بيت للجميع
تأليف جاسم محمد صالح
الفصل الأول
((غابة يتساقط الثلج فيها بغزارة ، الهواء قوي … صوت الريح مسموع…في الوسط شجرة كبيرة ذات أغصان كثيرة ….يدخل الأرنب )
الأرنب : اشا...ه , اشاااه , الريح قوية والثلج يملأ الغابة ماذا أفعل كي احمي نفسي ؟ ( يرتجف من شدة البرد )
ماذا أفعل ؟… (وبعد ان يفكر قليلاً )
ها لقد وجدتها ، سأحفر لنفسي بيتاً تحت جذع هذه الشجرة
(يقترب من الشجرة ويبدأ بالحفر … يدخل القرد )
القرد: هه…هه،.الثلج يجعلني أبرد،
أين أذهب ؟ أين أختفي ؟…أين؟ لا أدري ، فالبرد
منتشر في كل مكان ، والثلج يملأ الطريق ,
أحسن شيء أفعله هو أن أبني بيتاً على أغصان هذه الشجرة.
(يصعد على الشجرة ويبدأ بالعمل)
الدب: أوو…أوو…،أوو…ه , هذا البرد يضايقني وهذا الفرو لا يحميني ،
برد الغابة شديدٌ , أين أهرب منه ؟
أين ؟ أوو…أوو…ه (يرتجف بشدّة أكثر ).
سأقضيه عند أصدقائي الدببة ،
(يحدّق في أنحاء الغابة )
لا أحد هناك فكل الدببة قد اختفت ،
عليَّ أن أسرع وأبني بيتاً ، لكن أين أبنيه ؟
آه لقد اهتديت إلى مكان مناسب ٍ،
انه في جذع هذه الشجرة القريبة ,
علي ان احفر بيتي بسرعة .
(يقترب من الشجرة ويبدأ في حفر بيته في جذعها ، وهو لا يرى الأرنب …أو القرد اللذين لا زالا يعملان … يدخل الثعلب متلصلصا …يتلفَّت حوله بحذر ) .
الثعلب : أوو… ،أوو…،أوو… وو،برد الشتاء مزعج وقاسٍ ، والثلج يملأ الطرقات ، إنني متشوق لأكل الدجاج ماذا أفعل؟… ماذا أفعل ؟
لقد اشتقت إلى طعمه اللذيذ .
(صمت) … حسن ,
لأجلس قرب هذه الشجرة ،
فربما أرى بيتاً فارغاً أنام فيه وأسكن ,
أوو…،أوو…البرد يزداد قسوةً.
(يقترب من جذع الشجرة والثلج ما زال يتساقط ).
القرد : ( ينتبه الى وجود الدب) يا صديقي الطيّب ,
هه …أنت يا صديقي العزيز
الدب : من يناديني ؟… في هذا الجو البارد
القرد : أنا صديقك القرد …
الدب : ماذا تريد أيها القرد !!؟
القرد : أريد ان تساعدني في بناء بيتي
الدب : لا وقت لدي لمساعدتك ،
أنا أيضا أريد ان ابني بيتاً
القرد : ولكن أما تساعدني أيها الصديق ؟
فأنا محتاج إليك
الدب : لا أستطيع … قلت لك لا أستطيع
القرد : ولكن …ولكن …
الدب Sadمتلفتاً حوله ) ما أصعب بناء بيت في هذا الثلج ،
أظافري تتجمَّد ولا تستطيع أن تحفر شيئاً ،
حتّى ولو كان خشباً طرياً ,
يداي متجمدتان أيضاً ...ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل؟
(صمت)أخاف أن يد ركني الليل وأنا على هذه الحالة
( يحدِّق في أرجاء المكان ) أرى الأرنب هناك ,
لأطلب مساعدته … فربما يساعدني !؟
أيها الأرنب …الصديق ،
أيها الأرنب الصديق …أيها الصديق
الأرنب Sadفي مكانه ) ماذا تريد منّي أيها الدب ؟…ماذا تريد؟
الدب : أما تأتي وتساعدني ؟
الأرنب : لا أستطيع فأنا مشغول أيضاً
الدب : ولكنّي محتاجٌ إليك …أرجوك … تعال وساعدني
الأرنب : قلت لك لا أستطيع أن أترك عملي
الدب : ( مع نفسه ) إذاً ماذا أفعل ؟
لا … أحد يساعدني ,
أرجوك ساعدني أيها الأرنب
الأرنب : فكِّر مع نفسك فيما تفعل ؟…اتركني , فأنا مشغول
(وهو يعمل بتكاسل ) الأرض باردة جداً ،
وأظافري لا تحفر شيئاً في هذه الأرض الرطبة المكسوّة بالثلج ,
لا أستطيع أن احفر شبراً واحداً … ماذا افعل ؟ (يتلفت)
سأقضي الليل في هذا الثلج وأظل ارتجف حتى الصباح
(يتلفت مرة أخرى فيرى الثعلب ) انه الثعلب … ولكن !!
