الجوكاكي ,,,
الجنس : عدد الرسائل : 933 العمر : 61 العمل/الترفيه : استاذ/السفر/المطالعة والبحث المدينة : مراكش البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 25/11/2010 نقاط : 1765
| موضوع: التعليم بالبادية مخططات كثيرة و مستقبل غامض السبت يناير 15, 2011 4:06 pm | |
| التربية نت - 2011.01.14
أزمة مضاعفة تبدو المشاريع الثلاثة والعشرون ضمن المخطط الاستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية نقطا مضيئة تتلألأ في سماء الحقل التعليمي، إذ تسعى، بطموحها النظري المدعم بميزانيات محترمة، إلى الارتقاء بالمردودية الداخلية والخارجية لنظام التربية والتكوين، عبر تعميم إلزامية التمدرس وتطوير التعليم الأولي ومحاربة ظاهرتي التكرار والرسوب، مرورا بتأهيل الفضاءات وتكوين المدرسين وحل الإشكاليات الأفقية للمنظومة، وصولا إلى تقليص نسبة الهدر المدرسي ومن تم الارتقاء بجودة التعليم. غير أن نقاط الضوء هذه، وهذا الطموح المبرر، تكاد تنسفهما إكراهات موضوعية يصعب أحيانا أن تستوعبها بعض مشاريع المخطط الاستعجالي بصورة أمثل، وفي هذا الملحق التربوي جملة من هذه العوائق التي تحبط كل محاولة إصلاحية، منها ما يعترض التلاميذ وأسرهم ومنها ما يواجه الممارسين، مدرسين ومديرين ومفتشين، على حد سواء. في مقدمة العوائق التي تواجه المسألة التعليمية، هناك ظروف العملية التعليمية في الوسط القروي، وتحديدا في المناطق النائية، الجبلية منها والصحراوية، فكيف لأستاذ أن يمارس عمله التربوي ويجتهد فيه ويطور أساليب وتقنيات ممارسته في منطقة محاصرة بالثلوج لا يستطيع أن يبرحها إلا بمساعدة أو تدخل آخرين؟ ومن أين للتلاميذ باستمرارية الحضور والمواظبة على حضور الأنشطة التعليمية في ظل تقلبات مناخية تتميز بالقسوة وأمام تضاريس وعرة؟ وهل يستطيع المدير مراقبة جميع الفرعيات التابعة للمدرسة المركزية؟ وهل يتمكن المفتشون ومختلف المسؤولين من مصاحبة وتأطير، أو على الأقل الاطمئنان، على هؤلاء الممارسين في ظل هذه الشروط؟ علما أن عددا من المشاريع، كبيداغوجيا الإدماج ومشروع "جيل مدرسة النجاح" تتوقف على الحضور اليومي والاستمرار في إكساب التلاميذ مختلف التعلمات (معارف ومهارات واتجاهات..) التي يتوقف عليها التحكم في الكفايات الأساسية التي ينص عليها المنهاج التربوي، وهو ما لا تتيحه ظروف الفرعيات والأقسام المشتركة. والسؤال العريض والمشروع الذي ظل يردده المهتمون بالقطاع والباحثون تحديدا في معضلة التعليم بالوسط القروي، هل في ظل هذه الظروف المزرية التي يعانيها الأستاذ والتلميذ في المجال القروي، يمكن كسب رهانات التربية على القيم والتربية على الاختيار واكتساب الكفايات التي تسعف التلميذ في حل المشكلات في وضعيات مختلفة؟ فإذا كان التعليم يعاني أزمة، ففي الوسط القروي يعيش أزمة مضاعفة
ضعف مهول في معارف ومهارات التلاميذ الأساسية ينتهي بفشل دراسي وانقطاع مبكر يرفع نسبة الهدر المدرسي
خلصت مختلف الدراسات والتقارير، سواء قبل الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو أثناء أجرأة دعاماته خلال عشرية الإصلاح، إلى أن الوسط القروي يكاد يختزل عمق أزمة التعليم الوطني. آخر هذه الخلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم، الذي كشف ضعف المردودية الداخلية للمدرسة الابتدائية بالوسط القروي، وخلص إلى ضعف فظيع في ما يتعلق بتحكم المتعلمين في المعارف والمهارات الأساسية، وتحديدا القراءة والكتابة والحساب، ما يفضي مباشرة إلى الفشل الدراسي فالانقطاع المبكر عن الدراسة. وخلصت هذه التقارير أيضا إلى أن نسبة مهمة من متمدرسي القرى يغادرون