فليستقل أو ليستكثر))رواه مسلم."

وهنا سأتوجه لكن جميعا لكل من ضاقت به الحياة

لاتلجأي أبدا لغير الله واياك أن تلجأي لخلق الله قبل أن ترفعي

يديك وتسألي ربك الرزق الحلال

فوربي وعن تجربة ما إن رفعت يدي إلى الله أطلب رزقه

إلا وقد أنعم علي

يقول صلى الله عليه وسلم "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس

لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله

له برزق عاجل أو اّجل "

صدقت صدقت صدقت يارسول الله

وأخيرا يا صاحبة العزة والترفع عن السؤال

إن عرض عليك عطاء فقد أمرنا أن نقبله وهذا ما ماأمرنا به نبينا

فهو هادينا ومعلمنا ومرشدنا إلى طريق الخير والرشاد

يقول ابن عمر أن عمر قال " كان رسول الله يعطيني العطاء

فأقول أعطه من هو أفقر مني فيقول خذه فإن شئت فكله

وإن شئت فتصدق به "

فلأجل ذلك كان عبد الله بن عمر لايسأل أحدا شيئا ولا يرد

شيئا أعطيه"

فما أحلى ديننا وما أعظم وأشمل أحكامه فهو بنا يرقى

ولنا يرفع فهل منا من تابع

ونصيحة لكل من ضاقت بها الحياة

إرفعي يدك إلى السماء واسألي العاطي الوهاب

وأقسم لك لن تردي خائبة

وستجدي أبواب الرزق تنساب أمامك أنهار

هي دعوة من قلب أخت لكم ضاقت عليها الأيام

فأبت إلى أن تضع لكن تجربتها لتكن لكن يوما

هنا مرجعا وملاذ

كن بخير وسعادة وراحة

ملحوظة هامة "حكايات الرسول مما أحفظ من سيرته وحكاياته

قد تكون الروايات مختلفة فأرجو التنبيه"

شكرا على الطرح الرائع
بارك الله فيك بانتضار
جديدك تحياتي