من أشهر علماء الحنفية الامام ابو يوسف القاضي وهو أشهر طلاب أبي حنيفة
كان ابو يوسف في صغره فقيراوكان ابوه يمنعه من حضور درس ابي حنيفة ويامره بالذهاب الي السوق للتكسب وكان ابو حنيفة حريصا عليه واذا غاب عاتبه
فاشتكي ابو يوسف يوما الي ابي حنيفة حاله مع والدهفاستدعي ابو حنيفة والد ابي يوسف وساله كم يكسب الولد كل يوم ؟
قال درهمين.
قال انا اعطيك الدرهمين ودعه يطلب العلم
فلازم ابو يوسف شيخه سنين ولما بلغ سن الشباب ونبغ علي اقرانه اصابه مرض اقعده فزاره ابو حنيفة وكان المرض شديدا متمكنا منه فلما رآه ابو حنيفة حزن وخاف عليه من الهلاك
وخرج وهو يكلم نفسه قائلا:آآآآه ياابايوسف لقد كنت ارجوك للناس من بعدي
ومضي ابو حنيفة يجر خطاه حزيناالي حلقته وطلابه
ومضي يومان وشفي ابو يوسف واغتسل ولبس ثيابه ليذهب الي درس شيخه فساله من حوله :أين تذهب ؟
فقال الي درس الشيخ. قالوا الي الان تطلب العلم اما بلغك ما قال فيك الشيخ ؟
قال:وماقال؟ قالوا قال لقد كنت ارجوك للناس من بعدي اي انك قد حصلت علي كل علم ابي حنيفة فلو مات الشيخ اليوم لجلست مكانه
فأعجب ابو يوسف بنفسه ومضي الي المسجد وراي حلقة ابي حنيفة في ناحية فجلس في الناحية الاخري وبدأ يدرس ويفتي
التفت ابو حنيفة الي الحلقة الجديدة فسأل:حلقة من هذه؟ قالوا :هذا ابو يوسف
قال شفي من مرضه ؟ قالوا:نعم
قال فلم لم يات الي درسنا؟ قالوا:حدثوه بما قلت فجلس يدرس الناس واستغني عنك.
ففكر ابو حنيفة كيف يتعامل مع الموقف برفق ثم قال يابي ابو يوسف الا ان نقشر له العصا
ثم التفت الي احد طلابه وقال:يافلان اذهب الي الشيخ الجالس هناك (يعني ابا يوسف) وقل له:ياشيخ عندي مسألة فسيفرح بك ويسالك عن مسالتك فما جلس الا ليسال
فقل له:رجل دفع ثوب له الي خياط ليقصره فلما جاءه بعد ايام يريد ثوبه جحد الخياط وانكر انه اخذ منه ثوبا فذهب الرجل الي الشرطة فاشتكاه فاقبلوا واخرجوا الثوب من الدكان
السؤال :هل يستحق الخياط اجرة تقصير الثوب ام لا يستحق؟
فان اجاب وقال:يستحق قل له اخطأت
وان قال:لا يستحق قل له اخطات
فرح الطالب بهذه المسالة ومضي الي ابي يوسف وقال ياشيخ عندي مسالة
فقال مامسألتك
قال:رجل دفع ثوبا الي الخياط
فاجاب ابو يوسف علي الفورنعم يستحق الاجرة مادام اتم العمل
فقال السائل:اخطأت
فنظر ابو يوسف ثم قال بالله من ارسلك فاشار الي ابي حنيفة وقال:ارسلني الشيخ
فقام ابو يوسف من مجلسه ومضي حتي وقف علي حلقة ابي حنيفة وقال ياشيخ مسالة فلم يلتفت ابو حنيفة اليه
فاقبل ابو يوسف حتي جلس علي ركبتيه وقال بكل ادب ياشيخ مسالة
قال ما مسألتك؟
قال :تعرفها
قال مسألة الخياط والثوب
قال:نعم
قال :اذهب واجب الست شيخا؟
قال الشيخ انت
فقال ابو حنيفة ننظر الي مقدار تقصير الخياط للثوب فان كان قصره علي مقاس الرجل فمعني ذلك انه قام بالعمل كاملا ثم بدا له ان يجحد الثوب
فيكون قام بالعمل من اجل الرجل فيستحق عليه الاجرة
وان كان قصره علي مقاس نفسه فمعني ذلك انه قام بالعمل لاجل نفسه فلا يستحق اجرة
فقبل ابو يوسف راس ابي حنيفة ولازمه حتي مات ابو حنيفة ثم قعد ابو يوسف للناس من بعده