كادت مجانية مكالمات الأرقام التي تبتدئ بـ 333 والصادرة من الهواتف الخلوية "ميديتيل" أن تخلق أزمة بين البلدين المغرب وفرنسا.
خلال الأسبوع المنصرم تلقيت مئات الهواتف بشمال وشرق فرنسا آلاف المكالمات المجهولة، متكررة على امتداد ساعات مع فاصل دقائق معدودة، بين المكالمة والأخرى.
كل الأرقام الفرنسية المستهدفة تبدأ بـ 03 وكل المكالمات صدرت انطلاقا من المغرب بدليل استعمال الرقم الاستدلالي 00121.
بدأت هجمة هذه المكالمات في بداية الشهر الماضي، وكان التركيز على مدينة "ليل" الفرنسية واستمرت ليلة كاملة، وتكرر نفس السيناريو في اليوم الموالي، وحسب ما أدلت به بعض الإذاعات المحلية ربط علاقات مع امرأة تقيم بفرنسا، وهذا ما أدلى به مجموعة من سكان مناطق "بادو كالي" و"موزيل" و"كوت دور" الفرنسية.
في اليوم الثالث تعاظمت الظاهرة، ولتقلت الشركات العامة بفرنسا شكايات زبنائها خوفا من انعكاس موجات المكالمات المجهولة على الفواتير، سيما وأن بعض العائلات توصلت بمئات المكالمات المجهولة في ظرف أسبوع.
مع تكاثر الشكايات اضطرت "فرانس تليكوم"، توقيف كل المكالمات الصادرة من المغرب يوم 18 فبراير 2009، بما فيها المكالمات "الشرعية" والمتعلقة بالأرقام المبتدئة بـ 03، وذلك في انتظار إجراء تقصي في النازلة.
اهتدى المحققون إلى أن "فيفيندي" في طور مراجعة منظومتها المعلوماتية قصد التكيف مع الترقيم الجديد المزمع اعتماده في غضون شهر مارس بالمغرب.
ومع التقصي تمكن المحققون من وضع أيديهم على الخلل "المعلوماتي" الذي كان سببا في قيام هذه الضجة، كيف تم ذلك؟
يقول أحد مهندسي "فرانس تيليكوم":" إن زبناء "ميديتيل" يحظون بمكالمة مجانية للرقم 333، إلا أن هذه المجانية شملت الأرقام التي تبدأ بت 333 أو 0333 بفعل خطأ معلوماتي تضمنته المعطيات الأساسية لمنظومة "ميديتيل"، وبذلك همت موجات المكالمات المجهولة منطقة الشمال الشرقي الفرنسي والتي يبد رمزها الاستدلالي بـ 3".
لم يهدأ بال المهندسين الفرنسيين إلا بعد اكتشاف السبب، وهذا ما كان والغريب في الأمر أن المشكل يرتبط بـ "سبازم" هاتفي أحدث بفعل خطأ رقن [الموازي للخطأ المطبعي بالنسبة للمنشورات]، وهذا ما كشفته "اتصالات المغرب" لـ "فرانس تيليكوم" بعد إثارة المشكل.
أما بخصوص كثرة المكالمات، عزى المحققون المر إلى كون اكتشاف مجانية المكالمات انتشرت كالهشيم بفضل شبكة الانترنيت، مما جعل الباحثين على ربط علاقات غرامية بنساء من فرنسا يستغلون الفرصة ويهجمون على الأرقام المبتدئة بـ 3. علما أن العملية نجحت باستعمال الخطوط الهاتفية الثابتة بعد انتشار معلومة مجانية الاتصال بالأرقام المبتدئة بـ 3. وتم القيام بتصحيح ما أضحى ينعته الفرنسيون بـ "خطأ 333" يوم 18 فبراير على الساعة الخامسة مساءا، لترفع فرنسا الحظر على المكالمات الهاتفية الواردة من المغرب، مع التنبيه إلى أن ضحايا الهجمة أعلنوا عدن استعدادهم إلى أداء الفواتير في حالة تضمنها انعكاسات هجمات المكالمات المجهولة.