الرحالة ابن بطوطة

Posted: 05 Jan 2011 03:01 PM PSTاشهر رحالة مسلم زار مصر وبلاد الشام والحجاز والعراق وتركية والهند وجزر المليبار والبنغال وباكستان هو محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي ، ولد يوم الاثنين 17 رجب عام 703 ه/25 شباط 1304 م في مدينة طنجة لاب من اوساط الناس يسمى عبد الله بن محمد بن ابراهيم اللواتي الطنجي ،ترعرع في كنف هذه الاسرة المحافظة على تقاليد الاسلام ،وتعلم القراءة والكتابة والفقة ، فهو ينحدر من بيت فقهاء تولى الكثير من افراده القضاء ، كما تعلم الادب وفنون الشعر وعندما شارف الواحدة والعشرين من العمر عزم على السفر بغية حج بيت الله الحرام ،فانطلق في رحلته وحيدا يوم الخميس 2 رجب عام 760 ه دون ان يتم دراسته ، بل اكملها في الطريق ، ولعله اراد اكمالها في المشرق جريا على عادة المغاربة ، فانطلق في رحلته يعينه بدن قوي يتحمل المتاعب ويقاوم الامراض بصورة تدعو الى العجب ،اضافة الى بعض المعرفة بالطب والاعشاب التي كان الناس يتداوون بها من الامراض الشائعة .
ويفهم من رحلته انه كان تقيا ورعا شديد الايمان حتى ان اساس رحلته الى المشرق هو حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عني بالحديث والدراسات الفقهية ،واهتم لاجازات الشيوخ له حتي ان ملك الهند السلطان محمد شاه ولاه القضاء بدلهي . كما تولى القضاء ايضا بجزر المالديف ، ويبدو لديه ميل شديد الى التصوف، فقد اهتم اهتماما كبيرا بالمتصوفين ،واخبرنا عن كراماتهم ، والمعجزات التي يقومون بها وجاورهم في مكة مدة طويلة ، ولبس خرقة التصوف ، اكثر من مرة وانقطع الى العبادة ولم يعد الى الحياة العامة الا بطلب من السلطان ،فهو مسلم مؤمن اشد الايمان فقيه عالم يقارن بين احوال كل بلد ، ويتقص عادات البلاد واحوالها الاقتصادية والاجتماعية والدينية ،كما يبدو شجاعا لا يخاف الصعاب ، ولا يتورع عن اقتحام المعارك .
وبعد رحلة دامت زهاء ثلاثين سنة ، اتصل خلالها بكثير من الملوك والامراء ومدح بعضهم اذ كان ينظم الشعر ، عاد الى بلاده المغرب ، بناءعلى طلب السلطان ابي عنان المريني سنة 754ه الذي طلب بكتابة رحلته بناء على مشورة الوزير ابي عبد الله الوطاسي ، فاتمها في 3ذي الحجة عام 756ه /9 ديسمبر كانون الاول1355م وسماها "تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار " وقام ابن جزي بتلخيص ما سجله ابن بطوطة عن رحلته بكل اسف الامر الذي يعني انه استبعد الكثير من الاخبار والتفاصيل اي انه حرمنا من وثائق هامة .
ويوجد بعض هذه النسخة التي خطها ابن جزي بيده بباريس ، وقد ترجمت رحلة ابن بطوطة الى عدة لغات ،الى الفرنسية في اربع مجلدات سنة 1853 و1859 ونقلهاالى الانجليزية احد القسس ،ولخصها مستشرق انجليزي اخر عام 1929 وترجمت الى الالمانية والى التركية والبرتغاليةوطبعت بالعربية عدة مرات وقام بعضهم بوضع مختصرات لها : "المنتقى " و "مهذب رحلة ابن بطوطة " وهناك من يهاجم هذه المختصرات ويعتبرها اعمالا مشوهة لهذا الاثر الثقافي القيم ك"حسين مؤنس" .
وقد توفي ابن بطوطة سنة 779 ه وضريحه في مسجد صغير لونت قمته وشيئا من مئذنته باللون الاخضر وهو قرب سوق احرضان في طنجة .



اظهرت لنا رحلة ابن بطوطة ان المجتمع الاسلامي في القرن 8 الهجري 14 الميلادي لم يكن صورة عن الوضع السياسي الضطرب ، بل كان يتمتع بوحدة اسلامية وروابط متينة تشد الطبقات بعضها الى بعض فيساعد القوي الضعيف ويحسن الغني الى الفقير ويهرع المسلمون الى نجدة اخيهم المسلم ويرحبون بابن السبيل ويساعدونهعلى بلوغ غايته .
لقد حظيت هذه الرحلة باعجاب كبير هو استدعاء السلطان ابي عنان المريني ابن بطوطة وطلبه تسجيل اخبار هذه الرحلة وتكليف ابن جزي مساعدة ابن بطوطة في هذا العمل.
ابن بطوطة سيبقى يمثل المواطن الاسلامي الذي طاف ارجاء العالم الاسلامي في القرن الثامن الهجري بدافع المغامرة والتجارة او حب الرحلة المجرد ، وسيبقى دليلا على وحدة الشعور الاسلامي ايامها في امصار الاسلام المتعددة، وسيبقى يمثل نوعية فريدة من الرجال الرحالين على مدى الزمن ، فقد قدم من خلال رحلته هذه كثيرا من المعلومات التاريخية عن مناطق معروفة ، ومناطق اخرى في الشرق الاقصى وافريقبا

الف شكر على
الموضوع القيم
تسلم ايدك بانتضار
جديدك تحياتي