و لأن التواجد لا يتم بمعزل عن إطار ما ، فأنت لا تلج المؤسسة أو تغادرها قبل و بعد أدائك واجبك المهني موظفا ، أو حقك االتحصيلي متعلما ، دون انتماء لها،و به تكون المؤسسة حياة تعاش ، و تحاك حولها الحكايا و المقولات و المصوغات، فلا تصور بالتالي لقضاء دهر من الزمن مهما طال او قصر ، من ارتفاق المؤسسة دونما ترك أثر ، طيب او سيئ سيان ، لكنك لا تمر منها بتاتا غير عابئ بما ستحدثه فيها من تغيير سلبي أو إيجابي ، لأنك لا تمتلك القدرة على الوجود في حالة كمون، و انت المفعم بالحياة و المثقل بهم تربية و تعليم صغار هذا البلد ، في كبير نكران الذات ، و انغماس حتى الذقن في البحث و الاجتهاد عن كل ما يمكن ان يحدث إضافات نوعية للمؤسسة.
و لا حديث عن الانتماء للمؤسسة في غياب مقاربة تعزيز هذا الانتماء ، و تحديد ابعاده و آليات توطينه في الذات قبل الفضاء ، بداء من اختيار ملبسك الذي سترتديه صباح الغد ، و مرورا عبر توظيب محتويات محفظتك التي تلازمك و تقاسمك كبير و صغير همومك ، و اسرارك و مسراتك و أحزانك، فهو يتعزز باطراد كلما كنت حامل هم إضافة الحسن و الجمال من الفعل و القول و المسلك لمؤسستك و صغارها ، ودونما تساؤل او ضيق تفكير ، تجدك باستمرار عاملا على الرفع من قيمتها بين المؤسسات إشعاعا و عطاء ، وتجدك منخرطا بعفوية في كل البرامج التي تنبع من حاجات الصغار و الكبار من اسرة المؤسسة ، عملا و نشاطا و تحمل مسؤولية ، وتكافلا لما تستجد ظروف تتطلب منك التآزر ، ومحتجا لما تجد الأمور تسير بشكل يلحق بك الحيف ، و محتفلا لما تجد إنجازات الصغار و الكبار تبعث على الفرح و السرور .
أسماء كثيرة توالت على رسم الخط و كتابة تاريخ اليوم على السبورة السوداء ، وممارسة حراسة الأطفال في الساحة ، منهم من قضى ومنهم من يزاول الوجود بمؤسسة أخرى ، و مرجعية تذكرهم لا تعدو سوى كل أثر طيب خلفته هذه الأسماء في حياة مدرستنا ، حيث ما نزال نتوصل بمكالمات البعض ، ونذكر البعض ببصماتهم الخالدة ، و ندفع عن اذهاننا سواد سوء أثر البعض، إنما حسن الانتماء ، ذلك الذي يعطي للوجود معنى و مبررا ، هو ما يشجعك على الاستمرار رغما عنك في العطاء دون سؤال المقابل ، و يلزم الآخر شكرك على حسن صنيعك و أرقى مستويات انتمائك للمؤسسة.
فكيف لك ان تحب الناس دون ان تشكرهم؟
[b]