المدرسة الابتدائية دون مستوى معرفي يذكر مما يساهم في رفع نسبة الهدر المدرسي. ويعزى هذا الوضع التعليمي المأساوي، حسب الدراسات نفسها إلى الظروف والعوامل التي تحيط بالعملية التعليمية في الوسط القروي، والتي تحاصر المدرس والمتمدرس على حد سواء. أولى الصعوبات التي تعترض التلاميذ تتجسد في البعد عن المدرسة، إذ تضم كل جماعة قروية عددا من المدارس المركزية، وتدور في فلك كل منها عدة مدارس فرعية حسب القروى والدواوير، وقد تبعد المدرسة الفرعية أحيانا عن المركزية بعشرات الكيلومترات، وقد يقطع التلاميذ يوميا ما يفوق عشرة كيلومترات. يضاف إلى ذلك صعوبة التضاريس والمناخ΅ فأغلب الفرعيات تحدث في دواوير معزولة تفتقر إلى الطرق المعبدة أو المسالك الموصلة، وتزداد الصعوبة أمام غياب تام لوسائل النقل، والمناخ المتقلب، المتميز بالحرارة صيفا والأمطار والرياح والعواصف والثلوج شتاء، ما يسبب للتلاميذ إرهاقا جسديا وأزمات نفسية، يضاف إلى ذلك افتقاد هذه المدارس إلى قنوات المياه الصالح للشرب والربط الكهربائي΅ فيما لا تتوفر الإعداديات على داخليات تضمن التغذية والإيواء للمتمدرسين، سيما القاطنين بالقرية، أما الفضاءات فعبارة عن بنايات مهجورة أقرب إلى الاصطبلات من أن تجسد فضاءات تليق بممارسة التربية والتعليم. وتكاد الإكراهات والصعوبات الجغرافية والمناخية والتجهيزية نفسها تواجه المدرسين والمديرين على حد سواء، إذ يقطع هؤلاء يوميا مسافات طويلة بين مقار سكناهم ومقرات عملهم بالمركزيات أو الفرعيات باعتماد وسائل النقل المتاحة، إذا ما توفرت، وتتراوح بين العمومي والسري المحظور والدواب المختلفة، مع ما يرافق هذا التنقل من مخاطر، وقد تستغرق الرحلة أحيانا يوما كاملا، إضافة إلى التقلبات المناخية التي تتخذ، حسب المناطق، شكل عواصف مطرية أو رملية أو رياح عاتية أو فيضانات مباغته. إنها معاناة حقيقية "تتوج" بتحويل إحدى قاعات الدرس إلى غرفة للنوم والطهو والطعام ضمن منظر يثير التقزز، وفي إطار أثاث يستدعي الشفقة. وأمام هذا الوضع، يتساءل عدد من الممارسين، والمهتمين عموما، حول كيف يمكن لمدرسين، في ظل هذه الشروط، أن يهتموا بالمستجدات التربوية وبالتكوين الذاتي؟ ومن أين لهم بالكتب والمراجع والمتابعة الإعلامية؟ بل إن حتى زيارة المفتشين التربويين تستعصي، والنتيجة الحتمية لذلك تتلخص في انعدام التأطير التربوي الحقيقي والمستمر، وتبخر حقوق المدرسين في ترقياتهم، سواء بالنسبة الى الرتبة أو في السلم. وعلى سبيل الاستخلاص، فإنه لا مجال للحديث عن تكافؤ الفرص التعليمية بين تلاميذ الوسط الحضري ونظرائهم بالوسط القروي، إذ توجد فوارق شاسعة كما وكيفا بين العينتين بشهادة أغلب المدرسين، وحسب ما اثبتته الدراسات الميدانية، فإن الحيف نفسه القائم بين تلاميذ الحواضر وزملائهم في القرى، ينسحب في شكل انعدام تكافؤ الفرص بين الذكور والاناث داخل الوسط القروي نفسه، فالفتاة القروية، لا تكاد تلج المدرسة في عدة مناطق من المملكة لعدة أسباب، في مقدمتها وعورة المنطقة وبعد المدرسة عن محل السكن، وتخوفات الآباء والأمهات، فضلا عن ما يؤطر ذلك من ثقافة سائدة محليا. وإذا كتب للفتاة أن تتمدرس، فإنها لا تلبث أن تغادر المدرسة في سن مبكرة من أجل مساعدة الأسرة في أعمال البيت والحقل والرعي والحطب والسقي
أساتذة الابتدائي بالبادية...ظروف قاهرة وأجور هزيلة
