boukari .......
الجنس : عدد الرسائل : 964 العمر : 45 المدينة : أكادير تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 1267
| موضوع: مسرحية حول اهمية الساعة الأحد يناير 11, 2009 10:32 am | |
| بقلم: د. أحمد هيبي الفصل الأول المسرح: ساحة المدينة. المدينة قديمة تراثية تعج بالحركة. أصوات البائعين والعربات. والأصوات التقليدية المنبعثة من الأسواق، ومن شوارع مدينة تعج بالحركة. في الساحة برج عظيم. وفوق البرج علقت ساعة كبيرة لها عقربان كبيران, واحد هو عقرب الساعات، وعقرب أكبر منه للدقائق. العقربان يتكلمان. ومن أجل ذلك يتكلم بلسانهما رجلان من خلف ستار. هذان الرجلان غير مرئيين. اقتراح آخر: ترسم ساعة دائرية فوق المسرح، بحيث تكون مرئية للمشاهدين. يقف الممثلان كل واحد عند رقم من أرقام الساعة ويجريان وهما مربوطان بحبلين ظاهرين، أو بقطعتين من الخشب المدهون أو الحديد، أو ما يمكن ان يدل على عقربين. عقرب الساعت يتحرك مرة احدة في الدقيقة، أو مرة كل خمس دقائق حسب الظروف الموضوعية للمسرح. بينما لا ترى حركة عقرب الساعات، الا اذا تعدى عرض المسرحية ساعة واحدة. العقرب الكبير (للعقرب الصغير): لقد تعبت من هذا من الجري الطويل اللامجدي، وأريد أن أرتاح! العقرب الصغير: يا فتاح يا عليم! ماذا تخرف؟ هل أصاب عقلك شيء؟ في عملنا لا يوجد راحة. في عملنا لا يوجد توقف. لا يوجد اضراب. حتى عندما يضرب الموظفون، تستمر الساعات في الجري والعمل! التوقف عن العمل بالنسبة لنا هو الموت. تخيل ان قلوب الناس جميعا تتوقف عن الحركة فجأة! ماذا يحدث؟ ما النيجة؟ العقرب الكبير: وماذا يعنيني ذلك؟ وماذا أستفيد أنا اذا تحركت قلوب الناس أو توقفت؟ ماذا نستفيد من هذا الحبس الطويل داخل علبة من زجاج؟ العقرب الصغير: ولكن انظر الى الخدمة العظيمة التي نؤديها للناس. لأولاد المدارس الذين يذهبون الى مدارسهم وينظرون الينا لكي يسرعوا أو يبطئوا المسير. لو توقفنا لذهبوا الى المدرسة الساعة العاشرة بدل السابعة، ولعادوا الى بيوتهم في الليل وهم خائفون من الظلام. ان ساعة البرج التي نقيم دلخلها هي التي تسير حركة المدينة. تدق السابعة، فينهض الناس، وتدق الرابعة فيعودون الى يوتهم، وتدق العاشرة، فيأوون الى فراشهم. نحن أهم حتى من ر~يس البلدية ومن موظفيها جميعا! العقرب الكبير: أما نحن فحرام علينا أن ننام وأن نرتاح. كلامك هذا لا يقنع نملة صغيرة. فكيف يقنعن من كان أهم من رئيس البلدية؟ العقرب الصغير: ضع عقلك في رأسك. كونك كبيرا أكبر مني، لا يعطيك الحق أن تسخر من كلامي! ثم اننا نستفيد .. نعم نستفيد! هل تدري كم شخصا في العالم يريدون أن يكونوا في مثل موقعك هذا ؟ مشرفين على المدينة والناس، مطلين على الشوارع، يعرفون كل كبيرة وصغيرة في المدينة يا صديقي؟ العقرب الكبير: صديقك؟ وهل انا صديقك بمزاجي. أنا محبوس معك. هل تظن أننا في نزهة؟ نحن محكومان بالأعمال الشاقة. وأنا الذي أقوم بالأعمال الشاقة. أنت تجري بطيئا كالنملة. ولذلك أنت مرتاح، وقد تحولت أخيرا الى فيلسوف. فلديك الوقت للنوم والراحة والتأمل. أنت بالكاد تجري. ولا تدور داخل هذا القفص الملعون الا مرة واحدة كل 12 ساعة. أما أنا فأجري كالمجنون. مثل بغل الحنانة أدور، دورة واحدة كل ساعة. لقد هلكت. طققت. زهقت. وأريد أن أتوقف. أريد أن أستقيل. ألم تسمع بالاستقالة؟ ألم تسمع بالخروج على المعاش؟.
|
|
boukari .......
