شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: الخشوع في الصلاة الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 8:49 am | |
| الخشوع في الصلاة
الحمد لله جعل في الصلاة راحة للمؤمنين ، وقال سبحانه وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ، نحمده سبحانه ونشكره حمد الشاكرين المحسنين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجوا بها دار المتقين ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، جُعِلَتْ قُرَّةَ عَيْنِهِ فِي الصَّلاَةِ ، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته المؤمنين المتقين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا .أما بعد فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي جماع الخيرات ،وسبب البركات، ومصدر الرحمات ،ونور الظلمات ،وسبيل علو الدرجات ،والأمان من الدركات ،وتكفير الذنوب والسيئات {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } إخوة الإيمان : الصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، لها في الدين المكانة العظمى، والأهمية الكبرى، هي الفاصل بين المسلمين والكافرين، وهي العهد الذي بين المؤمنين، من تركها كفر، ومن حفظها وحافظ عليها، حفظ دينه وعصم دمه وحسابُهُ على الله تعالى، ومن ضيعها وفرط فيها، فهو لما سواها أضيع . الصلاة أولُ ما يحاسب عليه العبد من عمله، وهي آخر ما يفقد الناس من دينهم، والخشوعَ فيها من المطالب الشرعية النَّفِيسَةِ، والأمنيات الإنسانية العزيزة، فقد أخذ عدو الله إبليس العهد على نفسه، بإضلال بني آدم وإغوائهم، وَأَهَمِّ مَدَاخِلِهِ عليهم، إشغالهم عن صلاتهم، حتى ترى المسلم يقوم في الصلاة مكبراً، وينتهي منها مُسَلِّماً ،وربما لا يدري أخمساً صلى أم أربعاً. وكل ذلك بسبب عدم الخشوع في الصلاة ، يقول الله سبحانه وتعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ،الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } . الخشوع عباد الله: روح الصلاة ولبّها، صلاةٌ بلا خشوع ،كالجثة الهامدة بلا روح . الخشوع: حالةٌ في القلبِ تَنْبُعُ مِنْ أَعْمَاقِهِ مَهَابَةً لله، وتوقيراً له، وتواضعاً في النفس وتذللاً. الخشوع: يورث انكساراً بين يدي الرب، وحُرقةً من المعاصي والسيئات، لأن القلب إذا خشع سكنت خواطره، وَتَرَفَّعَتْ عن الأمور الدنيئة هِمَّتُهُ، وَتَجَرَّدَ من اتِّبَاعِ الهوى مسلكه، الخشوع: يجعل العبد ينكسر ويخضع لله، ويزول ما فيه من التعاظم والترفع، والتعالي والتكبر، وتلك درجاتٌ في قلوب الناس، تتفاوت بتفاوت الإيمان في قلوبهم، وسيطرة الإسلام على نفوسهم. الخشوع: هو السكون والطمأنينة، والوقار والتواضع والخضوع. وَالْحَامِلُ عليه: الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن. فالخشوع هو قيام القلب بين يدي الله تعالى، بالخضوع والذل. والأعضاءُ كلها تابعة للقلب ،فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس، فسدت عبودية الأعضاء والجوارح. أيها المسلمون: إن الخشوع في الصلاة، إنما يحصل لمن فرّغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذٍ تكون له راحةً وقرة عينٍ، كيف لا وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِى فِى الصَّلاَةِ ». رواه أحمد . ولقد ذكر الله الخاشعين والخاشعات، في صفات عباده المتقين، الذين أعد الله لهم المغفرة والأجر العظيم، وأخبر سبحانه وتعالى عن أعظم فائدةٍ للخشوع، وهي تخفيف أمر الصلاة على العبد ،وجعلها عوناً له على الطاعة، وحفظ الجوارح عن الحرام والفواحش، قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ، وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو، رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} وفي فضل الخشوع ووعيد تركه يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ،مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلاَّهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ،وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ،كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ،وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ». الخشوع عباد الله واجبٌ من واجبات الصلاة، عظيم شأنه، سريع فقده، نادرٌ وجوده، لا سيما في آخر الزمان مع فساد الأحوال، وقد ورد أن الخشوع أول ما يرفع من الأرض، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع، حتى لا ترى فيها خاشعاً رواه الترمذي . وقال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: " أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون الصلاة، ورب مصلٍ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعاً ". الخشوع عباد الله ،ليس بإطالة الركوع والسجود، وليس الخشوع بخضوع المنكبين وحني الظهر، وإنما هو خضوع الجوارح بين يدي الله تعالى، وخروج القلب عن التعلق بغير الله، واستحضار عَظمة الصلاة، وعظمة من يقف العبد بين يديه، والتعقّل والتفهّم لكل حركةٍ وسكنةٍ في الصلاة، وإن كانت إطالة الركوع والسجود من صفات الخاشعين، لكنها وحدها ليست كافية، ما لم تتوج بخضوع القلب، وطمأنينة النفس. فأين الخشوع عباد الله ممن ،ينقر صلاته نقر الغراب؟ يتأمل في الجدران، ويهيم في الوديان، قلبه معلق بالدنيا، لا يُبْرِم حساباتِه ولا يقضي أشغاله، ولا يجهز خططه وأفكاره لأمور دنياه، إلا وهو واقف بين يدي الله في الصلاة، فإذا سلّم الإمام من الصلاة، خرج من المسجد مسرعاً، كأنما أطلق سراحه من سجن طويل، لا يذكر الله بعد صلاته، ولا يستغفر لتقصيره فيها، فضلاً عن أن يأتي بسنن الصلاة ورواتبها.ألا فاتقوا الله عباد الله في صلاتكم، واعلموا أن الخشوع سكونٌ واستكانةٌ، وعزوف عن التوجه إلى العصيان والمخالفة في الصلاة وبعدها، والخاشعون والخاشعات، هم الذين ذللوا أنفسهم، وكسروا حدّتها، وعوّدوها أن تطمئن إلى أمر الله وذكره، وتطلب حسن العاقبة، ووعد الآخرة، ولا تغتر بما تزينه الشهوات الحاضرة، والملذات العابرة. وإذا خشع قلب المصلي، استشعر الوقوف بين يدي خالقه ،وعظمت عنده مناجاته، فمن قدّر الأمر حق قدره ،واستقرت في جنابة عظمة الله -عز وجل نفسه - وامتلأ قلبه بالخوف، خشع في صلاته ، وأقبل عليها بروحه، وسكنت جوارحه فيها، فاستحق الأجر، والثناء الجميل في الآخرة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ، وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} . جعلني الله وإياكم من الخاشعين في صلاتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ،إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعــد: عباد الله : وهناك أموراً تعين على الخشوع في الصلاة وهي عديدة، من أبرزها: تذكر الموت في الصلاة، وأن يعتقد المسلم أنه لن يصلي بعدها غيرها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته، وصلّ صلاة رجل لا يظنّ أنه يصلي غيرها رواه ابن ماجه . ومما يعين على الخشوع أيضاً: تدبر الآيات المقروءة بها ،ومعرفة معاني ألفاظ الصلاة ،، ومما يعين على الخشوع في الصلاة: مدافعة الشواغل والموانع ،التي تصرف عن الخشوع، فلا يصلي في مكان مزعج، أو أمام نقوش وتصاوير وألوان وكتابات، ولا يصلي بحضرة طعام يشتهيه، ولا يصلي وهو حاقنٌ أو يدافعه الأخبثان، أو قد غلبه النعاس، لأن هذه الأمور كلها صوارف وشواغل، تحول بين المصلي وصلاته. ومما يعين على الخشوع في الصلاة ،إن لم يكن في مقدمتها: هو أن تُغَيِّرَ منهج حياتك، ويكون همك الدار الآخرة، وأن تسخر حياتك كُلَّهَا لخدمة هذا الدين، يكون قيامك وقعودك وذهابك وإيابك، في سبيل الله. كن من هذا الصنف من الناس، ثم انظر هل تخشع أو لا تخشع. سيكون حتى خواطرك وشواردك في الصلاة، تكون خواطر شرعية. ولهذا ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: " والله إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة ". حدثوني من منَّا إذا قام يصلي ،صار يفكر في أمور دينية شرعية؟ قليل منا -نسأل الله العافية-. فلو كان هم الإنسان وحياته، الآخرة، والدعوة، والعبادة، والأعمال الصالحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغيير واقع الناس، وإصلاح المجتمع، لو كان هذا هو همّ الواحد منا، لتغيرت صلاتنا وخشعت قلوبنا. عباد الله: لقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا ». اللهم ارزقنا الخشوع في قلوبنا وجوارحنا، اللهم اجعلنا ممن يخشع لك قلبه وسمعه وبصره ويده ورجله.اللهم رحمة اهد بها قلوبنا، واجمع بها شملنا، ولم بها شعثنا، ورد بها الفتن عنا يا أرحم الراحمين ..... تحياتي لكم شمس المنتدى
|
|
halima000 مشرفة المنتديات الاسلامية
الجنس : عدد الرسائل : 1878 العمر : 66 العمل/الترفيه : استادةالتعليم الابتدائي المدينة : marrakech البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 13/12/2008 نقاط : 2800
| موضوع: رد: الخشوع في الصلاة السبت سبتمبر 18, 2010 5:32 pm | |
| |
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: الخشوع في الصلاة الأحد سبتمبر 19, 2010 3:20 am | |
| |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: الخشوع في الصلاة الأحد سبتمبر 19, 2010 8:32 am | |
| |
|