كان شن معروفا بالعقل و الفطنة و كان يصغي الى صاحبه ساكتا : أليس من المؤسف ان تيقى هكذا دون زواج و انت في عقلك و فطنتك ؟؟ كيف تسمح لك نفسك ان تكون دون ولد يحفظ اسمك و يرفع ذكرك ؟ تأوه شن و قال : و ماذا افعل و انا لم اجد بين بنات القبيلة من ارتضي عقلها و درايتها ؟ إنني لا افكز في الحسن ولا الجمال و لا استطيع ان اتزوج فتاة محرومة من نعمة العقل فأضيع عمري معها.
قال صاحبه : هذا حق و لكن من تطلبها موجودة و ما عليك إلا أن تبحث
شن : أجل و من أجل هذا عزمت على السفر..فلعلي اعثر على طلبي في غير هذه الديار و في الطريق صادفه احد و سأله إلى أين ؟
شن : الى مضارب بني فلان
الرجل : أنا ايضا أريد السفر الى هناك فهل لي بمرافقتك ؟
شن : اجل فلا مانع من هذا..تحملني ام أحملك ؟
الرجل : يالك من جاهل انت على بعيرك و انا على بعيري فما جدوى ما تقول ؟
شن : عفوايا صاحبي لقد أخطأت..
و واصلا طريقهما حتىوصلا حقلا من القمح قارب وقت حصاده.
فقال شن : لا أدري هل أكل الفلاحون قمحهم ؟
الرجل : يالك من جاهل حقا ، كيف تقول ذلك و القمح لم يحصد بعد و لم يطحن و لم يخبز ؟
شن : أرجو عذرك مرة اخرى فقد أخطأت..
ووصلا تلك القرية فصادف اهلها يحملون نعشا و يبكون..
فسأل شن : لا أدري إن كان هذا الفتى فوق النعش قد مات او ما يزال حيا ؟
و انفجر الرجل قائلا : يالك من احمق ، أتسأل عمن هو في التابوت إن كان حيا أم ميتا ؟
شن : لا تغضب يا صاحبي لقد إنتهت رفقتنا كما ترى و استرحت مني.
الرجل : لقد عفوت عنك لكن بشرط أن تكون ضيفي..فأنت غريب عن قريتنا.
شن : لا أحب أن أغضبك بأسئلتي..و ذهب شن مع الرجل..
الرجل لعائلته : إن معي ضيفا فاصنعوا طعاما..لقد أزعجني طوال الطريق و لكنه على كل حال ضيف..
قالت إبنته بعد أن رأت الضيف : لا أرى فيه ملامح بله فكيف تقول عنه أنه مجنون ؟
الأب : لا يخدعك مظهره..فلم أر شابا في حمقه و جهله و أخبر إبنته بالأسئلة
الفتاة : ولكن يا أبي إن هذه الأسئلة غاية في الحكمة.
الأب : كيف ؟
الفتاة : تأمل يا أبي إن هذا الشاب و قد أتعبه السفر قد فرح بلقائك فقال لك : تحملني أم أحملك ؟ و كان يقصد أيكما يريح الآخر عناء الطريق
و أما سؤاله عن القمح و قد آن حصاده فلم ير له حاصدا فسأل هل أن أصحابه باعوه قبل حصاده فأكلوا ثمنه و تركوه ؟ أم أنهم أغنياء عنه فتركوه ؟
و سألك عن ذلك لأنك من قريتهم
و أما سؤاله عن الجنازة فمراده أن الميت إن كان من اهل الاخيارفيدوم ذكره أما غير ذلك فيموت ذكره معه ؟
و حينها دهش الأب مرتين مرة لفطنة الشاب و مرة لفطنة ابنته ..ثم ذهب للضيف و قال له تفسير الأسئلة
فقال له شن : أصبت و لكن هذه ليست أجوبتك.
فلما علم شن أن الفتاة هي المفسرة عرف أنه عثر على زوجته و كان أسم الفتاة طبقة. فخطبها من ابيها
و هكذا جاء المثل "وافق شن طبقة"