العربية.نتباتت مهنة الخاطبة التي انتشرت في
مختلف المجتمعات الشرقية تواجه منافسات شرسة لاقتسام جزء من الكعكة، وذلك
بعد دخول الرجال "الوسطاء" ومواقع الإنترنت المختصة بالزواج، ناهيك عن
القنوات الفضائية المتخصصة بـ"تجميع رأسين في الحلال"، إلا أن أم
عبدالعزيز التي تمارس تلك المهنة في السعودية منذ ما يربو على10 أعوام
أكدت أن لا مخاوف من الإنترنت على مهنتها التي نالت ثقة واحترام وتقدير
المجتمع، مؤكدة في هذا السياق أن "لكل واحد رزقه، ولا أحد يأخذ رزقاً ليس
له".
وحول الآلية التي تتبعها للتوفيق بين المقبلين على الزواج
أوضحت أنها تتلقى اتصالات من كلا الجنسين، وتعمل على أخذ بياناتهم التي
تشمل العمر والوزن والطول والقبيلة والمدينة ثم تتولى هي عملية الترشيح.
شهرة كبيرةأم
عبدالعزيز التي بدأت هذه المهنة في محيطها الضيق بين أقاربها وجيرانها
لاقت شهرة كبيرة في المملكة والخليج فأصبحت تتلقى اتصالات من قطر البحرين
والإمارات واليمن، مشيرة إلى اتصالات تردها من سعوديات خارج المملكة
وأخريات يحملن جنسيات أجنبية يطمحن للزواج من سعوديين، ورغم طول الإجراءات
إلا أن الحظ يحالف بعض هذه الزيجات التي تشمل أيضاً خليجيين يبحثون عن
زوجات سعوديات.
أم عبدالعزيز التي لا تمارس سوى مهنة الخطابة أكدت
أن الشباب الراغب في الزواج يبحث عن الفتيات الموظفات ولا يهمه عمر الفتاة
بقدر ما تهمه وظيفتها، وفي الحين الذي أوضحت الخاطبة أن نسبة الفتيات
الباحثات عن الزواج تفوق نسبة الشباب، كما نفت أم عبدالعزيز كونها تدخل
البيوت "للنظر إلى بنات الناس"، مضيفة أنها تكتفي بجمع البيانات.
وشددت
على أن عدم دخولها للمنازل هو الذي جنبها الوقوع في المشاكل مع أسرتها
التي لم تكن بداية مرحبة بوظيفتها كخاطبة، مصرّة على أنها مجرد وسيط وتقوم
بالعرض فقط.
وتقول إنها تحظى بعلاقات جيدة مع علماء دين تعود
إليهم في حال أشكلت عليها مسألة، وقد حللوا لها زواج المسيار الذي لا تبحث
للشباب عنه لكنها تعرض طلبات النساء الراغبات فيه، على حد تعبيرها.
وتتقاضى
أم عبدالعزيز أتعابها من الشاب بعد أن يخضع هو والفتاة لفحص ما قبل الزواج
ولا تتجاوز أتعابها 3000 ريال، فيما تستلم أم عبدالعزيز مكافأة من الفتيات
الموظفات ولا تفضل استلام مبالغ من الفتيات اللاتي يمررن بظروف قاسية
كونهن الحلقة الأضعف، على حد وصفها.
وتطمح أم عبدالعزيز إلى أن تستمر في المهنة رغم المضايقات التي تواجهها من قبل المتصلين الذين لا يتوانون عن خطبتها شخصياً.
زبائن الدخل المحدودوفي
حديث مع أحد ملاك مواقع الزواج على الانترنت، فضل عدم الإفصاح عن اسمه،
أكد مالكه أن 90% من المرتادين هم متزوجون أو يتقاضون مرتبات ضعيفة ويطلب
أغلبهم المسيار أو زوجة ثانية تملك منزلاً.
وفي الوقت الذي شدّد
المالك على كثرة مشاكل هذا النوع من الزيجات برّأ إدارته من المسؤولية،
مشدداً على أن إدارته "تبقى خارج الموضوع لأنهم وسطاء فقط".
ويضيف (ساخراً) أن بعض النساء يطلبن طلبات يصعب تلبيتها، ومن ذلك خمسينية تبحث عن طبيب، ويسترسل: "من أين آتي لها بدكتور".
وفي
السياق نفسه يؤكد أن تركيزهم على خدمة المتقدمين من مناطقهم هي "لتسهيل
المقابلة الشخصية وحتى لا تتأخر الطلبات، ولتفادي تقديم بيانات مغلوطة
تتعلق بمواصفات المترشحين".
وحول تسعيرة الـ"100 ريال" التي
يشترطها الموقع لوضع بيانات الراغبين في الزواج يقول المالك إنه تم
تحديدها لتغطية تكاليف الموقع وتبعات الصيانة، ناهيك عن رواتب الموظفين.
مضيفاً أن الفتاة يجب أن لا تطمئن تماماً بعد أن تدفع الـ100 ريال للموقع
لأنهم لا يملكون ضماناً لتزويج كل من يضع بياناته عندهم.
وحول
العروض التي تأتي من غير السعوديين أكد أن الخليجيين يبحثون عن السعوديات،
وكذلك الحال بالنسبة للعرب الذين يطمحون للاستثمار وفتح مؤسسات بأسماء
زوجات سعوديات.