قطرة
العين هي شكل من الأشكال الدوائية التي تستخدم أساسا لتوصيل الدواء إلى
العين بشكل يضمن تغلغل الدواء إلى كل العين بالجرعة الصحيحة, بصورة معقمة
تحفظ العين, بدلا من أن تكون هي نفسها سببا لمزيد من العدوى للعين...

و لكن هل تعرف ما هي الطريقة الصحيحة لاستخدام قطرة العين و حفظها؟؟؟

قد يسأل البعض, إذا وصف لي الطبيب قطرة للعين, هل أضع نقطة واحدة أم نقطتين لكل جرعة في العين الواحدة؟؟؟
على
حسب أحدث الأبحاث العلمية (في عام 2008), يرجح الأطباء استخدام نقطة واحدة
في العين في المرة الواحدة, و ذلك لأن نقطتين سويا غالبا ما تجعل النقطة
الثانية تخرج من العين إلى الجفون مما قد يسبب حساسية للجلد في هذه
المنطقة, كما أنها تزيد من احتمالات امتصاص الدواء إلى الدم, و هو شيئ لا
نرغب فيه عندما نختار قطرة موضعية للعين,, فالقطرة الموضعية للعين لا بد و
أن توصل الدواء فقط للعين, و ليس إلى تيار الدم... ففي بعض الحالات, قد لا
يكون هناك أثر يستحق الذكر لامتصاص بعض الدواء الموجود في القطرة إلى تيار
الدم, و لكن قد يكون ذلك مؤثرا جدا لبعض قطرات الجلوكوما (المياه الزرقاء),
التي تحوي دواء يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم إذا امتص إلى تيار الدم...

و
فوق كل ذلك, عند استخدام نقطتين في الوقت الواحد للعين الواحدة, و نفقد
النقطة الثانية على الجفون في كل مرة, فإن ذلك يؤدي إلى فاقد اقتصادي لنصف
محتوى الزجاجة على مستوى الفرد الواحد, و ذلك ينعكس على تكلفة تصنيع هذا
الدواء المفقود منه نصفه تقريبا في النظام الاقتصادي الصحي ككل...




طيب, ما هو الفاصل الزمني بين جرعات قطرة العين ؟؟؟
ليس
لذلك قاعدة محددة, و إنما يتحدد ذلك حسب كا حالة و حسب ما يرى الطبيب,,
فبعض الحالات شديدة العدوى أو بعد بعض العمليات بالعين, يحتاج المريض
لاستخدام القطرة كل نصف ساعة (و غالبا ما يكون ذلك في فترة استيقاظ المريض
فقط) ,, في حين تحتاج بعض الحالات الأخرى إلى نقطة واحدة في اليوم في كل
عين ...

طيب,, كيف أضع نقاط الدواء في عيني ؟؟؟
أولا و قبل كل
شيئ, ينبغي أن نتذكر جيدا أن قطرة العين هي شكل دوائي معقم , و ذلك لأن
العين هي عضو حساس جدا أكثر من غيره من أعضاء الجسم الأخرى,, و بالتالي,
ينبغي أن نهتم بفكرة التعقيم هذه طوال عملية وضع القطرة في كل عين في كل
مرة...

أولا, ينبغي على المريض أن يغسل يديه جيدا, و يزيل أي عدسات لاصقة من عينيه...

ثانيا,
انزع غطاء الزجاجة, و لأننا نتكلم عن عملية معقمة, تذكر ألا تضع حافة
الغطاء على أي سطح,, و إنما ضعه على جنبه بحيث تكون حافته في الهواء, غير
ملامسة لأي سطح, أو أمسكه بحذر في يدك الأخرى التي لا تضع بها نقطة
الدواء,,,

ثالثا, عند عملية وضع نقطة الدواء في العين, احرص ألا
تتلامس القطارة مع العين, و ذلك لسببين, أولهما حماية العين من أي تلوث
(كزيادة حذر, مع العلم أن القطارة هي أيضا معقمة و لم تتلامس مع أي سطح آخر
من قبل) ,, و السبب الثاني هو الحفاظ على القرنية من أي خدش...

أما عن طريقة استخدام اليدين في وضع القطرة, فهناك طريقتان:
الأولى هي الطريقة التقليدية ,,


قم
بإمساك الزجاجة بشكل مقلوب, بإحدى اليدين, بين إصبع الإبهام و إصبع
المُسَبِّحة,, و ذلك في الحين الذي تمسك فيه اليد الثانية بالجفن السفلي
للعين, و تشده للأسفل برفق,,, بحيث تفتح "حفرة" صغيرة توضع فيها نقطة
الدواء...

و حتى لا تجد نقطة الدواء هذه على خدك بعد كل هذه
الاحتياطات, قم بإمالة راسك إلى الخلف قليلا, انظر إلى الأعلى, و اجعل رأس
الزجاجة قريبا من الجفن السفلي الذي صنعنا فيه هذه "الحفرة",, و قم ببساطة
بوضع نقطة واحدة بين كرة العين و الجفن السفلي...


