و أخيرا سقط القناع....وأسرة التعليم بجهة سوس ماسة درعة أمام الظلم لن تركع... لقد بدا واضحا أن وزارة التربية الوطنية ماضية في تنفيذ مخططها الرامي إلى تركيع رجال ونساء التعليم المضربين والمحتجين على سوء التدبير بجهة سوس ماسة درعة، فرغم استنكار النقابات واستهجان النواب البرلمانيين قرار الوزارة بالاقتطاع من رواتب حوالي 33 ألفا من رجال ونساء التعليم بهذه الجهة، والذي أتى في ظرفية جد حرجة قبيل عيد الأضحى المبارك، فإن المسؤولين فضلوا اتباع سياسة صم الآذان، غير آبهين بالانعكاسات السلبية لذلك القرار معتقدين أنهم سيخرسون أصوات الشرفاء الرافضين للخروقات التي تورط فيها المفسدون والمتلاعبون بالمال العام. ولم تنتبه الوزارة إلى أنها بخطوتها تلك قد وقعت في تناقض صارخ مع نفسها، إذ كيف يعقل أن تقوم بإعفاء المتورطين على مستوى الجهة في ملفات الفساد الإداري والمالي وتعاقب في ذات الوقت من كانوا سببا في كشف ما وقع من اختلالات تدبيرية وتسييرية؟!!
إن المعركة التي تُخاض اليوم بجهة سوس ماسة درعة والتي دشنتها النقابات التعليمية وشرفاء هذه الجهة معركة ضد الفساد والمفسدين والعابثين بمصالح هذه الجهة العزيزة، معركة مبنية على الحقائق والوثائق، وليست مجرد إدعاءات وتكهنات، وهذا ما وقفت عليه لجان الافتحاص المركزية التي لم تنشر فحوى هذه التقارير رغم مطالبة النقابات لها بذلك، ربما لأن هذه اللجان نفسها وقفت على فساد بحجم أكبر مما كانت تتصور..
إن رجال ونساء التعليم اليوم بجهة سوس ماسة درعة أمام تحد كبير يتمثل في ضرورة الصمود أمام الخيار الذي يسعى إلى تركيعهم، وذلك باستهداف جيوبهم ورزق أبنائهم، خيار لا يراعي لاحرمة عيد الأضحى ولا الظرفية الاجتماعية للمستهدفين.
إن بلدنا العزيز لا يمكن أن يتقدم إلا بمواصلة الإصلاحات،بخطى ثابتة وإرادة حقيقة تستدعي تحمل المسؤولية كاملة في الإنجاز والتنفيذ والتتبع والتقويم، وإذا كانت الحكامة تقتضي التقويم والمساءلة والمحاسبة، فإن الوزارة مطالبة بمحاسبة كل الذين ثبت تورطهم في الاختلالات التي عرفها قطاع التعليم بالجهة مستحضرة التشبث القوي لأسرة التربية والتكوين بمطالبها العادلة.
إن رجال ونساء التعليم بجهة سوس ماسة درعة مطالبون اليوم ، قبل أي وقت مضى بالاتحاد والصمود ورص الصفوف ، وذلك للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضدهم. فقد انكشف القناع للجميع وتبين أن الشعارات التي ما فتئت تطلقها وزارة التربية الوطنية من قبيل الشفافية والحكامة الجيدة والمساءلة ما هي إلا مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي لأن واقع ممارساتها بهذه الجهة يفندها. إن معركة الفصل بالجهة تقرع طبولها ، فإما أن تتدخل الوزارة وترفع الظلم عمن ظلمتهم ، وإما أن الجهة ستفتح أبوابها على المجهول وتدخل في دوامة من التصعيد، الذي تؤكد كل المؤشرات الميدانية، أنه سيكون مزلزلا وغير مسبوق وأن ضحاياه أولا وأخيرا هم فلذات أكبادنا الذين تتحمل الوزارة وحدها مسؤولية هدر زمنهم المدرسي.
منقول