الجوكاكي ,,,
الجنس : عدد الرسائل : 933 العمر : 61 العمل/الترفيه : استاذ/السفر/المطالعة والبحث المدينة : مراكش البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 25/11/2010 نقاط : 1765
| موضوع: الحضارة العراقية عبر التاريخ الأربعاء يناير 12, 2011 2:54 pm | |
| حضارة العراق في القديم و العصرالحديث
عصور ما قبل التاريخ
أثبت الحفائر الأثرية والأدلة الأنثروبولوجية , أن العراق كان يعيش حياة مستقرة في عصور ما قبل التاريخ من الألف الرابع قبل الميلاد , ونظرًا لما تتسم به أرض العراق من مميزات جغرافية فريدة فقد كانت من مواطن الاستقرار البشري الأولى في العالم , وعرفت الحضارة الإنسانية بدايات نشوئها متمثلة في أرقى حضارة زراعية وصناعية عرفها الانسان حينئذ حيث عرف النار وكيفية توليدها,وكذلك صناعة الفخار وأدواته المبكرة . ويعد موقع ( جرمو ) قرب جمجمال نموذجًا للقرية الزراعية في شمال العراق , حيث أظهرت التنقيبات في هذا الموقع ست عشرة طبقة سكنية تضم الخمس العليا منها أقدم الآثار لصناعة الفخار في وادي الرافدين . ولم تلبث مظاهر التمدن أن انتقلت بعد ذلك إلى القسم الجنوبي من البلاد حوالي سنة 4000 ق.م متمثلة في آثار (تل العبيد) الواقع على بعد أربعة أميال إلى الشمال الغربي من مدينة أور . ويعتبر تل العبيد أقدم المستوطنات البشرية التى كشفت عنها التنقيبات في الجنوب . ولكن المقومات والمظاهر الحضارية لم تنضج إلا في العصر اللاحق ـ عصر الوركاء ـ الذي تميز بظهور الأختام الأسطوانية والمصطبة ,وفن النحت ,وظهور أقدم وسيلة للتدوين. ـ الحضارة السومرية
تعتبر الحضارة السومرية ( 2850 ـ2400 ق . م ) في العراق من الحضارات الإنسانية المبكرة التى خلفت تراثًا عريقًا , ويعد السومريون من أقدم الشعوب التي استطاعت وضع لبنات الحضارة الأولى في القسم الجنوبي من العراق القديم الذي عرف ببلاد سومر ,وتكشف النصوص السومرية عن جوانب من منجزات السومريين الحضارية ,وكاختراع الكتابة , والنقش في العمارة ,والحذق في صناعة الفخار ,وغيرها من المظاهر الحضارية . كما تمتاز هذه الفترة بظهور أولى السلالات السومرية التي شكلت أنظمة سياسية عرفت باسم دويلات المدن ,وقد وجدت معالم هذه الحضارة في مدن مختلفة من العراق ,وهي كيش (تل الأحيمر) ,وتل (كرسو) ,وتلول الهباء (لكشي) واشبونا (تل أحمر) ,وأوروك (الوركاء) ,وينبور (نفر) ,واريدو (ابو شهرين ) ,وغيرها . رأس فتاة من الرخام الأبيض عصر أوروك ( الوركاء ) ( 3100 ـ2900 ق . م ) متحف العراق الوطني
الخريطة الأثرية للعراق نقش أثري يمثل جوانب من الحياة اليومية في الدولة السومرية ( 2850 ـ2400 ق . م )
نقش أثري يمثل جوانب من الحياة الحربية في الدولة السومرية ( 2850 ـ2400 ق . م )
وقد نشأت على شواطئ النهرين دجلة والفرات وروافدهما وتطورت أولى المدن والمراكز الحضارية في العالم ,وفيها بدأت أولى محاولات الإنسان الكتابة ,والتربية والتعليم المنظم , وصياغة منظومات قانونية, والاكتشافات في ميادين الطب والكيمياء والرياضيات والفلك والإبداع في مجالات الفنون ,والآداب وازدهار التجارة والصناعة وغيرها . وغدت تلك المحاولات الأساس الذي قامت عليه الحضارة العراقية القديمة في العصور التالية . ـ الحضارة الأكدية في العراق
نزح الأكديون ( 2350 ـ2159 ق.م) من الجزيرة العربية ,واستوطنوا وادي الرافدين . اشتق اسمهم من اسم مدينة (أكد) التي أسسها سرجون الأكدي واتخذها عاصمة لمملكته , ويرجح أن موقعها بالقرب من بغداد حاليًا . وقد تأثر الأكديون بالحضارة السومرية إلا أنهم أدخلوا عناصر ومقومات حضارية جديدة في النظم السياسية والاجتماعية والحربية والفنية. ومن أشهر ملوكهم سرجون (شروكين, ويعنى الملك الصادق) الذي يعد من أعظم الشخصيات التاريخية في الشرق الأدنى القديم . وحكم بعد وفاة سرجون ولداه ريموش ثم نشتوسو ,وبعدهما تسلم الحكم حفيده نرام سين الذى يعتبر أعظمهم وأكثرهم شهرة . أما أخبار حكمه فقد وصلتنا مدونة على وثائق مسمارية .