سمعت الآخرين يقولون عنه انه كاذب ومخادع …ومحتال ,
لا يهم ذلك , سأطلب منه ان يساعدني,
فربما يكون طيباً معي ,
أيها الثعلب …. أيها الثعلب …يا صديقي العزيز
الثعلب : أوو…اوو… من ناداني في هذا البرد القاسي ؟ …من ؟
الأرنب : أنا صديقك الأرنب .
الثعلب : ماذا تريد أيها الأرنب؟ أخبرني بسرعة ,
فالجو بارد ولا يحتمل
الأرنب : لا أستطيع أن أحفر بيتاً، وأريد مساعدتك
الثعلب : أنا مثلك لا أستطيع ان ابني بيتاً ,
إنني أفتش عن بيتٍ فارغ يؤويني
الأرنب : لن تجد بيتاً فارغاً في هذا الوقت
الثعلب : أسكت أيها الأرنب ولا تزعجني بثرثرتك هذه
الأرنب : حسن … إن بناء البيت مشكلة صعبة وتحتاج إلى تعاون
(يزداد سقوط الثلج، ويشتد الهواء … ويبدو الجميع منشغلين في أعمالهم ولكن دون فائدة)
القرد : (في مكانه على الشجرة) كلما ابني بيتاً يسقطه الريح،
علي ان انزل من مكاني هذا …
فربما أجد على الأرض حلاً لمشكلتي هذه ؟
(ينزل من مكانه ويصير قرب جذع الشجرة)
الدب : صعب الأمر علي، وعجزت عن فعل أي شيء،
فهذا الجو البارد مزعج جداً (بعد أن يفكر)
لأخرج من مكاني هذا، فقد أجد حلاً ينقذني
(يخرج من مكانه … يرى القرد)
ها… أنت هنا أيها القرد ؟
القرد : أمامك كما ترى، لم أستطع أن أفعل أي شيء
الدب : أنت مثلي لا تعرف شيئاً عن بناء البيوت
الأرنب : آه… تجمدت يداي من البرد ,
لأبتعد عن هذا المكان ,
فقد أجد حلاً لمشكلتي قرب جذع الشجرة
(يتحرك من مكانه باتجاه جذع الشجرة)
ها … ها، أنتما هنا أيها الدب … وأنت أيها القرد
الدب : يبدو أنك مثلنا عاجز عن بناء بيت لك
الأرنب : أنتما مثلي عاجزان … ها…. ها …. ها.
الدب : البرودة تشتد والثلج يتساقط
القرد : لنفكر بحل ينقذنا… قبل أن يدركنا الليل
الأرنب : لنفكر كلنا في ذلك
الدب : إنها فكرة حسنة، لنفكر كلنا
(يسمع من بعيد صوت الثعلب بشكل متوالٍ)
القرد : لقد سمعت صوت الثعلب ,
لنناد عليه ونسأله، فربما يفيدنا رأيه ؟
(يتلفت حوله) أيها الثعلب… أيها الثعلب …
الثعلب Sad مرة أخرى ) من يناديني في هذا البرد ؟
القرد : أنا أناديك …. أنا القرد … أما عرفتني من صوتي ؟
الثعلب : أوه … ماذا تريد مني أيها القرد ؟ …
القرد : تعال هنا … نريد أن نسألك في بعض الأمور.
(يقترب الثعلب منهم ولكن بحذر وهو يتلفت حوله)
القرد : هل ترشدنا إلى بيت فارغ نأوي إليه ؟
الثعلب : (ضاحكاً) لو كان هناك بيت فارغ لاختبأت فيه ,
وتخلصت من هذا البرد القاسي
القرد : إذاً نريد أن نتعاون جميعاً في إيجاد حل لمشكلتنا
الثعلب : ماذا يمكن أن نفعل ؟ … ان البرد أقوى منا
القرد : ربما أشياء كثيرة نجهلها الآن
الثعلب : ماذا أستطيع ان افعل لكم ؟ ان مشكلتي كبيرة جدا
(يتشاورون ويبتعدون، ثم يتشاورون ويبتعدون)
الدب : بماذا فكرت أيها الأرنب ؟
الأرنب : فكرت في أن نهرب من هذه الغابة ، إلى مكان بعيد حيث الدفء …
هيا بنا … يا أصدقائي لنهرب بسرعة
الدب : (ضاحكاً) … إنها فكرة رديئة ولا تفيدنا في شيء , انك غبي أيها الأرنب
الأرنب : بأي شيء فكرت يا صديقي الدب؟
الدب : (ضاحكاً) أحسن شيء هو أن نبقى نتحدث حتى الصباح ,
فربما سيكون الصباح دافئاً.
