hiba مشرفة الشعر والخواطر وعالم حواء
الجنس : عدد الرسائل : 1348 العمر : 41 العمل/الترفيه : موظـــفة المدينة : agadir البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 22/07/2009 نقاط : 2882
| موضوع: من رواائع شكسبير...... الإثنين مايو 03, 2010 3:00 am | |
| سونيت1 نحن نبغي المزيد من أحلى الكائنات، كيلا تموت وردة الجمال أبداً، فمثلما يذوي من اكتملت حياته بانقضاء السنوات، لا بد لخَلَفِهِ الرقيق أن يحمل ذكراه؛ . أما وأنت مشدود إلى ذات عينيك الوضاءتين، تُغَذّي شعلة ضوئهما بوقود من صميم نفسك، متناقصا من الوفرة الكامنة، صرت عدواً لنفسك، شديد القسوة على ذاتك العذبة. . ولأنك الآن زينة الوجود النضرة والبشير الرئيسي للربيع المزدان، تدفن ما تنطوي عليه في برعمك الخاص فتتلفه، أيها البخيل الحنون، باختزانك إياه. . فلتأسف لهذا العالم، أو حيثما يكون هذا الفاتك، الذي يلتهم حق الدنيا فيما بين حياتك ومماتك
سونيت2
عندما يحاصر طلعتك أربعون شتاء
فتحفر الفضون العميقة في حقل جمالك
فإن هيئة شبابك المغعم بالحيوية، والتي ننعم الآن فيها النظر،
ستغدو كالعباءة الرثة التي تُقَدرُ بثمن زهيد:
.
فإذا ما سُئِلْتَ عن مكمن حسنك بأكمله، وعن كل كنوز أيامك الشبِقة، فلتجب من خلال عينيك الغريقتين في الأعماث عن الخزي الذي لم يدع شيئاً، والإطراء الذي لا يجدي . أيّ حد من الثناء تستحقه ثمرة جمالك لو أنك استطعت الجواب قائلاً "هذا الطفل البديع الذي ينتمي إليّ سيجمع حظي، ويكون العزاء والتبرير في كهولتي"، ويكون جماله البرهان على انتسابه إليك. . هذا هو ما يجددك مرة أخرى حين يتقدم بك العمر فتسترد شعورك بحرارة دمك بعدما أحسست به بارداً سونيت3 أُنْظُرْ في مرآتك، وقل للوجه الذي تراه لقد حان الوقت ليتخذ هذا الوجه هيئة أخرى، فإذا لم تسترجع نضارته ولم تجدده الآن، تصبح سالباً للحياة، بلا رحمة للأمومة. . هل تبقى المرأة الرائعة الجمال جديبة الرحم دون أن تزدري أرض رجولتك التي تفلحها؟ وهل يبلغ الرجل حدا من الحماقة أكثر من أن يصبح قبرا لأنانيته ومانعاً لمجيء الأجيال القادمة؟ . أنت مرآة أمك، ترى نفسها فيك وتسترجع الربيع الحبيب لذروة جمالها؛ كذلك تستطيع أنت خلال نوافذ عمرك أن ترى، رغم التجاعيد، هذا الزمن الذهبي في حياتك. . فإذا ما عشتَ نسياً منسياً بلا ذكرى، فسوف تموت وحيداً، وتموت معك صورتك. سونيت4
أيها الجمال الذي خَبَتْ فتنته، علام كنت مسرفا
حين أنفقتَ على نفسك ميراث حسنك؟
الطبيعة لا تُورِّث أحداً شيئاً لكنها تُزَوّدُ وتُضفي،
ولكونها كريمة معطاء فهي تضفي زادها على أولئك الكرماء.
.