الملك نرام سين حفيد الملك سرجون الدولة الأكدية (2260 ـ2223 ق.م) متحف العراق الوطني ـ القاعة الأكدية
امتاز حكم نرام سين (2260 ـ 2223 ق .م ) بالازدهار والقوة ,وقد وصلتنا أخبار هذا الملك مدونة على المنحوتات الحجرية التى تمثل الملك منتصرًا أعدائه , ومنها المنحوتة التى عثر عليها فى جبال قرادغ إلى الجنوب من السليمانية ,والتى عرفت بمسلة النصر حيث تخلد انتصارات الملك العسكرية على اللولوبيين, ويشاهد على المنحوتة الملك يحمل القوس والرمح ويلبس خوذة ويصعد جبلاً شاهقًا ,وقد تساقط الأعداء تحت قدميه.
مسلة النصر تخلد انتصار الملك نرام سين حفيد الملك سرجون على اللولوبيين (2350 ـ2159 ق.م) متحف اللوفر ـ باريس للملك كوديا ( 2120 ـ2111 ق . م ) , أشهر ملوك سلالة لكش الثانية , نقوش عديدة ونصوص تاريخية ودينية وأدبية.
الملك كوديا ( الملك الثاني عشر) من سلالة لكش الثانية (2120 ـ2111 ق.م) متحف اللوفر ـ باريس
الملك كوديا ( الملك الثاني عشر ) بدون غطاء الرأس
وكان الملك أورنمو من المهتمين بالبناء والعمران ,و قد شملت أعماله العمرانية , بالإضافة إلى العاصمة ( أور ) , مدنًا سومرية عديدة مثل الوركاء ولكش ونفر وأريدو . ومن أشهر إنجازاته العمرانية بناؤه زقورة في معبد مدينة أور . ويعد الملك أورنمو من أقدم المشرعين في التاريخ , فقانونه المدون باللغة السومرية هو من أقدم ما وصلنا في ميدان التشريع , كما عثر على قانون مملكة اشنونة الواقعة اليوم ضمن محافظتى بغداد وديالى ( تل أسمر ) . وقد عثر على ألواح تتضمن شتى نواحي المعرفة ,وعلى قانون احتوى على مواد تتعلق بتحديد أسعار الكثير من المواد الضرورية كالشعير والزيت والملح والنحاس وتأجير العربات والقوارب والعمال الزراعين ,وأحكامًا خاصة بالعبيد والزواج والطلاق والإقراض والدين والتبني والبيع والشراء وغيرها , كما تقدمت في مدينة أور صناعة التحف الفنية.
تحفة ذهبية من مدينة أور
تحفة ذهبية من مدينة أور
تحفة ذهبية من مدينة أور ـ الحضارة البابلية
اصطلح المؤرخون على تسمية الحقبة الواقعة بين سقوط سلالة أور الثالثة حوالى 1950 ق.م ونهاية سلالة بابل الأولى عام 1535 ق . م , بالعهد البابلي القديم . و بدأ نجم بابل في التألق مع سبللة أمورية , حتى صارت أعظم مدينة في تاريخ العراق القديم . ومن أعظم ملوك العهد البابلي حمورابي سادس ملك في سلالة سوموابم ,وقد قام بعد اعتلائه عرش بابل بتوطيد دعائم مملكته ,واهتم بالقضايا السياسية والعسكرية ,واستطاع تشكيل امبراطورية مترامية الأطراف هي الامبراطورية البابلية القديمة . ثم اتجه إلى الشؤون الداخلية للبلاد لإرساء دعائم الدولة وتنظيم شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والقانونية ,ووضع القوانين وسنها في شريعة واحدة متكاملة تطرقت لمظاهر الحياة الاجتماعية في بابل ,وهدفت إلى سيادة القانون والعمل على حماية الضعيف .
