كما يقولون دائماً، الهدم دائماً أسهل من البناء، فإن تكسب رضا الآخرين أمر ليس بالسهل أبداً،
ويحتاج منك إلى قليل من التفكير وذوق في التعامل وسلاسة في بناء الروابط،
وملامح الصورة التي تُريدها أنت.
الأمر في الأساس، هو منك، وإليك؛ فمُجرّد أن تتذوق ثمرة رقيّك،
وجمال روحك، وترى حبّ الناس واهتمامهم بك، فستُزهر نفسك، وتهنأ بصفائك.
قال صلى الله عليه وسلم:
"ما من هم ولا غم، ولا وصب ولا نصب، حتى الشوكة يشاك بها المسلم إلا كفّر الله بها من خطاياه"،
فالمصلحة الدينية تضاعف من المصلحة الدنيوية التي سيكسبها المرء في نهاية المطاف.
وقال بعضهم:
"ينبغي للعاقل أن يداري زمانه مداراة السابح في الماء الجاري".
وقال الحسن:
"حسن السؤال نصف العلم، ومداراة الناس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤونة".
وقال ابن حبان:
"من التمس رضا جميع الناس التمس ما لا يدرك، ولكن يقصد العاقل رضا من لا يجد من معاشرته بداّ،
وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها،
أو استقباح أشياء كان يستحسنها ما لم يكن مأثماّ،فإن ذلك من المدارة وما أكثر من داري فلم يسلم ,
فكيف توجد السلامة لمن لا يداري ؟".
قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
يقول لك العقل الذي زين الورى * إذا أنت لم تقدر عدواّ فداره .
وتحضرني قصة جحا في استحالة بلوغ رضا الناس,لما بنى بيتا ,فجاءه الاول
قائلا لو جعلت الباب في الجهة اليمنى كان افضل ,
فنقل جحا الباب الى الجهة اليمنى,ثم اتاه اخر
فقال له لو كان في الجهة الشرقية كان افضل,فحول جحا الباب,
ثم اتاه اخر فقال له لو كان في الجهة اليسرى كان افضل ,فحوله ,
حتى اصبح منزله عبارة عن بيت مهدم وكثير الرقع فانتقل الى منزل اخر ,
بناه على هواه ,فاتاه رجل وقال له لو كا ن الباب في الجهة الغربية كان افضل ,
قال له استسمحك ,هدا منزل جحا ,اما منزل ارضاء الناس فهو الذي في الجوار.....
منقول