هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

  فلاسفــــــة صغـــــــــــا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شمس
مراقبة عامة
مراقبة عامة
شمس

الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 24544
العمر العمر : 35
العمل/الترفيه : جامعية
المدينة : الجزائر
البلد البلد :  فلاسفــــــة صغـــــــــــا 1alger10
الهواية :  فلاسفــــــة صغـــــــــــا Travel10
المزاج المزاج :  فلاسفــــــة صغـــــــــــا Pi-ca-16
تاريخ التسجيل : 05/07/2009
نقاط نقاط : 35206
الوسام المشرفة المميزة

 فلاسفــــــة صغـــــــــــا Empty
مُساهمةموضوع: فلاسفــــــة صغـــــــــــا    فلاسفــــــة صغـــــــــــا I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:03 am

على سطح المنزل القديم جلس يناظر السماء بهدوء، بعدما قضى النهار بطوله في أزقة الحارة برفقة أصحابه، و إذ بشهبٍ ينسدل من قمة السماء حيث سقط - كما خُيّل له - خلف القباب العاليّة، فنهض ليرى أين استقر هذا النجم، لكنه فشل في اكتشاف أثره؟!

طالما سمع من جده قصص أولئك البشر و صعودهم السماء ليتحوّلوا إلى نجومٍ بعد مفارقتهم الحياة، فرفع الجدّ يده مشيراً باصبعته تلك هيّ أمك؟! و من تلك اللحظة لم يترك الطفل يوماً إلا و صعد السطح ليبقى بجانب أمه، لكنه في كل مرّة يخفق في تحديد النجم المطلوب فيختار أقرب جرمٍ إلى الأرض و يقول: أنتَ أمي؟!

على عكس جميع الأطفال، كان يستأنس بصوت عرير الصراصير، بالرغم من كرهه لتلك المخلوقات المقرفة، لا شيء يُثني الطفل عن ممارسة طقوسه في الرؤية و المناجاة، حتى المطر!! كان يظن أنه رسائل من والدته، فحينما يشتد هديره ليملأ الحفرات الممتدة بيّن البيوت ليرسم لوّحات يزيد من ألقها الأنوار الصفراء الخافتة المنبعثة من مصابيح الكهرباء المتدليّة من أعمدة الخشب.

في إحدى الليالي، و حينما كان غارقاً في تأملاته، خرق صوت عالٍ أجواء الصمت:

أحمد ماذا تفعل هنا؟!

فنظر بسرعة إلى مصدر الصوت و ردّ:

أهلاً صديقي، أنا هنا أراقب أمي؟ و أنت ما الذي أخرجك إلى السطح؟

كيف تراقب أمك و هيّ ميّتة؟!

نعم إنها ميّتة لكن انظر هناك - مشيراً بيده إلى ذلك النجم - هذه أمي رحلت من هنا و استقرت في السماء؟!

ضحك رفيقه ضحكةً لا تعبر عن فرح ٍ أو سخريّة!! و قال: ايـــــه - تنهيـــــــدة طويلة - في كل هذه السماء ليس لك إلا نجم واحد فقط؟!

تعجب أحمد!! نعم نجم واحد و هو أغلى شيء عندي!!

يا صاحبي لم يبقى في بيتنا سوايَّ و اختي هل يمكنني أن أسرق نجمتيّن من هذه السماء؟

تذكر أحمد تلك الحادثة المشئومة التي أودت بوالديّ صديقه! فردّ عليه خذ ما شئت هيّ لله و هو الكريم فلا أظنه يمنع عليّكَ نجمتاكَ!

سادَّ صمت طويل، حتى عرير الصراصير توقف، ودّع أحمد صاحبه، و نزل إلى البيت في غيّر موعده لعله أراد أن يفسح المجال له أن يحادث والديّه و أن يبادلهما النظرات و ربما بعض الكلمات.

تحياتي لكم
شمس المنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

فلاسفــــــة صغـــــــــــا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الأدبية :: الساحة الأدبيــة :: قصــــص وحكايــــات-