شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: الغيرة نسمة جميلة لا إعصار مدمر! الأربعاء مايو 11, 2011 7:47 am | |
| الغيرة نسمة جميلة لا إعصار مدمر! ما أجملها من حياة، حينما تشب أواصر الحب بين الزوجين، فيخاف كل طرف على الآخر، بل يتلمس كل ما هو جميل لإسعاده، وإذا به يبالغ في هذا الحب، فتجده يطارد نسمات الهواء الرقيقة، خوفًا وحبًّا لزوجه، بزعم أنه يغار عليها، إذًا فما هي هذه الغيرة؟، وهل هي محمودة أم مذمومة؟. بداية، يجدر بنا أن نعرف ما هي الغيرة، فالغيرة هي: تغير القلب، وهيجان الغضب؛ بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق الإنسان، ونحن هنا بصدد الغيرة بين الزوجين، وهي من الطرفين، كل على حدة، وقد تكثر عند الزوجات عن الأزواج، وقد ذكر ذلك عياض، حينما عرَّف الغيرة على أنها: مشتقة من تغير القلب، وهيجان الغضب؛ بسبب المشاركة فيما به الاختصاص. ومن حكمة التشريع الإسلامي، أنه لم يتغافل عن هذا الطبع البشري الإنساني، بل أقر به، فقد ذكر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم-، فكان يقول: "من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة" (رواه أبو داود). محمودة ومذمومة فالغيرة التي يحبها الله عز وجل فهي الغيرة في ريبة: أي وجود ما يستدعي هذه الغيرة، كأن ترى الزوجة مثلا، أرقام هواتف لأسماء نساء، على الجوال الخاص بزوجها (لا تربطهن به أية علاقة، من عمل أو قرابة)، أو ما شابه ذلك، أو العكس من جانب الزوج، وهنا تكون الغيرة من الأمور المحمودة، إذ كيف لا يغار إنسان، ارتابته الريبة في أمر لامسه. ونذكر من ذلك، ما قاله سعد بن عبادة لرسول الله، قال:" يا رسول الله، لو وجدتُ مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟!، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، قال: كلا والذي بعثك بالحق، إن كنتُ لأعاجله بالسيف قبل ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني" (رواه البخاري). ومثل هذه الغيرة قد تؤدي - وللأسف- إلى هلاك البيوت، فهي ليست مسببة، بل إن صاحبها يجدر به أن يوطن نفسه على عدم فعلها؛ لأنها قد تؤدي إلى سوء العلاقة بين الزوجين، وهذه ما تسمى بالغيرة الزائدة، وأجمل علاج لها أن يُلزِم نفسه بثوابت الشريعة، تمامًا كما فعلت زوجة عمر بن الخطاب مع زوجها الفاروق: كَانَتْ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ، تَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ، فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهَا: لِمَ تَخْرُجِينَ وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ، وَيَغَارُ، قَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟، قَالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ" (رواه البخاري). فقه الزوجة ولكن من فقه الزوجة، علمت أن هذه الغيرة غيرة زائدة، وغير مقبولة؛ لأن الله أغير عليها من عمر، ولكن إن أتت في موضع آخر، حق لها أن تسمع كلام زوجها، إرضاءً له، وحبًّا له، والعكس بالعكس، ومن أمثلة ذلك في حياتنا العملية، أن هناك بعض من الأزواج لا يحب أن تتأخر زوجته خارج البيت، إلى بعد زوال الشمس، غيرة عليها، وحبًّا لها، وهذا ليس فيه حرج، فتمتثل المرأة لأمر زوجها، على الرغم من قناعتها، أن هذا ليس مقبولا في هذا الزمان، حيث تكثر الإنارة، والناس يملأون الشوارع لساعات متأخرة، وانظر إلى هذا الموقف الجميل في السيرة النبوية؛ الذي يبين أن الأمر إنما هو حرص كل طرف على إسعاد الطرف الآخر، وتجنب الصدام والمشاكل: فلننظر لهذه الزوجة العفيفة الصالحة الطائعة لزوجها، على الرغم مما بها من مشقة وتعب، ولكنها أبت ذلك، وفاءً لزوجها، ولتتجنب ما لا يرضيه، ولكن على الجانب الآخر، كان رد الزبير لها، ردًّا يوحي بأن دافع الغيرة ليس تعنتًا زوجيًّا، وإنما هو حب خالص لها، فلقد آلمه ذلك، وأعطاها الرخصة في ذلك. بين الغيرة وسوء الظن يمارس البعض بعض الأمور؛ التي يظن جهلا أنها من باب الغيرة، ولكنه للأسف قد بعُد بذلك عن نطاق الغيرة التي نتحدث عنه، ومن هذه الممارسات: 1- أن يتلمس الرجل امرأته ليلا، بعد سفر؛ ليباغتها على غرة، وقد نهى الرسول الكريم عن ذك؛ حيث قال: "إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمْ الْغَيْبَةَ فَلَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلا" (رواه البخاري).. 2- إذا رزق بمولود لا يشبهه لونًا ولا شكلا، يظن ظن السوء بزوجه، وقد روت لنا السيرة كيف عالج رسولنا الكريم هذا الأمر، مع أعرابي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ أَسْوَدُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَلْوَانُهَا؟، قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَّى ذَلِكَ؟، قَالَ: لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ" (رواه البخاري). 3- التجسس أو التنصت على مكالمات الزوج، أو الزوجة؛ بحجة الغيرة، ومعرفة ما يفعل، وهذا أيضًا من سوء الظن المتبادل، إذ كيف تستقيم الحياة إذا كان هذا هو الحال في الأسرة، لذلك كان لزامًا على الطرف الآخر، أن يبن ما فيه ريب أو شك، تمامًا كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ، أَزُورُهُ لَيْلا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ، فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا، أَوْ قَالَ: شَيْئًا" (رواه البخاري).. بهذه الأمور، وغيرها، مما هو على نفس الوتيرة، ما يهين كرامة الطرف الآخر، ويشعر أنه يُرْمَى بالخيانة، فتنعدم الثقة، وتنهار الأسرة. بهذا يكون شعارنا في التعامل مع هذا الأمر: لتكنِ الغيرة مفتاح سعادة، ودليل حب وصدق ووفاء، لا باب شر وعدم ثقة وجفاء. تحياتي لكم شمس المنتدى |
|
abdou_ame منصوري متألق
الجنس : عدد الرسائل : 200 العمر : 63 العمل/الترفيه : directeur المدينة : fes البلد : الهواية : تاريخ التسجيل : 26/05/2010 نقاط : 200
| موضوع: رد: الغيرة نسمة جميلة لا إعصار مدمر! الأربعاء مايو 11, 2011 8:20 am | |
| |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: الغيرة نسمة جميلة لا إعصار مدمر! الأربعاء مايو 11, 2011 9:03 am | |
| |
|