الجنس : عدد الرسائل : 964 العمر : 45 المدينة : أكادير تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 1267
| موضوع: رد: مسرحية حول اهمية الساعة الأحد يناير 11, 2009 10:35 am | |
| العقرب الصغير: سمعت يا أخي. ولكن هذه الأمور ليست لنا. نحن نقوم بوظيفتنا بدون توقف، عشرات وربما مئات السنين. هكذا نحن لا نكل ولا نتعب. نحب أن ينظر الينا الناس بلهفة. نحب أن ينظر الينا الصائمون فيعرفون أنه اقترب موعد الافطار. وينظر الينا العاشقون فيعرفون متى يلاقون بعضهم. العقرب الكبير: ان لديك الوقت الكافي لكي تفكر في هذه الخزعبلات. أما أنا فلا وقت لدي . لقد تقوس ظهري. وتيبس عقلي . فما عدت أستطيع أن أفكر. أريد أن أنعم بالراحة ولو يوما واحدا. انت تقول أنني أخوك. فهل أشفقت علي يوما. هل رثيت لحالي مرة؟ أنا اخوك بالكلام. حبيبك بالتفلسف الذي لا ينفع. فهل قلت يوما تعال أريحك يا أخي من تعب الدوران؟ العقرب الصغير: ماذا تعني؟ وكيف أستطيع أن أقوم بوظيفتك؟ اننا حتى لا نستطيع أن نتبادل الادوار. أنت عقرب الدقائق الطويل الرفيع الممشوق (يعمل حركات مضحكة)، وأنا عقرب الساعات. هكذا صنعوننا. وهكذا سنبقى دائما. العقرب الكبير: هكذا ينتهي كل حديث بيننا. أنت لا تفهم ولا تتفهم. لو كنت مريضا، هل كنت تساعد في علاجي؟ العقرب الصغير: بالطبع .. كيف تسأل؟ العقرب الكبير: ولو كنت مخطئا، ألا تساعدني على معرفة الحقيقة؟ العقرب الصغير: بالطبع .. بالطبع .. العقرب الكبير: ولو كنت مسرعا، أما كنت تنبهني، وتقول لي أبطيء من سيرك، فان هذا سيقدم الساعة ويبلبل الناس؟ العقرب الكبير: بالطبع .. بالطبع .. العقرب الصغير: وها أنا أقول لك، أني تعبان واني زهقان .. فلماذا لا تريد أن تساعدني، ولا تريد أن تسمعني؟ العقرب الصغير: هذا شيء آخر. أنا أساعدك بما يفيدك لا بما يضرك. لو قلت لي أنا جائع واريد الاكل لأحضرت لك الطعام. ولكن لو قلت لي زهقت الحياة وأريد أن أنتحر فأنا لا أساعدك على الموت! العقرب الكبير: أين تعلمت هذا الكلام الكبير. هل تذاكر من وراء ظهري (ضاحكا). العقرب الصغير: كل عقرب صغير في أصغر ساعة في العالم يعرف هذا الكلام. غير مقبول منا أن نتوقف عن العمل. في التوقف عن العمل التخلي عن الواجب. ونهاية التزامنا للناس، خصوصا أولئك الذين لا يملكون ساعات، ويخجلون أن يسألوا غيرهم.. العقرب الكبير: أترى .. لقد أصبحت محامي دفاع عن الواجب وعن الناس الذين لا يملكون الساعات. فلماذا لا "تحامي" عني؟ أين واجب الصداقة التي تربطنا كما تقول؟ والأخوة التي تدعيها نحوي. اليس فيها شيء من الواجب أيضا؟ العقرب الصغير: لا لأدري ما ذا تريد .. لا أدري كيف أستيطع أن أساعدك بدون أن أقلب نظام هذه المدينة وأبث فيها الفوضى عدة أيام.. العقرب الكبير: المدينة .. وهل هي مدينة جدودنا يا عقرب؟. أنا أحدثك عن الخلاص. أريد أن أرى مدنا جديدة. أريد أن أرى أناسا آخرين. لقد مللت جريي في هذا المكان. لقد مللتك. مللت صحبتك. أريد أن أبحث عن أصدقاء آخرين (ضاحكا) أن اتزوج.أريد أن أخرج من هذا الاطار. وحتى لو دخلت اطارا آخر. حتى لو أدخلوني زنزانة. أنا أحب التغيير. العقرب الصغير: (بحزن) خسارة انك تحكي هذا الكلام. ولكن اعلم انها نهايتنا. نحن معلقان الواحد بالآخر. ولو قرروا التخلص منك، لتخلصوا مني أيضا. العقرب الكبير: (لا يتكلم ويبقى صامتا، ثم تصدر عنه حشرجة كصوت ماكنة توقفت عن الحركة). العقرب الصغير يضرب كفا بكف. يحاول أن يستنهض العقرب الكبير، وأن يحركه، أولا بالصراخ، ومن ثم بالحركات. يشده الى الأمام والى الخلف. بدون فائدة. في المدينة تجري حركات غريبة تدل على الفوضى الحادثة من توقف الساعة واضرابها. العقرب الصغير يواصل حركته، ولكن هذا لا يفيد في ضبط النظام الذي اضطرب في المدينة. أضواء المسرح تخبو وتسطع من جديد، دلالة على اختلاف الليل والنهار. أصوات أولاد مدرسة والعمال، يذهبون الى دوامهم في ساعات غير عادية، بسبب توقف الساعة عن الجريان.
