"" الزواج نعمه لماذا حولناه إلى نقمه ""

كثيرا ما نسمع فلان تزوج ، فلانه خُطبت ، ونسعد لهذا الخبر .. وكثيرا ما فرحنا عندما حضرنا حفل زفاف فلانه إلى فلان ودعينا لهم بالتوفيق والذرية الصالحة .. ( عملا بقوله صلى الله عليه وسلم "من استطاع منكم الباءة فليتزوج ")

بالمقابل نحزن عندما نسمع خبر الطلاق لأي شخص ونحوقل على ذلك وكأن الأمر جريمة شنيعة أو ذنب عظيم ( ابغض الحلال عند الله الطلاق )


في كلا الحالتين نتساءل لماذا نفرح لأمر الزواج والارتباط ونحزن لأمر الطلاق والانفصال ؟؟

أردت أن أُناقش الموضوع لا لأنه موضوع مهم بالحياة وبقاء الجنس البشري متوقفا عليه ولكن لأنه أمر يؤرقني ويقض مضجعي .. لماذا حولوا الزواج من نعمة أنعم الله بها علينا إلى نقمه ؟؟

دعوني أضرب لكم بعض الأمثلة من الواقع المرير للزواج هذه الأيام ( ليس الكل ) :


هناك العديد من المتزوجين رجالاً ونساءً ، أزواجا فقط على الورق .. حرموا لذة الزواج .. تراهم بالمنزل كالغرباء كل واحد فيهم يتجنب الحديث مع الأخر وربما الأكل والنوم معه حتى لا يقع في صراع معه أو بالأصح يحاول تهميش الأخر في حياته ، وعندما يحتاج أحدهم أي شيء من الأخر تراه يطلب من أبناءه القيام بذلك وتتكرر في البيت جملة "، .... أتساءل لماذا ؟


نجد هناك الكثير من النساء في مجتمعنا - أسأل الله لهن الهداية – تسب وتشتم زوجها أمام جمع من النساء وأنه ظالم ومطالبه لا تنتهي وانه سبب تعاستها منكرة معروفه عليها وعلى أبنائها وهن بالمقابل يؤيدنها بذلك ويتفاعلن معها قائلات، وربما شتمن زوجها هن الأخريات وتتكرر في ذلك المجلس جملة "الرجال ما فيهم خير ولا رحمه"، ويبدأن بالترحم على حالهن المأساوي وأنهن ضحايا ومساكين ومغلوب على أمرهن ..... وأتساءل لماذا؟؟ ( كفارات عشير )


هناك من النساء – هداها الله – من أقابلها لأجل الترحيب بها لحظة قدومها في إحدى المآدب ، وتقابلني وقد ثارت أنفاسها جراء نقاش حاد جرى بينها وبين زوجها قبل نزولها من السيارة فتصدمني بجملة ، تقولها وهي تشير بيدها إلي رافعة إصبع السبابة دليل التحذير.. تصيبني بالذهول من هذه الكلمات وعندما تجلس تقولها رافعة صوتها " يا بنات لا تعرسن ترا العرس غثا وشقاء، اللي تبي التعاسه تعرس، شوفن ترا الرجال ما بهم رحمه يريدتس مثل الآلة تخدمينه ليل ونهار، وه بس شوفن حالنا وكسافتنا، اقعدي ببيت ابوتس ابرك لتس "، ويؤيدنها النساء على ذلك وتبدأ النصائح والتحذير من الزواج تنهال علينا معشر الفتيات .. وتصدمني كذلك وأقف فاغرة للفاه ليلاًعندما تقوم بتجديد ماكياجها وتتهندم بعد محادثتها الرقيقة لزوجها بالجوال طالبا منها الخروج لتذهب وتنادي على أطفالها " ياللاه يا عيال أبوكم جاء ،، مشينا"، وتذهب لتودع النساء " بأمان الله بمشي زوجي جاء "، تقولها وهي تبتسم وتذهب مسرعة لتركب معه..،، أليس هذا الرجل الذي لا رحمة فيه والذي نكد عليها حياتها إذن لماذا هذا الجري والتجمل ؟؟ (عجبا لأمرها،، لقد قابلت كثير من النساء من هن على هذه الشاكلة)


بعض الرجال – هداه الله وفتح على قلبه – من يسب ويشتم زوجته أمام جمع من الرجال ذاكراً أنها امرأة لا تنفع في شيء ويسترسل في ذكر مساوئها والمبالغة في ذلك وبالمقابل يذكر محاسنه معها وأنه إنسان تحملها وأنه رجل قوي استطاع أن يسوسها ويؤدبها ويربيها إما بالضرب أو بإهانتها وربما إهانة أهلها ،، وكأنه محمد الفاتح في إنجازاته ومآثره ..... ومازلت أتساءل لماذا؟


هناك من الرجال من إذا أخطأ أحد أبنائه في أحد المجالس قالها أمام الجموع ، وينسب أي صفة سيئة في أبنائه إلى أخوالهم وربما قالها أمام زوجته ، وينسب أي صفة حسنه في أبناءه له وكأنه كامل ولا عيب فيه ( الكامل الله ) ..... لماذا؟؟

لماذا ؟؟
لماذا ؟؟
وأضل أتساءل لماذا ؟؟
لماذا ؟؟ تتعدد الأمثلة وتتكرر في كل مكان وفي كل زمان..،،


وأتساءل لماذا إذن يتزوجون وهم يعرفون أن الزواج نقمه ،أو بالأصح لماذا يحولونه إلى نقمه ويدعون ذلك أمام الجموع ويندبون الحال على رداءة حظهم ؟؟

أحلفكم بالله نساءً ورجالاً.....

هل الزواج نعمة لكم أم نقمة عليكم ؟؟

ولو فرضاً حرمت منه لفترة ستة اشهر فقط ماذا سوف يكون حالك ورأيك حينها ؟؟
هل ترغب أن ترجع كما كنت متزوجاً ؟؟
أم تفضل البقاء عازباً؟؟
(الكلام هنا لكلا الجنسين)

إذا كان نعمة عليكم لماذا إذن تندبون الحظ وتجحدون نعمة الله . .
لماذا مسلسل التحذير يتكرر إذن في كل وقت وكل مناسبة؟؟ . .
بالمقابل نراكم لم تتخلوا عن الزواج الذي تدعون انه سبب تعاستكم . .