الملتقى العلمي الثالث للتقويم / كلمة السيد أحمد اخشيشن


	كلمة السيد أحمد أخشيشن في الجلسة الافتتاحية للملتقى العلمي الثالث للتقويم
الرباط : 20 – 21 أبريل 20010 بسم الله الرحمن الرحيم حضرات السيدات والسادة؛ أود في البداية التنويه بحرص المجلس الأعلى للتعليم من خلال الهيئة الوطنية للتقويم، على تكريس تقليد عقد هذا الملتقى العلمي كل سنة، قصد الإسهام في ترسيخ ثقافة تقويم منظومة التربية والتكوين، بوصفه لازمة لإصلاحها والرفع المستمر من جودتها ونجاعة أدائها. في هذا السياق، فقد انخرط المغرب خلال العشرية الأخيرة في ورش وازن لإصلاح المنظومة الوطنية التربوية وتجديدها؛ ورش يرتكز على رؤية إستراتيجية جسَّدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، من أهم أهدافها تعميم تعليم جيد، قوامه الإنصاف وتكافؤ الفرص أمام جميع الأطفال المغاربة في مدرسة متعددة الأساليب. يعكس هذا التوجه رهان بلادنا على الدور الحاسم للتربية والتكوين ولتأهيل الرأسمال البشري في الارتقاء المستمر بمؤشراتها التنموية، والانخراط الفاعل في مجتمع المعرفة ورفع تحديات التنافسية الدولية. حضرات السيدات والسادة، لاشك أن المغرب قطع أشواطا وازنة في إصلاح منظومته التربوية، وفتح أوراشا مهمة شملت الجوانب الكمية المتعلقة بتعميم التمدرس، والمستويات الهيكلية والمؤسساتية والتدبيرية والبيداغوجية. في ارتباط بذلك، واقتناعا بالعلاقة العضوية بين أداء المنظومة وتقويمها المستمر، شكَّل إحداث الهيئة الوطنية للتقويم لدى المجلس الأعلى للتعليم، منذ إعادة تنظيمه نقلة نوعية برزت أهميتها الإستراتيجية في إصدار المجلس لأول تقرير حول حالة المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وآفاقها سنة 2008. هذا العمل التقويمي أتاح الوقوف على مكتسبات الإصلاح التربوي وتعثراته، ومكَّن من استشراف آفاقه. وهو استشراف تجلى في الاقتناع المتقاسم بضرورة إعطاء نفس جديد للإصلاح من خلال برنامج استعجالي تنكب جهود الفاعلين التربويين اليوم، في مختلف مستويات المنظومة وطنيا وجهويا ومحليا، لتحقيق أهدافه المتعلقة على الخصوص: أولا، بالتطبيق الفعلي للتعليم الإلزامي في حرص على توفير الفضاءات الملائمة ومستلزمات جودة التدريس والتعلمات، وإعمال الإنصاف وتكافؤ الفرص؛ ثانيا، بحفز التفوق والامتياز وتوفير عرض تربوي متنوع والسير التدريجي نحو ترسيخ ثقافة المسؤولية والاستقلالية المبنية على التعاقد والمحاسبة؛ وثالثا، بتأهيل الموارد البشرية للمنظومة وترسيخ حكامتها الجيدة. غير أن الرهان على الجودة، في مراعاة لمبدإ الإنصاف في أية منظومة تربوية، يتعين أن يستحضر المعايير المعمول بها على الصعيد الدولي، كما أنه يستدعي توفير الشروط اللازمة لتحقيق هذه الجودة ومواكبتها بنظام قار للتقويم. من تم، فقد أضحى من الضروري اعتماد منهجية علمية وشبكة بمؤشرات واضحة، دقيقة، مجرَّبة ومتقاسمة ومفتوحة على التطوير والإغناء، تزاوج بين قياس الإنجازات الكمية وتقويم النجاعة الداخلية والخارجية للمنظومة التربوية، وتقدير الفعالية النوعية المرتبطة على الخصوص، بجودة الفضاءات والتأطير والتعلمات والعرض البيداغوجي، وغيرها من مؤشرات الجودة، التي ما تزال تحتاج إلى المزيد من الاجتهاد العلمي من أجل إيجاد السبل الكفيلة بتكميمها وقياسها. حضرات السيدات والسادة، من المؤكد أن هذا الملتقى سيعمق النقاش أيضا في انشغال يفرض اليوم نفسه على الصعيد الدولي، يقع في صميم جودة التربية والتكوين، ويطرح تحديا وازنا بالنسبة لبلادنا ولمنظومتها التربوية. وهو تحدي الاندماج الفاعل في اقتصاد ومجتمع المعرفة، بوصفه أفقا كونيا يستقطب كل الدول، وفرصة حقيقية لبلادنا من أجل اختصار المسافة وتحقيق الإقلاع. فتعبئة منظومة التربية والتكوين، إلى جانب القطاعات الاقتصادية، من أجل رفع هذا التحدي هو خيار مركزي لربح معركة التنافسية الدولية والاندماج المثمر في الاقتصاد العالمي؛ اقتصاد قوامه التحكم في المعرفة والذكاء والابتكار والإنتاجية الفكرية. وهكذا، فتنافسية المغرب، كأمة ومقاولات وأفراد، لا يمكن أن تكون في مستوى التباري الدولي والجهوي، إلا إذا نجح في رفع مستويات التمدرس، وجودة التعلمات، والملاءمة الدائمة للمضامين والتقنيات التكوينية. كما لن يتأتى ذلك دون تمكن أوسع شرائح المجتمع من اللغات الحية ومن التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. لا شك أن ملتقاكم العلمي سيسائل مختلف هذه القضايا، وسيتدارس من خلال المحاور الغنية المبرمجة سبل تطوير البحث العلمي وتدابير العمل الميداني الكفيلة باقتراح أفكار ومداخل، تتفاعل ضمنها الخصوصيات المميزة للمنظومة التربوية الوطنية مع التجارب والممارسات في بلدان العالم، وتستحضر المعايير الدولية المتعارف عليها، المتعلقة بأنظمة التقويم ومقومات الجودة ومستلزمات إعمال الإنصاف في ميدان التربية والتكوين. و لا يسعني في الأخير إلا أن أتمنى لأشغالكم كامل التوفيق والنجاح. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. تحميل كلمة السيد الوزير

شكرا لك

» أجوبة السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على الأسئلة الشفهية بمجلس النواب ليوم الأربعاء 08 يونيو2011...
» مع قهوة الصباح لجريدة المساء:أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية وتدشين مركز تجاري
» السيد اخشيشن : المخطط الاستعجالي ساهم في رفع عدد التلاميذ المتمدرسين بنسبة 17 بالمائة
» أحمد اخشيشن وزير التربية في حوار مع جريدة الاتحاد الاشتراكي
» جذاذات المنهل في النشاط العلمي (الثالث)

الملتقى العلمي الثالث للتقويم / كلمة السيد أحمد اخشيشن

الملتقى العلمي الثالث للتقويم / كلمة السيد أحمد اخشيشن

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة