حتج العشرات من الآباء والأمهات بفم الحصن بإقليم طاطا يوم الجمعة 21 أكتوبر الجاري أمام مركزية مجموعة مدارس إمي أوكادير، مانعين التحاق التلاميذ والأساتذة بالمؤسسة، وذلك بعد مضي أزيد من شهر على انطلاق الموسم الدراسي دون أن يستفيد أبناؤهم الذين يتابعون دراستهم بفرعية تنزيضة التابعة للمجموعة المدرسية المذكورة، من أية حصة دراسية رغم وجود ما يكفي من أطر التدريس.

وقالت مصادر من فم الحصن إن أستاذتان ظلتا "تتجولان" بعد رفضهما الالتحاق للعمل بفرعية تنزيضة، بايعاز من مدير أكاديمية كلميم السمارة الذي تدخل لدى نائب وزارة التربية الوطنية طالبا منه تمتيع الأستاذتين المشار إليهما بوضعية فائض في الوقت الذي يحرم فيه تلاميذ تنزيضة من حقهم في التمدرس.

وأضافت المصادر نفسها إن مدير الأكاديمية تدخل لدى السلطات المحلية بفم الحصن وأسفر تدخله على تخصيص بطاقتين للانعاش الوطني لمعطلين بالمنطقة من أجل تكليفهم بالتدريس بفرعية تنزيضة، وهو ما أثار استغراب العديد من الفاعلين بإقليم طاطا وكذا بجهة كلميم السمارة.

وقال منتخبون إن اقتراح حل الانعاش الوطني في "نازلة" تنزيضة يمثل قمة العبث الذي وصل إليه تدبير قطاع التعليم بنيابة إقليم طاطا بسبب ما رأى فيه المنتخبون المذكورون تدخلا سافرا من طرف مدير أكاديمية كلميم الذي لا يهمه في نظرهم سوى أن يتمكن التلاميذ ذوو الأصول الصحراوية من التمدرس في ظروف مناسبة أما غيرهم فلا مشكلة في أن يظلوا بدون مدرسين أو أن يتم تكليف أي كان لـ"حراستهم" فقط.

مسؤولون نقابيون بجهة كلميم السمارة وتعليقا على الموضوع قالوا إن الأمر عادي جدا في جهة كلميم، منتقدين سياسة مدير الأكاديمية في تدبير الموارد البشرية بالجهة، ومتهمين إياه بالتستر على من وصفوهم بالأساتذة الأشباح في كل نيابات الجهة بدون استثناء، وما حدث بفم الحصن خير دليل على ذلك يضيف المسؤولون النقابيون الذين فضلو عدم ذكر انتماءاتهم النقابية.

يشار إلى أن احتجاجات آباء وأمهات التلاميذ ازدادت في الآونة الأخيرة بجهة كلميم السمارة خاصة بإقليمي كلميم وطاطا، حيث احتج خلال الأسبوع الماضي أباء لتلاميذ بمدرسة الهدى بكلميم بسبب ضم أقسام المستوى الأول مع أن المؤسسة تتوفر على عدد كاف من المدرسين ومنهم من لا تطأ قدمه المؤسسة حسب نقابيين بكلميم، كما احتج آباء تلاميذ مدرسة سموكن بطاطا بعد رفض أستاذ الالتحاق بعمله وعدم اتخاذ أي إجراء ضده من طرف نيابة وزارة التربية الوطنية بطاطا، مقابل تكليف أحد المعطلين المتعاقدين بالتدريس مكانه بأمر من مدير أكاديمية كلميم. وبفرعية العيون التابعة لمجموعة مدارس أم الكردان احتج الأباء ونظموا وقفتين الأولى أمام مدرسة مدشرهم والثانية أمام مقر النايبة الإقيلمية لوزارة التربية الوطنية بطاطا، تُوجت بلقاء مع مدير الأكاديمية الذي نقلت مصادر حضرت لقائه مع سكان "العيون" المنحدرين من قبيلة دوبلال الصحراوية قوله "هذا زمن العرب ماهو زمن الشلوح" معربا عن "اعتزازه" بتحركات أباء وأمهات تلاميذ فرعية العيون، مقترحا عليهم تكليف أحد أبناء قبيلة دوبلال للتدريس بفرعيتهم في إطار التعاقد.

كل ماجاء في هذا الخبر صحيح هناك فائض في مدينة كلميم وخصاص مهول في اغلب المجموعات المدرسية بالعالم القروي التابع للاقليم