من الملاحظ أن هناك ثمة اختلاف
ليس بالبسيط ولا السطحي واقع بين الرجل والمرأة ولا سيما في طريقة تحدث
وتفكير كل منهما، وقد يتفجر من بين ذلك شلال من سوء الفهم يستند إلى أساليب
اتصال مختلفة.
فالمرأة عادة تميل إلى عرض شكواها
وما يواجهها من مشكلات والرجل يسيء فهم ذلك بأن عليه إيجاد الحل، وبالمثل
فهي في بعض الأحيان تسيء تفسير سمات الرجل ورغبته في البقاء بمفرده أو
منعزلاً عن الآخرين.
ففي أغلب الأحيان يحتاج الرجل للعمل على حل المشكلة في صمت، ولكن المرأة تسيء قراءة أفعاله بأنه لا يريد التحدث معها.
الرجل يسأل .. المرأة تلمِّح:
فالرجال مصممون من طراز يتسم بالسؤال المباشر، أما النساء فتكوينهن يميل إلى جعل احتياجات الآخرين فوق احتياجاتهن الخاصة.
فالمرأة دائما تتوقع من الرجل أن
يقوم بقراءة ومعرفة ما يدور ببالها دون أن تتحدث هي، ولكنها سرعان ما تُشحن
بالغضب نتيجة عدم التفاته لها ومعرفته لحالها.
ولكن إذا قامت هي بالسؤال مباشرة عما تريده دون الحاجة إلى سياسة قراءة العقل أو التخمين، فستحصل على طلبها ودون أدنى جهد من الرجل.
بالنسبة للمرأة .. كل شيء بالتفصيل:
عندما تقول هي: هل تتذكر ذلك الثوب الذي قمت بارتدائه في أول ليلة جمعتنا سوياً؟ فهو يسمعها وكأنها تقول: إذا كنت مهتما، فسوف تتذكر.
فالمرأة عادة لديها لحظات وذكريات هائلة من التفاصيل، فضلا عن كونها أكثر عاطفية ورومانسية مقارنة بالرجل.
فعلى النساء معرفة أن الرجال لا يتذكرون التفاصيل الدقيقة، وهذا قد يكون نتيجة اختلافهم في معالجة المعلومات وليس بسبب عدم اكتراثهم.
المشاكل: الاستماع مقابل الحل:
عندما
تواجه المرأة مشكلة ما فإن الرجل يبادر بتقديم الحل، ولكنها بمنتهى
البساطة لا تريد سوى شخص يفهمها ويحاول تهدئتها واحتوائها، وعلى النقيض
تريد المرأة إعطاء الرجل ما يمكن وصفه بكتف كي يبكي عليه، وهذا هو آخر شيء
قد يريده الرجل.
وكقاعدة عامة على الرجل مساعدة المرأة بالعاطفة أولا ثم تقديم الحل، والعكس صحيح بالنسبة للمرأة.
الرجل يرى الصورة مقسمة ومجزئة .. أما هي فتراها كبيرة وكاملة:
لا
يفكر الرجل والمرأة بنفس الطريقة، فهو يميل إلى تقسيم الأمور وفصل
العلاقات والعمل عاطفيا وعقليا، أما هي فترى الصورة كاملة وكبيرة حيث تتصل
جميع جوانبها ببعضها البعض.
فالنسبة للمرأة.. إذا تحول هو بسلاسة من حديثك الهام إلى ماتش كرة القدم، فهذا لا يعني أنه لا يهتم بحديثك.
وبالنسبة للرجل.. ينبغي معرفة أن
حديثها المطول وسردها لأحداث الماضي لا يعني أنها تحاول إزعاجك أو تبدي
تذمرها من شيء ما، بل هي فقط طريقة عمل عقلها الذي يهدف إلى ربط حدث ما
بآخر.
هي تقول كثيراً .. هو يتحدث قليلاً:
عندما
تشعر المرأة بالضغوط وتراكم أعباء الحياة عليها فهي تميل وتحتاج إلى
التلميح، فهي غالباً ما تتذكر شفهياً أدق التفاصيل المؤسفة عن عملها، أو
جدولها المكتظ بالمواعيد وربما أسرتها.
ودائماً ما تستخدم عبارات وكلمات درامية، وعندما تتصرف المرأة على ذلك النحو فينبغي تذكر أنها كالبركان الذي على وشك الانفجار.
الرجل.. ليس هذا هو وقت الدفاع،
ولكن اهدف إلى تهدئتها من خلال الاستجابة العاطفية تجاهها وتوجيه المزيد من
الأسئلة من أجل تشجيعها على التحدث بحرية، واعلم أنه بمجرد شعورها أن
انفعالاتها قد تم فهمها والاستماع إليها، فإنها سرعان ما تهدأ وتبدو على
نحو أفضل.
وعلى الناحية الأخرى عندما يشعر الرجل بالتوتر والضغوط، فإنه غالباً ما يتوقف عن الحديث لفترة من الوقت.
فهو فقط يسعى إلى تهدئة أعصابه من
خلال مشاهدة التلفاز أو تصفح الإنترنت وربما البقاء وحده منعزلاً كي ينسى
ما به من مشاكل، ولكن تأتي غريزة المرأة كي تدفعها إلى سؤاله عن الخطأ الذي
ارتكبته معه أو سبب عدم رغبته في الجلوس معها لبعض الوقت.
المرأة.. ليس هذا الوقت مناسبا
كي تشعرين أنكِ مرفوضة، ولكن الأفضل إعطاؤه المساحة التي يحتاجها من أجل
الاسترخاء بطريقته الخاصة. فمن الأفضل التركيز على الأشياء التي تجعلك في
حالة جيدة خلال تلك الأوقات، وبهذا فعندما يعود هو إلى حالته الطبيعية
تجدين نفسك شاعرة بالسعادة والسرور لقضاء الوقت معه
تحياتي لكم
شمس المنتدى