التلفزة المدرسية تختصر على التلميذ طريق التلقين
عبد المجيد صراط
الصحراء المغربية : 17 - 05 - 2010
تظهر أهمية التلفزة المدرسية في هذه الفترة التي تفصل تلامذتنا عن الاختبارات أو من يجتاز منهم بعضها، باعتبار أن التلفزة في الوقت الراهن تحتل مكانة خاصة في النسق الثقافي والاجتماعي للناشئة.فالمكان الذي تحتله في البيت يجعلها مثار اهتمام وجذب، وقد تلعب دورا فريدا في تسهيل مأمورية التلقين والمراجعة لدى التلاميذ.
التلفزة المدرسية في علاقتها بالتلميذ، ونعني هنا التلفزة ذات البعد التعليمي والتربوي التي بإمكانها أن تختصر مسافة التلقي لدى التلميذ، إذا ما كان بناء المعلومة التعليمية فيها يكون على خيط ناظم، وهذا الخيط هو التسلسل المنطقي لسير المسألة في شتى المقاربات المرتبطة بالمادة التعليمية، وبهذا الخصوص أبرز العديد من المهتمين بقضايا التربية والتكوين، ممن استقت "المغربية" آراءهم، أن تلاميذ اليوم "أصبحوا يهتمون بالدروس المبثوتة على الشاشة من أجل تركيز معلوماتهم وإغناء معارفهم، وقد يكون لهذا النمط التعليمي دور في تكسير روتين التلميذ في مواجهة كم هائل من المقررات والمراجع الورقية في تيهان تام وسط دروس مر عليها فترة لا يستهان بها في التدريس"، فالتلفزة يقول محدثونا "يمكن أن تكون المعين للتلميذ ليعقل المعلومة في محلها، لكن مع الأسف أن هذا النموذج التعليمي غير حاضر في مناهجنا التربوية، فإذا استثنينا المجهود المتواضع للقناة الرابعة في القيام بهذا الدور، فالإعلام العمومي الوطني لم يأخذ مسألة الدراسة عبر التلفاز كاستراتيجية بليغة الأهداف والمرامي، إنما جرى التعامل معها كثرف ترفيهي لا أقل ولا أكثر"، وهذا ما
أدى حسب مصادرنا إلى "انجلاء هذه المبادرة في بداية الثمانينيات ولم يعد لها وجود".
وفي السياق ذاته، أكد محمد ناجي، أستاذ وفاعل جمعوي، "أن ما كان يمكن الأخذ به والسير على منواله في فترة الثمانينيات لكي يصبح قاعدة في الألفية الثالثة لم يعد كذلك، خصوصا في الوقت الراهن، حيث أضحت الوسائل المعلوماتية أمرا واقعا، ودورها أساسيا في العملية التربوية".
من جانبه، اعتبر أحمد بنصالح، إطار تربوي متقاعد، أن "التلفزة المدرسية لا يجب أن تكون إطارا شكليا، بل أداة تربوية تدخل في صميم المناهج التربوية وتحتل حيزا زمنيا في التلفزة، يختلف من حيث توقيته عن استعمال الزمن المدرسي"، مقترحا أن يكون "التدريس المحتدم عبر التلفاز أيام السبت والأحد".
وشدد خالد السوني أستاذ، على ضرورة أن "يخضع هذا المطلب إلى دراسة معمقة تتماشى والمستويات الدراسية، لتكون بمثابة دروس داعمة ومساعدة للمدرس في تسهيل ماموريته وإيصاله المعلومة لعقل التلميذ".
وما من شك يؤكد العديد من المدرسين في حديثهم ل"المغربية"، أنه عندما "نحول البعض من ساعات بث التلفزة إلى فضاء للتعليم والتدريس، تكون التلفزة بدأت تستعد دورها التربوي، وتأخذ مسارها الصحيح من أجل إبداع وإنجاز مواد إعلامية، تعطي للخدمة العمومية طعما خاصا".
إلى ذلك اعتبرت لطيفة بلحاج، مؤطرة تربوية، أن "التعليم عبر الوسائل المعلوماتية، من تلفزة وإنترنت، هما المرتكز في الوقت الحالي لبناء شخصية تلميذ منفتح على العالم المعرفي بكل تجلياته".
وتساءلت محدثتنا، "لماذا لا تفعل وزارة التربية الوطنية تنسيقها مع وزارة الاتصال عبر الجهاز الحكومي، لتخصيص تلفزة مدرسية خاصة، بجدولة زمنية مضبوطة، لتدريس مختلف المستويات التعليمية"، فهذا المطلب، تقول بلحاج، "سيساهم في تسريع الإجراءات والمبادرات التي جاء بها البرنامج الاستعجالي، وتعطي نفسا جديدا لإصلاح المنظومة التربوية".