الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:20 am
الأسماء المنصوبة
1/ المفعول المطلق
ما خلا من الإسناد والإضافة إلى اسم أو حرف فموضعه النصب، وأفراده: المفعول المطلق، والمفعول به، والمفعول لأجله، والمفعول معه، والمفعول فيه، والحال، والتمييز، والمستثنى، والمنادى، وتابع المنصوب.
أغراضه - ما ينوب عنه - حذف عامله - الكلمات الملازمة للمصدرية
أَ- المفعول المطلق مصدر يذكر مع فعل أَو شبهة من لفظه لأَحد أَغراض أَربعة: 1- لتوكيده، مثل: أَعدو كل صباح عدْواً. أَنا مسرور بك سروراً. هذا عطاؤُك عطاءً مباركاً. 2- أَو لبيان نوعه، مثل: يأْكل إِكلةَ العجلان ويجتهد اجتهاد الطامحين. 3- أَو لبيان عدده: أَستريح في كل مرحلة استراحتين وأَشرب شرباتٍ أربعاً. 4- أَو يذكر بدلاً من لفظ فعله مثل: صبراً على الأَهوال. والأَول والرابع لا يثنيان ولا يجمعان، أَما المصادر المفيدة عدداً فتثنى وتجمع كما رأَيت، والمفيدة نوعاً تثنى أَيضاً وتجمع إِذا تعددت أَنواعها مثل العلوم والآداب والفنون. وناصب المفعول المطلق الفعل المذكور معه أَو شبهه كالمصدر والمشتقات. وهو ينصب محلّىً بـ(ال) الجنسية أَو العهدية مثل (قرأْت القراءَة التي تعرف، ذهبت الذهابَ)، أَو مضافاً مثل (يسير سيْرَ المتّئدين) أو مجرداً من (ال) والإِضافة مثل: (قمت قياماً). ويسمون المصدر المذكور للتوكيد أَو بدلاً عن فعله ((مبهماً))، والمبين نوعاً ما أَو عدداً، ((مختصاً)) نظراً إلى الصفة الزائدة فيه. ب- ينوب عن المصدر أَحد عشر شيئاً: 1- اسم المصدر: سلمت عليه سلاماً. 2- مرادفه أو مقاربه: فرحت جذلاً، قمت وقوفاً. 3- ملاقيه في الاشتقاق: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فتبتيل ليست مصدراً لـ(تبتل). 4- صفته: أَكل أَخوك كثيراً (الأَصل: أَكل أخوك أَكلاً كثيراً) فنابت صفة المصدر (أَكلاً) منابه. ومن صفة المصادر هذه الكلمات (كل، بعض، أَيّ الكمالية) حين تضاف إلى المصادر مثل: (رضي كلَّ الرضى، فهمَ بعضَ الفهم. فرحت أيَّ فرح)، لأَن أَصل هذه الكلمات صفات للمصادر المحذوفة والتقدير: (رضي رضىً كلَّ الرضى، فهم فهماً بعضَ الفهم، فرحت فرحاً أَيَّ فرح) فلما حذفت المصادر نابت صفاتها منابها. 5- نوعه: رجعوا القهقرى، قعد القرفصاءَ. وأَصل التركيب رجعوا رجوعَ القهقرى، قعد قعودَ القرفصاءِ. 6- عدده: ركعت أَربعَ ركعات. 7- آلته التي يكون بها عُرفاً: ضربته عصاً، رشقنا العدو رصاصاً. 8- ضميره: أَكرمني أَخوك إِكراماً ما أكرمه أَحداً (الأَصل: ما أَكرم الإِكرامَ أَحداً). 9- الإشارة إليه: عاتبته فغضب ذلك الغضب (الأصل: فغضب الغضبَ ذلك). 10- (ما) و((أيّ)) الاستفهاميتان، و((ما ومهما وأَيّ)) الشرطيات إذا دلت جميعاً على الحدث: تقول في الاستفهام: (ما نمتَ؟) بمعنى: (أَيَّ نوم نمت؟) (سترى: أَيَّ نجاح أَنجح؟). وتقول في الشرط: ما تنمْ تسترحْ، مهما تفرحْ ينفعْك، أي مشيٍ تمشِ يفدْك. جـ- حذف عامل المفعول المطلق: أَما المصدر المؤكد لفعله مثل (حضرت حضوراً) فلا يحذف فعله لأَن المصدر لم يذكر إِلا لتوكيده وتقويته، ولا يؤكد إِلا مذكور. وأَما المصادر غير المؤكدة فيجوز حذف عاملها إِن دل عليه دليل: يسألك سائل (ما أَجبتَ الأَمير؟) فتقول: (إِجابةً حسنة) حاذفاً الفعل (أَجبتُه) لأَن السؤال يدل عليه. وإنما يجب حذف العامل في المصادر النائبة عن فعلها في المواضع الآتية: 1- في الطلب أَمراً أَو نهياً أو دعاءً أو استفهاماً، تقول في الأَمر: (صبراً يا أَخي على مصابك)، وفي النهي (إِقداماً لا تأَخراً) الأَصل: (لا تتأَخر تأَخراً). وتقول في الدعاءِ لإنسان: (سقياً له ورعياً)، وفي الدعاءِ عليه: (تباً له وتعساً). أَما الاستفهام فيجب حذف الفعل معه إذا دل على توبيخ أَو توجع أَو تعجب مثل: (أَكسلاً وقد جد منافسوك؟)، (أَمرضاً وفقراً وتأَلبَ أَعداء؟)، (أَحنيناً ولم يبعد عهدك بوطنك؟!). 2- مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أَفعال معها، ولكن القرائن دالة عليها مثل: (سمعاً وطاعة، عجباً، حمداً وشكراً لا كفراً، معاذَ الله) وورد أَيضاً في الاستجابة إِلى أَمر: (أَفعلُه وكرامةً ومسرة) وفي عدمها: (لا أَفعله ولا كيداً ولا همّاً) بمعنى: لا أَفعل، ولا أَكاد أَفعل، ولا أَهمٌّ بأَن أَفعل. وقالوا أيضاً (لا فعلته ورغماً وهواناً). ومن المفيد أَن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الأَلسنة: فمنها ما لا يستعمل إلا مضافاً مثل: (سبحان الله، معاذَ المروءَة)، وقد ورد منها مثناةً المصادر الآتية: (لبَّيْك، لبيْك وسعْديْك، وحنانيْك؟ دوالَيْك، حذاريْك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأَنه يقول: تلبيةً لك بعد تلبية. حناناً بعد حنان. إلخ. ومنها ما استعمل غير مضاف كالأَمثلة الأُولى وكـ(حِجْراً محجوراً، حِجراً) بمعنى (منعاً ممنوعاً، منعاً). 3- في تفصيل مجمل أَو بيان عاقبة مثل: {فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمّا فِداءً} وكقولك: سأَسعى فإما نجاحاً وإِما إخفاقاً. 4- بعد جملة يؤكد المصدر مضمونها أَو يدفع احتمال المجاز فيها، فالأَول كقولك: (لك علي أَلفٌ اعترافاً)؛ والثاني كقولك: (هذا أَخي حقاً) ولولا (حقاً) لاحتمل الكلام الأُخوة المجازية. ومن ذلك: لا أَفعله بتةً، البتةَ، بتاتاً، بتّاً. 5- إِذا كرر المصدر أَو حصر أَو استفهم عنه وكان عامله خبراً عن اسم عين مثل: (أَنت رحيلاً رحيلاً)، (إنما أَنت رحيلاً)، (أَأَنت رحيلاً؟) والمقدّر في ذلك كله فعل ((ترحلُ)) أَو ((راحلٌ)). 6- أَن يكون فعلاً علاجياً تشبيهياً بعد جملة مشتملة عليه وعلى صاحبه: مررت على أَخيك فإِذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى. استمعت إِلى خالد فإِذا له سجعٌ سجعَ حمام. فإِن لم تتقدم جملة أَو كان الفعل غير علاجي وجب الرفع تقول: لأَخيك بكاءُ ثكلى، لخالد ذكاءُ داهية. هذا وقد سمعوا المصادر التي لا تستعمل إلا مفعولاً مطلقاً مثل: (سبحانَ، لبيْك، معاذَ إلخ) بالمصادر غير المتصرفة وهي معدودة، وغيرها مما يريد مفعولاً وغيرَ مفعول مصادرَ متصرفة.
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:20 am
2/ المفعول به
تقديمه وتأخيره - حذفه وحذف عامله (تراكيب الإغراء والتحذير - الاختصاص والاشتغال) - تعليق فعله وإلغاؤه المفعول به اسم دل على ما وقع عليه فعل الفاعل ولم تُغيَّر لأَجله صورة الفعل مثل: (أَكل الطفل رغيفاً، ولم يشرب أَخوك شرابه، أَعطى الوالد ولدَه هديةً، علمت أَخاك ناجحاً، أَنبأَ الجنديُّ قائدَه الرسالة ضائعةً). ويقع اسماً ظاهراً كما في الأَمثلة المتقدمة، وضميراً مثل (أَكرمتك)، {إِيّاكَ نَعْبُدُ}، (دينك وفيتك إياه). ويقال له في كل ما تقدم مفعول به صريح، أَما المفعول به غير الصريح فشيئان: 1- الجملة سواءٌ أقرنت بحرف مصدري أم لامثل: (أعلمُ أَن المال قد نفذ. ظننته يحضر)، وتؤول حينئذ بمصدر أَو مفرد، والتقدير: (أَعلم نفادَ المال، ظننته حاضراً). 2- الجار والمجرور: مثل: (مررت بالدار) ويكون هذا بعد فعل غير متعد فإذا سقط حرف الجر انتصب المجرور مفعولاً به، وهذا ما يسمونه نصباً بنزع الخافض، فتصبح الجملة (مررت الدارَ) ويطرد إسقاط الجار جوازاً قبل حرف مصدري مثل: (أَشهد أَن لا إِله إِلا الله) والأصل: (أَشهد بأَن إلخ) لأَن فعل شهد يتعدى عادة بالباء تقول (شهدت بصلاحك) فلما سقطت الباءُ قبل حرف مصدري ((أَنْ)) أَصبحت جملة (أَنْ لا إِله..) في محل نصب بنزع الخافض.