حمورابي سادس ملوك بابل ( 1792 ـ1750 ق . م)
وهكذا سن حمورابي قانونًا موحدًا للبلاد , جمع فيه القوانين المطبقة في مختلف المناطق التى ضمتها دولته الجديدة, وانتقى منها مواد تشريعية لكل القضايا واحتمالاتها , وسطرها على مسلته الشهيرة
مسلة حمورابي بالخط المسماري وباللغة البابلية ( 1791 ـ1750 ق . م ) متحف اللوفر ـ باريس
نماذج من التحف الذهبية من الحضارة البابلية
بلغت حضارة وادي الرافدين أوج عظمتها وازدهارها في هذا العصر , وانتشر الخط المسماري واللغة البابلية ,وأصبحت اللغة البابلية اللغة السائدة في ذلك العصر للتواصل بين الأقطار المجاورة . وتقدمت العلوم والمعارف والفنون والصناعات ,وأصبحت بابل قبلة الأنظار وعاصمة الامبراطورية البابلية المزدهرة . كما انتقلت إلى اليونانيين الكثير من العلوم المزدهرة في بابل مثل الرياضات والفلك وغيرها , عبر سوريا وبلاد الأناضول . فالنظريات التى تعزى إلى فيثاغورث واقليدس وغيرهما من اليونانيين اتضح من الآثار التى عثر عليها في تل حرمل والضباعى أن الرياضيين العراقيين القدامى سبقوهم إليها بألف سنة.
زقورة عقرقوف ( 1438 ـ1412 ق . م ) مدينة ( دور كوريكالزو ) قريبة من العاصمة بغداد في عقرقوف الآن
جدران مدينة بابل مدينة بابل في عهد نبوخذ نصر الثاني ( 604 ـ 562 ق.م)
جزء من بوابة عشتار الشهيرة ـ عصر نبوخذ نصر الثاني ( 604 ـ 562 ق.م)
بوابة عشتار الشهيرة ـ عصر نبوخذ نصر الثاني ( 604 ـ 562 ق.م)
تفصيل من بوابة عشتار عصر نبوخذ نصر الثاني ( 604 ـ 562 ق.م )
معبد عشتار الشهيرة ـ عصر نبوخذ نصر الثاني ( 604 ـ 562 ق.م )
ـ الحضارة الآشورية
استقر الآشوريون في القسم الشمالي من العراق في مطلع الألف الثالثة قبل الميلاد ,ومنذ ذلك التاريخ عرفت المنطقة في النصوص المسمارية ببلاد آشور . والمرجح أن التسمية كانت نسبة إلى آشور أول عاصمة لهم ,وقد بلغت الدولة الآشورية أوج عظمتها عسكريًا وعمرانيًا, كما امتاز هذا العهد بتوطيد كيان المملكة وحماية حدودها من كل الهجمات التي داهمتها من الشرق والغرب .وقد غدت هذه الدولة القوة الأولى في الشرق الأدني القديم خلال القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد .
الملك آشور ناصر بال الثاني ( 883 ـ 859 ق.م)
منحوتات جدارية من قصر الملك آشور ناصر بال الثاني ( 883 ـ 859 ق.م)
بوابة قصر الملك آشور ناصر بال الثاني (883 ـ 859 ق.م)
أولا: ـ عصور ما قبل التاريخ في العراق
1 العصر الحجري القديم والمتوسط 500,000 ـ10,000 ق.م 2 العصر الحجري الحديث 10,000ـ5500 ق.م 3 عصر ما قبل السلالات 5500 ـ 2700 ق.م أـ حسونة 5500 ـ 5000 ق.م ب ـ حلف 5000 ـ 4250 ق.م ج ـ العبيد 4250 ـ 3500 ق.م د ـ الوركاء 3500 ـ 2800 ق.م هـ ـ جمدة نصر 2800 ـ 2700 ق.م
ثانيا: عصور فجر السلالات في العراق
1 فجر السلالات الأول 2700 ت 2600 ق .م 2 فجر السلالات الثاني ( دور المزيليم ) 2600 ـ 2500 ق.م 3 فجر السلالات الثالث (سلالة أور الأولى) 2500 ـ 2350 ق.م
ثالثا: العصور التاريخية في العراق