أما الطريقة
الثانية, تستخدم يدا واحدة لكل هذه العملية,, حيث تمسك بزجاجة الدواء بين
أصبع الإبهام و إصبع المُسَبِّحة, و تقوم بإراحة أصبع البنصر ( و هو الأصبع
الصغير الأخير) على الجفن السفلي, و تقوم من خلاله بشد الجفن السفلي لأسفل
برفق, لصنع تلك "الحفرة" التي ستضع فيها نقطة الدواء,,
و بعد هذا
الاستعداد, قم بإمالة رأسك للخلف قليلا, انظر لأعلى, و اضغط على الزجاجة
حتى تخرج نقطة الدواء منها إلى تلك "الحفرة" بين العين و الجفن السفلي,,,

بعد ذلك, أبقِ رأسك مائلة قليلا إلى الخلف, حتى تعطي فرصة للدواء لأن يتوزع في العين, بدلا من أن يسقط على الخد مرة أخرى...

ليس هذا كل شيئ,, فقد يسأل أحد كيف نحد من امتصاص أي دواء يعطى في العين؟؟

من
المعروف أنه بعد أن تضع القطرة في عينيك, فإنها تعبر عبر القناة الدمعية
التي تصل بين العين و الأنف,, و منها إلى البلعوم و القناة الهضمية, و منها
يتم وصول الدواء إلى تيار الدم...
و لهذا, يستطيع المريض بعض وضع
القطرة في العينين, أن يغلق عينيه, و يضغط بأصبع المُسَبِّحة من كل جانب
على الجزء الداخلي لكل عين باتجاه الأنف,, لمدة دقيقة أو دقيقتين,, و هو
بذلك يقلل كمية الدواء التي ستصل إلى البلعوم, و بالتالي تكون كمية الدواء
الممتصة إلى تيار الدم قليلة بدرجة لا تؤثر سلبيا على المريض...


سؤال هام: إذا وصف لي الطبيب أكثر من نوع قطرة عين, كم يكون الفاصل الزمني المناسب بين كل قطرة؟؟؟

إذا
كان المريض يستخدم لعينيه أكثر من نوع واحد من القطرات, فعليه أن يفصل
بينها بثلاث دقائق على الأقل, إذا كان يخشى أن ينسى وقت وضع القطرة إذا
زادت الفترة الفاصلة عن ذلك...
و إذا كان يستخدم عدسات لاصقة, فلا ينبغي وضعها قبل 15 دقيقة من وضع نقاط الدواء في العينين...

كيف يتم حفظ قطرة العين؟
ü
بشكل عام, ينبغي أن تحفظ قطرات العين في مكان بارد جاف,, ليس بالضرورة في
الثلاجة, إلا القطرات المكتوب عليها أن مادتها الفعالة هي
(الكلورامفينيكول), فلابد و أن تحفظ في باب الثلاجة...
ü لا تستخدم قطرة العين إذا تم تجاوز تاريخ صلاحيتها...
ü
يفضل كثير من الأطباء التخلص من قطرة العين بعد 28 يوما من فتحها,, و ذلك
لأنها من المفترض أن تكون معقمة تماما عند كل مرة استخدام, و من خلال
الأبحاث على مدى استيعاب كمية المادة الحافظة في زجاجة القطرة لأي ميكروبات
تدخلها, وجد العلماء أن مدة 28 يوما أو شهر هي أنسب مدة...
ü أما عن
القطرات التي لا تستخدم بانتظام, و إنما فقط حسب الحاجة, مثل الدموع
الصناعية و غيرها من المستحضرات التي تستخدم لزيادة راحة العين, فهي معرضة
أكثر من غيرها للبقاء مدة طويلة,, و ينبغي على من يستخدمها ألا تزيد مدة
استخدام الزجاجة الواحدة أكثر من 6 أسابيع من بداية فتح الزجاجة,, أما إذا
كانت الزجاجة لا تزال مغلقة, فهي صالحة حتى انتهاء تاريخ صلاحيتها...
ü
يعاني بعض المرضى من حساسية تجاه المواد الحافظة الموجودة بقطرة العين,, و
في هذه الحالة يكون من المناسب لهم استخدام قطرات بدون مواد حافظة, و
العديد من هذه القطرات يوجد في عبوات تكفي لجرعة واحدة, يعني كل جرعة تمت
تعبئتها في المصنع بشكل معقم, و عند استخدامها يفتحها المريض في وقت
الاستخدام مباشرة, و يضع محتوى العبوة كله على مرة واحدة, و بذلك لا تكون
هناك فرصة لتلوث محتوى القطرة...
ü أخيرا, و ليس آخرا, تماما مثل أي
دواء آخر, ينبغي على المريض أن يقرأ المكتوب على العلبة في كل مرة حتى
يتأكد أن يستعمل الدواء المناسب في الوقت المناسب, و لا يخلط أي أدوية ذات
زجاجات متشابهة...
تحياتي لكم
شمس المنتدى