أيها الجمال البخيل، علام هذه الإساءة في استخدام الهبات السخية التي وهبت لك لتمنحها بدورك؟ أيها المرابي الذي لا يكسب شيئاً، علام هذا الاستثمار بهذا القدر الكبير من مقاديرك الكثيرة دون أن تحقق الحياة لنفسك . هذه التجارة التي تمارسها مع نفسك فقط، سوف تقودك إلى أن تغش بيدك روحك العذبة: فكيف تكون حالك عندما تدعوك الحياة إلى الرحيل عنها، وأي كلمة أخيرة مقبولة يمكن أن تتركها من بعدك؟ . الجمال الذي لم يستثمر لا بد أن يثوي معك في قبرك، والذي لو استخدمته لأثمر لك وريثاً في هذه الدنيا سونيت5 تلك الساعات التي تصبح بالعمل السامي إطاراً للنظرة الحبيبة حيث تجد كل عين مكانها الذي تسكن إليه تلعب دورا طاغيا في نفس الظروف وتكون الشيء الظالم الذي يبز الشيء الجميل، . فالزمن الذي لا يهدأ هو الذي يقود الصيف ويؤدي به إلى الشتاء البغيض حيث يلقى هلاكه الأخير، النسغ أماته الصقيع وتبددت أوراق الشجر التي كانت مفعمة بالحيوية، لقد غطى الجليد الجمال تماما، فحيثما التفت رأيت الأشياء عارية جديبة. . لو أننا لم نحتفظ بزهور الصيف المقطرة كالسائل السجين حبيسة خلف جدران زجاجية، لضاع منا الجمال شكلاً وأثرا، ولم يبق منه ولا من ذكراه شيء يدل عليه: . لكن الزهور المقطرة رغم أنها تشبه الشتاء، لا تفقد سوى شكلها، ويبقى جوهرها حيا عذبا سونيت6
لا تَدَعْ يد الشتاء الخشنة تمحو عنك صيفك
قبل أن تتحول أنت إلى قطرات:
كن قارورة رقيقة بشكل ما، واكتنز نفسك في مكان ما
مصطحَباً بكنز الجمال قبل أن يقتل نفسه.
.
هذا الاستخدام ليس محظورا كالربا الذي يسعد أولئك الذين يرغبون في دفع القروض؛ لأنه من أجل نفسك، لتولدَ مرة أخرى أو لتكون أسعد عشر مرات، عشر مقابل مرة واحدة . لو أنك أسعد حالاً مما أنت عليه عشر مرات، لو أن عشراً من مراتك العشر تضاعفك من جديد. فما الذي يمكن أن يصنعه الموت إذا كان عليك أن ترحل، تاركا نفسك حيا في ذرية تخلفك؟ . لا تكن عنيداً متشبثاً برأيك، فأنت جميل إلى أبعد الحدود أجمل من أن يغزوك الموت، ويكون وريثك الدود سونيت7
اُنظرْ إلى الشرق حين يكون ضوء الشمس الفاتنة
قد بدأ يدفع رأسها المشتعل، فكل عين على أديم الأرض السفلى
ترفع نظرة الاجلال والتقدير إلى منظر طلعتها الوليد،
معبرة بنظرتها عن الولاء والعرفان لجلالها العلوي؛
.
لقد تَسَلَّقَتْ الجبل العالي الشديد الانحدار المرتفع إلى السماء، مثل شاب قويّ في منتصف العمر، بينما تُبدي نظرات البشر الفانين افتتانها بجمالها، تتابعها بإخلاص في رحلتها القدسية الذهبية؛ . ولكن عندما تصل عربتها متعبة إلى أعلى ذروة مسيرها، تبدأ الخروج من دائرة النهار مثل الإنسان الضعيف في نهاية العمر، والعيون التي كانت مذعنة لها من قبل، تتحول الآن عنها تتحول عن مجراها المنحدر، متجهه بنظرتها إلى طريق آخر: . هكذا أنت، عندما تتخطى ذروة النضج في حياتك، تموت بلا نظرة من أحد، ما لم تنجب ولدا سونيت8
أنت، يا من تستمع إلى الموسيقا، لماذا تنصت للموسيقا حزينا هكذا؟
الأشياء العذبة لا تصطرع مع الأشياء العذبة، والفرج يبهجه الفرح:
فلماذا لا تحب ما لا تُسَرّ بلقائه،
أو تتلقى بسرور ما يكدر صفوك؟
.