1 العصر الآكدي 2350 ـ 2170 ق.م 2 العصر الكوتي 2170 ـ 2100 ق.م 3 العصر السومري الحديث أـ عصر كوديا ب ـ سلالة أور الثالثة 2100 ـ 2050 ق.م 2100 ـ 2050 ق.م 2050 ـ 1950 ق.م 4 العصر البابلي القديم أـ سلالة ايسن ـ لارسا ب ـ سلالة بابل الأولى 1950 ـ 1530 ق.م 1950 ـ 1830 ق.م 1830 ـ 1530ق.م 5 العصر الكشي 1500 ـ 1100ق.م 6 العصر البابلي الوسيط 1100ـ 700 ق.م 7 العصر البابلي المتأخر 700 ـ 538 ق.م 8 العصر الآشوري القديم 2000 ـ 1600 ق.م 9 العصر الآشوري الوسيط 1600 ـ 911 ق .م 10 العصر الآشوري الحديث ـ الإمبراطورية الآشورية الأولى ـ الإمبراطورية الآشورية الثانية 911 ـ 612 ق.م 911 ـ 745 ق.م 745 ت 612 ق.م 11 العصور الأجنبية في العراق أ ـ الفرس الأخمنيون ب ـ الاسكندر والعهد السلوقي ج ـ الفرس الفرثيون د ـ الفرس الساسانيون 538 ق.م ـ 637 م 538 ت 330 ق.م 331 ـ 129 ق.م 248 ق.م ـ 226 م 226 ـ 637 م 12 العصور الإسلامية في العراق 637 م ـ 2003 م
الحضارة العربية الإسلامية
كان للعراق دور عظيم في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية التي انتقلت منه إلى بلدان العالم أجمع . نشأت الدولة العربية الإسلامية في العراق بسرعة وتطورت وتوسعت مرافقها المختلفة ، وانعكس ذلك على مساجدها التي كانت مراكز إشعاع علمي فجددت ووسعت . واشتهرت بغداد والبصرة وواسط والكوفة والموصل وغيرها من مدن العراق بازدهار الحياة وكثرة العمائر الدينية والمدنية ،وأطنب في ذكرها والإشادة بها المؤرخون والرحالة . وتعكس العمائر والفنون الإسلامية في العراق عبقرية الأمة الإسلامية وإبداعاتها في ظل الدين الإسلامي ، ففي تخطيطاتها وعناصرها المعمارية وتشكيلاتها الزخرفية أصالة واضحة ، و تتناسب وعظمة الرسالة السماوية التي حملها العرب المسلمون مبشرين وهادين للبشرية. البصرة (16 هـ / 737 م)
تقع البصرة على الضفة الغربية من شط العرب على بعد حوالي 67 كم من الخليج العربي، و 549 كم جنوبي بغداد، وهى منفذ العراق البحري إلى أقطار الخليج العربي والشرق الأقصى . فتح العرب المسلمون العراق في المحرم من سنة 14 هـ / 636 م على يد القائد سعد بن أبي وقاص في موقعة القادسية الشهيرة بعد سقوط المدائن، وأسس في نفس الموقع مدينة البصرة عام 16 هـ / 737 م وكان مؤسسها عتبة بن غزوان المازني عامل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، لتكون معسكرًا لجنده، ورتب هذا الخليفة العمال على البصرة وقدر رواتبهم فأقر أبا موسى الأشعري على هذه الولاية وجعل له ستماية درهم في الشهر ووجه شريح بن الحارث على قضاتها.
وقد بنى في وسط مدينة البصرة المسجد ودار الإمارة وبيت المال، وكانت الطرق والشوارع تؤدي كلها إلى المسجد الجامع ،ولا يزال طريق البصرة ـ الناصرية يحمل كثير من المعالم الأثرية من أبنية وقصور مدينة البصرة العربية الإسلامية.
مدينة الكوفة
( 17 هـ / 638 م)
تقع مدينة الكوفة في الجانب الغربي من نهر الفرات، وعلى بضعة أميال إلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الحيرة القديمة ،وهى على بعد 156 كم جنوب بغداد ،و 18 كم شرقي مدينة النجف. بنى الكوفة القائد المسلم سعد بن أبي وقاص عام 17 هـ / 638 م ،وجاء بناؤها بعد عامين من بناء البصرة ،وقد خططت على غرار تخطيط مدينة البصرة ،ويقال أن سبب بنائها إن سعداً بعد أن فتح العراق ،وتغلب على الفرس نزل في المدائن ثم شيد الكوفة التي كثر فيها العمران بعد ذلك حتى وصلت أوج عظمتها في العصر الأموي ،ولكنها تضاءلت بعد أن بني المنصور مدينة بغداد ،وبقيت على الرغم من ذلك مركزا استراتيجياً مهما من النواحي العسكرية والتجارية والثقافية.
