التحقيق في اتهامهما بسرقة ملايير ومحاولة السطو على مركب سياحي بطنجة
أطلع حسن العوفي، الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء الجمعة الماضي، مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة العدل، على تفاصيل شكاية توصل بها في مواجهة الصادق القربي، سفير الجمهورية التونسية السابق بالرباط، وورد فيها اسم صخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي.
وقد قبلت النيابة العامة هذه الشكاية، ويرتقب أن تحيلها على الشرطة القضائية للاستماع إلى المشتكي، وهو مستثمر بريطاني من أصل تونسي، في انتظار اتخاذ باقي الإجراءات القانونية.
وعلم من مصادر مطلعة أن المستثمر التونسي وضع شكايات أخرى ضد هذين النافذين (سابقا) في نظام الرئيس المخلوع، أمام مكتب الضبط المركزي لوزارة الشؤون الخارجية التونسية، و"اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق في مسائل الرشوة والفساد في النظام المنهار"، مطالبا بإجراء تحقيق بشأنها.
ووفق مصادر موثوقة، تشير الشكاية إلى أن "ف.م"، وهو رجل أعمال، استثمر جزءا كبيرا من أمواله في إنشاء مشروع سياحي بمدينة طنجة، وقبل حوالي شهرين وقع له نزاع مع أحد مواطنيه بالمغرب، بعدما استولى له على تجهيزات ومعدات له تبلغ قيمتها ملياري سنتيم، وعندما هدده بتقديم بلاغ، سلمه شيكا يحمل قيمة المبلغ، لكن تبين له أنه بدون رصيد، فتقدم بشكاية ضده، ما دفع وكيل الملك بطنجة إلى إغلاق الحدود في وجهه.
وبحثا عن حل، قرر الطرفان الاحتكام إلى سفير تونس السابق، نظرا لأنهما يحملان جنسية واحدة، وبعد اتصالهما بالسفير، طلب منهما الحضور إلى الرباط، لكن المشتكي اعتذر عن الاستجابة بسبب بعض الالتزامات، وهو ما جعل السفير ينتقل شخصيا من الرباط إلى طنجة للقائهما بغرض تسوية النزاع بينهما بصيغة ودية.
وقد نزل السفير في فندق في ملكية المستثمر التونسي بطنجة، وعمل على إجراء صلح بين الطرفين، كما أقنعه بضرورة التنازل عن الشكاية، وحدد للمشتكى به مهلة أسبوعين لإعادة الأموال إلى صاحبها، لكن السفير السابق أخذ من المشتكي الشيك المعني (بدون رصيد) وقال إنه سيحتفظ به ضمانة إلى أن يتأكد من تنازله فعليا عن الشكاية، لكنه لم يحصل على أمواله، وظل السفير يرفض تسليمه الشيكات، ليتأكد من أنه تعرض لعملية نصب واحتيال واستغلال للنفوذ وشطط في استعمال السلطة.
وأكد المشتكي أن السفير السابق لم يرفض تسليمه الشيك فحسب، وإنما بدأ يعرضه لابتزازات، إذ طلب منه تحويل مبلغ مالي قدره 40 ألف دولار إلى حسابه في دولة أجنبية. وزاد المستثمر البريطاني موضحا أنه يتوفر على معلومات تشير إلى أن صهر الرئيس المعزول صخر الماطري، وسفيره السابق، الصادق القربي، خططا للاستيلاء على فندق في ملكيته بطنجة. يشار إلى أن السفير التونسي السابق بالرباط تلقى، بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بنعلي وفراره من البلد، قرار الإعفاء من منصبه سفيرا للجمهورية بالمغرب، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه غادر مقر السفارة، دون أن يتوجه نحو تونس، ربما تخوفا من محاكمته.