هل سبق أن تناولت مسكناً لآلام الصداع فازداد الألم أكثر بعد تناوله؟
نعم، هذا الأمر ممكن يا عزيز القارئ، وتسمى هذه الحالة بالأثر المرتد للدواء، ويقول الباحثون بأنّها ظاهرة شائعة الحدوث.. ومهما كان السبب فكثيراً ما يجد المريض نفسه في حلقةٍ مفرغة بينما يستمر أو يبالغ في تناول الدواء، آملاً أن تتحسّن أعراضه، بينما يكون الدواء نفسه هو سبب استمرار الشكوى.
ويمكن للكثير من الأدوية الشائعة التي تعطى من غير وصفة أن تسبِّب أثراً عكسياً (أو مرتداً) على المريض، ومنها مسكنات الألم، وبخاخات الأنف، والمنوّمات، ومبيّضات الأسنان.
ونصيحتنا إن كنت تشعر أن دواءك له آثار عكسية أن تخبر طبيبك، فبعض الأطباء قد لا يدركون بأن الأدوية التي يصفونها تسبِّب المشاكل بدل حلّها، وقد يصل بهم الأمر إلى الطلب من مرضاهم بأن يزيدوا الجرعة في وقت يفضّل فيه إيقاف الدواء نهائياً.
ونقدِّم لكم فيما يلي قائمة بالأعراض التي قد تدلّ على أنّك تتعرّض لأثر مرتدّ عكسيٍّ للدواء، وأفضل الطرق للتخلص من المشكلة نهائياً..
- الأنف المسدود:
المتهم الأوّل: بخاخات الأنف التي تباع من غير وصفة طبية.
- السبب:
تُقلِّص هذه البخاخات التي تحتوي على مادة الأوكسيمتازولين (Oxymetazoline) أوعية الدم في الأنف لتخلّصه من الإحتقان الذي يسبِّب الإنسداد، ولكن للأسف قد تفقد أوعيتك الدموية الأنفية بعد عدّة أيام القدرة على التقلّص، مما يؤدِّي إلى إنتفاخ القنوات الأنفية بالاحتقان بعد التوقف عن استخدام البخاخ. ولقد أظهرت إحدى الدراسات، التي أجريت على 900 شخص في عيادةٍ خاصة بأمراض الحساسية بان تسعة بالمئة منهم عانوا من هذه المشكلة.
- ما الذي يجب فعله؟
لا تستخدم البخاخ الذي يحتوي على مادة الأوكسيمتازولين لأكثر من خمسة أيام متتالية، ولا تتخطى الجرعة المخصّصة أبداً.. وفي حال شعرت بأنّك تعاني من الإحتقان الإرتدادي، أخبر طبيبك بذلك.. ويمكن أن تساعدك الكورتيزونات (الستيروئيدات) الأنفية التي تصرف بموجب وصفة طبية على استعادة وظيفة الأوعية الدموية وتقليل الإحتقان.
وإن كان سبب الإحتقان متعلقاً بالحسّاسية، فقد تحتاج إلى بخاخ الأنف الذي يحوي مادة الكورتيزون خلال مواسم الحسّاسية، أمّا إذا كنت تعاني من احتقان خفيف، فعليك تخفيفه بواسطة استنشاق محلولٍ ملحي.
- تهيجات البشرة:
المتهم الأوّل: المراهم الجلدية التي تباع من غير وصفة، وكريمات الكورتيزون التي تباع بوصفة.
- السبب:
على الرغم من أنّ المراهم الجلدية تقدِّم علاجاً مؤقتاً من حكة وتقشر البشرة، إلا أن هذه الأدوية قد تسبِّب أيضاً تهيّجات شديدة وإحمراراً للبشرة، وفي حال وضعتَ كريماً موصوفاً بموجب وصفة طبية، وازدادت حال بشرتك سوءاً بعد وضعه أو بعد التوقف عن استخدامه – خاصّة إن تحوّلت الحكة إلى حرقة – فهذا يعني بأنّك تأثّرت بمفعول عكسي (أو ارتدادي) للدواء.
وتعمل الستيروئيدات على تقلص أوعية الدم في البشرة، وبالتالي تخلصها من أي إحمرار أو تهيّج، ولكن عندما تتوقف عن وضع هذه الكريمات، فقد تتوسّع الأوعية فجأة مما يسبِّب تهيج البشرة، أو إذا وضعت كمية أكبر من الكريم، فقد تزداد الأعراض ويزيد الطفح الجلدي..