تقديمه وتأخيره: رتبة المفعول به تأْتي بعد الفاعل فالترتيب الطبيعي للجملة الفعلية أَن تقول: (قرأَ الطالب الدرسَ يومَ الخميس أَمام رفاقه إِطاعةٌ لأَمر معلمه) ننطق بالفعل فالفاعل فالمفعول به فبقية المفعولات. ويجوز عادة تقديم المفعول به على الفاعل وعلى الفعل فنقول: (اشترى أَخوك كتاباً = اشترى كتاباً أَخوك = كتاباً اشترى أخوك). أَ- ويجب تقديمه على الفعل والفاعل في موضعين: 1- أَن يكون من أَسماءِ الصدارة كأَسماءِ الشرط وأَسماءِ الاستفهام و((كم، وكأَيِّن)) الخبريتين، أَو يضاف إِلى أَلفاظ الصدارة. فاسم الشرط أَو ما أُضيف إِليه مثل: (أَيّاً تزرْ يكرمْك، رأَيَ أَيٍّ تأُخذْ تنتفعْ به). واسم الاستفهام أَو ما أُضيف إليه مثل: (من قابلتَ؟ بابَ من طرقت؟) و((كم)) و((كأَيِّن)) أَو ما أُضيف إلى ((كم)) مثل (صار أَخوك ذا خبرة، فكم من دارٍ باع! ومفتاحَ كم مخزن حوى!)، (كأَيِّنْ من عالم لقيتُ فاستفدتُ منه!)، ولا يضاف إلى ((كأَيِّن)) كما اُضيف إلى ((كم)). 2- أَن يكون معمولاً لجواب (أَما) ولا فاصل بينها وبين الجواب غيره مثل: {فَأَمّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}. ب- أَما تقديمه على الفاعل ففي حالات تشبه حالات تقديم الفاعل التي مرت، فيجب تقديمه عليه: 1- إذا كان ضميراً والفاعل اسماً ظاهراً مثل: (أَكرمني أَخوك). 2- أن يتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به مثل: (سكن الدارَ بانيها). 3- أَن يكون الفاعل محصوراً بـ((إنما)) فيجب تقديم المفعول به مثل (إِنما كسر الزجاج خالد) وكل موطن وجب فيه تقديم الفاعل وجب تأْخير المفعول به مثل: (أَكرمت العاجز، إنما أَكل خالد رغيفاً). جـ- أَما إِذا كان للفعل أَكثر من مفعول، فيتقدم عادة ما أَصله المبتدأ في جمل الأَفعال التي تنصب مفعولين أَصلهما مبتدأ وخبر مثل: (رأَيت العلمَ نافعاً)، ويقدم في جمل الأَفعال التي تنصب مفعولين أَصلهما غير مبتدأ وخبر ما هو فاعل في المعنى: مثل (كسوت الفقير ثوباً) فالفقير هو اللابس. فإن لم يقع التباس جاز تقديم الثاني فتقول: (رأَيت نافعاً العلمَ، كسوت ثوباً الفقيرَ)، وإنما يجب تقديم أَحدهما في الأَحوال الآتية: 1- إِذا أَوقع تقديم ما حقه التأْخير في لبس فنقدم حينئذ ما حقه التقديم: سلمتك خالداً (لأنك أَنت الذي استلمت ففاعل الاستلام أَنت، فإِن كان خالد هو المستلم وجب تقديمه فنقول: سلمت خالداً إِياك). وتقول: ظن الأَمير أَخاك أَباك (إذا كان الأَخ هو المظنون لا الأَب). 2- أَن يكون أحدهما ضميراً والآخر اسماً ظاهراً فتقدم الضمير (الكتابُ منحته خالداً). 3- أَن يشتمل المفعول به الأَول على ضمير يعود إلى الثاني فنقدم الثاني لئلا يعود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة: أَعطيت الأَمانة صاحبَها. 4- أَن يحصر الفعل في أَحدهما فيجب تقديم الآخر أَيّاً كان مثل: (ما منحت الكتابَ إلا خالداً، إنما منحت خالداً الكتاب).
حذفه: من الجائز حذف المفعول به إذا دلت عليه قرينة أَو لم يتعلق بذكره غرض، فأَما الأَول فكجوابك لمن سأَلك (هل تقرأَ الدرس؟) بقولك: (أَقرأُ) ومثل: {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى} الأَصل (وما قلاك). وأَما الثاني فحين لا يكون هناك غرض بذكر مفعولٍ ما فينزل المتعدي منزلة اللازم مثل: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} إذ ليس المقصود مفاضلةً بمعلوم ما من المعلومات، وإنما الغرض تفضيل عالم بشيءٍ ما على الجاهل به. والمتعدي لاثنين مثل المتعدي لواحد في ذلك، فيجوز حذف أَحد المفعولات أَو كلها إذا قامت قرينة أَو لم يتعلق بذكره غرض المتكلم مثل: (هذا الكلام حق فلا تظن غيره) والأَصل (فلا تظن غيرَه حقاً) ومثل: (من يسمعْ يخلْ) الأَصل (من يسمعْ شيئاً يخلْه حقاً). أَما الفعل فيجوز حذفه لقرينة، تسألني (ماذا صنعت؟) فأُجيب: (خيراً) والأَصل (صنعت خيراً). ويحذف الفعل وجوباً فيما ورد سماعاً كالأَمثال وما سار مسيرها كقولهم: (كلَّ شيء ولا شتيمةَ حر) الأصل: (ائت كل شيءٍ ولا تأْت شتيمة حر)، ومثل: (الكلابَ على البقر) والأَصل (أَرسل الكلاب على البقر)، ومثل: (أَمرَ مبكياتك لا أَمرَ مضحكاتك) والأَصل (الزمْ أَمر مبكياتك) ومن ذلك قولنا (أهلاً وسهلاً) فالمعنى (أَتيت أَهلاً ونزلت سهلاً). وإنما يجب حذف الفعل قياساً مطرداً في تراكيب الإِغراءِ والتحذير، وتراكيب الاختصاص وتراكيب الاشتغال وفي النعت المقطوع على ما يأْتي: أ- تراكيب الإِغراء والتحذير: الإغراءُ حضُّّك المرءَ على أَمر محمود ليفعله، مثل (الصدقَ الصدقَ) فتنصب بفعل محذوف يدل على الترغيب مثل ((الزم)) والتحذير تنبيهك المخاطب على أَمر مكروه ليجتنبه مثل (الحفرةَ) فتنصب بفعل محذوف يدل على التحذير مثل ((احذر، جنِّبْ، باعد)). وإن ذكرت الفعل (احذر الحفرة) جاز. وإنما يجب حذف الفعل في مواضع ثلاثة: 1- إِذا كرِّر المُغْرى به أَو المحذر منه مثل: (الصدقَ الصدقَ)، (الكذبَ الكذبَ). 2- إذا عطف على المُغْرى به أَو المحذر منه مثل: (الصدقَ والشجاعة) (ثوبَك والطينَ). 3- إِذا كان في التركيب الضمير ((إِياك)) وفروعه مثل (إياك والمزالقَ، إياكم من الغش، إياكن والثرثرةَ) والأَفعال المحذوفة هي: (أُحذرك، أُحذركم، أُحذركن وتجنبْن الثرثرة). هذا وقد سمع شذوذاً مثل ((إياي الشر)) فلا يقاس عليه. وإنما المقيس بحرف الخطاب. وإذا دلت قرينة على المحذر منه في تراكيب ((إياك)) جاز حذفه، كقولك لمن قال: (سأَضرب أَخاك): ((إياك)) تريد: (إياك أَن تضرب أَخي). ب- تراكيب الاختصاص: ينتصب الاسم في هذه التراكيب بفعل محذوف وجوباً تقديره ((أَخص)) أَو ((أَعني)) ويأْتي بعد ضمير لبيان المقصود منه مثل: (نحن الطلابَ نمقت الجبن) فخبر (نحن) جملة (نمقت) ومعنى (الطلابَ): أَخص بكلمة (نحن) الطلابَ. وأَكثر ما يأْتي المختص بعد ضمير المتكلم، وقلَّ أَن يأْتي بعد ضمير المخاطب، مثل: (أَنتم الطلابَ مقصرون. بك -اللهَ - نستعين). أَما المختص نفسه فيجب أَن يكون محلَّى بـ((الـ)) أَو مضافاً إلى محلّىً بها، أَو كلمة ((أَيُّها)) أَو ((أَيتها)) مبنيتين على الضم كحالها في المنادى ومتبوعتين بمحلَّى بـ((الـ)) مرفوع تبعاً للفظ ((أيها وأَيتها)) مثل: (نحن معاشرَ الأنبياء - لا نورث، إِني - أَيُّها الواقف أَمامكم - مقرٌّ بما تقولون). وقد يأْتي المختص علماً أَو مضافاً إلى علم مثل (بنا - تميماً - يكشف الضباب)، (نحن - بني دمشق - مناضلون). جـ - تراكيب الاشتغال: يتقدم في هذه التراكيب ما هو مفعول في المعنى على عامل قد نصب ضمير هذا المفعول مثل: (دارَك رأَيتها)، أَو نصب مُلابس ضميره مثل: (دارَك طرقت بابها، أَخاك مررت به)، ولولا اشتغال العامل بنصب الضمير أو مُلابسه لنصب الاسم المتقدم نفسه، فيقدرون لهذا الاسم المنصوب ناصباً من لفظ المذكور أو من معناه إن كان لازماً، فناصب المثال الأول عندهم (رأَيت) المحذوفة وجوباً، و(رأَيتها) المذكورة مفسرة للمحذوفة، وناصب المثال الثاني (طرقت) محذوفة، وناصب المثال الأَخير من معنى المذكور لا من لفظه لأَنه فعل لازم، وتقديره (جاوزت أَخاك مررت به). ويجوز في الأَمثلة المتقدمة رفع الاسم المتقدم على الابتداءِ وتكون الجملة بعده خبراً له. فتقول: (دارُك رأَيتها، دارُك طرقت بابها، أَخوك مررت به). هناك تراكيب يجب فيها نصب الاسم المتقدم على الاشتغال، وتراكيب يجوز فيها النصب والرفع على الابتداءِ إلا أَن النصب أَرجح وإِليك بيانها: أَ- يجب نصب الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعدما يختصُّ بالأَفعال كأَدوات الشرط والتحضيض وأَدوات الاستفهام ((عدا الهمزة)) فتقدر بين هذا الاسم وما قبله فعلاً محذوفاً وجوباً لتبقى الأَداة داخلة على ما تختص به مثل: (إِنْ محمداً لقيته فأكْرمْه، هلاَّ فقيراً أَطعمته، متى أَخاك لقيته؟ هل الكتابَ قرأَته؟). ويكون العامل المذكور بعد، مفسراً للمحذوف. ب- ويرجح نصبه في ثلاثة مواضع. 1- إِذا أَتى قبل فعل دالٍّ على طلب كالأَمر والنهي والدعاءِ مثل: (الفقيرَ أَكرمه، العاجزَ لا تؤذه، ربِّ بلادنا احفظها. جيشَنا نصره الله). 2- بعد همزة الاستفهام لأَن الفعل يليها غالباً مثل: (أَدرسَك تهمله؟). 3- إِذا تصدر جوابَ مستفهم عنه منصوب كأَنْ يسأَلك سائل (ما تأْكل؟) فتقول (هريسةً آكلُها).
