تراكم الثلوج يعمق معاناتهم في إيجاد وسائل النقل بسبب انقطاع المسالك والطرقتنفرد جهة مكناس- تافيلالت بخاصية مرتبطة بقساوة ظروفها الطبيعية، مما
انعكس سلبا على قطاع التعليم سواء بالنسبة إلى التلاميذ الذين يقطعون
مسافات بين مساكنهم والمؤسسات التعليمية أو بالنسبة إلى الأطر التعليمية
التي تواجه صعوبات عند
أداء عملها داخل الحجرات الدراسية والمكاتب الإدارية، إلى جانب المصاريف
التي يتكبدونها جراء اقتناء حطب التدفئة. وفي ظل هذه الظروف، تحاول
أكاديمية مكناس التغلب على تلك الصعوبات من خلال تبني برنامج لتخفيف
المعاناة التي يواجهها القطاع.
وتزداد معاناة الأطر التعليمية بالأطلس
المتوسط أثناء التنقل إلى مقرات عملهم بمختلف المؤسسات التعليمية بفعل
وعورة المسالك وانقطاعها أحيانا، وقساوة المناخ والحصار، خاصة في المناطق
الجبلية الوعرة، ويضطر بعضهم إلى التغيب عن العمل جراء التساقطات الثلجية
التي تعرفها عدة مناطق بالمنطقة. ويعاني الأساتذة العاملون بهذه المناطق
المعروفة بانخفاض درجة الحرارة طيلة فصل الشتاء، البرد القارس والتساقطات
الثلجية التي تجتاح المنطقة في الفترة الممتدة ما بين شهري نونبر ومارس، في
ظل هشاشة التجهيزات والبنيات التحتية داخل وخارج بعض المؤسسات. وتؤثر
الظروف المناخية سلبا على صحة المدرسين البدنية والنفسية وحياتهم
الاجتماعية الآنية والمستقبلية، وكذا على ظروف العمل بالنسبة إليهم، والسير
العادي للعملية التعليمية التعلمية وتلقي الدروس في ظروف عادية.
وأفاد
الصباح بعض رجال التعليم أنهم يعانون مشاكل سواء أثناء القيام بمهامهم
داخل المؤسسات أو مشاكل أثناء تنقلهم من مقرات عملهم إلى محلات سكناهم، وهي
معاناة تزداد يوميا وقت تراكم الثلوج، إذ يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد
وسائل النقل بسبب قطع المسالك والطرق بين المراكز القروية والحضرية. وأوضح
مصدر أن ثمة أساتذة لا يستحملون تلك الظروف القاسية التي تحد من عملهم،
وتؤثر على ميزانيتهم الشهرية التي تتطلب مصاريف إضافية تخص بالأساس حطب
التدفئة ومصاريف الأدوية والألبسة الشتوية، ما يدفعهم إلى التغيب بشكل
اضطراري ، إذ يضطرون أحيانا إلى الإدلاء بشهادات طبية لتبرير غيابهم. كما
يستعمل عدد منهم وسائل النقل السري أو الدواب والبهائم، وهناك منهم من
يستكمل المسافات مشيا على الأقدام، جراء وقوع بعض المجموعات المدرسية
وفرعياتها وسط جبال الأطلس.
تدخل أكاديمية لاحتواء التدفئة
في ظل
الظروف الطبيعية التي تعيشها مرتفعات الأطلس المتوسط بنيابات الحاجب وإفران
وخنيفرة وميدلت، والتي انعكست سلبا على سير قطاع التعليم سواء داخل
الحجرات الدراسية بالمدارس الابتدائية وفرعياتها أو المؤسسات الإعدادية
والثانوية خاصة ما يتعلق بمواجهة قساوة البرد قبل سنوات حيث يعاني التلاميذ
من الظاهرة الطبيعية، ذكر محمد أضرضور مدير أكاديمية مكناس أن مجهودات
بذلت لدعم تمدرس التلاميذ خاصة بالمناطق الباردة.
ومن أجل الحفاظ على
الثروة الغابوية الوطنية، تم الشروع في استبدال حطب التدفئة بالفحم الحجري
بمجموع المؤسسات الجهة التي توجد في المناطق التي تعرف موجات البرد القارس
منذ الموسم الدراسي 2007-2008 وهو مشروع يدخل في إطار ترشيد الإمكانيات
المادية المتوفرة، مع ضمان تدفئة طيلة اليوم، والحفاظ على البيئة، وهذا
يدخل أيضا في إطار تقليص ظاهرة الهدر المدرسي وضمان تدفئة مستمرة وجيدة
داخل الفصول الدراسية. وأضاف مدير الأكاديمية في اتصال مع “الصباح”، أن
جهة مكناس تافيلالت رائدة على المستوى الوطني في مجال توفير التدفئة
بالمؤسسات التعليمية المعنية، حيث بلغت كلفة مواد التدفئة سنة 2008 ما
يناهز 4.422.225 درهم، لينتقل الرقم إلى 6.238.512 درهم سنة 2010.
وبلغ
عدد المدفئات بالمناطق الباردة سنة 2010 ما يناهز 2100 مدفئة بغلاف مالي
يناهز 2.646.000 درهم، فيما بلغت كمية مواد التدفئة من مادة الفحم الحجري
في السنة ذاتها 2063 طن بغلاف مالي يقدر ب 6.238.512 درهم.
ويرى
المهتمون بالشأن التعليمي أن أكاديمية مكناس استطاعت أن تتجاوز مشكل
التدفئة داخل المؤسسات التعليمية الواقعة بالمناطق الباردة، إما باستخدام
الفحم الحجري كبديل أو اعتماد التسخين المركزي، بل ثمة تضامن بين النيابات
التعليمية خاصة مع كل من نيابة ميدلت المحدثة وكذا إفران، غير أن الإشكالية
المطروحة هي صعوبة المسالك الطرقية وطبيعة التضاريسية وطول فترة البرودة
في السنة بالمنطقة، التي يراهن عموم الموظفين إلى إعادة تصنيفها على خلفية
المصاريف الإضافية التي يتكبدونها جراء توفير شروط العيش ومن بينها حطب
التدفئة الذي يعد هاجس عموم الساكنة.
عبد العالي توجد (مكناس)