معركة القادسية بغداد ( دار السلام ـ المدينة المدورة ـ مدينة المنصور) ( 145 هـ / 762 م) تم تشييد مدينة بغداد سنة 145 هـ / 762 م في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ، في الجانب الغربي لنهر دجلة ، ويعد انشاؤها حدثا بارزًا في تاريخ المدن العربية والحضارة الإسلامية ،وكان لها دور مميز في الأحداث السياسية والفكرية للعالم العربي والإسلامي خاصة والعالم بأسره عامة. بنيت مدينة بغداد بشكل دائري ،وجعل لها أربعة أبواب : باب الشام ،وباب خراسان ،وباب البصرة ،وباب الكوفة . وكان يحيطها سور خارجي غير أنها اتسعت تدريجيا حتى شمل العمران قسميها الغربي والشرقي فشمل التوسع باب المعظم والشماسية والمخرم، ثم بنيت فيها القصور الفخمة والمباني الشاهقة ،والمساجد الجامعة والربط ، كما بنيت فيها السقايات والخانات ،وثكنات الجند ،والأسواق التجارية، ودور المال ،ودور العلم والمدارس الدينية ،والمعاهد التعليمية ، فأصبحت مركزًا للإشعاع الفكري وموئلاً لطلاب العلم والمعرفة من مشارق الأرض ومغاربها. ثم مرت هذه المدينة بفترات مظلمة فأصابها الدمار والخراب على يد الغزاة التتر بقيادة هولاكو 656 هـ / 1258 م ،والغزو التيموري بقيادة تيمورلنك 795 هـ ، حيث دمرت أبنيتها ثم تلت ذلك غزوات الجلائريين والصفويين والعثمانيين . وقد بقيت معالمها الحضارية شواهد حية باقية تتحدث عن مجد مدينة بغداد الزاهرة. واليوم في القرن الواحد والعشرين تتعرض دار السلام إلى غزو جديد ( الغزو الأمريكي ـ البريطاني). ومن معالم الحضارة الإسلامية في بغداد ما يلي:
المدرسة المستنصرية في بغداد (625 هـ / 1227م )
تعد المدرسة المستنصرية في بغداد من الجامعات العربية الإسلامية العريقة التي اشتهرت بتدريس علوم القرآن ،والسنة النبوية ،والمذاهب الفقهية، وعلوم اللغة العربية ،والرياضيات والفرائض ،وعلوم الطب ، ولعل أهم ما امتازت به هذه المدرسة عن المدارس التى سبقتها والمعاصرة لها هو وجود بناية خاصة ملحقة بها ، وكان بازاء باب المدرسة ساعة يستعان بها لمعرفة أوقات الصلاة والدرس صنعها نور الدين علي بن تغلب الساعاتى ،وهو الذي كان يتولى العناية بها. وقد بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله ببغداد جنب الرصافة على نهر دجلة ما بين سنة 625 هـ / 1227م، وشهر جمادى الآخرة عام 631 هـ / 1234م ، والمدرسة المستنصرية عبارة عن بناء مستطيل مؤلف من فناء كبير محاط بأروقة ،و في منتصف كل جهة إيوان بعرض ستة أمتار، ويحيط بكل إيوان قاعتان للتدريس، أما قاعات الطلبة فكانت من طابقين على طرفي الإيوانات، وقد أحاط المصمم كافة مرافق المدرسة كالحجرات والقاعات والإيوانات والأروقة من جهاتها الأربع بإطار يضمها جميعا ً، بينما يتوسطها صحن فسيح طويل.
وأقيمت قاعات المحاضرات في الجهة الجنوبية التي ترتفع أسقفها بما يوازي طابقين من المبنى الواقع أمامها، والمكون من حجرات تعلوها بائكات بارتفاع قاعات المحاضرات، ويفصل بينهما دهليز يبلغ ارتفاعه طابقين كذلك، ويتصل بالصحن الخارجي عن طريق فجوتين جانبيتين في مواجهة الريح السائدة، وهكذا يندفع الهواء بضغط من الرياح الخارجية، ليملأ فراغ الدهليز ، وبهذه المعالجة يكون تصميم المبنى وكأنه ملقف هواء أفقي كاشف عن مدى إدراك المعماري المسلم لمبادئ عل م (الإيروديناميكا) قبل أن يصل العلم الحديث إلى تفاصيله.