التعليق والإلغاء والإعمال: لأَفعال القلوب المتصرفة وما حمل عليها أَحوال ثلاث: إِعمال وإلغاءٌ وتعليق، فالإعمال نصبها مفعولاتها لفظاً ومحلاً، وهذا أَغلب أَحوالها مثل: رأَيت الصدقَ منجياً. وأَما التعليق فإبطال عملها لفظاً لا محلاً وذلك لقيام مانع يمنعها من عملها النصب لفظاً، فتكون الجملة في محل نصب تسدّ مسد مفعول أَو أَكثر، وهذه مواضع التعليق: 1- أَن يلي الفعل ما له الصدارة وهو هنا الاستفهام أَو لام الابتداءِ أَو لام القسم، فالاستفهام مثل: (علمت أَين أخوك!، لترينَّ ما عاقبة الغش، انظر: طفلُ من ذهب؟) ولام الابتداءِ مثل: (رأَى أَخوك للنصرُ محقق، علمت لَخالدٌ مسافر) ولام القسم: (أَنت ترى لينجحن إخوتي، رأَيت خصمي ليندمَن). 2- أَن يليه إِحدى الأَدوات النافية الثلاث: ((إِنْ، ما، لا)) مثل: (وجدت: ما أَبوك مبطل، أَتعلم إِنْ أَحدٌ نجح؟! رأَيت لا المدعي صادق ولا المدعى عليه). والجمل في كل هذه الأمثلة سدت مسدَّ المفعولات الناقصة. وأَما الإِلغاءُ فإِبطال العمل لفظاً ومحلاً، وذلك جائز حين يتوسط الفعل بين مفعولين أَو يتأَخر عنهما مثل: (خالداً ظننت مسافراً = خالدٌ ظننت مسافرٌ)، (خالدٌ مسافرٌ ظننت = خالداً مسافراً ظننت)، والإلغاءُ والإِعمال سواءٌ إذا توسط الفعل بين المفعولين، والإلغاءُ أَحسن حين يتأْخر عنهما جميعاً. وربما أهمل الفعل فلم يعمل دون أن يتوسط مفعولين أو يتأخر عنهما، وهذا قليل ضعيف ولم يرد في غير الشعر، فهو ضرورة من ضروراته مثل قول فزاري مجهول: إني وجدت: ملاكُ الشيمة الأدبُكذلك أُدبتُ حتى صار من خلقي
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:21 am
3/ المفعول لأجله
اسم يذكر لبيان سبب الفعل مثل: (وقفت إجلالاً لك) فكلمة (إجلالاً) بينت سبب الوقوف. ويجوز تقدم المفعول لأَجله على الفعل فنقول (إِجلالاً لك وقفت). ويشترط في المفعول لأَجله حتى يجوز نصبه أَن يكون: 1- مصدراً قلبياً كالمثال المتقدم، أَما قولك: (سافر للربح) فالربح وإن كان مصدراً لا يصلح للنصب لأَنه غير قلبي، وكذلك قولك (حضر للمال) لأَن المال اسم غير مصدر. 2- أَن يتحد هو والفعل في شيئين: الزمن والفاعل، (وقفت إجلالاً لك) فالذي وقف هو نفسه الذي أَجل؛ وزمن الوقوف هو نفسه زمن الإجلال. أَما قولك (عاقبني لكرهي له) فلا يصح نصب (كره) على أَنه مفعول لأَجله لأَن الذي عاقب غير الذي كره، وكذلك قولك (سافرت للتعلم) لأَن زمن التعلم بعد زمن السفر. هذا وأكثر الأَحوال نصب المفعول لأَجله إِذا تجرد من (ال) ومن الإضافة كالمثال الأَول. فإن تحلَّى بـ(ال) فالأَكثر جره بحرف جر دال على السبب مثل: لم يسافر للخوف. أَما إِذا أُضيف فيجوز نصبه وجره: تصدقت ابتغاءَ وجه الله = لابتغاء وجه الله. وقليلاً ما تخالَف هذه القاعدة فيجر المجرد من (ال) والإضافة مثل: ومن تكونوا ناصريه ينتصِرْمن أَمكم لرغبةٍ فيكمُ جُبِرْ
4/ المفعول معه
1- سرت والشاطئ - حضرتُ وطلوعَ الشمس - كيف أنت وقصعةً من ثريد. 2- تحاور النائبُ والوزيرُ - سافر أخي وأبوه قبله - أنت وشأنُك 3- حضر الجند والأميرُ = والأميرَ المفعول مع اسم فضلة1 مسبوق2 بواو بمعنى مع بعد جملة3 ليدل على ما فُعل الفعل بمصاحبته دون تشريك. ويجب نصبه إِذا تحققت فيه شروط التعريف، كالأَمثلة في السطر الأَول، فإِن السير في المثال الأَول حصل بمصاحبة الشاطئِ دون أَن يشارك الشاطئ في فعل السير. أَما أَمثلة السطر الثاني فيجب رفع ما بعد الواو فيها لأَن الواو تدل على العطف لا على المعية، وذلك لأَن الجملة في المثال الأَول لم تتم إلا بالمعطوف فلا يقع التحاور من شخص واحد، والمثال الثاني لا معية فيه في السفر فكلٌّ من الأخ والأَب سافر على حدة، والمثال الثالث واوه للعطف لأَن خبر المبتدأ محذوف تقديره (مقترنان) فلا جملة قبله. ومثال السطر الثالث يحتمل المعنى أن تكون الواو فيه للعطف أَو للمعية فيجوز فيما بعدها الرفع على العطف أَو النصب على المعية. هذا ولا يتقدم المفعول معه على عامله (الفعل وما في معناه) فلا يجوز أَن يقال (والشاطئَ سرت) ولا (وطلوعَ الشمس حضرت)، ويقدر العامل في المثال الثالث بمثل (كيف تكون أَنت وقصعةً من ثريد).
