في متاهات الحياة المتشعبة.. تحملنا رياح القدر إلى حزن معتم أو فرحة ملونة..
إنه القدر ذاك الذي يعبث بأوراقنا حتى يمل.. ثم يلقيها على حافة شوارع الزمن الخاوية.
يقال بأن لكل بداية نهاية.. ولكل لقاء فراق كما لكل ورد ذبول.. ولكل قمر أفول..
فماذا لو كنا نحيى النهاية قبل أن نحس بأننا فقط في البداية؟؟ مجرد التفكير بأن تعاقب
الأشياء يجعلني أصاب بقشعريرة تسري في جسدي كخدر الحقنة...
كانت تؤمن بأن الصداقة ليست سوى شكل آخر من الحب.. ولا يمكنها أن تحيى دون ذاك الشكل..
وكانت تحبه.. بالشكل الحقيقي للحب.. كانت ترغب به كزوج.. وكان لها ما تريد..
فالمشاعر كانت متبادلة بينها وبينه..
قال لها يوما أنه مذ رآها أول مرة.. دعا الله أن تكون له.. فهو قد رأى فيها
نصفه الآخر وتوأم روحه وفرحة قلبه..
وشمعة دربه.. وهل يمضي المرء في الدروب المظلمة دون ومضة نور؟
وكان لهما صديق مقرب.. فقد جمعت مقاعد الدراسة بين الثلاثة.. ووحدت الصداقة بينهم..
لدرجة أنهم كانوا لا يفترقون
إلا حين يجن الليل.. ويهبط المساء معلنا أفول الشمس ونهاية النهار..
كان الزواج الفرصة لتتويج العلاقة بينها وبينه..
والإعلان الرسمي للحب الذي كان يربطهما منذ وقت بعيد..
هي كانت تؤمن دوما.. بأن الصداقة لا تنتهي حتى وإن تزوجت المرأة..
فأصدقاءها قد يكونون أقرب إليها من زوجها.. ذلك لأنهم ربما عاشروها أكثر..
وبقوا معها أكثر.. وتعرفوا عليها قبل أن يتعرف الزوج..
وهو كان يؤمن بأن نهاية كل صداقة بالنسبة للزوجة هي الزواج..
وأن الماضي الذي كان قبل الزواج.. لا يجب أن يستمر بأي شكل من الأشكال..في الحاضر..
وحتى في المستقبل..
وبأن المرأة ملك لزوجها فقط.. ولا يمكن أن يقبل بأن يشاركه أحد غيره فيها..
حتى وإن كانت المشاركة لا تمثل سوى بسؤال بسيط عن الحال في المناسبات أو الأعياد..
أو صدفة في الشارع..
وبأن المرأة ورقة بيضاء بعد زواجها.. ويجب أن تنسى كل صداقاتها ..
سواء كانت تلك الصداقات مع بنات جنسها او مع ابناء جنسه..
وكأن الصداقة شيء يميز الفتاة غير المتزوجة عن المرأة المتزوجة..
أو كأن الصداقة وجدت فقط لأجل الفتيات غير المتزوجات..
وحين تزوجهن.. تنقطع علاقتهن بالصداقة وبالأصدقاء.. ذلك بكل بساطة..
لأنها متزوجة.. ولأن لها زوجا يجب أن يغنيها عن صديقاتها وأهلها وحياتها ككل..
وحتى لا أبدو متحاملة على الرجال.. كما يقول الكثيرون من مرتادي همساتي..
فإن الأمر نفسه ينطبق على الزوجات.. إذ أن كثيرا منهن يطلبن من أزواجهن..
أن ينهوا كل صداقة سابقة مع الشباب.. ويا ويل الزوج المسكين.. إذا تأخر في العودة للمنزل
وأجابها حين سألته أين كنت.. لقد كنت مع رفيق لي لم ألتقه منذ مدة..
فهي ستبدأ في موالاتها التي لا تنتهي.. وتذمراتها التي لا تكاد تنتهي جملة منها حتى تبدأ
جملة أخرى..
فتقول له.. أهآآ؟؟ صديقك أحسن مني..؟؟ وأنت تفضله علي.. على زوجتك وحبيبتك وشريكة حياتك..
وتسأله إن كان متزوجا أم لا... ويا ويل المسكين ويا لسواد ليله.. إن كان صديقه غير متزوج..
فهي ستبدأ في التحقيقات مستخدمة أنفها وحواسها..
وتبدأ في الشك واللف والدوران.. وتقول له مادمت معه .. وهو غير متزوج.. فلا بد ان تكونا
قد ذهبتما لمكان ما.. وغازلتما الفتيات.. و غير ذلك من التهم والحكايات والقصص..
رواد الهمسات الأعزاء
إليكم الأسئلة:
ما رأيكم بموضوع الهمسىة؟؟
هل الزواج يعني نهاية كل علاقة سابقة للصداقة سواء للزوج او للزوجة؟؟
وهل الزواج هو كل شيء في حياة الإنسان؟؟