محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: العوامل الأسرية وضعف الدافعية للدراسة و التعلم الأربعاء أغسطس 27, 2008 5:44 am | |
| <يعتبر الدافع الطاقة الكامنة لدى الكائن الحي والتي تدفعه ليسلك سلوكا او يقوم بتصرف معين في البيئة المحيطة ، فهذه الطاقة تحدد للكائن الحي اهدافه من اجل تحقيق افضل تكيف ممكن مع البيئة . بمعنى آخر فالدافع هو عبارة عن حالة فسيولوجية او نفسية داخل الفرد تجعله يقوم بانواع معينة من السلوك في اتجاه محدد تهدف الى خفض حالة التوتر لديه .
ان أي نشاط يقوم به الطالب في المدرسة لا يبدأ ولا يستمر دون وجود دافع ، فالطلاب مدفوعون للبحث عن المكافأة ، وتجنب العقوبة وهم يبحثون عن الاهتمام والثناء لما ينجزونه من اعمال وذلك من قبل الاهل او المعلمين ، وفي مرحلة لاحقة يظهر لديهم التقييم الذاتي فيعتمدون على انفسهم في تقييم مدى نجاحهم في اداء المهمات . ان الطلاب يستجيبون للمنطق فيما يتعلق بتوضيح اهمية التعلم لهم ، فالتعلم يساعد في التعامل مع البيئة ويوسع دائرة المعلومات . ومن الدوافع العامة للتعلم الحرص على مرضاة الوالدين ، والرغبة في النجاح التي تؤدي الى مزيد من المثابرة وتجنب الفشل. ويؤدي النقص في الدافعية الى ضعف التحصيل ، وبالتالي الاهمال واللامبالاة عند الطلاب وبالتالي الشعور بالاحباط والفشل وعدم القيمة . هنالك عوامل عديدة تؤثر في ضعف الدافعية للدراسة لدى الطلاب مثل : * العوامل المدرسية ( معلمين ، مواد دراسية ، طرق تدريس .. ) * عوامل ذاتية ( مثل : تدني تقدير الذات ) . * العوامل الاسرية : في هذه المقالة سوف نحاول التركيز على العلاقة بين العوامل الاسرية وضعف الدافعية للدراسة ، تاركين معالجة موضوع العوامل المدرسية والعوامل الذاتية لمناسبة اخرى . العوامل الاسرية هنالك العديد من العوامل الاسرية التي تزيد من شعور الطالب بعدم الرغبة في التعلم وبالتالي ضعف التحصيل وكراهية الدراسة بشكل مؤقت او دائم ، ومن هذه العوامل الاسرية : 1- توقعات الوالدين المرتفعة جداً او الكمالية : الكثير من الاهل يتوقعون من اولادهم القيام بالدراسة على اكمل وجه والحصول على علامات عالية ، هذه التوقعات المرتفعة جداً احيانا ، تؤثر على الحالة النفسية للطلاب حيث يطورون خوفا من الفشل وضعفا في الدافعية ، بسبب ضغط الاهالي الزائد المتعلق بالتحصيل . ويكون ذلك صحيحا عندما يستخدم الوالدان اساليب سلطوية قائمة على التحكم الزائد والاستهتار ، في مثل هذه الحالة يميل الطلاب الى الانتقام من الوالدين ومعاقبتهما بسبب موقفهما ، وبالتالي فان الابوين عندما يتوقعان الكمال ، فان الاستجابة الغالبة للطلاب هي الاستسلام والعجز والتهرب ، ما دام هذا الطالب لا يستطيع ان يكون على الدوام قادرا لارضاء الوالدين ، فانه يتوقف عن المحاولة ويشعر مثل هؤلاء الطلاب بالفشل والذنب . 