لكل غاية مفيدة أضع بين أيدي المنصوريين هذا الموضوع:
حكايات المواطنين مع شبح القروض البنكية كثيرة ومتعددة، فبسبب القروض، يحدثالطلاق، ونتيجة لذلك تُشرَّد الأُسَر وتتناسل المشاكل، والأكثر من ذلك أن بينالأشخاص من يفضلون الانتحار،
بدل العيش طوال حياتهم رهينة للقروض البنكية. موظفون ومعلمون ومهندسون تحولت حياتهمإلى جحيم، والسبب الدائم : هو تراكم القروض البنكية، إلى درجة أن الشخص عندمايقترض من البنك يعتقد أنه سيحل مشاكله المادية، لكن الذي يحصل هو أن هذه المشاكلتزداد استفحالا ويتردى وضع المقترِض المادي أكثر مما كان عليه في السابق…
أثقلهابالقروض ثم.. طلَّقها!..
وجدت سيدة في مدينة طنجة نفسها في مواجهة القروض مع أكثر من مؤسسة بنكية،بعدما طلقها زوجها الذي كان سببا رئيسيا في هذه القروض، والذي استفاد منها أكثر منزوجته، لأنه حصل على سيارة وأموال لدفع بعض القروض التي كانت في ذمته. مع تراكمالاقتطاعات الشهرية على زوجته، إلى جانب بعض المشاكل التي طفت على سطح علاقتهماالزوجية، لم يجد الزوج حلا آخر غير أن يُطلِّق زوجته، ليتخلص من المشاكل التيأحاطت بالأسرة، لتنضاف معاناة أخرى إلى معاناة القروض… اختفى الزوج، بعد أن طلقزوجته، التي رفعت دعوى قضائية ضده تطالبه فيها باسترجاع السيارة التي اشتراها بفضلقرض باسمها.. وبما أن وثائق السيارة باسم زوجها، فإنه يصعب على هذه السيدة أنتسترجع السيارة..
أبت المشاكل أن تفارق هذه السيدة الموظفة في إحدى الشركات، والتي دخلت في
الدين كالسجن
صراع مع المرض الذي أقعدها عن العمل، وهي تعيش الآن رفقة أسرتها الصغيرة، فيظل معاناة كبيرة، بسبب تراكم الديون، من جهة، وبسبب وضعها الصحي، من جهة ثانية…
ضياعأسر والسبب؟.. «الكْريديت»!..
تتسبب القروض، في أحيان كثيرة، في تشرد أسر بأكملها، كما تدفع ضحاياها -في بعضالحالات- إلى الانتحار ووضع حد لحياتهم، بدل أن يعيشوا بقية أيامهم تحت رحمةالبنوك.. هناك قصص لعدد من الأشخاص يوزعون راتبهم الشهري كله على البنوك، بسببكثرة القروض، مما يجعلهم يعيشون ضائقة مالية منذ بداية الشهر، وهذا من شأنه أنيتسبب في مشاكل كثيرة، خصوصا داخل الأسرة.
أصبحت أسرة أحد رجال التعليم مهدَّدة بالتشرد، بعد أن تراكمت عليها المصائب،. كانأول هذه المصائب عزلُ المعلم (رب الأسرة) من وظيفته، بسبب غياباته المتكررة عنعمله. قبل ذلك، كان الرجل مثقلا ب«الكريديات» هو وزوجته الموظفة، حيث لم يستطيعاحل مشاكلهما مع القروض، إضافة إلى تكاليف اليجار البيت، التي تراكمت عليهما، هيالأخرى، إلى درجة أن مالك المنزل رفع دعوى قضائية ضد الأسرة، من أجل الإفراغ.
غير أن الزوجين، مع توالي هذه المشاكل، قررا الانفصال عن بعضهما، وسط استغرابأبنائهما الثلاثة. وتقول مصادر قريبة من هذه الأسرة إن المعلم (السابق) أصبح يعيشمن «صدقات» زملائه السابقين في العمل، حتى يضمن قوت يومه، أما زوجته المطلقةفالتحقت، رفقة أبنائها، بمنزل والديها، إلى حين إيجاد حل لأسرتها المهدَّدةبالتشرد.
«فخ»القروض الصغرى..
لم يكن أحمد (50 سنة، أب لأربعة أبناء) يتصور أن حياته ستتحول إلى جحيم، إلىدرجة تجعله يستعجل الموت، بدل أن يعيش تحت «رحمة» البنوك، بسبب القروض التي تراكمتعليه، حتى أصبح يعمل من أجل دفع الإتاوات الشهرية المفروضة عليه، وليس بهدف جلبلقمة العيش لأولاده…
بدأت «قصة» هذا الرجل مع«الكريديت» مع القروض الصغرى، ذلك أنه بائع متجول وليس منحقه الاقتراض من البنوك، بسبب عدم توفره على الوثائق القانونية، ومنها شهادةالعمل، التي تخول حامليها الاستفادة من قروض كبرى. “في البداية، اقترضت 2000 درهم،وكنت أستطيع دفع الأقساط الشهرية بسهولة، رغم أن الرواج كان ضعيفا، لكنني كنتأتدبر الأمر»، يقول أحمد، ويضيف: «عندما انتهيت من تسديد القرض الأول، فكرت في قرضآخر يساعدني على توسيع تجارتي، فأقرضوني 5 آلاف درهم، لكنْ حدث عكس ما كنت أخططله، فتجارتي تراجعت بشكل كبير، ولم أستطع دفع الأقساط الشهرية»…
تحولت حياة هذا المواطن فعلا إلى جحيم بعدما لم يعد يجد، في بعض الأحيان، حتى مايسد به رمق أولاده.. فكيف يكون بمستطاعه أن يواكب دفع ما بذمته من قروض؟!…
قصة هذا المواطن واحدة من قصص كثيرة لمواطنين مغاربة بسطاء حولت القروض الصغرىحياتَهم إلى «جحيم» وأضافت معاناة إلى معاناتهم الاجتماعية، بسبب قسوة العيش التييعانون ويلاتها في ظل الفقر والبطالة.
وبسبب نفس المشكلة، أي تراكم القروض، يتداول الناس حكاية معلم وضع حد لحياته، حيثمات منتحرا، بعد أن ألقى بنفسه من شرفة منزله، لتكشف التحقيقات الأمنية -بعداستجواب أفراد من عائلته- أن الرجل أقدم على تلك الخطوة لأنه كان يعاني من مشاكلمادية، وأنه راكم الأقساط الشهرية التي يؤديها للبنك، الذي اقترض منه لأزيد منسنة، ولم يجد سبيلا لحل هذه المشكلة، لأن مدخوله الشهري كان يوزعه على أشخاص سبقأن اقترض منهم…
نصيحة: علىقد فراشك مد رجليك.
فلاتدعوا القروض تنهش بكم يوما بعد يوم وعدم الأنجراف وراء العروضات المغرية للقروضالتي تقدمها البنوك أو الشركات الخاصة أو أشخاصاً اخرين.