أكدوا أن الإعلان عن المباراة صاحبتْه عدة مشاكل على مستوى التواصل
هيام بحراوي
عبّر مجموعة من الأساتذة الذين اجتازوا مباراة التفتيش في قطاع التعليم المدرسي عن استيائهم من طريقة تنزيل مواضيع الإمتحانات ومن نتائج الامتحان الشفوي الذي اجتازوه
بعد نجاحهم بتفوق في الامتحان الكتابي، الذي نظّمتْه كتابة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، المكلفة بالتعليم المدرسي، في يوليوز الماضي، لدخول مركز تكوين مفتشي التعليم، الكائن بباب «تامسنا»، في «العكاري» في الرباط.
وقال أحد الأساتذة إن المباراة عرفت، من حيث التنزيل، تسرُّعاً «منقطع النظير»، فقد جاء الإعلان عنها في الموقع الإلكتروني للوزارة متزامنا مع امتحانات الباكلوريا، مع ما يعرفه هذا الموعد من ضغط على الإدارة والأساتذة العاملين في المؤسسات التعليمية.
وقد تسبب هذا، يضيف المصدر ذاتُه، في حرمان مجموعة من الأساتذة من وضع ملفاتهم في آجالها القانونية. وحسب الأساتذة الذين استقت «المساء» تصريحاتهم، فقد صاحبت الإعلانَ عدةُ مشاكلَ على مستوى التواصل، حيث لم تصل المذكرة إلى عموم المؤسسات التعليمية عبر التراسل الإداري المعهود، مما حذا بكثير من المديرين إلى رفض تسلم الطلبات والتأشير عليها. كما أنه لم يعلن عن نتائج الانتقاء في موقع الوزارة ولا في أي موقع رسمي، ولم يتوصل المعنيون بالأمر بأي رسالة، ورقية أو إلكترونية، تخبرهم بذلك.
وقد اتصلت «المساء» بأحد المفتشين -طلب عدم ذكر اسمه- والذي عبّر عن أسفه على ما يجري في الحقل التعليمي، عموما، وفي المباراة المذكورة وسياقها خصوصا، كما أنه عقد مقارنة بينها وبين المباراة التي سبق أن اجتازها وعقّب قائلا: «في ما قبلُ، كان يتم إطْلاع الأساتذة المشاركين على مواد الامتحان ومحاوره وعلى المراجع التي يجب الاعتماد عليها... ولكن كل هذا تم التراجع عنه الآن، رغم شعارات الجودة والحكامة وغيرهما»، يضيف المتحدث ذاته.
وفي نفس السياق، عبّر بعض الأساتذة الذين اجتازوا مباراة التفتيش عن «غضبهم» من نتائج الامتحان الشفوي، حيث أكدوا أنه في مادتي اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية نجح عشرة مترشحين فقط، فيما أعلن عن تخصيص 18 و15 منصبا على التوالي لكل منهما. وعن السبب في هذه الفوارق، صرّح لنا مصدر مقرب أن الاختبار الشفهي حصرته المذكرة المنظِّمة في المناقشة انطلاقا من ملف المترشح ومشروعه الشخصي، بينما لم يعرف الامتحان مناقشة أي ملف علمي لأغلب المترشحين. وبدل اقتراح قضايا كبرى للنقاش لاختبار لغة المترشح ومنهجه في التحليل وقدْرته على ترتيب الأفكار والحجج وغير ذلك، يضيف المصدر ذاته، أنه تم طرح أسئلة جزئية جدا، مثل «اذكر أنواع الإمالة؟»، «كم عدد أصول الفرائض؟» «ما هي أطول وأقصر مدة للحيض في المذهب المالكي؟».. وكأن المترشح يجتاز امتحان سلك الإفتاء»، يتابع المصدر نفسه.