لو أن التوافق الحقيقي للأصوات المتناغمة جيداً، يؤذي سمعك بتزاوج وحداته، فهي بذلك تعنفك برقة، يا من تفسد التناغم إذ تفصل بين الأجزاء التي يجب أن تبقيها معا. . لاحظ كيف يكون الوتر الواحد زوجا عذبا للوتر الآخر، يستهل أحدهما تلو الآخر أنغامه بالتبادل؛ مثل الأب والطفل والأم السعيدة، الذين يصبحون جميعاً شيئاً واحدا، لحنا واحدا مفرحا للغناء؛ . أغنية بلا كلمات، تبدو لكثرتها أغنية واحدة، تقول لك في غنائها، "إن الوحيد في الحياة لا وجود له" سونيت9 أمن أجل خوفك أن تترك بعدك أرملة مبللة العينين بالدموع قررت أن تنفق أيام عمرك وحيدا؟ آه، لو أنك مت دون ذرية لك في هذه الدنيا، سوف يبكيك العالم كما لو كنت زوجا عقيما؛ . وسوف يكون العالم أرملتك، وسيظل يبكيك لأنك لم تترك بعدك من صلبك أحدا، بينما كل أرملة على حدة، تحفظ جيداً، في عيون أطفالها، صورة زوجها المرسومة في ذهنها. . أُنظُرْ إلى ما ينفقه المسرفُ في الدنيا تراه ينتقل من يد إلى أخرى، لأنها طبيعة الحياة؛ لكن الإسراف في إنفاق الجمال يؤدي إلى نهايته، وإذا ظَلَّ بلا استخدام يكون مصيره الدمار. . ليس في مثل ذلك الصدر حب للآخرين ذاك الذي يقترف ضد نفسه هذا الاغتيال المشين. سونيت10
يا للعار، إذ تنكر أنك تحمل حبا لأحد
يا من لست حكيما مع نفسك إلى هذا الحد:
من المؤكد، إذا شئت القول، أنك محبوب من الكثيرين،
لكن الأكثر بيّنه من ذلك هو أنك لا تحب أحدا؛
.
لقد مَلَكَتْ عليك الكراهة القتالةُ زمام أمرك فلم تعد تستطيع أن تخلى عن التآمر ضد نفسك باذلا جهدك لتخريب ذلك السقف الذي يعلوك والذي كان ينبغي أن يكون إصلاحه هدفك الأول. . فلتُغيِّرْ أفكارك، حتى أستطيع أن أغير نظرتي إليك؛ هل سُكْنَى الكراهة في القلب أجمل من سكنَى الحب الرقيق؟ فليكن جوهرك مثل مظهرك كريما وعطوفا، أو كن مع نفسك على الأقل رحيم الفؤاد: . ولْتَصْنَعْ من أجل حبك لي إنساناً آخر لذاتك، حتى يظل الجمال دائما حيا فيك وفيما تمتلك سونيت11
بقدر السرعة التي تضمحل بها، ستنمو كذلك
في واحد من صلبك، من ذلك الذي أنت مفارقه؛
ذلك الدم الجديد الذي تضعه في شبابك
ستستعيد فيه صورتك، بعدما تفارق أعوام الشباب.
.
ها هنا تكمن الحكمة، والجمال، ويزدادان؛ ودون هذا تكون الحماقة، والهِرَمْ، وصقيع الذبول. ولو فَكرَ الجميع هكذا، فإن الأزمنة سوف تتلاشى، وفي خلال أحقاب ثلاث ينتهي هذا العالم. . فلندع أولئك الذين لم تتخذهم الطبيعة زادا لها، أولئك القساة، ذوي الوجوه البغيضة، الأجلاف، دعهم يموتون بعقمهم: وانظر إلى من أغدقَتْ عليه هباتها، تراها أعطته المزيد، هذه المنحة السخية عليك أن تعزز بقاءها بالسخاء. . لقد نَقَشَتَ وجهك على خاتمها، وكانت تعني بذلك أن عليك إنجاب المزيد، كيلا تفنى تلك السلالة سونيت12
عندما أعد دقات الساعة التي تعلن الوقت
وأرى النهار الشجاع يهوى في الليل المخيف،
عندما أرى ذروة النضج الوردية القديمة
والشعر الأسود المعقوص الذي فضضه اللون الأبيض بأكمله،
.
