شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: القدوة الحسنة للطفل.. الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:17 am | |
| القدوة: تعد القدوة من أهم طرق تربية الطفل، لما يتميز به الطفل من قدرة فائقة على التقليد والمحاكاة، فالطفل بمثابة "رادار" يلتقط كل ما يدور حوله، ويسجل كل التصرفات التى تقوم بها أمه وجميع من حوله، لذلك فإن عليها مسئولية خطيرة، فهى ملتزمة أمام الله بأن تكون قدوة صالحة، ونموذجًا طيبًا لولدها.. فحركاتها، وإيماءاتها، وألفاظها، ومجمل سلوكها محسوب عليها، فإذا رأى الولد أمه تصلى، وتذكر الله، وتعطف على الفقراء والمساكين، وترحم الضعفاء، فإن هذه التصرفات تنطبع فى ذهنه ويعمل على تقليدها. ويمكن للأم أن تعلم ولدها آداب الإسلام من خلال سلوكها وتصرفاتها داخل البيت وخارجه، فإذا استعملت يدها اليمنى فى الأخذ والعطاء والأكل والشرب، وسمَّت الله عند أول كل عمل، وحمدته عند الانتهاء منه، فإن الطفل سيتصرف كما تصرفت أمه. وإذا رأى الولد أنها تعامل جيرانها بأدب، تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم، فإنه سيشبُّ على حب جيرانه، ويعاملهم معاملة حسنة. وإذا رأت الطفلة أمها تلبس اللباس الشرعى عند خروجها من البيت، فإنها لن تشعر عند الكبر بأن هذا اللباس غريب عليها، فتتمسك به، وتواظب على ارتدائه. والتربية بالقدوة ليست مقصورة على الأم وحدها، لكن دورها فى هذا الأمر أخطر من غيرها، وتأثيرها أكثر من أى فرد من أفراد الأسرة. والتربية بالقدوة لا تجدى إلا إذا كان أفراد الأسرة جميعهم نماذج طيبة وصالحة يقتدى بها الطفل وإلا ضاعت جهود الأم هباء منثورًا. والطفل لا يجب أبدًا أن يرى سلوك أمه مخالفًا لأقوالها، لأنها فى ذلك تقدم نموذجًا سيئًا لولدها، فكيف تأمره بالصدق وهى تكذب؟! أو تنصحه بالأمانة وهى تغش وتخون؟ ! وكيف تأمره بتجنب الألفاظ البذيئة وهى سليطة اللسان؟! قال الشاعر: وهَلْ يُرْجَى لأطفالٍ كمالٍ إذا رَضَعُوا ثَدْىَ الناقِصَــاتِ فلا فائدة ترجى من قول لا يترحم إلى عمل..قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33] وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصف: 2- 3]. ولكن إذا كان الإنسان عرضة للخطأ والنسيان، فلابد أن تربط الأم أبناءها بالقدوة المعصومة التى لا تخطئ، والمثل الأسمى الذى لا ينبغى له الخطأ: رسول الله (. قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب: 21]. كذلك عليها أن تحدثهم عن السلف الصالح وأمهات المؤمنين وصحابة رسول الله ( والتابعين رضى الله عنهم أجمعين تحقيقًا لقوله تبارك وتعالى: {أولئك الذي هدي الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90]. يقول سعد بن أبى وقاص -رضى الله عنه-: كنا نعلم أولادنا مغازى رسول الله ( كما نعلمهم السورة من القرآن. والطفل عندما يستمع إلى البطولات والقيم الأخلاقية - التى كان يتمتع بها رسول الله ( وصحابته وتابعوهم - لا شك أنها تنطبع فى نفسه، مما يجعله يشب على الشجاعة والإقدام. ولابد من تكامل الأسرة مع المدرسة فى تربية الأطفال بالقدوة، فلن تؤتى تربية الأسرة ثمارها إذا كانت البيئة المدرسية غير صالحة أو كان سلوك المعلم سلوكًا غير مقبول. يقول على بن أبى طالب -رضى الله عنه- موضحًا أثر القدوة فى سلوك الأفراد: من نصب نفسه للناس إمامًا فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم إذا عجز عن تعليم نفسه وتأديبها. وعلى الأمهات أن يعلمن أن التربية بالقدوة الصالحة هى الأساس