بقايا الباب الوسطاني بمدينة بغداد مدينة سامراء ( 221 هـ / 836 م )
مدينة سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،وكانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي وولده حسن العسكري رحمهما الله. تقع سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم تشييدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيين في عام 221 هـ / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية مبسوطة في كتب التاريخ. ولقد أقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل ،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم عاد للسكن بمدينة بغداد. كشفت التنقيبات الأثرية التى قامت فيها عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .
منظر عام لمدينة سامراء
ومن معالم الحضارة الإسلامية في سامراء ما يلي:
جامع الخليفة المتوكل على الله في سامراء 234 ـ 237 هـ / 849 ـ 852 م يعتبر جامع الخليفة المتوكل على الله من أبرز معالم مدينة سامراء ،وما يزال يتبوأ مكان الصدارة من حيث السعة وإتقان البناء وجمال المظهر بين جوامع العالم الإسلامي الأثرية الشاخصة ، فقد قاوم عوامل التخريب البشرية والطبيعية على مر القرون. وسامراء أو سر من رأى هي المدينة التي تتجلى فيها مظاهر الطراز الحضاري العباسي . شيدت المدينة شمال بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 221 هـ / 836 م واتخذها عاصمة للخلافة ،وأصبحت عاصمة للدولة العباسية لأكثر من خمسين عامًا ، حكم خلالها سبعة خلفاء، حاولوا جعلها مدينة تضاهي بغداد من حيث مبانيها ومنشآتها، وأبرز ما تم بناؤه فيها هو مسجد سامراء الكبير، ومسجد أبي دلف المبني على بعد خمسة عشر كيلومترًا إلى الشمال من المدينة. شيد الخليفة المتوكل على الله المسجد الجامع في سامراء بين عامي 234 ـ 237 هـ / 849 ـ 852 م . و هو مستطيل الشكل 240 م X 158 م ليسع ثمانين ألفًا من المصلين . وتخطيط جامع المتوكل مثل تخطيط جامع البصرة ،والكوفة ،وواسط يتألف من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل ،وكانت في الصحن نافورة ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت ، يقال إنها جلبت من مصر ثم نقلت الى المدرسة الشرابية فى بغداد. ويتميز جامع المتوكل بمئذنته الملوية ،وهي أقدم مآذن العراق الأثرية . وهي فريدة بين مآذن العالم الإسلامى في طرازها ، وتبعد بحوالي 27 مترًا عن الجدار الشمالي للجامع ،وتقع على الخط المحوري لمحرابه . أما بدن المئذنة فهو حلزوني يقوم على قاعدة مربعة الشكل ذات طبقتين ، طول السفلى منهما 31،80 مترًا والعليا 30،50 مترًا ،وترتفع هذه القاعدة 4،20 مترًا عن مستوى سطح الأرض ،وتزينها حنايا ذات عقود مدببة ، عددها تسع فى كل ضلع ، عدا الوجه الجنوبى ف الذي تشغله سبع فقط ، إذ تغطيهما جزءًا منه نهاية السلم المنحدر الذى يؤدى إلى القاعدة . وأروع ما في القسم العلوية من هذه المئذنة هو صف من المشاكى المحرابية ،وعددها ثمانية ، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة آجرية شبه أسطوانية مندمجة . ويبلغ ارتفاع هذه المئذنة نحو خمسين مترًا عدا القاعدة ، جعلها فريدة في طرازها بين مآذن جوامع العالم الإسلامي القديمة والحديثة.
