لماذا أيام تواصلية جديدة من أجل المخطط الاستعجالي ؟؟؟
30/04/2010
للتذكير يعتبر المخطط الاستعجالي حسب التصريحات الرسمية لمسؤولي وزارة التربية الوطنية على أعلى صعيد عبارة عن تنزيل جديد لمخطط إصلاح العشرية التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين التي كان قدرها الفشل . والجديد في المخطط الاستعجالي هو جانبه المادي حيث رصدت مبالغ مالية ضخمة لإنجاز الإصلاح المرغوب . ومشكلة المخطط الاستعجالي بعد مرور ما يقرب من موسم دراسي حسب الأخبار المتسربة من المصالح المركزية للوزارة أن العديد من الشركاء وخاصة الشركاء الذين يمثلون القاعدة العريضة لأسرة التربية لم ينخرطوا الانخراط المطلوب لإنجاح المخطط ، ولهذا السبب ارتأوا أياما تواصلية إضافية تهدف إلى حمل عدم المنخرطين على الانخراط . والسؤال المطروح : هل يمكن لأيام تواصلية جديدة أن تؤدي إلى الانخراط المنشود أم أن هذه الأيام التواصلية هي مجرد عملية استباقية لتبرير فشل المخطط الاستعجالي على الأقل في موسمه الأول وسنته الأولى من الرباعية المخصصة له ؟
فالوزارة الوصية في المخطط الاستعجالي اعتمدت كثرة البرامج وكثرة المفاهيم ، وكثرة الإجراءات المسطرية المتشابكة والمتزامنة ، ونزلت بثقلها على ما يسمى برامج التكوين إذ عرف هذا الموسم الدراسي إلى غاية هذا التاريخ سلسلة متواصلة من برامج التكوين المتراكمة والمتراكبة والمتوالية والمتوازية وغير المتوازية ، والمتقدمة والمتأخرة ، والمنسجمة ، والناشزة ....إلى غير ذلك من النعوت والأوصاف حسب الجهات جغرافيا وبشريا . وكان هم المسؤولين في الجهات وفي الأقاليم هو الجوانب المادية من هذه البرامج التكوينية حتى أن الممضوغات أي مصاريف الإطعام فاقت المصوغات أي محتويات التكوين . وتهافت المنخرطون سواء المسؤولون المركزيون أو الجهويون أو المحليون أو المؤطرون لحلقات التكوين على المقابل والتعويض أكثر من تهافتهم على المقصود ببرامج التكوين . ومن الجهات من غلبت الإصلاحات والبناءات على الدراسة حيث تحولت العديد من المؤسسات التربوية في طول البلاد وعرضها إلى أوراش بناء وإصلاح مما أثر كبير الأثر السلبي على سير الدراسة ،بل كانت ظروف الدراسة ظروفا استثنائية كظروف الطوارىء .
ومما تسبب في تعثر المخطط الاستعجالي تباطؤ تزويد المؤسسات التربوية بالمستحقات المخصصة لمشاريع المؤسسات مع فرض وصاية على من هم على رأس هذه المؤسسات فيما يخص صرف المستحقات إذ لا زال العديد منهم ينتظر التعليمات الفوقية لصرفها وقد أوشكت السنة الدراسية على النهاية . ولا زالت الدراسات الجادة والميدانية لمعيقات الدراسة والتحصيل الواعدين لم تنجز علما بأنها ضرورية لمعرفة سبل وضع مشاريع المؤسسات النافعة . واشتغل المسؤولون في الجهات والأقاليم بمساطر الصفقات والمبالغ ، ولا نشك أن الكثير منهم ربما اشتغل أكثر بكيفية التحايل على المساطر من أجل الوصول إلى المال العام المحرم لأنه رأى في صبيب أموال المخطط الاستعجالي فرصة ذهبية لا تعوض فانتهزها بكل ما يملك من دهاء وخبث وسوء طوية وفاسد نية . ولما أوشكت ساعة المحاسبة والمخطط الاستعجالي لما يحقق ما أريد منه استبق هؤلاء ساعة المحاسبة بالبحث عن الذرائع من قبيل مقولة عدم انخراط الشركاء . فالشركاء لا يمكنهم الانخراط وقد أكل غيرهم الفاكهة ورماهم بالنواة ، وما كل رامي غرض يصيب ، وقبل الرمي يراش السهم كما يقال . وحال من أصاب مال المخطط الاستعجالي وتنصل من فشله كحال من قال فيها القائل : رمتني بدائها وانسلت .
لقد تهافت المسؤولون في الجهات والأقاليم على اقتناء السيارات الرباعية والثنائية الدفع ، وكأن ركوبهم هذه السيارات يعود بالنفع المباشر على المخطط الاستعجالي . وعمدوا إلى مكاتبهم بالتجهيز ، واقتنوا الحواسيب المحمولة ، والهواتف الخلوية من آخر طراز ، وكأن هذه المقتنيات هي الوسائل المثلى لنجاح المخطط الاستعجالي . لم يفكروا في أن ما صرف على سياراتهم الخاصة كان بالإمكان أن يصرف على حافلات النقل المدرسي ، وعلى الدرجات العادية الموزعة على المتعلمين ليصلوا في المواعيد المناسبة للدراسة . ولم يفكروا في تحويل حواسيبهم المحمولة الخاصة إلى حواسيب ديداكتيكية يستفيد منها المتعلمون . ولم يفكروا في تحويل ما صرفوه على مكاتبهم ومساكنهم إلى مقتنيات ديداكتيكية تعد ضرورية لنجاح المخطط الاستعجالي . ولم يفكروا في تفعيل جوائز التميز على الشركاء الذين يريدون انخراطهم فلم يحصل المدرسون الذين حققوا أفضل النتائج خلال الدورة الأولى على جوائز تحفيزية ، تحفزهم على بذل المزيد من المجهودات ،لهذا لم ينخرطوا في المخطط بقلوبهم ، وانخرط بعضهم في مشاريع الدروس الإضافية بالمقابل لأنها أجدى وأنفع . ولم يحفز التلاميذ فاستوى المجتهد بالمتكاسل فكان الكسل أجدى وأنفع في غياب تحفيزات التميز كما يغرد بذلك الميثاق والمخطط على حد سواء. إن الانخراط في المخطط لا يكون بتجديد الأيام التواصلية لتجديد مبرارات المزيد من صرف المال العام المحرم ، وإنما يكون بصرف المال على من يدفع بعجلة المخطط نحو الأمام بالفعل الملموس المحسوس لا بالقول والشعار. اللهم قد بلغت فاشهد .
محمد شركي
عن وجدة سيتي نت