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:21 am
5/ المفعول فيه
اسم منصوب يبين زمن الفعل أَو مكانه مثل: (حضرت يومَ الخميس أَمامَ القاضي)، فـ(يومَ الخميس) بينت زمن الفعل، و(أَمامَ القاضي) بينت مكانه. وجميع أَسماءِ الزمان يجوز أَن تنصب على الظرفية، أَما أَسماءُ المكان فلا يصلح للنصب منها إلا اسم المكان المشتق، وإلا المبهمات غير ذات الحدود كأَسماءِ الجهات الست: (فوق وتحت ويمين وشمال وأَمام وخلف)، وكأَسماءِ المقادير مثل الذراع والمتر والميل والفرسخ تقول: سرت خلفَ والدي، ومشيت ميلاً وزحفت الأَفعى متراً، وجلست مجلسَ المعلم، أَما ظروف المكان المختصة (ذات الحدود) فلا تنصب بل تجر بـ((في)) مثل: جلست في القاعة وصليت في المعبد. ولابدَّ في كل ظرف من متعلَّق يتعلَّق به، فعلاً أَو شبهَ فعل كالمصدر والمشتقات مثل: (أَنت مسافرٌ غداً - أَخوك مطروحٌ أَرضاً) فـ(غداً) تتعلق باسم الفاعل مسافر وهي تدل على زمن السفر، و(أَرضاً) تتعلق باسم المفعول (مطروح) وتدل على مكان الطرح، ويجوز حذف المتعلق إذا دلت عليه قرينة كما إذا سأَلك سائل: (أَين جلست؟) فتقول: (تحت الشجرة) فـ(تحتَ) مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بـ(جلست) المقدّرة في الجواب والمحذوفة لورودها في السؤال. وإِذا لم يذكر متعلق الظرف علقناه بمحذوف يناسب جملته (أَنت تحت الشجرة) يتعلق الظرف بـ(كائن) خبر، وفي الجملة (مررت برجلٍ عند المنعطف) يتعلق بـ(كائن) صفة: برجلٍ كائنٍ عند المنعطف، وفي الجملة (رأَيت أَخاك أَمامي) يتعلق بحال والتقدير: رأَيت أَخاك كائناً أَمامي، وفي الجملة (جاءَ الذي عندك) يتعلق بالصلة المحذوفة وتقديرها جاءَ الذي كان عندك، وفي جملة الاشتغال: (وقتَ الفجر سافرت فيه) التقدير (سافرت وقتَ الفجر سافرت فيه).. وهكذا. نائب الظرف: ينوب عن الظرف مايلي: 1- صفته: انتظرت طويلاً من الزمن شرقيَّ المحطة، (انتظرت زمناً طويلاً مكاناً شرقيَّ المحطة). 2- الإِشارة إليه: فرحت هذا اليومَ قابعاً في داري. 3- عدده المميَّز: لزمت فراشي عشرين يوماً - سرت خمسةَ أَميال. 4- كل وبعض (مضافتين للظرف): مشيت بعضَ الطريق ثم هرولت كلَّ الميليْن الباقييْن. 5- المصدر المتضمن معنى الظرف: استيقظت طلوعَ الشمس = وقت طلوع الشمس، كان ذلك خفوق النجم، وقفت قراءةَ آيتين = زمن قراءَة آيتين، ذهب نحوَ النهر = مكاناً نحو النهر. 6- بعد ((في)) الظرفية المحذوفة: أَحقاً أَنك موافق = أفي حقٍّ أنك موافق، أَنت - غيرَ شك - محقٌ = أَنت - في غير شك - محق، ظناً مني نجح أَخوك = في ظن مني نجح أَخوك. ملاحظة: وردت عن العرب ظروف سماعية في الجمل الآتية: 1- هو مني مزجرَ الكلب (أَي في مكان قريب بحيث يسمع الكلبُ زجر صاحبه له). 2- هو مني مقعدَ القابلة (أي قريب جداً). 3- هو مني مناطَ الثريا (أي بعيد جداً). 4- حينئذ الآنَ (يقال لمن يطيل الحديث عما مضى، والتقدير: كان ذلك حينئذ فاسمع الآن). الظروف المتصرفة وغيرها: من الظروف ما يستعمل ظرفاً وغير ظرف كأَكثر أَسماءِ الزمان والمكان، إِذ تجيءُ فاعلاً ومفعولاً ومجرورة.. إلخ فيقال لها ظروف متصرفة: يومُ الخميس قريب، أُحب ساعةَ الصبح، الميلُ ثلث الفرسخِ. أَما ما لا يستعمل إِلا ظرفاً أَو شبه ظرف (مجروراً بمن) فيسمى ظرفاً غير متصرف مثل ((إذا، قبل، بعد، قطُّ)): ما كذبتن قطُّ، سأحضر من بعد العصر.
* * *
الظروف المبنية: الظروف منها معرب ومنها مبني يلازم حالة واحدة، وقد عرفت أًمثلة الظروف المعربة وإليك أَهم الظروف المبنية: ظروف المكان المبنية: اجلس حيثُ انتهى بك المجلس - اذهب من حيث أَتيت - سافر إلى حيثُ أَنت رابح. تضافُ ((حيثُ)) دائماً إلى الجمل الفعلية أَو الاسمية. هنا - قف هنا ثَمَّ - اجلس ثَمَّ، قف ثَمَّةَ أين - أين سافرت؟ عل - أتكلمنا من علُ؟ انحدر الصخر من علٍ دون - الكتاب دونَ الرف. قدامَ، أَمامَ، وراءَ، خلفَ، أسفلَ، أعلى.
2- ظروف الزمان المبنية:
إذا للزمن المستقبل: إذا جاءَ أخوك فأَخبرني. وهو متعلق بجواب الشرط. إذْ للزمن الماضي: كان ذلك إذْ وقع الزلزال أيان: يسأَل أيانَ يوم المعركة. قطُّ: ظرف لاستغراق الزمن الماضي: ما كذبت قطُّ عوض: ظرف لاستغراق الزمن المستقبل: لن أَفعله عوضُ بينا وبينما: بينا أَنا واقف حضر أَخوك - دخل خالد بينما نحن نتحاور (الأَلف، وما زائدتان). أمسِ: حضر الأَمير أَمسِ - أَمسِ خير منَ اليوم. ريثَ: قف ريثَ أُصلي - انتظرت ريثما حضر. (ريث أَصلها مصدر من راث يريث بمعنى أَبطأَ) لمَّا: للزمان الماضي وتدخل على فعلين ماضيين: لما قرأَ أُعجبنا به مُذ، منذُ: للزمان الماضي: ما جبنت منذُ عقلت - انقطع أَخوك مذ يومُ الأحد = مذ يومِ الأَحد
ظروف مشتركة للزمان والمكان:
أَنَّى: أَنَّى حضرت؟: (متى)، أَنَّى تجلسْ تسترح (أَين). عند: إِذا استعملت للمكان كانت للأَعيان الحاضرة والغائبة ولأَسماءِ المعاني على السواءِ: عندي خمسون أَلف دينار في بِرْن - عندَك فهمٌ - خرج من عندي - سافر عند الغروب. لدى: لا تستعمل إِلا للأَعيان الحاضرة: لديَّ عشرة دنانير (إذا كانت حاضرة معك)، حضر لدى طلوع الشمس. لدُنْ: {وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً}. هذا وإذا أُضيف الظرف المتصرف المعرب إلى جملة جاز بناؤُه على الفتح وجاز إعرابه مثل: {هَذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}، إلا أَن الأَحسن مراعاة الكلمة التي بعدها فإن كانت معربة أُعرب. وإن كانت مبنيةً مثل (على حينَ عاتبت المشيب على الصبا) بني.
وصف يؤتى به لبيان هيئة صاحبه حين وقوع الفعل غالباً مثل (قابلت والدتك مسرورةً) فـ(مسرورة) هي الحال، و(والدتك) هي صاحبة الحال، و(قابلَ) هي عامل الحال. ويسمى هذا النوع من الحال الذي لا يفهم إلا بذكره ((حالاً مؤسسة)) وهو أغلب ما يقع في الكلام، وهناك نوع آخر يفهم معناه مما قبله وإنما يذكر للتوكيد فيسمّى حالاً مؤكدة، وهو إما أن يؤكد عامل الحال مثل {وَأَرْسَلْناكَ لِلنّاسِ رَسُولاً}، {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً}، وإما أن يؤكد صاحب الحال مثل {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}، وإما أن يؤكد مضمون الجملة قبله مثل (أنت أخي محقاً) وتكون الجملة هنا اسمية ركناها معرفتان جامدتان. هذا وقد تأتي الحال جامدة موصوفة مثل: (عرفته رجلاً شهماً) فتكون غير مقصودة لذاتها وإنما المقصود صفتها التي بعدها فيسمونها حالاً موطئة. ولهم اصطلاح آخر هو الحال السببية فيطلقونه على الحال التي لا تبين هيئة صاحبها اللفظي، وإنما تبين هيئة ما يرتبط بصاحبها بضمير مثل (قرأت الكتاب مخروماً أولهُ). وإليك أحوال الحال نفسها ثم أحوال صاحبها ثم أحوال عاملها: أ- الحال غالباً نكرة1 مشتقة2 لأَنها بمعنى الصفة. 1- وقد تأْتي معرفة سماعاً وقياساً وذلك إذا كانت بمعنى النكرة مثل:(قابلت الأَمير وحدي) فـ(وحدي) وإن كانت معرفة لفظاً هي نكرة معنى لأَنها ترادف (منفرداً). ومن ذلك ما ورد عنهم مثل: (جاؤُوا الجماءَ الغفير) بمعنى (جماعة كثيرة)، (رجع عودَه على بدئه) بمعنى (عائداً من طريقه دون توقف)، (ادخلوا الأَولَ فالأَول) بمعنى (مترتبين)، (جاء القوم قضَّهم بقضيضهم) بمعنى (جميعاً)، (حاولوا إرضائي جهدهم) بمعنى (جاهدين). ومن ذلك الأحوال التي وردت سماعاً مركبة تركيب (خمسة عشر) على معنى العطف بين الجزأَين مثل (ذهبوا شذرَ مذرَ) بمعنى (متفرقين مشتتين)، (هو جاري بيتَ بيتَ) بمعنى (ملاصقاً)، و(لقينا العدو كَفَّةَ كَفَّةَ) بمعنى (مواجهين إياهم). أَو رُكِّب وأَصله الإِضافة مثل (ذهبوا أَيدي سبا أَو أَيادي سبا) بمعنى (مشتتين)، و(فعلته بادي يدأَة، بادئَ بداء). 