2- التوقعات المنخفضة جداً : قد يقدر بعض الاباء اولادهم تقديراً منخفضاً وينقلون اليهم مستوى طموح متدنِ ، وهكذا يتعلم الاطفال انه لا يُتوقع منهم الا القليل فيستجيبون تبعاً لذلك ، وغالبا ما يتقبل الاباء السلوك الطفولي ويشجعونه بشكل غير مباشر ، كما ويتوقع مثل هؤلاء الآباء من الاطفال ان يكونوا مطيعين وتابعين ولذا فانهم لا يشجعون الاستقلالية والاعتماد على الذات . أضف الى ذلك قد تكون توقعات الاخوة والاقران داخل العائلة من طفل معين منخفضة بسبب حجمه او مظهره او سلوكه او حالته الصحية . 3- الاهمال وعدم الاهتمام :كثير من الآباء والامهات يتفرقون في شؤونهم الخاصة فلا يعيرون اي اهتمام بعمل الطفل داخل المدرسة ، إنّ قلة الاهتمام من قبل الاهل وعدم ايجاد وقت حتى للحديث معهم يقلل من تنمية الانسياب اللغوي الجيد لدى الاطفال . وذلك لان الاتصال اللفظي والتحدث واللعب مع الاطفال يزيد من دافعية الطفل للتأثير على البيئة ومن ثقته بنفسه . 4- التسبُّب : كثير من الاهل يتركون لأبنائهم أن يسلكوا كما يحلوا لهم دون رقيب او حسيب ، ويمتنعون عن وضع الحدود لاطفالهم ولا يتوقعون منهم الطاعة والنظام ، لان مثل هذه القيم الاجتماعية لا تعتبر جزءاً من الحياة اليومية في بيوتهم . بعض هؤلاء الآباء يعتقدون بان التسيب يعلم الطفل الاستقلالية ويزيد من دافعيته على التحصيل الا ان التسبب في الواقع يترك لدى الطفل شعورا بعدم الامن ويخفض من دافعيته للتحصيل ولا يتعلم النظام كأسلوب في اداء المهمات المدرسية او الحياتيه بالاضافة الى عدم الاستجابة الى متطلبات الآخرين ، كل هذا يؤدي الى عدم تعلم مثل هؤلاء الاطفال كيف يبذلون جهودهم او كيف يتصرفون بفاعلية في المواقف الضاغطة . 5- النبذ او النقد المتكرر : يشعر الاطفال المنبوذون باليأس وعدم الكفاءة والغضب ، فيستخدمون الضعف التحصيلي والاهمال كطريقة للانتقام من الوالدين ، ويؤدي النقد الشديد والمتكرر الى استجابة مشابهة ، فالاطفال الذين يكونون موضعا للانتقاد غالبا ما يشعرون بالنبذ . 6- الصراعات الاسرية او الزوجية : قد تُشغِل المشكلات الاسرية الاطفال ولا تترك لديهم رغبة للنجاح في المدرسة ، أن المشاجرة المستمرة يمكن ان تؤدي الى زيادة حدة الاكتئاب لدى الاطفال وبالتالي العزوف عن القيام بأي عمل مدرسي ، او قد يكون معرضاً لنماذج السلوك الهروبية مثل احلام اليقظة ، والانحراف واستخدام العقاقير ، حيث يدرك مثل هؤلاء الاطفال بانهم مهددون بشكل دائم ويفقدون الرغبة في التحصيل . من اجل الحد من تأثير هذه العوامل والعمل على زيادة الدافعية للدراسة لدى اطفالنا علينا اعادة النظر في التوقعات ، زيادة تفهم الآباء لتأثيرهم على الاطفال ، تعليم الاطفال طرق متعددة لضبط الذات وتحسين مفهوم الذات ، اضف الى ذلك العمل على استخدام نظام حوافز فعال والامتناع قدر الامكان عن الميل الشديد الى الانتقاد اللاذع الذي يحط من شخصية الطفل ويزيد من شعوره بعدم الامان والاستسلام والسلوك الانتقامي . وأخيرا يجب الاستعانة بارشاد الخبراء المتخصصين من اجل تجنب العواقب الوخيمة وزيادة الدافعية للتحصيل .] |
|