عاني رجال التعليم الابتدائي بالوسط القروي صعوبة المسالك المؤدية إلى الوحدات المدرسية، وبعدها عن الطريق المعبد والمدرسة المركزية بأكثر من 25 كيلومترا أحيانا، ويضطرون للمشي على الأقدام، وسط الغابات والجبال، وفي مسارات خالية من البشر، أحيانا في جنح الظلام، وطقس بارد، يقطعون وديانا تغمرها الفيضانات التي جرفت جسورها الخشبية. يعرضون حياتهم لمخاطر لا يعلمها إلا العارفون بطبيعة البادية والمدرسة المغربيتين. تتضاعف معاناة الأستاذات، عندما يصلن إلى الوحدة المدرسية، ويشرعن في البحث عن السكن في مكان آمن، وسط عائلات متعددة الأفراد، معظمهم من الذكور. يبحثن عن زوجات يتقاسمن معهن الراتب الشهري، مقابل توفير الأمان. وأستاذات يركبن سيارة النقل السري الوحيدة بالمنطقة، ويجبرن على نمط من العلاقات، مقابل ضمان نقلهن من وإلى المدينة حيث المستوصف، والحمام، والبنك، والنيابة والأقارب. يشتغلن داخل حجرات دراسية بعيدة عن التجمعات السكنية، و”لقضاء الحاجة” لابد من السفر أكثر من كيلومترين بحثا عن منزل تلميذ أو تلميذة، يسمح للأستاذة باستعمال مطمورته (إن وجدت). يستقبلن تلاميذ داخل قاعات، سقوفها تتسرب منها قطرات الأمطار في فصل الشتاء، وتسكنها الثعابين والأفاعي صيفا. أمام هذه الوضعية الصعبة تصطدم أستاذات التعليم الابتدائي بالوسط القروي، بمشكل آخر، عندما يجبرن على تغيير المنطقة، التي بذلن جهودا مضنية للاستقرار فيها، رغم قسوتها، بأخرى في جماعة أخرى، تحت ذريعة تقليص البنية الناتجة عن الفك والضم، وهي العملية التي تلجأ إليها مصالح بعض النيابات، تحت الطلب، لتحقيق مآرب أخرى غير تربوية. وتبدأ المعاناة من جديد. ومن نقطة الصفر، ويصطدمن بإسنادهن قسما متعدد المستويات، يحتضن الستة التي تتكون منها المدرسة الابتدائية، ويتكلفن بتلقين اللغتين (عربية + فرنسية) لتلاميذ المستويات الستة داخل حجرة دراسية واحدة، في زمن الحديث عن الجودة، ومحاربة ظاهرة التكرار والهدر المدرسي...أقسام عبارة عن كائنات غريبة عن التربية، غالبا ما تفرزها أيادي العبث، في غياب استشارة المدير والمفتش. عملية أبطالها، تقنيون في الإحصاء، ولكنهم يجهلون الأسس التربوية التي تحكم تدبير الأقسام المتعددة المستويات، وفي مقدمتها عنصر التجانس وتقارب البرامج والمحتويات الدراسية. أما هذه الوضعية الشاردة، تبقى أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي العاملون بالوسط القروي في حيرة من أمرهم، فالمستجدات التربوية ترمي إلى تخليق الحياة المدرسية، ورفع المردودية، وتحقيق الجودة، والحد من الهدر المدرسي والتكرار، لكن الواقع المفتعل من طرف الخريطة المدرسية يسير عكس التوجهات الرسمية تحت ذريعة الخصاص، الذي غالبا ما يكون مفتعلا. مقابل هذه الإكراهات، وجسامة المهام المنوطة بأساتذة التعليم بالوسط القروي بصفة عامة والإناث تحديدا، يتقاضى العاملون بالبادية النائية رواتب هزيلة، لا تتناسب مع جسامة المهام المنتظرة منهم، وهو ما يؤثر بالسلب على التوازن بين الحقوق والواجبات، ويعصف بالضمير المهني وأخلاقيات مهنة التدريس، ويدفع ببعض الأساتذة إلى البحث عن البديل أو الغياب الذي أصبح ينخر المنظومة التربوية google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); |
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: التعليم بالبادية مخططات كثيرة و مستقبل غامض الأحد يناير 16, 2011 5:15 am | |
| بحكم عملي في الوسط القروي قكل ما جاء في هذا المقال صحيح.فلا حياة لمن تنادي و يبقى الوضع على ماهو عليه. |
|
hawass المشرف على منتدى المواضيع التربوية العامة
الجنس : عدد الرسائل : 797 العمر : 44 العمل/الترفيه : instituteur المدينة : تارودانت البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 21/08/2008 نقاط : 943
| موضوع: رد: التعليم بالبادية مخططات كثيرة و مستقبل غامض الأحد يناير 16, 2011 7:04 am | |
| |
|