2- وتأْتي جامدة في حالات سبع: الأُولى: أن تؤول بمشتق، ويطرد ذلك فيما يدل على تشبيه مثل: (يعدو أَخوك غزالاً) أَي (مشبهاً غزالاً)، أَو ترتيب مثل: (خرجوا رجلاً رجلاً) أَي (مرتبين)، أَو مفاعلة مثل (كلمته وجهاً لوجه) أَي متقابلين. الثانية: أَن تدل على سعر مثل (اشتريت اللبن رطلاً بمئة قرش، يبيع أَخوك الجوخ متراً بدينار). الثالثة: أَن تدل على عدد مثل (قضيت مدة الجندية ثلاثَ سنين) الرابعة: أن تكون موصوفة بمشتق أو بما في معناه مثل: (رافقته فتىً نبيلاً)، {إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً}. الخامسة: أن تدل على طور فيه تفضيل مثل (المشمش رُبّاً أَطيب منه شراباً). السادسة: أَن تكون نوعاً لصاحبها مثل: (هذا مالك ورِقاً). السابعة: أَن تكون أصلاً لصاحبها أَو فرعاً له مثل: (خذ سوارك فضةً وأَعطني ذهبي خاتماً). يضيف بعضهم إلى شرطي التنكير والاشتقاق في الحال شرطين آخرين: أحدهما أن تكون نفس صاحبها في المعنى كالأمثلة المتقدمة فلا يجيزون مثل (قابلتك والدتك سروراً) لأن السرور غير الوالدة. وهذا شرط مفهوم بالبداهة، والثاني أن تكون صفة منتقلة كالأمثلة المتقدمة، فالسرور والترتيب وشبه الغزال وغيرها من الحالات ليست ثابتة في أصحابها بل منتقلة، وهذا الشرط غالب لا مطرد فقد ورد في الندرة أحوال هي صفات ثابتة مثل (خلق الله الزرافة يديْها أطولَ من رجليها)، {وَخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً}. هذا ولابدَّ من التنبيه إلى أن معنى (فضلة) الواردة في تعريف كثير من النحاة للحال، حين يقولون: (الحال وصف فضلة) هو أنها لا مسندة ولا مسند إليها، وإلا فكثيراً ما تأتي الحال أساساً في الغرض من الجملة، لا يستغنى عنها أبداً مثل قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارَى} وقوله: {وَما خَلَقْنا السَّماءَ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ}. وكما أتت الحال اسماً تأْتي جملة فعلية أَو اسمية مثل (ذهبوا يُهَرْوِلون، حضرتُ كتابي بيدي، سافر والليل مظلم، نجحنا وإنا لخائفون)، وحنيئذ لابدَّ لجملة الحال من رابط يربطها بصاحب الحال، والرابط إما الضمير وحده كما في المثالين الأولين، وإما الواو وحدها كمافي المثال الثالث وتسمى واو الحال . وإما الضمير والواو معاً كما في المثال الرابع. وتقع أيضاً شبه جملة: ظرفاً مثل (انظر أَخاك بين الفرسان) أَو جاراً ومجروراً مثل (هذا السمك في الحوض). ويجعلون الحال الحقيقية في ذلك متعلق الظروف أو الجار والمجرور وهو ((كائناً)) المقدرة. وتتعدد الحال وصاحبها واحد فتقول: (مضيت مسرعاً، فرحاً، نشيطاً، أملي كبير). وتتعدد ويتعدد صاحبها وحينئذ تكون الحال الأُولى للصاحب الثاني والحال الثانية للصاحب الأَول، تقول: (صادفت أَخاك واقفاً مسرعاً) فـ(واقفاً) حال من (أَخاك) و(مسرعاً) حال من ضمير المتكلم، هذا إِذا خيف اللبس، فإِن أُمن اللبس قدمت أَياً شئت فتقول: (كلمت هنداً واقفاً جالسة = جالسة واقفاً) و(رأَيت أَخويْك راكبيْن واقفاً = واقفاً راكبيْن). ب- صاحب الحال وهو ما تكون الحال صفة له في المعنى مبينة لهيئته معرفة غالباً، وقد يقع نكرة قياساً في الأَحوال التالية: 1- إذا تأَخر عن الحال مثل (جاءَني شاكياً رجل)، ولولا التقدم لمكان الوصف نعتاً لا حالاً كما في قولنا (جاءَني رجلٌ شاكٍ). 2- أَن يدل على عموم، وذلك إِذا سبق بنفي أَو نهي أو استفهام مثل: (ما في القاعة أحد واقفاً. لا يقابلْ أحدٌ أحداً مسيئاً. هل فيهم رجل محقاً؟). 3- أَن يدل على خصوص، وذلك حين توصف النكرة أو تضاف مثل: (جاءَ رجل عالم زائراً، زارني أُستاذ أدب محاضراً). 4- أَن تكون الحال جملة مقرونة بالواو، مثل (أَقبل راكب ويداه مرفوعتان). هذا وصاحب الحال يكون فاعلاً مثل (حضر الأَمير راكباً)، أَو نائب فاعل مثل: (أُمسك اللص مختبئاً)، أَو مبتدأ (أَخوك مستقيماً أَخي) أَو خبراً (هذا الأستاذ مقبلاً)، أو مفعولاً به مثل (قرأْت الكتاب مطبوعاً) أَو مفعولاً مطلقاً مثل: (قرأْت القراءَةَ واضحةً) أَو مفعولاً فيه مثل (أَسير النهارَ بارداً)، أَو مفعولاً معه مثل (سرْ والشاطئَ ظليلاً) أَو مفعولاً لأَجله مثل (تصدُّقي حبَّ الرحمة خالصاً)، أَو مجروراً مثل (آمنت بالله خالقاً)، أو مضافاً إليه مثل (أعجبني بيانك خطيباً) إلا أن المضاف إليه لا تأْتي منه الحال إلا في موضعين: 1- إِذا كان المضاف شبه فعل ((مصدراً أو مشتقاً)) مضافاً إلى معموله مثل {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}. (أَخوك راكب الفرسِ مسرجةً) وهذا في الحقيقة يردّ إلى ما سبق لأَن المضاف إليه فاعل في المعنى أَو مفعول به. 2- إذا صح وضع المضاف إليه موضع المضاف في الجملة بأَن كانالمضاف جزءاً من المضاف إليه مثل (سلَّم الله صدوركم متآخين)، أَو كان بمعنى الجزءِ (يعجبني بيان أَحمد خطيباً)، والمضاف إليه في الجملتين يصح أَن يحل محل المضاف فنقول (سلَّمكم الله متآخين، يعجبني أَحمد خطيباً) فيصبح صاحب الحال فاعلاً أَو مفعولاً. وعلى هذا لا يصح أن نقول (سافر أخو الطالبة حزينة)، لأن المضاف إليه لا يصح وضعه موضع المضاف فلا تقول (سافرت الطالبة حزينة)، لأن الذي سافر أخوها لا هي. جـ- عامل الحال: ما عمل في صاحبها من فعل أو شبه فعل أو ما فيه معنى الفعل: فـ(جاءَ أَخوك راكباً) عامل الحال الذي نصبها هو عامل صاحبها (أَخوك) الذي رفعه، وهو فعل (جاءَ). وأشباه الفعل هنا المصدر والمشتقات مثل (سرني رجوعك سالماً، ما قارئٌ رفيقُك نشيطاً) فناصب (سالماً) هو المصدر (رجوع) الذي جر الضمير صاحب الحال لفظاً ورفعه محلاً على أَنه فاعله، وناصب الحال (نشيطاً) هو شبه الفعل (قارئ) الذي رفع صاحب الحال (رفيقك). أَما ما فيه معنى الفعل فكأَسماءِ الإِشارة: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا} وأدوات التشبيه (كأَنك خطيباً سحبانُ وائل)، وأَسماءُ الأَفعال مثل (بدارِ مسرعاً)، وأدوات الاستفهام والتمني والترجي والتنبيه والنداءِ مثل ((كيف أَنت جندياً، ليتك منصفاً تصير قاضياً، ها أنت ذا غاضباً، يا خالدُ منقذاً جارَه). د- مرتبة الحال بعد صاحبها وبعد عاملها، تقول (جاءَ أخوك ضاحكاً) ويجوز تقدمها على أحدهما أَو عليهما فتقول: (جاءَ ضاحكاً أَخوك، ضاحكاً جاءَ أخوك). ولهذا الجواز قيود: 1- تتأَخر عن صاحبها وجوباً إِذا كانت محصورة مثل: (ما جئت إلا ضاحكاً) كما تُقدم هي وجوباً إذا حُصِر صاحبها مثل: (ما جاءَ ضاحكاً إلا أنت)، وإذا كان صاحبها مضافاً إليه مثل: (أَعجبني موقف أخيك معارضاً)، وإذا كان مجروراً عند الأكثرين مثل: (مررت بها مسرورة). 2- وتتأخر عن عاملها وجوباً إذا لم يكن فعلاً متصرفاً، أَو كان اسم تفضيل مثل (صهْ جالساً، بئس الطالب عاصياً، أَخوك خيركم ناطقاً) وكذلك إن كان عاملها مقترناً بما له الصدارة مثل لام الابتداء أو لام القسم: (لأَنت مصيب موافقاً، لتسرُّني مطيعاً، لأَبقين صابراً) أَو كان صلةً لـ(الـ) أَو لحرف مصدري، أو مصدراً مؤولاً بالفعل والحرف المصدري مثل: (أَنت المحبوبُ منصفاً. يعجبني أَن تقف محامياً، يسوؤُني انقلابك خائباً). والحال المؤكدة لعاملها والجملة المقترنة بواو الحال لا تتقدمان عاملهما مثل: {وَلَّى مُدْبِراً}، (حضرت ويدي فارغة). هـ- حذف عاملها: يجوز حذف عاملها إن دل عليه دليل كجوابك سائلاً: (كيف أصبحت؟) بقولك: (مسروراً)، ولكنهم التزموا حذف عامل الحال وجوباً في المواضع الخمسة الآتية: 1- أَن تدل الحال على تدرج في زيادة أو نقص وتقترن بالفاءِ مثل: (يكافأُ المجدُّ بعشرة دنانير فصاعداً، فنازلاً، فأَكثر، فأَقلَّ...)والتقدير فذهب العدد صاعداً، نازلاً إلخ... 2- أَن تغني الحال على الخبر كما جاءَ في ص 233 مثل: (أَكلي الحلوى واقفاً) والتقدير أَكلي الحلوى إِذا أُوجد واقفاً. 3- أن تكون الحال مؤكدة مضمون الجملة قبلها: (أَنت صديقي مخلصاً) والتقدير: (أَعرفك مخلصاً). 4- بعد استفهام توبيخي: (أَقاعداً وقد نفر الناس؟!) والتقدير: (أَتمكث قاعداً وقد نفر الناس؟!). 5- أَن يرد عامل الحال محذوفاً سماعاً، ومثلوا لذلك بقولهم: (هنيئاً له) مقدرين: (ثبت له الشيءُ هنيئاً).