عندما أرى الشجر الوفير الثمرات عارياً من الورق، الذي كان من قبل يظلل قطيع الماشية من الهجير، وحنطة الصيف وقد طوقت جميعها في حُزَمٍ حملها على عربات الحصاد ذو اللحية البيضاء الخشنة الشعر؛ . هل أستطيع وقتئذ أن أسألك عن جمالك لأنك لا بد أن تذهب ضمن الذين يضيعون الوقت، مادامت الأشياء العذبة والجميلة تتخلى عن خواصها وتموت بنفس السرعة التي ترى بها الآخرين يكبرون؛ . لا شيء يصلح للدفاع ضد منجل الزمن سوى النسل الذي يتحداه حين يُلْبسك الكفن سونيت13
آه، لو أنك تبقى للأبد كما أنت الآن، لكن، أيها الحبيب،
إنك لا تملك نفسك إلا بمقدار حياتك في هذه الدنيا؛
فعليك أن تُعِد نفسك لتواجه هذه النهاية المقبلة،
وتخلع شكلك العذب على إنسان آخر.
.
هكذا ينبغي لهذا الحسن الذي تحمله فترة من الزمن ألا ينتهي أبدا فتحيا بذلك مرة أخرى، بعدما تفنى حياتك عندما تحمل ذريتك الجميلة شكلك الجميل. . من الذي يدع مثل هذا الكيان البديع يهوي إلى الفناء، بينما الحياة الزوجية الشريفة يمكنها الحفاظ عليه ضد الثورات العاصفة في أيام الشتاء والغضب المجدب وبرودة الموت الأبدي؟ . ألا شيء سوى التبديد والضياع أيها الحبيب الغالي لقد كان لك أب، فليكن لك ابن يناديك بالمثل. سونيت14
إنني لا أستخلص أحكامي من النجوم،
ورغم ذلك فإنني أعتقد أني عليم بالفلك؛
ولكن ليس لأخبركم بالحظ الطيب أو الحظ السيء،
أو الكوارث أو المجاعات أو خواص الفصول؛
.
كما أنني لا أستطيع التنبؤ بأحوالك في تفاصيلها الدقيقة، محددا لكل حال عاصفته ومطره ورياحه، أو مخبرا الأمراء عن احتمال تحسن الأمور من التنبؤات العديدة التي أجدها في السماء؛ . لكني أستقي معرفتي من خلال عينيك، فهي النجوم الوفية التي أجمع منها معرفتي حيث تزهر الحقيقة والجمال معا لو أنك تحولت في حياتك عن اختزان نفسك: . وإلا فإنني أتنبأ لك بهذه الحال، ستكون نهايتك هي النهاية الفاجعة للصدق والجمال سونيت15
عندما أفكر مليّاً في أنّ جميع الأشياء التي تنمو
لا تبقى في حالة اكتمالها سوى لحظة قصيرة،
لأن هذا المسرح الضخم لا يُقدِّمُ شيئاً هاما سوى العروض التي تؤَثِّر فيها النجوم بالتعليق الصامت؛ . عندما أدركُ أن الناس يتكاثرون كالنباتات، يطعَمون ويجوعون تحت نفس السماء الواحدة، يتيهون بقوتهم في سنوات الشباب وفي أوج العمر يضمحلون، ويحملون عهد شجاعتهم خارج الذكريات. . ولأن التفكير في دورة الزمن الدائم التحولات يَرُدُّكَ في مرأى العين وافر الفيض بالشباب، حيث الزمن المدمر يتحد مع الذبول ليُحَوِّل نهار شبابك إلى ظلام اليباب؛ كل شيء في حرب مع الزمن من أجل حبك،
فكلما أخذ منك، أَضَقتُ أنا من جديد إليك
سونيت16
لماذا لا تسلك سبيلا أقوى
وتشن حربا على هذا الطاغية الدموي، الزمن؟
فتحصن نفسك في زمن ذبولك بوسائل أكثر صونا لك من شِعري العقيم؟ . فلتنتصب الآن على ذروة الساعات الفرحة، فالحدائق العذراء العديدة التي لم تُلَقَّح بعد، ستحمل برغبة طاهرة زهورك الحية، على هيئة تشبهك أكثر من صورتك المرسومة: . هكذا ينبغي أن تكون خطوط الحياة التي تجد الحياة حيث لا يستطيع قلم هذا الزمن ولا ريشتي التي يُعْوِزُها الحِذْق، لا في قيمتك الداخلية ولا في طلعتك الجميلة أن تجعلك حيا بنفسك في عيون الناس. . حين تنتقل صورتك إلى أطفالك يتواصل وجودك الحيّ، فلا بد أن تحيا في الصورة التي يرسمها ذكاؤك الخاص