جامع أبي دلف في العراق أراد الخليفة المتوكل على الله لجامع المتوكلية ( الجعفرية ) أن يكون مثل جامعه في سامراء من حيث الشكل والمئذنة ،وقد سمي بجامع أبي دلف نسبة إلى القائد العباسي الذي اشتهر في عهد الخليفة هارون الرشيد ( توفي في بغداد سنة 266 هـ / 841م ). ويقع الجامع في القسم الشمالي الشرقي من الجعفرية ،وهو مستطيل الشكل ، أصغر مساحة من جامع سامراء ،وشيدت جدرانه الخارجية بلبن وطين ، مثل معظم الأبنية المتوكلية . أما دعاماته وأقواسه ومئذنته فشيدت بالطابوق والجص . ثم تهدمت الجدران الخارجية وظلت أغلب الأجزاء المشيدة بالطابوق والجص في حالة جيدة. وفي جامع أبي دلف من العناصر المعمارية الجديدة القوس المدبب المنفوخ ،وقد جعل كذلك لمعالجة سعة الأساكيب والأروقة . وبرز محراب الجامع عن مستوى وجه جدار القبلة من الخارج ، وتعد هذه إضافة جديدة في العمارة الإسلامية. ومن معالم الحضارة الإسلامية في العراق ما يلي :
حصن الأخيضر العباسي يعتبر الأخيضر من الحصون الدفاعية المميزة بين حصون العالم ، لما يتمتع به من مظاهر عسكرية فريدة في العمارة العربية الإسلامية ، بل في عمارة الشرق خلال العصور الوسطى أيضًا . وتشير أغلب الدراسات العلمية إلى أنه بني في صدر الدولة العباسية في عهد الخليفة المنصور بالله. يقع الأخيضر في منطقة لها أهمية تاريخية ، إذ تلتقي عندها العديد من طرق القوافل التجارية القديمة ، ومنها الطريق الذي كان يربط الكوفة بالشام.
ويشكل هذا الحصن بمخططه حلقة الاتصال بين طراز قصر المشتى من منشآت الأمويين، وبين قصور وحصون سامراء التي أقامها الخلفاء العباسيون، وينسب هذا الأثر إلى الأمير عيسى بن موسى من العباسي ، وهو رباعي الشكل يشابه قصر المشتى، ويبلغ طول ضلعه قرابة 170 مترًا ، يحده سور مدعم بأبراج نصف دائرية، و يضم مجموعة مركزية من البيوت شديدة التناظر وأبنية جانبية وأفنية واسعة، وفي وسط واجهة السور الشمالية يقوم باب ينفتح على دهليز عميق تقوم على طرفيه مجموعتان سكنيتان. ورغم بساطة البناء، فإن هذا البناء ذو المظهر الكبير، يقدم لنا مجموعة هامة ومختلفة من العقود، منها عقود نصف أسطوانية وعقود مدعمة بأقواس مزدوجة وقبوات مزينة بمنحنيات، وعقود نصف أسطوانية، وقباب متتابعة، وقبوات متقاطعة.
مدينة النجف تقع النجف على بعد 180 كيلو مترًا جنوب غرب بغداد ،وتعتبر من المدن الإسلامية الشهيرة في العالم العربي الإسلامي ،فهي تضم مرقد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانت النجف مركزاً تجارياً لمنطقة الفرات الأوسط ، بالإضافة إلى أنها تعتبر مركزاً مهماً من مراكز طرق الحج البري ( طريق زبيدة ) القادم من الشام مروراً بالنجف إلى حائل ثم المدينة المنورة ومكة المكرمة. ومن معالم الحضارة الإسلامية في النجف ما يلي :
ضريح الإمام علي بن أبي طالب بالنجف كربلاء
تقع مدينة كربلاء على مسافة 105 كيلو مترًا جنوب غرب بغداد، وهى من الأماكن الإسلامية المهمة في البلاد العربية الإسلامية لما تشتمل عليه من أضرحة ذات صلة بآل البيت، ففيها ضريح الإمامين الحسين بن علي ،والعباس بن علي رضي الله عنهما. ومن معالم الحضارة الإسلامية في كربلاء ما يلي :
مشهد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بكربلاء
مشهد الإمام عباس بن علي بن أبي طالب بكربلاء الكاظمية
تقع الكاظمية في الجانب الغربي من بغداد على بعد 5 كيلو مترًا من العاصمة بغداد ، وتعتبر من المدن الإسلامية والثقافية المهمة في العالم العربي الإسلامي، وفيها ضريح الإمامين موسي الكاظم ومحمد الجواد. وقد اتخذ المنصور مدينة الكاظمية مدفناً لدفن أسرته وأقربائه فسميت بمقبرة قريش حيث دفن فيها : أبو جعفر بن المنصور ،و الخليفة الأمين ،والسيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد ،والإمام أبو يوسف والإمام أحمد بن حنبل وسميت الكاظمية نسبة إلى الإمام موسي الكاظم الذي يضم ضريحه قبتين ذهبيتين مكسوتين بالذهب الخالص ، وتكتنفها المنائر الذهبية الأربع ،وقد زين الضريح بأنفس التحف ، كما نقشت جوانبه ،ومداخله بزخارف القاشاني الملون ،والأشرطة الكتابية القرآنية ، وإلى القرب من ضريح الإمام موسي الكاظم ضريح الإمام محمد الجواد. ومن معالم الحضارة الإسلامية في الكاظمية ما يلي :