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:21 am
7/ التمييز
اسم نكرة يبين المراد من اسم سابق يصْدق - لولا تحديده بالتمييز - على أشياء كثيرة، مثل: (عندي ثلاثون كتاباً أَنا بها قريرٌ عيناً). فـ(كتاباً) فسرت المراد بالثلاثين التي تصلح لولا التمييز لكل المعدودات، و(عيناً) أوضحت وحددت المراد بالذي (قرَّ) مني وهو العين، ولولاه ما عرف السامع هل أنا قرير بها صدراً أو نفساً أو خاطراً: ويسمى النوع الأول بتمييز الذات أَو التمييز الملفوظ، والثاني يعرف بتمييز النسبة أَو التمييز الملحوظ: أ- أما تمييز الذات فيفسر المبهم من: 1- الأَعداد وكناياتها مثل: (في القاعة عشرون طالباً أَمامهم كذا كتاباً). 2- وأسماءِ المقادير ((مساحة أَو وزناً أو كيلاً أو مقياساً)) مثل: بادلني بكل قصبة بناءً هكتاراً حقلاً، خذ رطلاً زيتاً و(لتراً) حليباً مع مدِّ قمحاً، ثوبك أربع أذرع حريراً. 3- وأشباه المقادير على أَنواعها: فمشبه المساحة مثل (ما في السماء قدرُ راحة سحاباً)، ومشبه الوزن مثل (ما فيه مثقال ذرةٍ عقلاً)، ومشبه الكيل مثل: (خبأَت جرةً عسلاً وصفيحةً دبساً وبرميلاً زيتاً)، ومشبه المقياس مثل: (وقَّعنا مَدَّ يدك عريضةً). 4- وما جرى مجرى المقادير مثل (أَليس عندي مثل ما عندك ذهباً؟) و(هذه غلتي وعندي غيرُها ثمراً). ويلحق بذلك فرع التمييز مثل قولك (في الخزانة سوار ذهباً وساعة فضة وحُلَّةٌ جوخاً). ولك أَن تنصب تمييز الذات بأَنواعه كلها (عدا الأعداد) أو تجره بـ(من) أو تضيف ما قبله إليه فتقول: في الخزانة سوارٌ فضةً = سوارُ فضةٍ (تضيف ما قبله إليه) = سوارٌ من فضة، فإن كان ما قبله مضافاً إليه اقتصرت على النصب أَو الجر مثل (أعطني قدر شبر خيطاً: قدر شبر من خيط). ب- وأما تمييز النسبة، فما كان منه محولاً عن فاعل أَو مفعول أو مبتدأ وجب نصبه مثل: طب نفساً، وكفى بعقلك رادعاً، فجّرنا الأَرض عيوناً، أَنا أَكثر مالاً. وما كان غير محول كأَكثر تراكيب التعجب، جاز نصبه وجره بـ(من) مثل (أنعم به فارساً = من فارسٍ، ما أَعظمك بطلاً = من بطل، لله در خالدٍ قائداً = من قائد).
تمييز العدد وكناياته:
أ- الأعداد من (3- 9) تؤنث مع المعدود المذكر، وتذكر مع المعدود المؤنث في جميع حالاتها مفردة أو مركبة أو معطوفاً عليها فتقول: (في الخزانة ست مجلات وسبعة أقلام، وثلاثة عشر كتاباً وخمس عشرة رسالةً، وثمانيةٌ وستون دفتراً وأربعٌ وخمسون بطاقةً). أًما العدد -10) فله حالان: يوافق معدوده إذا تركب مع غيره كما رأيت (ثلاثة عشر كتاباً، خمس عشرة رسالة) ويخالفه مفرداً مثل: (نجح عشرة طلاب وعشر طالبات) والواحد والاثنان يوافقان المعدود في جميع الحالات. وكذلك ما يصاغ من العدد على وزن (فاعل) نقول: (هذا اليومُ السابعَ عشرَ من رجب وغداً الليلةُ التاسعةَ عشرةَ). أَما تمييز الأعداد فيكون جمعاً مجروراً بين (3- 10). ومفرداً منصوباً بين (11- 99) كما ورد في الأمثلة السابقة، ومفرداً مجروراً مع (100 و1000) تقول: (ثمن كل مئة قلم أَلفُ قرش). هذا ويختار قراءة الأَعداد ابتداءً من المرتبة الصغرى فصاعداً، فتقرأ العدد ((1945)) قائلاً: كان الجلاءُ سنة خمس وأَربعين وتسعمئة وأَلف. ب- يكنى عن العدد بكلمات ثلاث: كذا، كأَيِّنْ، كم. أَما كذا فتستعمل إخباراً عن العدد مطلقاً كثيراً أو قليلاً تقول: (عندي كذا كتاباً. ورأيت كذا وكذا قريةً). وتمييزها مفرد منصوب أبداً وهي مبنية يختلف إعرابها بحسب موقعها في الكلام، ففي الجملة الأُولى هنا هي مبدأ، وفي الثانية مفعول به. 2- كأَيِّنْ (كأَيٍّ) مبنية على السكون وهي خبرية تدل على الكثير فقط، ولها صدر الكلام وتختص بالماضي، ومحلها من الإعراب يختلف باختلاف ما بعدها فتكون مفعولاً به مثل (كأًين من كتابٍ قرأت)، أَو مفعولاً مطلقاً مثل (كأَين من مرة نصحتك!) وتكون مبتدأ مثل: (كأَين من خير في التزام الاستقامة!) ولا يكون خبرها إلا جملة أو شبه جملة. أما تمييزها فمفرد مجرور بـ((من)) دائماً وسمع نصبه قليلاً في الشعر. 3- ((كم)) لها استعمالان: استفهامية وخبرية: فأما الاستفهامية فيستفهم بها عن عدد يراد معرفته مثل: (كم ديناراً عندك؟) ولها صدر الكلام، ويتصل بها تمييزها، فإن فصل فبالظرف والجار والمجرور غالباً مثل: (كم في المجلس عاقلاً؟) وتمييزها مفرد منصوب في جميع الحالات كما رأيت. وهي مبنية دائماً ويختلف إعرابها على حسب جملتها، فهي مبتدأ في قولك (كم ديناراً عندك؟). وخبر في (كم مالك؟) و(كم سطراً كان خطابك؟). ومفعول به في (كم كتاباً قرأت؟). ومفعول مطلق في (كم مرةً قرأْت درسك)، ومفعول فيه في (كم ليلةً سهرت؟). وأما (كم) الخبرية فلا يسأَل بها عن شيءِ وإِنما يخبر بها عن الكثرة وتكون بمعنى (كثير) ولا تستعمل إلا في الإِخبار عما مضى مثل: (إِنْ أُخفق الآن فكم مرةٍ نجحت!) ولها الصدارة كأختها الاستفهامية، لا يتقدم عليهما إِلا المضاف أَو الجار مثل (بكم عبرةٍ تمرُّ فلا تتعظ!) (جثةَ كم رجل واريت!) وإِعرابها كإِعراب الاستفهامية تماماً. وتمييز (كم) الخبرية نكرة مجرورة بالإضافة إليها أَو بـ(من)، وهي مفردة غالباً: (كم مغرور غرت الدنيا!، كم من مغرور... كم من مغرورين..). فإِذا فصل فاصل بينها وبين مميزها وجب نصبه أَو جره بـ(من)، تقول في (كم عبرة في الدنيا!) إِذا فصلت: (كم في الدنيا عبرةً = من عبرة). وتفترق (كم) الاستفهامية و(كم) الخبرية عدا ما تقدم من الفروق في المعنى وفي التمييز، في أَنك إِذا أَبدلت من الاستفهامية وجب أن يقترن البدل بهمزة الاستفهام مثل: (كم كتاباً قرأْت؟ أَعشرين أَم ثلاثين؟)، أَما الخبرية فلا تقترن بشيء تقول: (كم مرةٍ وعظتك، عشرين، مئة، أَلفاً!).
ملاحظات ثلاث:
1- التمييز نكرة دائماً، فإن أَتى معرفة لفظاً فهو نكرة معنى مثل: (طبت النفسَ ببيع الدار). (أَلِم أَخوك رأْسه)، فـ(النفس) و(رأْسَه) معرفتان لفظاً نكرتان معنى إِذ هما بمنزلة (طبت نفساً، أَلم رأْساً). 2- مرتبة التمييز التأْخر عن المميز الذي يعتبر الناصب له فلا يتقدمه ولم يسمع إلا نادراً في الشعر تقدم تمييز النسبة على فعله المتصرف مثل: وداعي المنون ينادي جهارااَنفساً تطيب بنيل المنى أَما إِذا كان التمييز ملفوظاً، أَو ملحوظاً وعامله جامد فلا يتقدم البتة لا في ضرورة ولا في غيرها. 3- يفرقون غالباً بين الحال والتمييز بأَن الحال على معنى (في)، والتمييز على معنى (من)، فمعنى (جئت راكباً): (جئت في ركوبي)، ومعنى (لله دره فارساً، بعت ثلاثة عشر كتاباً): (لله دره من فارس، بعت ثلاثة عشر من الكتب).