|
|
boukari .......
الجنس : عدد الرسائل : 964 العمر : 45 المدينة : أكادير تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 1267
| موضوع: رد: مسرحية حول اهمية الساعة الأحد يناير 11, 2009 10:37 am | |
| الفصل الثاني ساحة المدينة نفسها. يرى موظفان من موظفي البلدية يحملان سلما كبيرا، ويقتربان ناحية البرج، أو المكان الذي وضعت فيه الساعة. يصعدان على السلم واحدا وراء الآخر. حولهما يتجمع الناس والاولاد يدفعهم حب الاستطلاع الى معرفة ما ينوي الاثنان فعله بالساعة. العامل الأول: غريب ما جرى لهذه الساعة. في البلدية لا يوجد قرش واحد، وهذه الساعة تخرب الآن! العامل الثاني: لا يبقى على ماهو الا هو! العامل الاول: صحيح ولكن هذه الساعة ملعونة لأنها اختارت هذا الوقت للتوقف! العامل الثاني: (وقد اقترب من الساعة) الغريب أن محرك الساعة يعمل بانتظام، وبطارياتها لا يزال وضعها جيدا. ولا أرى سببا وجيها لتوقف هذه الساعة عن الحركة، الا أن تكون قد نزلت عليها لعنة السماء. العامل الأول: أنظر العقرب الصغير لا يزال يعمل. أنا متأكد من ذلك. العالمل الثاني: ولكن العقرب الكبير متوقف عن الحركة كأنه حمار ميت، ماذا نفعل له؟ (يحاول أن يحركه، أن يضربه) تحرك! تحرك! تحرك يا حيوان .. تحرك والا القيتك من هنا العامل الأول: لا حياة لمن تنادي. بسيطة يا عقرب الكلب. (موجها كلامه الى العامل الاول) نبدله بعقرب جديد. نرميه في حاوية القمامة، ليكون عبرة له ولأمثاله من عقارب آخر الزمان المتمردين. ولا حاجة لتغيير كل الساعة. العامل الثاني : (فاكا العقرب ورافعا اياه في الهواء) من قمة البرج المطل على المدينة الى حاوية الزبالة. يا للأسف! العامل الأول: هذا مصير الذين يتخلون عن واجبهم. ونهاية الذين يغرقون المدينة في الفوضى بسبب أنانيتهم. العامل الثاني: عندي فكرة ثانية، ما رأيك أن نبيع هذا العقرب لأم عامر صاحبة دكان الآثار، فهي مولعة بهذه الأشياء. العامل الاول: ثم يتهمنا رئيس البلدية بأننا نبيع ممتلكات المدينة بدون علمه، ويعمل لنا منها سين وجيم. أتركنا يا صديقي من هذه الحركات. العامل الثاني: (موجها كلامه الى جمهور الحاضرين من الاولاد) ما رأيكم أيها الأولاد؟ ماذا نفعل بهذا العقرب؟ نلقيه بين النفايات, أم نبيعه لتاجر الخرداوات, أو لأم عامر صاحبة دكان الأثريات، أم نعيده الى مخزن المجلس "ليتختخ" هناك، فربما صحا لنفسه يوما، وعاد يرغب في الحياة. يستمع الى اجاباتهم. |
|