محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: بيت للجميع الأحد فبراير 15, 2009 11:14 am | |
| بيت للجميع
جاسم محمد صالح
الفصل الأول ((غابة يتساقط الثلج فيها بغزارة ، الهواء قوي … صوت الريح مسموع…في الوسط شجرة كبيرة ذات أغصان كثيرة ….يدخل الأرنب ) الأرنب : اشا...ه , اشاااه , الريح قوية والثلج يملأ الغابة ماذا أفعل كي احمي نفسي ؟ ( يرتجف من شدة البرد ) ماذا أفعل ؟… (وبعد ان يفكر قليلاً ) ها لقد وجدتها ، سأحفر لنفسي بيتاً تحت جذع هذه الشجرة (يقترب من الشجرة ويبدأ بالحفر … يدخل القرد ) القرد: هه…هه،.الثلج يجعلني أبرد، أين أذهب ؟ أين أختفي ؟…أين؟ لا أدري ، فالبرد منتشر في كل مكان ، والثلج يملأ الطريق , أحسن شيء أفعله هو أن أبني بيتاً على أغصان هذه الشجرة. (يصعد على الشجرة ويبدأ بالعمل) الدب: أوو…أوو…،أوو…ه , هذا البرد يضايقني وهذا الفرو لا يحميني ، برد الغابة شديدٌ , أين أهرب منه ؟ أين ؟ أوو…أوو…ه (يرتجف بشدّة أكثر ). سأقضيه عند أصدقائي الدببة ، (يحدّق في أنحاء الغابة ) لا أحد هناك فكل الدببة قد اختفت ، عليَّ أن أسرع وأبني بيتاً ، لكن أين أبنيه ؟ آه لقد اهتديت إلى مكان مناسب ٍ، انه في جذع هذه الشجرة القريبة , علي ان احفر بيتي بسرعة . (يقترب من الشجرة ويبدأ في حفر بيته في جذعها ، وهو لا يرى الأرنب …أو القرد اللذين لا زالا يعملان … يدخل الثعلب متلصلصا …يتلفَّت حوله بحذر ) . الثعلب : أوو… ،أوو…،أوو… وو،برد الشتاء مزعج وقاسٍ ، والثلج يملأ الطرقات ، إنني متشوق لأكل الدجاج ماذا أفعل؟… ماذا أفعل ؟ لقد اشتقت إلى طعمه اللذيذ . (صمت) … حسن , لأجلس قرب هذه الشجرة ، فربما أرى بيتاً فارغاً أنام فيه وأسكن , أوو…،أوو…البرد يزداد قسوةً. (يقترب من جذع الشجرة والثلج ما زال يتساقط ). القرد : ( ينتبه الى وجود الدب) يا صديقي الطيّب , هه …أنت يا صديقي العزيز الدب : من يناديني ؟… في هذا الجو البارد القرد : أنا صديقك القرد … الدب : ماذا تريد أيها القرد !!؟ القرد : أريد ان تساعدني في بناء بيتي الدب : لا وقت لدي لمساعدتك ، أنا أيضا أريد ان ابني بيتاً القرد : ولكن أما تساعدني أيها الصديق ؟ فأنا محتاج إليك الدب : لا أستطيع … قلت لك لا أستطيع القرد : ولكن …ولكن … الدب :ما أصعب بناء بيت في هذا الثلج ، أظافري تتجمَّد ولا تستطيع أن تحفر شيئاً ، حتّى ولو كان خشباً طرياً , يداي متجمدتان أيضاً ...ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل؟ (صمت)أخاف أن يد ركني الليل وأنا على هذه الحالة ( يحدِّق في أرجاء المكان ) أرى الأرنب هناك , لأطلب مساعدته … فربما يساعدني !؟ أيها الأرنب …الصديق ، أيها الأرنب الصديق …أيها الصديق الأرنب :(في مكانه ) ماذا تريد منّي أيها الدب ؟…ماذا تريد؟ الدب : أما تأتي وتساعدني ؟ الأرنب : لا أستطيع فأنا مشغول أيضاً الدب : ولكنّي محتاجٌ إليك …أرجوك … تعال وساعدني الأرنب : قلت لك لا أستطيع أن أترك عملي الدب : ( مع نفسه ) إذاً ماذا أفعل ؟ لا … أحد يساعدني , أرجوك ساعدني أيها الأرنب الأرنب : فكِّر مع نفسك فيما تفعل ؟…اتركني , فأنا مشغول (وهو يعمل بتكاسل ) الأرض باردة جداً ، وأظافري لا تحفر شيئاً في هذه الأرض الرطبة المكسوّة بالثلج , لا أستطيع أن احفر شبراً واحداً … ماذا افعل ؟ (يتلفت) سأقضي الليل في هذا الثلج وأظل ارتجف حتى الصباح (يتلفت مرة أخرى فيرى الثعلب ) انه الثعلب … ولكن !! سمعت الآخرين يقولون عنه انه كاذب ومخادع …ومحتال , لا يهم ذلك , سأطلب منه ان يساعدني, فربما يكون طيباً معي , أيها الثعلب …. أيها الثعلب …يا صديقي العزيز الثعلب : أوو…اوو… من ناداني في هذا البرد القاسي ؟ …من ؟ الأرنب : أنا صديقك الأرنب . الثعلب : فالجو بارد ولا يحتمل الأرنب : لا أستطيع أن أحفر بيتاً، وأريد مساعدتك الثعلب : أنا مثلك لا أستطيع ان ابني بيتاً , إنني أفتش عن بيتٍ فارغ يؤويني الأرنب : لن تجد بيتاً فارغاً في هذا الوقت الثعلب : أسكت أيها الأرنب ولا تزعجني بثرثرتك هذه الأرنب : حسن … إن بناء البيت مشكلة صعبة وتحتاج إلى تعاون (يزداد سقوط الثلج، ويشتد الهواء … ويبدو الجميع منشغلين في أعمالهم ولكن دون فائدة) القرد : (في مكانه على الشجرة) كلما ابني بيتاً يسقطه الريح، علي ان انزل من مكاني هذا … فربما أجد على الأرض حلاً لمشكلتي هذه ؟ (ينزل من مكانه ويصير قرب جذع الشجرة) الدب : صعب الأمر علي، وعجزت عن فعل أي شيء، هذا الجو البارد مزعج جداً (بعد أن يفكر) لأخرج من مكاني هذا، فقد أجد حلاً ينقذني (يخرج من مكانه … يرى القرد) ها… أنت هنا أيها القرد ؟ القرد : أمامك كما ترى، لم أستطع أن أفعل أي شيء الدب : أنت مثلي لا تعرف شيئاً عن بناء البيوت الأرنب : آه… تجمدت يداي من البرد , لأبتعد عن هذا المكان , فقد أجد حلاً لمشكلتي قرب جذع الشجرة (يتحرك من مكانه باتجاه جذع الشجرة) ها … ها، أنتما هنا أيها الدب … وأنت أيها القرد الدب : يبدو أنك مثلنا عاجز عن بناء بيت لك الأرنب : أنتما مثلي عاجزان … ها…. ها …. ها. الدب : البرودة تشتد والثلج يتساقط القرد : لنفكر بحل ينقذنا… قبل أن يدركنا الليل الأرنب : لنفكر كلنا في ذلك الدب : إنها فكرة حسنة، لنفكر كلنا (يسمع من بعيد صوت الثعلب بشكل متوالٍ) القرد : لقد سمعت صوت الثعلب , لنناد عليه ونسأله، فربما يفيدنا رأيه ؟ (يتلفت حوله) أيها الثعلب… أيها الثعلب … الثعلب :( مرة أخرى ) من يناديني في هذا البرد ؟ القرد : أنا أناديك …. أنا القرد … أما عرفتني من صوتي ؟ الثعلب : أوه … ماذا تريد مني أيها القرد ؟ … القرد : تعال هنا … نريد أن نسألك في بعض الأمور. (يقترب الثعلب منهم ولكن بحذر وهو يتلفت حوله) القرد : هل ترشدنا إلى بيت فارغ نأوي إليه ؟ الثعلب : (ضاحكاً) لو كان هناك بيت فارغ لاختبأت فيه , وتخلصت من هذا البرد القاسي القرد : إذاً نريد أن نتعاون جميعاً في إيجاد حل لمشكلتنا الثعلب : ماذا يمكن أن نفعل ؟ … ان البرد أقوى منا القرد : ربما أشياء كثيرة نجهلها الآن الثعلب : ماذا أستطيع ان افعل لكم ؟ ان مشكلتي كبيرة جدا (يتشاورون ويبتعدون، ثم يتشاورون ويبتعدون) الدب : بماذا فكرت أيها الأرنب ؟ الأرنب : فكرت في أن نهرب من هذه الغابة ، إلى مكان بعيد حيث الدفء … هيا بنا … يا أصدقائي لنهرب بسرعة الدب : (ضاحكاً) … إنها فكرة رديئة ولا تفيدنا في شيء , انك غبي أيها الأرنب الأرنب : بأي شيء فكرت يا صديقي الدب؟ الدب : (ضاحكاً) أحسن شيء هو أن نبقى نتحدث حتى الصباح , فربما سيكون الصباح دافئاً. الأرنب : إنها فكرة سخيفة أيضاً …. اوو …. ه (يرتجف ويرتجف الدب) الثعلب : ( يقفز في مكانه )عندي فكرة مقبولة . الأرنب : ما هي ؟ قلها بسرعة …فقد بدأت أتجمد , اشااه … اشااه الدب : أسرع وقلها لنا القرد : نحن نسمعك يا صديقي، فلا تبخل بأفكارك . الثعلب : أن يقترب الواحد من الآخر كثيراً حتى لا نشعر بالبرد , إن فروي ساخن … وكذلك فرو الدب, إنها خير طريقة للقضاء على البرد هه , ما رأيكم بهذه الفكرة الرائعة ؟ الدب : إنها فكرة لا تفيد الأرنب : وسخيفة أيضاً الثعلب : أصمت أيها الأرنب الغبي و لا تعلق على أفكاري الأرنب : ( متسائلا ) أنا غبي أيها الثعلب المخادع. الثعلب : نعم أنت الذي لا يعرف أن يأكل غير أوراق الأشجار. الأرنب : لكنك غبي ولص , واكل الأوراق أفيد من أكل الدجاج الثعلب : أسكت وإلا قطعت لسانك , لقد ذكرتني مرة أخرى بالدجاج المشوي … ياه ما ألذ طعمه الأرنب : أنت تقطع لساني ؟!! … سأرشد الكلاب على مكانك , انها صديقتك الحميمة القرد : كفانا أيها الأصدقاء مشاكل , كفوا عن ذلك لنفكر بحالنا (صمت) الثعلب : يبدو إن القرد توصل إلى شيء مهم . القرد : لقد وجدتها … وجدتها … الأرنب : ماذا وجدت ؟ الثعلب : هل وجدت بيتاً فارغاً ؟!! أم دجاجة كبيرة ؟ الدب : أوو…. ه , أيها الثعلب، فأنا لا أفكر إلا بحساء ساخن في هذا البرد الشديد, وأنت لا تفكر الا بالدجاج… كف عن هذا الهراء …أرجوك القرد : لا بد أن نتعاون كلنا. الدب : في أي شيء أيها الصديق ؟ الأرنب : ماذا تقصد في كلامك ؟ القرد : في بناء بيت نسكن فيه جميعا (يتبادلون النظرات) الدب : إنها فكرة حسنة الأرنب : وأنا سأساعدك … لا تنسى إن لي مخالب قوية القرد : ( ينظر إلى الثعلب ) وأنت أيا الثعلب… ماذا تقول ؟ الثعلب : لا أستطيع أن أساعدكم، سأفتش عن بيت فارغ يؤويني , لا تشركوني معكم في هذه الأعمال المتعبة القرد : سيكون البيت لنا كلنا … أيها الثعلب . الثعلب : قلت لكم … لا أريد ، لا أريد . (يبتعد الثعلب عنهم، يغنون وهم يعملون ) الفصل الثاني القرد : بنينا بيتاً جميلاً… ياه ما أجمله. الدب : ورائعاً جداً، لم أر مثل في حياتي … إنه كبير وقوي الأرنب : هذا البيت يحمينا من الثلج والبرد … ومن العواصف الشديدة . القرد : أنسيتم إنه بتعاوننا فعلنا ذلك ؟ الأرنب : لم ننس ذلك، وسنتعاون دائماً. الدب : مثل أي شيء أيها الأرنب … (يضحك) أرجو ألا يكون ذلك في أكل الخضراوات , فانا لا آكلها. الأرنب : مثلاً نزرع مزرعة … ونحفر جدولاً … أو أي شيء مفيد آخر. القرد : أنت ذكي جداً أيها الأرنب … فقد نبهتني إلى هذه الأشياء. الدب : هيا بنا لندخل البيت … فأنا مشتاق إلى جو الدافئ الأرنب : وأنا أيضاً أرغب في ذلك القرد : هيا ندخل، لنعد الطعام (يدخلون ويبدو الثلاثة من خلال الشباك المفتوح … ومن بعيد يأتي صوت الثعلب أوو…. أوو … أوو). الأرنب : (ضاحكاً) لنغلق الشباك … فهذا صوت الثعلب، إنه يبحث عن بيت فارغ القرد : لقد رفض مساعدتنا، لن يجد بيتاً أبداً. الدب : سيظل يرتجف حتى الصباح، فهو يستحق ذلك. الأرنب : لنغلق الشباك بسرعة, حتى لا نسمع صوت الذين لا يتعاونون مع الآخرين (يغلقون الشباك)
|
|