8/ المستثنى
اسم يذكر بعد أَداة استثناء مخالفاً ما قبلها في الحكم، مثل (ربح التجار إلا خالداً). وأَركان الاستثناء كما في المثال ثلاثة: مستثنى منه (التجار)، ومستثنى (خالد)، وأداة الاستثناءِ (إلا)، أما الحكم فهو (ربح). وليذكر الطالب الأُمور التالية: 1-إن لم يكن في الجملة مستثنى منه فلا عمل لأداة الاستثناء، وما بعدها يعرب كما لو كانت أداة الاستثناء غير موجودة مثل (ما ربح إلا خالد). ويسمى التركيب استثناء ناقصاً أو مفرغاً. أما النقص فلفقدان المستثنى منه وأما التفريغ فإن العامل قبل الأداة تفرغ للعمل فيما بعدها. وعلى هذا فليس الكلام استثناء وإنما هو حصر فقط. 2- الاستثناء المتصل ما كان فيه المستثنى من جنس المستثنى منه كالمثال المذكور فـ(خالد) من جنس (التجار). والاستثناء المنقطع ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه ويختار فيه النصب دائماً مثل (رحل التجار إلا بضائعهم) والغرض من ذكره دفع التوهم الحاصل حين الاقتصار على (رحل التجار)، فإن السامع قد يظن أنهم رحلوا ببضائعهم كما هي العادة، فذكر الاستثناء استدراكاً ودفعاً للتوهم. ونقلوا أن نبي تميم تجيز الرفع على البدلية إن صح تسليط العامل على ما بعد أداة الاستثناء. 3- أدوات الاستثناء ثمان: ((إلا، غير، سوى، خلا، عدا، حاشا، ليس، لا يكون)). وسيأتي تفصيل حولها. حكم المستثنى: المستثنى يجب نصبه دائماً في الأحوال الآتية: 1- بعد الأدوات ((ما خلا، ما عدا، ما حاشا، ليس، لا يكون، بيد)). 2- بعد ((إلا)) في استثناء تام مثبت أو في استثناء تقدم فيه المستثنى على المستثنى منه: سافر القوم إلا خالداً، لم يحضر إلا خالداً أحد، نجح الطلاب ما عدا سليماً، تسابق الفرسان ليس علياً، نفدت البضائع لا يكون الحرير. ويجوز مع النصب وجه آخر في حالين: 1- في الاستثناء التام المنفي يجوز النصب ويرجح عليه الإتباع على البدلية من المستثنى منه، والأَدوات المستعملة في ذلك ثلاث: ((إِلا، غير، سوى))، مثل: (لم يحضر المدعوون إِلا الأَميرُ = إلا الأَميرَ، ما وثقت بكم إلا معاذٍ = إلا معاذاً، ما أنتم مسافرون غيرُ أَحمد = غيرَ أَحمد). هذا ويحمل على النفي: النهي والاستفهام الإِنكاري مثل: (لا يجلسْ أَحدٌ إِلا الناجحُ = إلا الناجحَ، من ينكر فضل الوحدة إلا المكابرون؟ إلا المكابرين؟). واعلم أن الكلام قد يحمل على النفي وليس فيه أداة نفي، وإنما هو المعنى، مثل (فني الجسد إلا العظمُ = إلا العظمَ) وذلك لأن معنى (فني): لم يبق. وكذلك {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} نفي لأن معنى (يأبى): (لم يرض). ومن هذا الآية: {فَلَمّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} وقُرِئ (إلا قليلاً منهم). فعدوا الجملة الأخيرة استثناء تاماً منفياً يجوز في مستثناها (قليل) الرفع على الإبدال من المستثنى منه وهو الضمير في (فشربوا)، مع أنه ليس في الكلام نفي ملفوظ، ولكن المعنى جعل (فشربوا منه) بمنزلة (فلم يكونوا منه)، اعتماداً على قوله قبل ذلك: {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}. 2- إذا لم تكن الأَدوات ((خلا، عدا، حاشا)) مصحوبة بـ((ما)) جاز مع النصب الجر، مثل: (ذهب الطلاب خلا سعيداً = خلا سعيدٍ). والنصب بـ((خلا، وعدا)) أَكثر من الجر، والجر بـ((حاشا)) أَكثر من النصب. وإليك الآن، بعد هذا الحكم العام الذي لمَّ متفرقات كثيرة شتى، فضلَ كلامٍ على الأَدوات واحدةً واحدة: إلا: حرف استثناءٍ غالباً، وأَداة حصر لا عمل لها إن لم يكن في الكلام مستثنى منه مثل (لم يحضر إلا أَخوك). وتحمل أحياناً قليلة على ((غير)) وجوباً، فيوصف بها وبما بعدها، وذلك حين يفسد المعنى على الاستثناء، مثل: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتا}. لأن المعنى (لو كان في السماء والأرض إله غير الله لفسدتا)، فالقصد نفي كل إله غير الله، وبهذا رادفت كلمة ((غير)) التي يوصف بها غالباً. ولو كانت الاستثناء لكان المعنى: (لو كان فيهما آلهة ليس الله معها لفسدتا، ولكنهما لم تفسدا لوجود الله معها) وهو كما ترى معنى باطل غير مقصود البتة. وتعرب (إلا الله) معاً صفة! (آلهة). كما يوصف بالجار والمجرور معاً في قولنا: (هذا رجل على فرس). هذا وقد تكون ((إلا)) أحياناً حرف استدراك بمعنى ((لكن)) تماماً، فلا تعمل مثل: {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلاّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}. فليست (تذكرة) مستثناة من (لتشقى). وإنما الكلام استدراك و(تذكرةً) مفعول لأجله عامله محذوف والتقدير: (لكن أَنزلناه تذكرةً لمن يخشى). غير وسوى: اسمان معربان يوصف بهما ما قبلهما غالباً فنقول: (هذا رجلٌ غيرُ سيءٍ، له صفاتٌ سوى ما ذكرت)؛ ولكن كما تحمل ((إلا)) الاستثنائية على ((غير)) فيوصف بها، تحمل ((غير وسوى)) الوصفيتان على ((إلا)) فيستثنى بهما ويثبت لهما ما يثبت للاسم بعد (إلا) ويضافان إلى المستثنى الحقيقي: تقول في الاستثناء التام الموجب: (فهمنا الدرس غير نذيرٍ) وفي التام المنفي: (لم يسافر الرفاقُ غيرُ خالد ((أو)) غير خالد)، وفي الاستثناء الناقص: (ما سافر غيرُ خالد) فتكون فاعلاً، وفي الاستثناء المنقطع: (ما نجا الركاب غيرَ سفينتهم، نجا غيرَ سفينتهم الركابُ). ما خلا، ما عدا، ما حاشا: هذه الكلمات حين تقترن بـ(ما) يجب النصب بهن: (يقرأُ الطلاب ما عدا اثنين منهم). ويجعلون ((خلا)) وأَخواتها أَفعالاً ماضية جامدة، والاسم بعدهن مفعولاً به، ويقدرون الفاعل مشتقاً من الحكم قبلهن ويجعلون (ما) مصدرية فيكون التقدير في مثالنا: (عدا القراءُ اثنين منهم)، أَو (عدت القراءَة اثنين منهم)، والجملة كلها حال من المستثنى منه كأَنهم قالوا: (يقرأُ الطلاب خالين من اثنين منهم). وخير من هذا أن نجعل هذه الأفعال حين جمدت شبه الأدوات لا فاعل لها ولا مفعول. يجب النصب بها مع ((ما)) لأنها لا تزاد إلا مع ما أصله الفعل، ويجوز الجر والنصب حين حذف ((ما)) فيكون ما بعدها مجروراً لفظاً في محل نصب على الاستثناء لأنها أحرف جر شبيهة بالزائد. ليس، لا يكون: هاتان الأَداتان في الأَصل فعلان ناقصان، وهما هنا كذلك لم تخرجا على أَصلهما إلا في شيءٌ واحد هو وجوب حذف اسمهما، (سافر القوم ليس الأَميرَ) أو (لا يكون الأَميرَ) أصله (ليس المسافرُ الأَمير) أَو (لا يكون المسافرُ الأَميرَ). وأَهون من وذلك أَن نعتبر التركيب تركيباً استثنائياً رادفت فيه هاتان الأَداتان ((إلا)) فنصب ما بعدهما على الاستثناء وجوباً، وبذلك استغنتا عن اسم وخبر لاستعمالهما استعمال الحرف. خاتمة: يلحق بأَدوات الاستثناء كلمة ((بَيْدَ)) وهي اسم تدخل تركيباً شبه استثنائي، تقول (أَحمدُ جواد بيْدَ أَنه جبان) وتكون ((بيد)) منصوبة دائماً على الاستثناءِ المنقطع ومضافة إلى جملة ((أَن)) الاسمية المؤولة بالمصدر، ومعناها هنا يشبه الاستدراك ودفع التوهم كتراكيب الاستثناء المنقطع.
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 4:22 am
يعلم القارئ أن المنادى اسم يذكر بعد أداة نداء استدعاءً لمدلوله مثل: (يا خالد، أيا عبد الله)، وأنه منصوب دائماً سواء أكان مضافاً مثل (يا عبد الله) أو شبيهاً بالمضاف وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه مثل: (يا كريماً فعلُه، يا رفيقاً بالضعفاء، يا أربعة وأربعين ((اسماً لرجل))) أو نكرة غير مقصودة مثل: (يا كسولاً الحقْ رفاقك). وإنما يبنى على ما يرفع به، في محل نصب، إذا كان مفرداً معرفة مثل: (يا عليٌّ) أو نكرة قصد بها معين كقولك لشرطي أمامك ولرجلين ولمسلمين تخاطبهم: (يا شرطيُّ، يا رجلان، يا مسلمون). وإذا كان الاسم مبنياً سماعاً بقي على حركة بنائه الأصلية مثل: (يا سيبويه، يا هذا)، وقيل حينئذ إنه مبني على ضم مقدّر، منع من ظهوره اشتغال آخره بحركة البناء الأصلية، في محل نصب. ولا بأس بتذكيرٍ بالأحكام الآتية: 1-أحرف النداء ثمانية: (أ) و(أيْ) وتكونان لنداء القريب مثل: (أَخالد، أَيْ أَخي) و((يا، آ، آي، أَيا، هيا)) وتكون لنداءِ البعيد لما فيها من مد الصوت، و(وا) تكون للندبة خاصة مثل (واو لدي، وارأْسي). أما (يا): فهي أُم الباب، ينادى بها القريب والبعيد، ويستغاث بها مثل (يا للأَغنياءِ لِلفقراءِ)، ويندب بها عند أَمن اللبس تقول: (يا رأْسي) ولا ينادى لفظ الجلالة إلا بها خاصة مثل (يا أَللهُ). وهي وحدها التي يجوز حذفها مع المنادى مثل (خالدُ الحقني). 2- إذا وصف المنادى العلم المبني بـ(ابن أَو ابنة) مضافتين إلى علم، جاز فيه البناءُ على الضم، ونصبه إتباعاً لحركة (ابن وابنة) تقول: (يا خالد بن سعيد) والإتباع أَكثر. وكذلك الحكم فيه إذا أُكد بمضاف مثل: (يا سعدُ سعدَ العشيرة) يجوز مع البناء على الضم نصبه على أنه هو المضاف وأن (سعد) الثانية توكيد لفظي لها. 3- إذا اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى المبني على الضم جاز أَن ينونه مرفوعاً وهو الأكثر، مثل قول جميل: مكان (يا جملٌ) حيّيت يا رجلليت التحية كانت لي فأَشكرها وأَن ينونه منصوباً مثل قول جرير: أَلؤماً - لا أَبا لكَ - واغتراباأَعبداً حلَّ في شُعَبى غريباً 4- العَلم المحلى بـ(ال) يتجرد منها حين النداءِ فننادي العباس والحارث والنعمان بقولنا: (يا عباسُ ويا حارثُ ويا نعمان). فإِن أردنا نداءَ ما فيه (ال) توصلنا إِلى ذلك بنداءِ اسم إِشارة أَو ((أَيها أَو أَيتها)) قبله مثل: (يا أَيُّها الإنسانُ، يا أَيتها المرأَة، يا هذا الطالبُ، يا هذه الطالبةُ، يا هؤلاءِ الطلابُ) فيكون المنادى اسم الإشارة أَو كلمة (أَيها أَو أَيتها)، ويكون المحلى بـ(ال) بعدهما صفة للمنادى إن كان مشتقاً أَو عطف بيان إن كان جامداً. أَما لفظة الجلالة (الله) فتفرد وحدها بأَنها تنادى بـ(يا) خاصة وأَن أَلف الوصل فيها يجب قطعها عند النداءِ فنقول (يا ألله)، ويجوز حذف (يا) والتعويض عنها بميم مشددة في الآخر: فنقول (اللهم).