- ما الذي يجب فعله؟
إستخدم الكريمات المصروفة بموجب وصفة طبية لمدّة لا تتجاوز سبعة أيام، خاصة على الوجه ومنطقة ما بين الفخذين والبطن، وفي حال كنت تستخدم كريماً يحتوي مادة الكورتيزون لحالات الطفح الجلدي الأكثر شدة، فعليك بمراجعة طبيبك. وفي هذه الحالة، قد يكون الحل الوحيد هو التوقف تماماً عن وضع هذه الكريمات، فهذا قد يسمح للأوعية الدموية بالعودة إلى وظيفتها الاعتيادية مرة أخرى.
ولكن هناك جانبٌ سلبي لهذه الطريقة، وهي أنّها تستغرق سنة أو أكثر للوصول إلى الشفاء الكامل، لذا خفف من الأعراض خلال هذه المدة عن طريق استخدام المرطّبات التي لا تحتوي على الكورتيزون والحمّامات الباردة.
- الصداع المستمر:
المتهم الأوّل: الأدوية التي تعطى من غير وصفة، والأدوية المسكنة التي تصرف بموجب وصفة طبية، وأدوية الشقيقة.
- السبب:
استخدام المعانين من ألم الصداع للأدوية المسكنة على نحو مفرط، ولا يعرف الباحثون آلية تسبب هذه الأدوية لألم الرأس المزمن، لكنّهم يشكّون بأنّ الأدوية توقف إنتاج مسكنات الألم الطبيعية أو تخفض من عتبة الألم لدى المصاب.
وتشمل الأدوية المسببة للمشاكل، والتي لا تصرف بوصفةٍ طبية: الإسبرين: والتيلينول (Tylenol)، والأدفيل (Advil). ولكن الأدوية التي تحتوي على مادة الكافيين، بما فيها Excedrin) و(Migraine هي الأكثر تسبباً للصداع الشديد، أمّا الأدوية الأسوأ من بين المسكنات التي تحتاج إلى وصفة طبية، فهي تلك التي تحتوي مادة (Butalbital) (وهو نوعٌ من المسكنات)، مثل (Fioricet و(Fiorinal.
حاول أن تعرف كم يوماً في الشهر تناولت دواء الصداع، وفي حال زادت عن 15 يوماً، فإن هذه الأدوية ذاتها هي بالتأكيد سبب صداعك.
- ما الذي يجب عليك فعله؟
كان الحل حتى فترةٍ قريبة التوقف تماماً عن تناول مسكنات الألم، ولكن العلماء نجحوا في استخدام العقار الموصوف لعلاج الشقيقة توباماكس (Topamax) لمساعدة متعاطي الأدوية الذين يعانون من الصداع في التوقف عن تناول مسكنات الألم دون أن يشعروا بألم بعدها.. ومتى خلا جسمك من أية آثار للأدوية، اعمل مع طبيبك على معرفة سبب المشكلة والتخلص منه.
- الأسنان ذات اللون الباهت:
المتهم الأوّل: مبيضات الأسنان
السبب:
استخدم مبيضات الأسنان أو لصاقاتها لإزالة البقع عن الطبقة الخارجية للأسنان أو ميناء الأسنان، ولكن إن استخدام المبيض مرات كثيرة، فقد يتغلغل هذا إلى الطبقة الداخلية من عاج الأسنان، مما يجعل الأسنان تبدو باهتة، ويصعب بعدها إصلاح الوضع.
- ما الذي يجب فعله؟
تأكد من أن مبيض الأسنان يحمل ختم الرابطة السنية للدولة التي تعيش فيها، وسواءٌ استخدمت المبيض وحدك أو بمساعدة طبيب أسنانك، فعليك التوقف عن استخدامه عندما تصبح الأنياب (التي تكون عادةً الأكثر غمقاً) بنفس لون الأسنان الأمامية، لأنّك لن تحصل بعدها على أيّة فائدةٍ إضافية، بل ستتضرّر أسنانك أكثر، ويكفي بعض الناس استخدام المبيض مرة واحدة، أما بعض الاس الآخرين، فيكفيهم تطبيق العلاج مرة كل سنة أو ثلاث سنوات.