ضريح الإمامين بالكاظمية مدينة الموصل
تقع الموصل على الضفة الغربية لنهر دجلة ،وكان يطلق عليها عدة أسماء منها : أم الربعين ،والحدباء ،والفيحاء ،والخضراء ،وكان يحيط بها سور عال من الحجر تتخلله عدة أبواب أشهرها : باب سنجار ، وباب لكش ،وباب البيض ،وغيرها من المعالم الأثرية التي لم يبق منها سوى برج ( باش طابية ). فتحت هذه المدينة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 20 هـ، و لعبت دوراً مميزاً منذ الفتح العربي الإسلامي. توجد في مدينة الموصل بقايا مبان أثرية مهمة كالجوامع، وأهمها الجامع الأموي الذي يعد أقدم جامع في هذه المدينة حيث قام بإنشائه عتبة بن فرقد السلمي في عام 20 هـ ، وعرف بالأموي لأنه جدد ووسع في زمن الخليفة مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين . ثم جدد بعد ذلك عدة مرات ولم يبق من معالمه إلا المنارة التي يطلق عليها اسم المنارة المقطوعة أو منارة جامع الكوازين. وتوجد جوامع أخرى كالجامع النوري أو جامع الحدباء الذي يقع في وسط المدينة واشتهر بمنارته الحدباء. كما توجد في الموصل عدة مراقد منها مرقد الإمام يحيي بن القاسم الذي يقع بالقرب من باش طابية. وفي مدينة الموصل بعض الأديرة والكنائس القديمة منها كنيسة شمعون الصفا، وهي من أقدم كنائس الكلدان ،وكنيسة الطاهرة، وماريثيون والبيعة ،والعتيقة ومن الأديرة دير مار متى ،ودير ماكوركيس وغيرها. كما يوجد في الموصل متحف للآثار، يأتي في الأهمية بعد المتحف العراقي في بغداد ،ويضم كنوزاً نفيسة من الآثار التي تعود لحضارات الآشوريين ،والحضارات القديمة الأخري التي نشأت في العراق ونماذج من الآثار العربية الإسلامية.
المراجع التي اعتمدت المادة العلمية عليها :
ـ بشير رمضان التليسيي ، تاريخ الحضارة العربية الإسلامية ، دار المدار الإسلامي،2001 م . ـ ديلا بورت ، بلاد ما بين النهرين ، ترجمة : محرم كمال ، الطبعة الثانية ، الهيئة العامة للكتاب، 1997م . ـ فرج بصمة جي ، كنوز المتحف العراقي ، بغداد ، بدون تاريخ . ـ العراق في التاريخ ، بغداد ، 1983 . ـ حضارة العراق ، ج 8 ، ج 9 بغداد 1985 . ـ ثروت عكاشة ، التصوير الإسلامي الديني والعربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1978. ـ ثروت عكاشة ، القيم الجمالية في العمارة الإسلامية، دار الشروق، القاهرة، 1994. ـ زكي محمد حسن، فنون الإسلام، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ط 1، 1948م. ـ غوستاف لوبون ، حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر،الهيئة المصرية العامة للكتاب،مكتبة الأسرة، 2000م. ـ فريد شافعي، العمارة العربية في مصر الإسلامية ـ عصر الولاةـ ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشرن القاهرة، 1970. ـ عفيف البهنسي، الفن الإسلامي ، دار طلاس ، دمشق، 1998 م. ـ صباح مشتت، عبدالعزيز أحمد الكباب المداخل في العمارة الإسلامية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، 2001 . - صباح مشتت، أهم معالم الحضارة العربية الإسلامية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، 2003م. ـ محمد جاسم حمادي ، المستنصرية في التاريخ ، بغداد ، 1986 . ـ مريزن سعيد عسيري ، الحياة العلمية في العراق في العصر السلجوقي ، مكة المكرمة ، 1987م ـ المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد. احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، دار احياء التراث، بيروت، 1987. - غالب عبد الرحيم، موسوعة العمارة الإسلامية . بيروت 1988 - ياقوت، شهاب الدين ابو عبدالله الحموي، معجم البلدان، دار احياء التراث العربي. بيروت
|
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: الحضارة العراقية عبر التاريخ الخميس يناير 13, 2011 2:41 am | |
| |
|