الأرنب : إنها فكرة سخيفة أيضاً …. اوو …. ه (يرتجف ويرتجف الدب)
الثعلب : ( يقفز في مكانه )عندي فكرة مقبولة .
الأرنب : ما هي ؟ قلها بسرعة …فقد بدأت أتجمد , اشااه … اشااه
الدب : أسرع وقلها لنا
القرد : نحن نسمعك يا صديقي، فلا تبخل بأفكارك .
الثعلب : أن يقترب الواحد من الآخر كثيراً حتى لا نشعر بالبرد ,
إن فروي ساخن … وكذلك فرو الدب,
إنها خير طريقة للقضاء على البرد هه ,
ما رأيكم بهذه الفكرة الرائعة ؟
الدب : إنها فكرة لا تفيد
الأرنب : وسخيفة أيضاً
الثعلب : أصمت أيها الأرنب الغبي و لا تعلق على أفكاري
الأرنب : ( متسائلا ) أنا غبي أيها الثعلب المخادع.
الثعلب : نعم أنت الذي لا يعرف أن يأكل غير أوراق الأشجار.
الأرنب : لكنك غبي ولص , واكل الأوراق أفيد من أكل الدجاج
الثعلب : أسكت وإلا قطعت لسانك ,
لقد ذكرتني مرة أخرى بالدجاج المشوي … ياه ما ألذ طعمه
الأرنب : أنت تقطع لساني ؟!! … سأرشد الكلاب على مكانك ,
انها صديقتك الحميمة
القرد : كفانا أيها الأصدقاء مشاكل , كفوا عن ذلك لنفكر بحالنا (صمت)
الثعلب : يبدو إن القرد توصل إلى شيء مهم .
القرد : لقد وجدتها … وجدتها …
الأرنب : ماذا وجدت ؟
الثعلب : هل وجدت بيتاً فارغاً ؟!! أم دجاجة كبيرة ؟
الدب : أوو…. ه , أيها الثعلب،
فأنا لا أفكر إلا بحساء ساخن في هذا البرد الشديد,
وأنت لا تفكر الا بالدجاج… كف عن هذا الهراء …أرجوك
القرد : لا بد أن نتعاون كلنا.
الدب : في أي شيء أيها الصديق ؟
الأرنب : ماذا تقصد في كلامك ؟
القرد : في بناء بيت نسكن فيه جميعا
(يتبادلون النظرات)
الدب : إنها فكرة حسنة
الأرنب : وأنا سأساعدك … لا تنسى إن لي مخالب قوية
القرد : ( ينظر إلى الثعلب ) وأنت أيا الثعلب… ماذا تقول ؟
الثعلب : لا أستطيع أن أساعدكم، سأفتش عن بيت فارغ يؤويني ,
لا تشركوني معكم في هذه الأعمال المتعبة
القرد : سيكون البيت لنا كلنا … أيها الثعلب .
الثعلب : قلت لكم … لا أريد ، لا أريد .
(يبتعد الثعلب عنهم، يغنون وهم يعملون )
الفصل الثاني
القرد : بنينا بيتاً جميلاً… ياه ما أجمله.
الدب : ورائعاً جداً، لم أر مثل في حياتي … إنه كبير وقوي
الأرنب : هذا البيت يحمينا من الثلج والبرد … ومن العواصف الشديدة .
القرد : أنسيتم إنه بتعاوننا فعلنا ذلك ؟
الأرنب : لم ننس ذلك، وسنتعاون دائماً.
الدب : مثل أي شيء أيها الأرنب … (يضحك)
أرجو ألا يكون ذلك في أكل الخضراوات , فانا لا آكلها.
الأرنب : مثلاً نزرع مزرعة … ونحفر جدولاً … أو أي شيء مفيد آخر.
القرد : أنت ذكي جداً أيها الأرنب … فقد نبهتني إلى هذه الأشياء.
الدب : هيا بنا لندخل البيت … فأنا مشتاق إلى جو الدافئ
الأرنب : وأنا أيضاً أرغب في ذلك
القرد : هيا ندخل، لنعد الطعام
(يدخلون ويبدو الثلاثة من خلال الشباك المفتوح … ومن بعيد يأتي صوت الثعلب أوو…. أوو … أوو).
الأرنب : (ضاحكاً) لنغلق الشباك … فهذا صوت الثعلب،
إنه يبحث عن بيت فارغ
القرد : لقد رفض مساعدتنا، لن يجد بيتاً أبداً.
الدب : سيظل يرتجف حتى الصباح، فهو يستحق ذلك.
الأرنب : لنغلق الشباك بسرعة,
حتى لا نسمع صوت الذين لا يتعاونون مع الآخرين
(يغلقون الشباك)