من المقرر أن ينطلق يوم غد الخميس ، وبشكل فعلي الموسم الدراسي 2011 -2012 . وإذاكانت السلطات التعليمية قد اختارت للموسم الجديد شعار:«جميعا من أجل مدرسة النجاح»،وهو شعار ينم عن التفاؤل والتطلع إلى موسم تربوي جيد ،خصوصا بعد المعطيات الرسمية التي تفيد بأن الخطة الاستعجالية قد حققت معظم غاياتها،فإن الهاجس الذي يسيطر على أولياء وآباء التلاميذ هذه السنة هو ماعرفته السنة الماضية من إضرابات وانقطاعات متكررة عن الدراسة قادها الأساتذة للمطلبة باستحقاقاتهم ،وكانت النتيجة عدم استكمال المقرر، ومرور موسم دراسي فارغ،في غياب المراقبة والمتابعة.
وإذا كات الوزارة قد مددت الموسم الفارط بأسبوعين من أجل تدارك مافات ،فإن ذلك لم يكن كافيا لتعويض مئات الساعات التي قضاها التلاميذ خارج الفصل وبدون دروس.
ورغم ارتفاع تكلفة الكتب المدرسية وزيادة نسب أثمانها ،خاصة في القطاع الخاص ،وهذه تفاصيل لن نخوض فيها الآن، فإن كل ذلك يمكن تجاوزه بموسم دراسي جيد ومتكامل .
ويبدو من خلال تصريحات المسؤولين عن قطاع التربية والتعليم أن هناك حرصا كبيرا واستعدادات لإنجاح الموسم الدراسي الجديد،فهل كل ذلك كاف من أجل تجاوز إكراهات السنة الماضية وإخراج التعليم العمومي من القمقم؟
وكان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطرأكد أن الوزارة عازمة برسم الموسم الدراسي الجديد 2011-2012 على مضاعفة الجهود على جميع المستويات، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، من أجل بلوغ الأهداف التي سطرها البرنامج الاستعجالي.
وذكر في تصريح للصحافة عقب إعطاء جلالة الملك انطلاقة مشروع مليون محفظة ، أنه سيتم التركيز بالأساس على مواصلة ترسيخ آليات الحكامة الجيدة داخل المنظومة التربوية، وتعزيز اللامركزية، والرفع من القدرات التدبيرية للأطر العاملة بالمنظومة على كافة المستويات.
وأبرزبخصوص مراجعة المناهج والمقررات المدرسية، أن هذه المراجعة انطلقت من العلاقة التفاعلية بين المدرس والمجتمع باعتبار المدرسة محركا أساسيا للتقدم وعاملا من عوامل التنمية البشرية المندمجة، ومشتلا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وممارسة الحياة الديمقراطية.
وأكد أنه تم برسم الموسم الحالي اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة في سبيل تأمين الزمن المدرسي الذي يعتبر حقا أسمى للمتعلمين، مشيرا إلى أنه تمت ترجمة هذا الحرص في بعض المقتضيات التي تضمنها المقرر الدراسي لهذه السنة، والتي تهدف إلى الحد من الهدر المدرسي وتعبئة كل الفعاليات التربوية على كافة المستويات.