مع قهوة الصباح
المساء
المساء : 29 - 05 - 2011
افتتح، يوم الأربعاء الماضي، مركز تجاري جديد في مدينة قلعة السراغنة. كان هذا الحدث سيبدو غير ذي معنى وغير ذي أهمية لو لم يترأس أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، شخصيا، حفل افتتاحه بحضور والي الإقليم.
من حيث الشكل، لا نفهم لماذا يدشن مسؤول حكومي مركزا تجاريا خاصا. فإذا كانت هذه سابقة، فإنه يمكنه من الآن فصاعدا أن يدشن أي محل تجاري أو متجر في أي مدينة أخرى، غير أن الشكل من حيث الموضوع أكثر خطورة. كيف لوزير أفلت بمعجزة من شبح سنة بيضاء وأخفق في إخراج قطاع التعليم من أزمته البنيوية العميقة وفي حل مشاكل رجال التعليم المضربين، أن يتجاهل كل هذه الاختلالات التي يعاني منها قطاعه ويذهب في نزهة إلى قلعة السراغنة من أجل افتتاح مركز تجاري؟
تدشين المراكز التجارية الخاصة لا يدخل ضمن صلاحيات وزير للتعليم، كنا نأمل أن يدشن اخشيشن جامعة أو مركز أبحاث، ثم إن هذا التنقل إلى قلعة السراغنة لا يخلو من عبق انتخابي.
معلوم أن اخشيشن هو وزير في الحكومة الحالية بفضل مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة، بل إنه ظل في منصبه الحكومي حتى بعد أن التحق «البام» بالمعارضة. ومن هنا، يأتي انتقاله إلى قلعة السراغنة في ما يشبه «الحج» إلى معقل الهمة من أجل نزهة طارئة استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
ورغم هذه العمليات التي تدخل في نطاق العلاقات العامة والتسويق السياسي، فإنه سيكون صعبا، بل مستحيلا، على أحمد اخشيشن أن ينسي مئات الآلاف من التلاميذ والطلبة وأوليائهم ورجال التعليم والوضعية الكارثية وغير القابلة للإصلاح التي يوجد عليها حاليا قطاع التعليم في بلادنا.