إلى أبنائي الأعزاء سكان وجدة الغرّاء.أين
وصلتم في البناء وفي الغناء؟ وصلني خطاب من بعض الأحباب فهل ما فيه صواب؟
بلغني والعهدة على الرّاوي أن بنايات ترفع
وأخرى تهوي وفيكم ألف طاوي.كل صباح ألف حِرَفِيٍّ وهاوي يقايض عضلاته أمام
مقهى" البداوي".
وجدة العريقة تُمسي حديقة فتصبح حليقة يلُفّها
الغبار وحولها ألف حفّار وقبل أن ينقضي العام يغزو الخضرةَ الرخام أليس هذا حرام.
يَرفعُ يهدمُ يحفرُ يردمُ يزرعُ يقلعُ يقطعُ يجمعُ.اُنظرْ واعبرْ اغضب حتي تشبع
وغيظك ابلع.
يغطّي الأخضرَ الرّمادي ولا من تنادي. نادي
في القوم نادي هذي بلادي ومسقط رأسي وبها أولادي فلِمَ تعبث فيها اللأيادي.
أين الأقواس وثريات النحاس أم تراكم
نسيتم مراكش و فاس.بها ألف نقاش وصانع ومن
الصّين تأتينا البضائع.هل نسيتم الزخرفة العربية والحِرفة المغربية؟ العمارة عنوان
حضارة.
ماذا بقي من وجدة بعد كلّ ذاك الزّمان ؟ سورُُ وبابان و "العلاوي" و"كَران".
أحمد الله أن جاءني خبران هذا الأول وهناك
ثان.
فيكم من اهتمّ بالإنسان فشيد الجوامع
والمساجد والكلّ على هذا شاهد ولا ينكره إلاّ جاحد أو حاقد. أماّ الأعمى فيدركه
كلّما الأذان إلى السماء سما .
منكم من اهتم بالشيوخ والعجائز فبنى لهم بعض
مراكز ويذكر الأيتام يشتري لهم الكبش كلّ عام.ولا
ينسى الأرامل ولهَمِّهم حامل ولا مرضى الداء الخبيث وسعيُه إلى توفيرالدّواء
حثيث.
النبأ الأول محزن والثاني يثلج الصّدور. تمسكوا
به وادعوا الله أن يكون ذنبكم مغفور وأن تكتبت لكم الحور.
وفي الختام لكم منّي سلام يا أحبتي وأحباب وجْدتي
وبني جلدتي.