سونيت17 من الذي سيُصدق أشعاري في الزمن الآتي إذا كانت مليئة بفضائلك البالغة الرفعة؟ رغم أنها، والسماء عارفة بما أقول، ليست إلا شيئاً كالقبر الذي يخفي حياتك، ولا يُظْهِرُ بالكاد سوى نصف عناصرك. . لو أنني أستطيع أن أُعبِّرَ عن جمال عينيك وفي قصائد جديدة أُعَدِّدُ كل ما فيك من فضائل، فإن العصر الآتي سوف يقول، "هذا الشاعر يكذب لأن مثل هذه اللمسات العُلْوية لم تلمس الوجوه الأرضية". . هكذا يحق لأوراقي التي يطاردها عصرها بالنباح، أن تُحتقر كالرجال المسنين الذين لا تتجاوز الحقيقة أطراف ألسنتهم، فيقال عن حقوقك الصادقة إنها كلمات شاعر غاضب وأنها أنغام ممطوطة لأغنية قديمة. . أما لو كان لك وقتئذ طفل على الأرض يسري، فإنك تحيا عندئذ مرتين، واحدة فيه والأخرى في شعري
سونيت18 هل أقارنكَ بيوم من أيام الصيف؟ أنكَ أحبّ من ذلك وأكثر رقة. الرياح القاسية تعصف ببراعم مايو العزيزة، وليس في الصيف سوى فرصة وجيزة. . تشرق عين السماء أحياناً بحرارة شديدة، وغالباً ما يصير هذا الوهج الذهبي معتماً؛ والروعة بأسرها تتلاشى عنها روعتها يوما ما، بالقدر أو الطبيعة التي قد تتغير دورتها بلا انتظام: . لكن صيفك الخالد لن يذوي أبدا أو يفقد ما لديه من الحسن الذي تملكه، ولا الموت يستطيع أن يطويك في ظلاله عندما تكبر مع الزمن في الأسطر الخالدة. . فما دامت للبشر أنفاس تتردد وعيون ترى، سيبقى هذا الشعر حيا، وفيه لك حياة أخرى
سونيت19 الزمن المفترس، يلثمُ براثن الأسد، ويجعل الأرض تلتهم أبناءها الطيبين؛ ينتزع الأسنان الباترة من فك النمر المتوحش، ويحرق العنقاء المعمرة في دمائها؛ . يصنع الفصول السعيدة والمؤسفة، بينما تمضي أنت مسرعا، ويفعل كل ما كنت تريد، ذلك الزمن السريع الخطى، إلى العالم الوسيع، وكل لذائذه الزائلة، لكنني أمنعك عن جريمة واحدة بالغة البشاعة: . لا تحفرْ بساعاتك جبين حبي الرائع، ولا ترسم عليه خطوطا بقلمك القديم؛ دعهُ متدفقا دون أن تتلف مجراه من أجل نموذج الجمال الذي سيحتذيه من يجيء بعدنا. . ثم افعل أسوأ ما لديك أيها الزمن العجوز: فرغم إساءتك، سيبقى حبي حيا في قصائدي، وشابا إلى الأبد
سونيت20
وجه امرأة رَسَمَتْهُ يد الطبيعة وحدها،
يا مالك القلب ويا معشوقته؛
لك قلب امرأة رقيق، لكنك لا تعرف مثلها الانتقال والتغير كما هو الحال في النساء الخادعات؛ . عيناك أكثر ضوءاً من عيونهن، أقل زيفا في توجهاتها، تضفي نورها على الشيء الذي ترنو إليه؛ رجل أنت في طباعك دانت لك الخصال كلها، تخلب أعين الرجل ، تثير أرواح النساء. . لقد خُلِقْتَ في البدء على هيئة امرأة، وبعد أن أتمّتْ الطبيعة زينتك شُغفتْ بك حبا، وأقامت بيننا ما حرمني منك حين أضافت لك عضوا واحدا لا أبتغيه. . لكنها طالما أبرزت منك ما يُسعد النساء، فلتكن لي محبتك، وليكن لهن كنز عناقك.
|
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: من رواائع شكسبير...... الإثنين مايو 03, 2010 3:26 am | |
| |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: من رواائع شكسبير...... الإثنين مايو 03, 2010 6:19 am | |
| |
|