قالت لي سارة وهي
بجانبي في السيارة لمَ تمشي يمنة ويسرة. قلت: في كل مرّة أتفادى حُفرة.سرنا
قليلا ثم قالت: انظر هناك أفعى تعبر الطريق. قلت: لا ليست لا أفعى ولا ثعبان إنما
عقبة وضعت لتخفيف السير وتجنّب الفَلتان.. يدعونها "ظهر حمار" .ثم سرنا
قليلا فقالت: حذار هناك "بطن أتان". قلت: يا ابنتي ما هذا الهذيان ؟ قالت:
أنا لا أهذي يا أبي أنا في كامل عقلي. ألم تقل لي أن العقبة ظهر حمار فكيف لا تكون
الحفرة بطن أتان. ضحكتُ وقلت تخرج الحكمة من أفواه الفتيات والفتيان. ثم تابعنا
المسير حتى قالت: توقف أبي هذا ضوء أحمر. قلت لا ليست إشارة إنما آلة تقيس الحرارة
وتعلن الساعة واليوم وضعها البنك من مال القوم.ثم سرنا قليلا فقالت: توقف هذا
الضوء الأحمر. قلت : حاضر احترام القانون واجب لتفادي المصائب.ثم قالت: انظر هذا
يتجاوزنا. قلت: سيارته تحمل رقما أحمر و
لعله حرف شين. يا ابنتي هذا إما من أصحاب القبَّعات أومن ذوي النياشين.ومن غضَّ
عنه الطّرف كان من النّاجين.قالت:
سر يا أبي فالأخضر جاء ما لنا وما للآخرين.واصلنا المسير ثم صاحت فجأة ألم تكن هنا
حديقة؟ قلت: بلى ما قلت حقيقة.قالت أين اختفت الأزهار والأشجار؟ قلت: قطعوها وهي الآن قرب فرن أو حمّام. قالت:
أين بعد اليوم يأوي الحسّون والحمام؟ قلت: كل شيء يهون من أجل الرخام.انظري
فالساحة الآن أجمل وأنظف والمشي فوقها أخف.
قالت: أين نستظل إذا حل الصيف ؟قلت: كم أنت ثرثارة هذا فن العمارة.قالت: خُصّص للبيئة في
مدرستنا أسبوع و للشجرة يوم . وقالوا إن
قطعها جرم.قلت: ذاك كلام مدرسة النجاح و دروس الإدماج أما هذا فالخوض فيه يورث قطف
ما ذكر الحَجّاج. من هذا يا أبي؟ كل ما اعرف أنّا دجاج وإذا الدّيك لاح لزمنا الخم
وانتظرنا الصباح. قلت: صَهْ! تجاوزت الكلام المباح.
مارس2010