ب- تابع المنادى:
1-إذا كان التابع بدلاً أو معطوفاً عومل معاملة المنادى المستقل مثل: (يا أَبا خالد سعيدُ، يا خالدُ وسعيدُ، يا عبد الله وسعيدُ)، فإن تحلَّى المعطوف بـ(الـ) جاز فيه البناءُ على الضم إتباعاً للفظ المعطوف عليه والنصبُ إِتباعاً للمحل: (يا خالدُ والحاجبُ). 2- أَما النعت وعطف البيان والتوكيد فيجب نصبها إذا كانت مضافة خالية من (الـ) مثل: (يا أحمدُ صاحبَ الدار، يا طلابُ كلَّكم، يا عليُّ أَبا حسن). أَما إذا كان هذا التابع محلّىً بـ(الـ) أو توكيداً غير مضاف فيجوز فيه النصب مراعاةً للمحل والرفع مراعاةً للفظ: (يا أَحمدُ الكريمُ، يا أَحمدُ الفاتحُ/الباب، يا سليمُ سليماً = سليمٌ). 3- تابع المنادى المنصوب منصوب أبداً: (يا عبد الله الكريمَ، يا عبدَ الله والنجارَ إلخ).
جـ- إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم فهذه أحواله:
1- إِن كان معتلَّ الآخر (مقصوراً أَو منقوصاً) ثبتت معه الياءُ مفتوحة: (يا فتايَ، يا محاميَّ). 2- إن كان صفة (اسم فاعل، أَو مبالغته، أَو اسم مفعول) ثبتت معه الياءُ ساكنة أَو مفتوحة، تقول (يا سامعي = يا سامعيَ أَجنبي، يا معبودي = يا معبوديَ أغثني). 3- إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أَوجُه: أَولها - وهو الأَكثر - حذف الياءِ وإبقاءُ الكسرة قبلها دليلاً عليها مثل: {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ}، ثانيها إِبقاءُ الياءِ ساكنة: (يا عبادي). ثالثها إِبقاءُ الياءِ وفتحها: (يا حسرتي على فلان). رابعها قلب الكسرة قبل الياءِ فتحة وقلب الياءِ ألفاً مثل (يا حسرتا). فإِن كان المضاف أباً أَو أُماً جازت فيه الأَوجه الأَربعة المتقدمة وجاز وجه خامس هو قلب الياءِ تاءً مفتوحة مثل (يا أَبتَ، يا أَمّتَ)، ووجه سادس هو قلبها تاءً مكسورة مثل (يا أَبتِ، يا أُمتِ). وتبدل هذه التاءُ هاءً حين الوقف: فنقول: (يا أَبهْ، يا أُمَّهْ) وأَلحقوا بذلك (ابن عمي، ابنة عمي، ابن أُمي، ابنة أُمي) فجوزوا فيها إثبات الياءِ، وحذفها مع كسر الآخر أَو فتحه (يابن عمِّ، يابن عمَّ.. إلخ) مع أَن ياءَ المتكلم هنا لم يضف إليها منادى وإِنما أُضيف إليها ما أُضيف إليه منادى فكان حقها الإِثبات لكنهم أَلحقوها بما تقدم، بل حذفهم لها أَكثر من الإثبات.
د- المنادى المرخم:
الترخيم حذف آخر المنادى تخفيفاً ويطرد جواز الترخيم في شيئين: 1- المختوم بتاءِ التأْنيث مطلقاً مثل (يا فاطم، يا هِبَ، يا حمزَ، يا شاعرَ، يا جاريَ) ترخيم (يا فاطمة، يا هبة، يا حمزة، يا شاعرة، يا جارية). 2- العلم غير المركب إذا زاد على ثلاثة أَحرف: فترخم (أَحمد، جعفر، منصور، سلمان) قائلاً: (يا أَحمَ، يا جعف، يا منصو، يا سلما)، ولك أَن تحذف حرفين بشرط أَن يبقى من الاسم ثلاثة أَحرف كما في الاسمين الأَخيرين فتقول: (يا منصُ، يا سلمَ) ولك في آخر المنادى بعد الترخيم وَجهان: أن تبقيه على حاله قبل الترخيم وتقدر حركة البناء على الحرف المحذوف، وهذا أجود اللغتين ويسمونها لغة من ينتظر (أي ينتظر لفظ الحرف الأخير لتظهر عليه حركة البناءِ). والوجه الثاني أن تبني الحرف الأخير الباقي فيه على الضم فتقول: يا أَحمُ، يا جعفُ إلخ..) ويسمون ذلك لغة من لا ينتظر.
هـ- مناديات سماعية:
وردت عن العرب كلمات لم تستعمل إلا في النداء على الأوزان الآتية: 1- مَفْعَلان: (يا مخبثانُ، يا ملأمان، يا ملكعان، يا مكذبان، يا مطيبان) وتؤنث هذه الصفات بالتاء. 2- فُعَل: في شتم المذكرين: (يا خُبَثُ، يا فُسق، يا غُدر، يا لُكع) 3- فعال: في شتم الإناث: (يا خباث، يا فساق، يا غدارِ، يا لَكاعِ). والوزن الأخير قياسي في الأفعال الثلاثية التامة المتصرفة. وسمع أيضاً: يا لأمانُ، يا نَوْمَانُ (لكثير اللوم والنوم). وقالوا في ترخيم فلان وفلانة: (يا فلُ) بمعنى (يا رجل)، (يا فُلة) بمعنى (يا امرأة).
و- تراكيب الاستغاثة والتعجب:
هي تراكيب ندائية في مقام خاص، ففي قولنا (يا للأَغنياء للفقراء من الجوع): (الأغنياء) مستغاث بهم، والفقراء مستغاث لأَجلهم، والجوع مستغاث منه، و(يا) أَداة الاستغاثة، ولا يستغاث بغيرها - كما عرفت - ولا يجوز حذفها، ولابدَّ من ركنين على الأَقل في تراكيب الاستغاثة: الأَداة والمستغاث به. وفي هذا المستغاث به ثلاثة أوجه: 1- جرُّه بلام مفتوحة كما تقدم ولا تكسر إلا إذا تعدد المستغاث به: (يا لَلحكامِ ولِلأَغنياءِ لِلفقراءِ). 2- أَن يزاد في آخره أَلف توكيداً للاستغاثة: يا أَغنياءَا. 3- أَن ينادى نداءً عادياً: يا أَغنياءُ. وهو في جميع الحالات منادى، ويتعلق الجار والمجرور اللذان بعد المستغاث به بعامل النداءِ (عامل الاستغاثة) وهو كلمة (يا) التي قامت مقام (أستغيث). والمتعجب منه كالمستغاث به في أَوجهه الثلاثة، تقول متعجباً من البحر: يا لَلْبحرِ!، يا بحر!، يا بحرُ!
ز- الندبة:
نداء متفجَّع عليه أو متوجَّع منه مثل: (وا أَبتاه، وا رأَساه). ولا تندب النكرات إِذا لا معنى لأَن يتوجع الإِنسان على مجهول، ولا المبهمات كأَسماءِ الموصولات والإشارات، إِلا إذا كانت جملة الصلة مشهورة مثل (واو من فتح دمشقاه)، وإنما تندب المعارف غير المبهمة مثل: (واحسيناه واولداه). والحرف الأصلي في الندبة ((وا)) ويجوز أن تقوم ((يا)) مقامها عند أَمن اللبس مثل (يا رأْساه). ويجوز في الاسم المندوب ثلاثة أوجه: 1-أن يختم بأَلف زائدة: واخالدا - يا حرقة كبدا 2- أن يختم بألف زائدة وهاءُ السكت في الوقف: واخالداهْ - يا حرقة كبداهْ. 3- أن ينادى نداءً عادياً: واخالدُ - واحرقةَ كبدي.
المرجع: الموجز في قواعد اللغة العربية
سعيد الأفغاني
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 8:30 am
hawass المشرف على منتدى المواضيع التربوية العامة
الجنس : عدد الرسائل : 797 العمر : 44 العمل/الترفيه : instituteur المدينة : تارودانت البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 21/08/2008 نقاط : 943
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الخميس أبريل 28, 2011 11:39 am
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
موضوع: رد: الأسماء المنصوبة الجمعة أبريل 29, 2011 1:33 pm