فى تقويم سلوك الطفل بقيم وآداب الإسلام. الثواب والعقاب: الثواب والعقاب مبدأ إلهى يطبقه الله عز وجل على عباده، فمن اتبع منهم طريق الحق، جعل له جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدًا فيها، يقول الله تعالى: {ولأدخلناهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابًا من عند الله} [آل عمران: 195]. ومن اتبع طريق الشيطان وانحرف عن الحق، عاقبه الله عقابًا شديدًا؛ يقول الله تعالى: {ثم أخذتهم فكيف كان عقاب} [الرعد: 32]. ومبدأ الثواب والعقاب من الوسائل المؤثرة التى يمكن أن تحقق نتائج طيبة فى تربية الأطفال، وهما شكلان من أشكال الضبط الاجتماعى، والجمع بينهما أفضل فى كثير من الأحوال، فالعقاب يستخدم لمنع تكرار الخطأ، وهو ألم مؤقت يزول إذا اعتذر الطفل عن أخطائه. وللثواب أثر طيب فى إنجاح عملية التعليم، فهو يعمل على تدعيم وتعزيز السلوك السوى للطفل، أما العقاب فيعمل على تقويم السلوك المعوج لديه. وهناك أمور يجب أن تراعى فى مبدأ الثواب والعقاب للطفل، وهى: - كلما كانت الفترة الزمنية بين سلوك الطفل والثواب والعقاب قصيرة كان التأثير أفضل. - الثواب والعقاب جزء من بناء الشخصية للطفل، فكثرة العقاب قد تجعله أحيانًا ضعيف الشخصية لا يثق بنفسه، وقد تجعله عدوانيَّا، وكذا الثواب قد يجعل الطفل مدللا، غير قادر على تحمل المسئولية، لذلك يراعى الاعتدال فيهما. - التحرى قبل الثواب والعقاب وعدم التسرع. - أن يكون حجم الثواب والعقاب متناسبًا مع حجم السلوك الذى قام به الطفل. - أن الثواب أقوى وأبقى أثرًا فى تربية الأطفال كلما أحسنوا، ولو بكلمة طيبة أو ابتسامة صافية. ومدح الصغير له أثر طيب على شخصيته وسلوكه بوجه عام. - ألا يفسد أحد الأبوين ما يفعله الآخر من ثواب أو عقاب بالاعتذار عنه أو بالاعتراض عليه، فالتذبذب فى المعاملة على نفس الموقف الذى قام به الطفل له أثر سيئ. - مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال فى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فالذى يمكن أن نطبقه على طفل ليس من الضرورى أن نطبقه على طفل آخر. - مراعاة نوع الطفل، فالابن غير البنت فى هذا المبدأ أيضًا. - أن يقوم بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والد أو والدة الطفل - إن أمكن - ولا يترك الأمر لأشقائه أو أقاربه حتى لا يسبب ذلك ألمـًا نفسيًا للطفل لا يستطيع التخلص منه فى الكبر. - المساواة بين الأبناء فى الثواب والعقاب حتى لا يشعروا بالظلم أو انعدام المساواة. - أن يكون لكل من الثواب والعقاب مبرر واضح العلاقة بما يتم العقاب عليه أو الثواب له. - السر أفضل عند العقاب، فلا يجب أن يرى ذلك أصدقاء الطفل أو جيرانه أو الضيوف مثلا، وكذلك فالإعلان عن العمل الطيب الذى قام به الطفل جزء من الثواب. - الالتزام بما حدده الشرع فى العقاب والثواب، فلا يعاقب بالتعذيب بالنار، أو بحرمانه من الطعام، وأيضا فى الإثابة فلا يثاب الطفل بالسماح له بالذهاب إلى الأماكن الفاسدة أو المنحلة أخلاقيًا، أو أن يثاب الطفل بالسماح له بترك الدراسة أو غير ذلك. تحياتي لكم شمس المنتدى
|
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: القدوة الحسنة للطفل.. الإثنين أكتوبر 18, 2010 2:29 pm | |
| تبقى القدوة الحسنة اهم شيء في تربية الطفل لذلك يجب على الاباء الانتباه لذلك |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: القدوة الحسنة للطفل.. الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 8:23 am | |
| |
|